اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خواطر من مدينة الأشباح


مهيب

Recommended Posts

أحزننى فراقك يا مصر ... بعيدا ... و قد أضحت حياتى السابقة فيها و التى لم يمر عليها سوى بضعة أشهر ... حلما جميلا ... استيقظت منه مغمورا بالعرق البارد ...

لماذا يمنحونا الحنان فى سن لا تسمح لنا بفهمه ... لماذا العالم بهذه القسوة ... حياة غريبة هى مايحياها الناس هنا ... فى الوادى غير ذى الزرع ... طرق متسعة و سيارات فارهة كبيرة الحجم ... كل شيء هنا صناعى ... حتى الناس ... كل واحد منهم مكتوب عليه صنع فى بلد ما ... جو جاف .. جاف من كل شيء له علاقة بالمشاعر ...

لماذا كل المبانى منخفضة فى الرياض ... بلد عجيب حقا .. كل الناس فيه (صديق) ... لا مشاعر .. لا ابتسامات ... لا مزاح ... لا شيء سوى العمل و القنوات الفضائية و النوم ... متى أتيت هنا .. لا أذكر ... و متى سأرجع .. لا أعرف ... الغريبة لو أردت أن أكتب مذكراتى لخمس سنوات أخرى فلن أجد صعوبة ... لا فرح .. لا بكاء ... فقط هى حالة غريبة من الميكانيكا ان صح التعبير ... وبهدوء بدأ الجرح يتسع ... الغريبة أنه لا ينزف ... هو فقط يتسع

سألنى أحدهم هنا عن الابتسامات ... أخبرته أنها تنتج فى مصر بكثرة ... لكن يبدو أن السعودية لا تستوردها من مصر ... لست أدرى كم هى الضريبة على الابتسامات ... لست أدرى أيضا اذا ما كانت معفاة من الجمارك أم لا ... لكنى كنت أعتقد قديما أنها ضرورية للحياة ... لكن الناس هنا أثبتوا العكس ... أثبتوا أن هناك ثمة حياة بلا ابتسامات .. ولو كانوا أثبتوا أن هناك حياة على المريخ لكان الأمر أقرب للتصديق ...

وكلما أنظر الى صورى القديمة فى مصر ... أفتقد ذلك الشاب الطموح ... بعينيه و ابتسامته الشقية ... بروحه و مرحه و نجاحاته ... ثم استدير لأنظر فى المرآة ... فأرى شبحا يحدق بعينين ليس فيهما عمق ... جفن و قزحية و قرنية و بؤبؤ فقط ... و لاشىء آخر ...

سألته يوما من أين أشترى جيتارا ... ابتسم بسخرية ... و أجاب أنه يبدو أننى لم أدرك بعد أين أنا ... وبين عالم ملىء بأصوات هدير الحاسبات الضخمة و أكواد الجافا المرهقة ... بين عالم ملىء بالمصطلحات التى تتكون من ثلاثة أحرف انجليزية (دائما ثلاثة أحرف) ... ها هو يأتى و يقول انه يريد أن يبتاع جيتارا ...

كم أضحت مصر بعيدة ... و كأنها وجدت فى زمان آخر .. هل وجدت مصر من الأساس ... هل مازالت تحتل ذلك المربع على الخريطة ... ومنذ أن وطئت قدماى مطار الملك خالد ... و قد جاءنى خاطر مضحك قليلا ... تخيلت أن المشهد قد توقف فى مصر ... قد تجمد و كأنه مشهد فى فيلم ... كل الناس على نفس أوضاعهم ... ينتظرون أن أعود حتى يستكملوا الحياة ...

غدا .. ربما بعد غد تتفتح الزهور ... سأظل أبحث عن زهور طبيعية ... تتفتح من تلقاء نفسها ... وترتوى من ماء طبيعى ... و كل يوم أسأل نفسى ... الى متى ستظل رئتاى تتحمل هواءا غير مصرى ... الى متى ستتحمل خلاياى قبل أن تنهار ...

وحدة ... و جمود مشاعر ... و ملل .. و اعتياد ... و ...

و اكتئاب تفاعلى حاد ...

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

مهيب

كل الاماكن ممكن ان تصبح مدنا للاشباح

حين نفتقد فيها انفسنا

هناك شىء ما يحيط بالحياة فى قلوبنا

اعتدنا ان نشتم رائحة التراب والطين فى الهواء ونستمتع برائحة المطر وهى تغسل ورقات الشجر كل شتاء ونلهو والقطرات تداعب وجناتنا هنا وهناك

دف ابتسامة فى الصباح ربما من جار لا تعرفه ربما من طفل فى سيارة مجاورة ربما من زهرة تتفتح فى حديقة ما على مرمى البصر

اتدرى ماكن يميز منزلنا لسنوات طويله بل شارعنا باكمله رائحة الفل الذى يزين سور المنزل ويجرى الاطفال بعد عودتهم من المدرسة لاقتطافه فاسبقهم لاصنع لنفسى عقدا طويلا انام وانا ارتديه حتى لا تفارق الرائحة انفى

هنا دفء البشر يحييك

وهناك...........برد ارواحهم يخنقك

كنت يوما مثلك وحيدة غريبه فى احد الأماكن شعرت فى وقت قصير انى ساقية لا تكل عن الدوران مبرمجه بين ساعات العمل والنوم اختنقت لم استطع ان اعانق قلمى او اتنفس حتى بحرية لم اقوى ان ادور الطرقات على قدمى اصدح باغنية لمنير لم اتمكن ان ارفع صوت فيروزفى سيارتى وهى تنادينى فى ليلى الشمال الحزينه

صرت حزينه

مكتئبة رغم كم الابتسامات التى اوزعها لعلهم يبتسمون

وانتهزت اول فرصه لاعود بلا رجعة

لا اطلب منك هذا فقط ........... احمل همومك الينا ودعنا نحاول ان نكون دفء الوطن فى كلمات حتى تعود الينا سالما رائعا متألقا كعهدك بذاتك

لا تفقد هذا الرونق فى خضم لهاثنا التعب

يجب ان تكون هذا وذاك

رائع انت حتى وانت تحكى عن مدينة الاشباح

تخيل

يمكنك ان تجعلها جنة بلا اشباح

فقط كن انت

مبدعا رائعا متألقا

البنت المصريه

تم تعديل بواسطة bentmasria

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

الغربه صعبه..........

اكيد صعبه... لما تصحى فجأه وتلاقى ان الى كنت كل يوم بتصبح عليه وانتا نازل الصبح رايح شغلك او مدرستك او جامعتك وتبتسم فى وشه مش موجود هكذا فجأه.........

اكيد صعبه ... لما توصل البيت وتلاقى الى كنت دايما بتلاقيه بيستناك وهوه بيبتسم وبيقولك عملت ايه النهارده وتحكيله كل همومك ويشيل معاك همك واحزانك مش موجود فجأه..........

بس هنعمل ايه الحياه كده ........

ولازم نصبر ....وبعدين يا اخ مهيب ما احنا موجودين دايما مع بعض فى المنتدى ارجو ان ده يخفف عنك متاعب الغربه

(وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم)

انما الامم الاخلاق ما بقيت .............. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا

...................................................................!

وعلمتنى الحياه اضحك لأحبابى

واضحك كمان للعدو علشان يشوف نابى

واخده كمان بالحضن لو خبط على بابى

فيحس انى قوى وميشفش يوم ضعفى.......

قناتى ع اليوتيوب ....

صفحتى ع الفيس بوك .....

رابط هذا التعليق
شارك

لست أدرى حقا بماذا أرد يا بنت مصرية ... فبالرغم من تيار الحنين الجارف الذى اجتاحنى و أنا أقرأ كلامك ... الا أننى لم أستطع منع تلك الابتسامة الهادئة التى بدأت رويدا رويدا ترتسم على وجهى ... لم أستطع منع تلك التنهيدة الحارقة التى خرجت على الرغم منى ... تحدثتى عن الفل ... عن رائحته التى تكون آخر ما تحسينه قبل النوم ... تحدثتى عن الأطفال ... عن صوت فيروزالدافىء فى الليالى المقمرة ... وهى ترجو ليالى الشتاء الحزينة أن تتذكرها ... تحدثتى عن محمد منير و عالمه الغامض ... تحدثتى عن كل هذا ... ظللت أسترجع كلماتك و أنا أرمق بقعة المياه و هى تتسع على الموكيت ... تتسع بهدوء .. وببطء

لماذا دائما محمد منير و فيروز ... مالذى يجمعهما على الرغم من اختلاف عالميهما ....

لكن لا تقلقى عزيزتى ... فبالرغم من جفاف الحياة هنا ... و جفاف طبيعة العمل ... بين أسطر من الأكواد الجافة و مصطلحات البرمجة اياها ... الا أن الاله الواحد موجود ... وهو الذى بيده الخير دائما ...

لا تتصورين كم هو رائع قراءة تعليقاتكم ... ولقد ظللت أبحث فى دهاليز الشبكة عن موقع أميز ما فيه مصريته ... و أحمد الله على أنى وجدته ... هل تعلمين أن صورة محمد ابنك التى تتوج مشاركاتك تذكرنى بمصر أكثر من صور النيل و الأهرامات الثلاثة مجتمعة؟ بالتأكيد سيغضب هذا وزير السياحة .. لكنه حقيقى

شكرا لكلماتك الحانية ...

هشام الجنيدى ... احنا طبعا دايما مع بعض ... لكن لو تصدقنى ... المشكلة مش الغربة ... المشكلة هى الاغتراب ... الغربة شيء سهل الانسان يتعود عليه ... لكن الاغتراب صعب ... لازم الواحد يتأقلم انه يعيش بيه ... و بحاول ... أحيانا بيكون الصبر شيء ممتع صدقنى ... شكرا لكلماتك عزيزى

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...