محمود تركى بتاريخ: 6 أكتوبر 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 أكتوبر 2013 (معدل) الفرق بين " القانون" و " التشريع" فى مقال للمرحوم محمود الأفوكاتو. كتب المرحوم الأفوكاتو منذ عدة سنوات هذا الرد على بعض أسئلة الدكتور" سى فوود" ,الذى اختفى فجأة منذ عدة سنوات و حتى الآن لا نعرف مصيره. ويبدو أن الموضوع له طعم و رائحة ما يجرى فى الوقت الحالى, حيث كان سى فود( لمن يعرفه فى المحاورات) متشددا دينيا, و كان عضوا فى تنظيم إسلامى فى الولايات المتحدة: و إليكم نص الرد. عزيزى سى فوود, بداية, أنا لم أشغل منصب قاض, لا فى مصر, و لا فى إنجلترا, فأنا مجرد محاضر فى القانون, و جلوسى على منصة " القضاء" لم يتجاوز عضويتى فى لجان التوفيق والتحكيم الخاصة بمنازعات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. و لكن هذا لن يمنع من أن أستجيب لردك بعقل متفتح, و سيكون تعليقى موضوعيا, وصريحا. و حتى يكون تعليقى متمشيا مع سياق موضوع الحوار, فاسمح لى بإبداء بعض الملاحظات التمهيدية: الإشارة إلى "القوانين الوضعية" ربما يكون المقصود به هو الإشارة إلى "القانون" بمعناه الدارج, أى "القانون" من صنع الإنسان. و لكن هناك فرق بين كلمة " القانون" بمعناها القفهى, و بين كلمة " القانون الوضعى" أو ما يسمى"بالقانون التشريعى" أى القانون الصادر من مجالس تشريعية منتخبة. فالقانون بمعناه "الفقهى", يتضمن, إلى جانب التشريع, أمورا أخرى ربما لا ترد بخاطر كثير من الناس. فعادات, و أعراف الشعوب هى جزء من القانون, بل أن معظم القانون الإنجليزى مستمد من ألأعراف التى احتضنتها المحاكم, و طبقتها, و طورتها, على مر العصور, و أصبحت مصدرا أساسيا للقانون فى دول الفلك الأنجلوساكسونى. و الشرائع السماوية كانت, و مازالت قانونا, أو على الأقل مصدرا للقانون. و قواعد العدالة الطبيعية, هى أيضا إحدى ركائز القانون. و حاليا, تعتبر السوابق القضائية ( أى الأحكام النهائية الصادرة من أعلى محكمة) جزءا مكملا للقانون, أى جزء منه. لذا, عندما نقيّم عملا, لا يجب أن نعتمد على القانون " الوضعى" فقط, بل علينا أن نستنير بجميع عناصر القانون لأخرى, حتى نحسن فهمه. أما إدانة الفعل بدون إدانة فاعله, فهذا موضوع يحتاج إلى كثير من النقاش. فقد ينطبق ذلك على قضايا الفكر, و لكنه لا ينطبق على الأفعال, فإذا كان الفعل محّرما و مجّرما, فقد ارتكب فاعله جُرم يستحق عليه العقاب. بل أن الشريعة الإسلامية قامت على مبدأ " الجريمة, و العقاب" . فمن إرتكب معصية, فهو عاص, و معنى ذلك أن الشريعة الغراء قد عاقبت العاصى, أستنكارا لما ارتكب. و الأحاديث النبوية لم تخلوا من وصف من ارتكب معصية, وصفا يفصح عن إستنكار الفعل, كما يفصح أيضا كره الفاعل نفسه جزاءا لما فعل. و أنا أتفهم ما تقصد قوله, بل سأحاول أن أشرح الفرق بين ما تريد أن تقوله, و بين ما يقوله القانون, بمعناه الشامل . تريد أن تقول أن القتل, و إن كان فعلا محرما, قد لا يجعل القاتل" قاتلا". و هذا القول قد يبدوا صحيحا فى بعض الحالات الإستثنائية, مثل: القتل للدفاع عن النفس, أو الممتلكات, أو العرض. القتل فى الحروب دفاعا عن الوطن. القتل عن طريق الخطأ الغير مقصود. القتل للضرورة, مثل حالات التضحية بفرد, بقصد حماية المجموع. و لكن هذه الإستثناءات تكشف عنها المحاكمة, و عادة لا يتم محاكمة فاعلها بتهمة "القتل", و لكن متى استقر ضمير القاضى على أن القتل كان عمدا, فإنه سيتعامل مع الجانى على أنه" قاتل", و سيصدر حكمه على هذا الأساس. و يسرى هذا على جميع الجرائم, فالسارق الذى يسرق لأنه جوعان, و لم يوفر له الراعى خبزا, فقد إرتكب "جريمة" السرقة, و لكنه لن يدان كسارق. و لكن من سرق و ليس له عذر شرعى, فهو " سارق" طبقا لجميع القوانين و الشرائع. و النقطة التى أتفق فيها معك هى: يقين القاضى أن الشخص الماثل أمامه قد ارتكب الجُرم. فلا يدان شخص لمجرد أنه متهم فى قضية, و لا يدان شخص لأن مقال فى إحدى الصحف قد ألصق به تهمة, أى أننى أتفق معك على أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته, بدون أدنى شك. بل زيادة على ذلك, فقد أبديت فى الماضى تحفظى على وصف" الإعتراف" بأنه " سيد الأدلة". و شرحت ذلك فى إحدى مقالاتى عقب وصف بعض الزملاء شخصا بأنه " قاتل". لأنه إعترف بارتكاب الجريمة, وقت القبض عليه. ( و كان ذلك قبل بدأ محاكمة المتهم فى جريمة القتل) فالإعتراف, لكى يكون "سيدالأدلة", يجب أن يكون صادرا بإرادة " حرة", بشرط أن يتم هذا الإعتراف أمام قاضى الموضوع. بعد هذه المقدمة التمهيدية الطويلة, أعود إلى أسئلتى التى وجهتها إلى سيادتكم, و لم يتضمن أى مقطع منها ذكر " بن لادن" و لكن مادام ذكره قد أتى, فلنتكلم الآن عن يقين القاضى بأن المتهم قد ارتكب الجُرم. و الوصول إلى هذا اليقين, يستلزم من المحكمة التأكد من الإلمام بجميع أبعاد ووقائع القضية. و لكن, أية قضية؟ هل هى قضية: "هل بن لادن إرتكب هذه الأفعال أم لا؟ " أم هى قضية : "هل إرتكابه لها يجعله إرهابيا"؟ أم هى قضية : "أن الأدلة ليست سوى بيانات على الإنترنت, يمكن لأى فرد أن يدعيها لنفسه؟". كل هذه القضايا لم تكن من إهتمامى عندما سألت أسئلتى. فأنا لم أدعى صدق كل أو بعض كل ما يقال عن "بن لادن", خيرا أو شرا. كما لم أدعى صدق أو كذب البيانات التى نسبت إليه, أو إلى تنظيم القاعدة. و لكن ما أنا متأكد منه هو أن "جرائم قتل" و " إرهاب" قد إرتكبها بعض الأفراد ضد أبرياء مسلمين و غير مسلمين, و هذه هى جريمة "قتل " بكل المقاييس و المعايير, فإذا أرد الشيخ" بن لادن" أن يبرر شرعية هذه الأفعال, أو ينفى نسبتها إلى نفسه, و إلى تنظيمه, فهو حر فى القيام بذلك. و إذا أراد أن يترك الناس لكى تتكهن الحقيقة, فهو حر فى ذلك. لذلك, فأنا مضطر للعودة إلى سؤالى مرة أخرى: "هل ما حدث فى شرم الشيخ, على ضوء ما نعرفه حتى الآن, جهاد؟ أم جريمة قــتل؟" تلاحظ سيادتكم أنى لم أشر فى سؤالى إلى " بن لادن" كما لم أشر فى سؤالى إلى أى من التنظيمات التى تسارع بالإعلان عن أرتكابها لهذا" العمل الرائع". و أنا مازلت على إستعداد لسماع كل الآراء, من جميع الأطراف, إلى أن أجد الرد على سؤالى. وفقنا الله جميعا لفعل مافيه خير المسلمين, و الإنسانية جمعاء. و تقبل تحياتى. تم تعديل 6 أكتوبر 2013 بواسطة محمود تركى مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 6 أكتوبر 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 أكتوبر 2013 تحياتي استاذ تركي وكأنما التاريخ يعيد نفسه لم اتحدث الى اي اخواني عن العنف المصاحب لتظاهراتهم وارتباطها بدم يسال الا وتنصل من تلك الافعال وحاول تبرئة ساحة الاخوان من تلك الدماء التي سالت والارواح التي ازهقت. كان ردي دائما مادمتم قد نظمتم التظاهرات وسمحتم لارهابيين ان يعتلوا منصاتكم ليهددوا الشعب بالقتل والسحق واحراق البلد فأنتم مشتركون في المسئولية وتتحملون نصيبكم فيما تسفر عنه تلك الافعال. -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود تركى بتاريخ: 8 أكتوبر 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 أكتوبر 2013 تحياتي استاذ تركي وكأنما التاريخ يعيد نفسه لم اتحدث الى اي اخواني عن العنف المصاحب لتظاهراتهم وارتباطها بدم يسال الا وتنصل من تلك الافعال وحاول تبرئة ساحة الاخوان من تلك الدماء التي سالت والارواح التي ازهقت. كان ردي دائما مادمتم قد نظمتم التظاهرات وسمحتم لارهابيين ان يعتلوا منصاتكم ليهددوا الشعب بالقتل والسحق واحراق البلد فأنتم مشتركون في المسئولية وتتحملون نصيبكم فيما تسفر عنه تلك الافعال. شكرا يا أستاذ محمد على ردكم الكريم, و فعلا, التاريخ يعيد نفسه, و لكننا لا نتعظ, و لا نتعلم الدرس, و قد حان الأوان لكى نبدأ فى التعامل مع الإرهاب و الإجرام بكل ثقل القانون, بيد حازمة, و ليست مترددة كما يحدث الآن . تقبل تحياتى. مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
باهى الطائر الحزين بتاريخ: 9 أكتوبر 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 أكتوبر 2013 شكرا للمجهود ورحم الله اﻷستاذ / محمود وكالريح لا يركن إلي جهه إلا وهيأ لأخري راحله ... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان