محمود تركى بتاريخ: 21 أكتوبر 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 أكتوبر 2013 اهتمامات النظم المتحضرة: -1- رعاية الأطفال, القراء الأعزاء, هذا هو أول مقال أكتبه تحت عنوان اهتمامات النظم المتحضرة, الطفولة المشردة: لا شك أن كل مصرى قد أصبح ملما الآن بحجم مشكلة أطفال الشوارع, و الفضل فى ذلك يرجع إلى وسائل الإعلام, بما فيها الصحف, و الإذاعات, و برامج التليفزيون, و النت. و بدلا من الحديث عن السلبيات التى تعرقل عملية مواجهة و تحدى هذه المشكلة فى مصر, حيث تكلم عنها عديد من الكتاب المصريين, رأيت أن أطرح للقراء بعض الحلول التى اتبعتها بعض النظم المتحضرة, لمواجهة, أو لمنع حدوث هذه الظاهرة. و سوف تلاحظون أنى أشرت إلى " النظم المتحضرة", بدلا من قول " الدول المتحضرة". فالقول الأخير قد يوحى بأن عدم التحضر مقصود به شعوب تلك الدول, ولكن هذا ليس مقصدى, فإن العيب فى الحالة التى نتكلم عنها الآن, يقع علىى " النُظم" التى يعيش الشعب فى ظل حكمها. و خير أسلوب أشرح به ما يقوم به " نظام متحضر" لحماية الطفل من التشرد, ضمن عديد من الأمور الأخرى , رأيت أن أذكر لكم الواقع كما أراه هنا فى أستراليا. و بداية, فإن حماية الطفل هى مسئولية الحكومة الأسترالية طبقا لدستورها, ودساتير ولاياتها, حيث تقوم إدارات المجتمعات المدنية فى كل ولاية أو إقليم بتطبيق القوانين التى تكفل حماية الطفل الذى يحتاج عادة حماية فى حالتين: 1- الطفل الذى أسيئ إليه, أو أهمله أهله, أو ناله أذى من أى شخص. 2- الطفل الذى لا يُقدم أو لا يستطيع أن يُقدم له والديه رعاية كاملة, أو حماية. ويتم حصر بهذه الحالات سنويا, و تُنشر فى بيانات رسمية, مع ذكر ما تم حيالها, و فى هذه البيانات, ينشر الآتى: 1- عدد قرارات التدخل لحماية الإطفال 2- عدد الأوامر الصادرة بحماية طفل 3- عدد الأطفال الذين فى رعاية جهات غير بيوت أهلهم ( ملاجئ, أو متطوعين Foster Parents) 4- عدد حالات تأييد و مساعدة و مساندة أسرة الطفل المحتاج لرعاية. و تؤدى دقة هذه البيانات إلى التأكد بعدم وجود طفل أسترالى واحد معرضا للخطر, سواء من أهله أم من الغير, فالحكومة الأسترالية ترى فى الطفل, أى طفل, مستقبل الدولة, و حماية الطفل هو بمثابة استثمار للمستقبل. و فى كل حالة يتم اكتشاف إساءة للطفل أو إهمال, سواء من أهله, أو من غيرهم, , تقوم الإدارات المختصة بفتح ملف لهذا الطفل, يدرج فيه البيانات الآتية: 1- حالة الطفل الصحية وقت التدخل للحماية 2- الأخطار المحدقة بالطفل, مثل الحالة الصحية,و و الثقافية, 3- بيان بتاريخ العائلة, و عدد الأفراد فى الأسرة, وحالتهم المادية و النفسية 4- رصد أية إصابات, أو أمراض يعانى منها الطفل, أو أفراد أسرته, أو أية إصابات ناتجة عن إساءة, او إهمال . 5- التأكد أن الطفل و أسرته قد تم تحصينهم ضد الأمراض المعدية, و تطعيمهم, و اكتشاف حالات اللوكيميا, أى فقر الدم, و علاجها. و يكثر الإهتمام بهؤلاء الأطفال: 1- سكان أستراليا الأصليين( أبوريجينيز) 2- الأطفال الذين يعيشون فى أماكن نائية 3- الأطفال الذين تكون خلفية أسرهم تنبئ بأنهم قد جاءوا من مناطق تختلف فيها عاداتهم, أو لغاتهم, عن عادات و لغة البلد.(المهاجرون). و معظم صغار السن فى أستراليا فى حالة صحية جيدة, و تتم متابعة الصحة العامة للأطفال باستمرار, كما يتم تحصين الأطفال فى سن مبكرة من عمرهم ضد الأمراض, كما يتم فحصهم طبيا فى المدارس, و تحويل من يحتاج لرعاية صحية, مثل رعاية الأسنان, أو العيون, و ذلك بتحويل هؤلاء الأطفال إلى مستشفيات خاصة بالطفل,مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية, فضلا عن تواجد ممرضة متمرسة فى شئون الإسعاف فى كل مدرسة, سواء حضانة, أو ابتدائية أو ثانوية. و ما كتبته عاليه هو نظرة عامة على كيفية متابعة الدولة لحالة الأطفال الذين فى حاجة إلى رعاية, التى يمكن تلخيصها فى الآتى: *- الطفل هو استثمار للدولة, التى تضمن له بداية حياة آمنة, و توفر له الأمن و الأمان, والصحة, التعليم, و القدرة على شق حياته فى المستقبل. *- الطفل الذى لا يتلقى من أسرته عناية كافية, أو تسئ إليه جسمانيا أو نفسيا, تنتزعه الدولة من حضانة أسرته. *- الطفل الذى يتعرض لإساءة من خارج الأسرة, يتمتع بكل الحماية التى يقررها القانون له. *- يمكن رعاية الطفل داخل بيته, و لكن توجد حالات لا يصلح فيها هذا الحل, و يتم التعامل هنا بأحد أسلوبين: الحل الأول: أن يودع الطفل مؤقتا فى مؤسسة إيواء حكومية, حيث توفر له الدولة الأكل, و المشرب, و التعليم, و الرعاية الصحية, و الترفيه. الحل الثانى: هو إيداع الطفل لدى أسرة متطوعة, تقبل الطفل كإبن من أبنائها, و تعامله نفس معاملة الإبن الحقيقى, و تقوم الدولة بدفع تكاليف معيشته, و تعليمه, و كل ما يترتب على نشأته كطفل, كما تمنح إعانة للأسرة المضيفة. إذا ثبت عدم أمانة الأسرة المضيفة نحو الطفل, سواء بسوء معاملته, أو التمييز ضده, فإن الحكومة تسحب هذا الطفل, و تودعه مع أسرة أخرى متطوعة, و لها ماضى مشرف و الأسرة التى تستضيف الطفل تسمى Foster Parent , أى حاضن أو متبنى جوازا. كانت هذه نظرة عامة عن حماية الدولة للطفل, و لكن هناك المزيد, سأنشر بقية المقال فى أقرب فرصة. و إلى اللقاء هنا. مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود تركى بتاريخ: 21 أكتوبر 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 أكتوبر 2013 بقية موضوع رعاية الأطفال فى ظل النظم المتحضرة, فى مقدمة الموضوع, شرحت باختصار عدم قدرة الوالدين على تربية الطفل, أو إهمالهم فى رعاية الطفل كسبب لتدخل الدولة. و الآن, سأعطى بعض أمثلة فعلية لهذا السلوك. *- إذا كان الأب سكيرا, أو الأم مدمنة مخدرات, أو ممارسة للدعارة, فإن مثل هؤلاء القوم لا يعتبرون أمناء على الطفل, و خاصة إذا ثبت أن هذه الممارسات تؤدى حتما إلى تعرض الطفل لمواقف غير أخلاقية. *- و قد تم حبس سيدة فى الماضى, لأنها أجبرت إبنتها البالغ سنها13عاما, على ممارسة الدعارة. *- و الأب السكير, الذى يضرب إبنته, و زوجته, و يصرخ فيهما طوال اليوم, و لا يقوم بواجباته كأب, ويمضى كل وقته و ماله فى استهلاك الخمر, هو بلا شك شخص غير أمين على تربية إبنته أو إبنه. هذه هى مجرد عينات نقرأ عنها كل يوم فى الصحف. و قد يسأل سائل: هل الطفل المعاق له شروط خاصة؟ و الرد هو أن أهم الأشخاص الذين يحظون بحماية الدولة هم المعوقين, سواء كانوا كبارا, أم صغارا. *- و بالنسبة للطفل المعاق, فبالإضافة إلى تواجد مدارس خاص للمعوقين جسمانيا, و نفسيا, فإن الإتجاه هنا هو دمج الطفل المعاق جسمانيا فى مجتمع المدرسة العادى, مع توفير إمكانيات لجعل وجوده مفيدا له, و لا يضع ضغوطا على بقية التلاميذ. *- و من الإجراءات التى تحدث فى المدارس التى يوجد بها أطفال مُعوّقين ضمن تلامذتها, يتم تغيير مداخل أجنحة الفصول, بحيث تسمح للتلميذ المقعد بالسير على مدخل منحدر, بدلا من السلالم التى لا يمكنه صعودها بمقعده. *- كما تخصص فى كل مدرسة مُساعدة فنية لمساعدة المقعدين, أو المعاقين, لها خلفية طبية, و علم النفس, حتى لو كان فى المدرسة تلميذ واحد معوق. هذا فضلا عن الممرضة الدائمة المتواجدة بغرفة الإسعاف. *- و بالنسبة للمعوقين نفسيا و عقليا, فإن لهم مدارس خاصة, و نرى كل يوم عديد من هؤلاء الأطفال, يسيرون فى الشوارع و الحدائق, بصحبة مشرفين بعددهم, اى مشرف لكل طفل أو إثنين على الأكثر, حيث يأخذونهم للسوبر ماركت, و الحدائق, و المحلات الأخرى, لكى يشاهدوا الناس و الدنيا, حتى لا يحسوا أنهم منبوذين من المجتمع. *- و لا تجد أى شخص فى الشارع ينظر إليهم, إلا إذا كان يريد إعطائهم ابتسامة تحية. هذا i,ما يتم نحو الطفل المعاق, و يتم مثله و أكثر مع البالغ المعاق, و لكن هذا موضوع آخر. و للموضوع بقية. مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود تركى بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 تكملة: و قد يسأل سائل هذه الأسئلة: ما هو دور الدولة المحترمه تجاه المشردين بالشوارع ؟ هل هناك موظفون يرشدونهم صحيا ؟ هل يجمعونهم .. ما هى طريقه التعامل مع الطفل الغير منتمى لأسره ؟ و ردى هو: لا يوجد فى أستراليا " أطفال مشردون", بل يوجد رجال مشردون بدون مأوى. فكل شخص يوصف بالطفل هو فى حماية الدولة, و يخرج من حمايتها عند وصول سن البلوغ, أى السادسة عشر. فالطفل الذى يوجد شاردا, أو هاربا من أهله, و يرفض الرجوع إليهم, يتم إيداعه فى مأوى حكومى, يعوضه عن بيته, و يتم تعليمه فى المدارس العادية, و يمكن أن يُودع مع أسرة تتكفل به كما سبق ذكره فى نظام ال Foster Parents, و متى بلغ سن البلوغ, يُترك له الخيار فى أن يعيش مع أقارب, أو يلتحق بأحد مشاريع التدريب المهنى, أو يعمل فى القطاع الخاص, و يمكنه حينئذ الصرف على نفسه من دخل عمله. أما مشكلة المشردين الكبار, فهى مشكلة عويصة, حيث أنها مشكلة اختارها لأنفسهم طائفة من الناس الذين تفننوا فى أن يصبحوا مُشردين. فمدمن الخمر, أو المخدرات, الذى تدفع له الدولة نفقة فى حالة البطالة, يقوم فورا بشراء المخدر أو الخمر بنقود الإعاشة, ثم لا يهمه بعد ذلك أين يعيش بقية حياته. و عادة ينامون فى بعض الأزقة, و على مقاعد الحدائق العامة, أو فى المنازل المهجورة, فى المدن, و فى الريف, و يفترشون بعض الجرائد أو جوالات الخيش, و لكن كل ذلك يتم فى أماكن بعيدة عن أعين الشرطة. و عند القبض عليهم, يمكثوا فى نقطة الشرطة حتى يفيقوا, ثم يطلق سراحهم, حيث أنهم لم يرتكبوا جريمة, و القبض عليهم هو لمجرد حمايتهم طوال الليل. و لكن من يُقبض عليهم فى منازل خاصة خاوية, يتم إخلاؤهم منها, و يتم تهديدهم بالمحاكمة إذا رجعوا لاحتلال ملك الغير بدون ترخيص من الملاك. هذا هو الجانب الأسود من المشكلة, و لكن الجانب المضيء هو ما تقوم به الجمعيات الخيرية, الدينية و المدنية, حيث يلحق بكل كنيسة دار للإيواء المؤقت, و مطعم للجوعى, بدون مقابل. كما تقوم جمعية " جيش الخلاص", بإيواء من ليس له مأوى, و تغذية من ليس له مصدر للطعام. و تندر مثل هذه الحالات فى الريف الاسترالى, حيث تقوم المجتمعات اللصيقة بمساعدة بعضها البعض, و ندر أن يوجد شخص, حتى لو كان مدمنا, بدون مأوى فى الريف. و كما ذكرت, فإن هؤلاء المشردين قد اختاروا هذا المصير لأنفسهم, فالدولة تدفع لهم معاشا للبطالة, ينفقونه على رذائل إدمانهم.و يقوم أخصائيو الشئون الاجتماعية, بمحاولة إقناعهم بالتغلب على إدمان المخدر أو الخمر, عن طريق جلسات طويلة, و زيارات متكررة, و ذلك بأن يُعرض عليهم الالتحاق بمصح لتخليصهم من أخطار الإدمان. و لكن المؤلم, أن من يبدو منهم كما لو كان قد أقلع عن الإدمان, غالبا ما يعود إلى نفس السريرة, متى ترك المصح, و يعود إلى الشارع مرة أخرى, بدلا من البحث عن عمل, و الاستقرار فى مكان واحد. و فى الفقرة التالية, سأتحدث عن : تعليم الطفل الاسترالى, و مدى تأثيره على أطفال أستراليا الأصليين( أبوريجينيز), تقبلوا التحية. مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عادل أبوزيد بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 الحديث هنا عن المدينة الفاضلة و في حالتنا هذه الحديث عن أستراليا و أقصد بمشاركتي هنا ان أعود بكم لدقائق مصر و لا أظنكم نسيتم قضية التوربيني و أظن تم إعدامه ما سبق كان إستهلالا لابد منه سيدي الفاضل الصورة الوردية التي نقلتها لنا نظريا موجودة في مصر !! و أكرر نظريا و لكن الواقع أسود مرير و أكثر تعقيدا من كل تصور. أستطيع أن أستطرد و أذكر أمثلة من الواقع و التاريخ القريب لكن هذا قد يشتت الموضوع و سأكتفي بملاحظة أن أطفال الشوارع في مصر الثمانينيات هم الذين تحولوا غوغاء هذه الأيام و يترًزقون من المظاهرات مدفوعة الأجر. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود تركى بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 (معدل) الحديث هنا عن المدينة الفاضلة و في حالتنا هذه الحديث عن أستراليا و أقصد بمشاركتي هنا ان أعود بكم لدقائق مصر و لا أظنكم نسيتم قضية التوربيني و أظن تم إعدامه ما سبق كان إستهلالا لابد منه سيدي الفاضل الصورة الوردية التي نقلتها لنا نظريا موجودة في مصر !! و أكرر نظريا و لكن الواقع أسود مرير و أكثر تعقيدا من كل تصور. أستطيع أن أستطرد و أذكر أمثلة من الواقع و التاريخ القريب لكن هذا قد يشتت الموضوع و سأكتفي بملاحظة أن أطفال الشوارع في مصر الثمانينيات هم الذين تحولوا غوغاء هذه الأيام و يترًزقون من المظاهرات مدفوعة الأجر. شكرا يا أستاذ عادل على تعليقكم على الموضوع, و قد ذكرت فى مقدمته أنى عاصرت عهدين, كان أحدهما مثال التحضر, ثم تدهور, و كان الثانى فى بداية تقدمه, ثم أصبح دولة لها ثقل, و تتمتع بنظام ديمقراطى يعادل ما كان يطبق فى مصر فى الثلاثينيات, حتى عام 1952 . و ليس الغرض من كتابة هذا الموضوع هو المقارنة, بل هو سرد لميكانيكيات السياسة, و احتمال ما لا يمكن احتماله, و هذا ما يحدث الآن. و التحضر الذى تكلم عنه هو تحضر يفيد الإنسانية, و يجعل للحياة معنى و قيمة, و أود أن تسترد مصر عافيتها, و يرزقها الله بعهد يُرجع أيامها الرائعة التى عشتها منذ عام 1934, يوم مولدى, حتى سنوات قليلة قبل تركى بلدى جسديا, و ليس روحيا. لهذا, سوف يغطى حديثى أمورا كثيرة أتمنى أن أرى بعضها يتحقق فى مصر, و ان لا تصبح مجرد أحلام وردية,. شكرا مرة أخرى على زيارتكم و تعليقكم على هذا الموضوع. تقبل أسمى تحياتى. تم تعديل 22 أكتوبر 2013 بواسطة محمود تركى مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود تركى بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 أكتوبر 2013 تعليم الطفل الأسترالى, و مدى تأثيره على أطفال أستراليا الأصليين( أبوريجينيز), إن من يظن أنى سأقول أن الأمية فى أستراليا قد تم محوها مائة فى المائة, هو مخطئ, و السبب ليس فى تقاعس السلطات الأسترالية فى تحقيق هذا الهدف, بل لأن ديموجرافية البلد تضع عوائق كثيرة تعوق تحقيق هذا الهدف. و أول أسباب إعاقة محو أمية المواطن الأسترالى بالكامل هو أن عديد من سكان أستراليا الأصليين قد رفضوا فى الماضى الاندماج فى المجتمعات الغربية, و نتج عن ذلك أنهم لم يلتحقوا بمدارس, كما رفضوا إدراج أبنائهم فى جداول و سجلات الميلاد, أو ألحقوهم بالمدارس الحكومية المجانية.. و فى خلال الثلاثين سنة الماضية, حدث تطور كبير فى العلاقة بين سكان أستراليا الإصليين, و السلطات الأسترالية, بحيث انكمشت الفجوة التى كانت بينهما, و قد تم الإعتراف بهم فى تعديل دستورى كمواطنى أستراليا الأوائل. و لكن هذا التقدم أدى إلى محو أمية الأطفال الذين ولدوا خلال العقود الماضية, و لكنه لم يمحو أمية من كان أكبر سنا من 30 سنة, عدا من كانوا قد اندمجوا فى الماضى فى المجتمعات الغربية, و منهم من أصبحوا نوابا و شيوخا فى البرلمان, و حكام لإحدى الولايات, و كثير من المفكرين و العلماء يوجد فى صفوفهم بعض السكان الأصليين. نعود إلى الطفل الأسترالى عموما, بما فيهم الطفل الأبوريجينى, فى الوقت الحاضر: 1- التعليم إلزامى لسن 14 سنة, و تفرض غرامة على ولى الأمر الذى يتقاعس فى قيد طفله فى المدارس المجانية المتاحة جغرافيا. 2- فى الأماكن الريفية, و نظرا لقلة السكان فى المساحات المزروعة, فإن المدارس تكون أحيانا بعيدة عن مساكن المزارعين, لهذا يتم تخصيص أوتوبيسات لنقل التلاميذ يوميا إلى مدارسهم 3- فى الأماكن التى لا يوجد بها مدارس, مثل مناطق المناجم و الصحراء, يتم التعليم عن طريق إذاعة 2 Way, حيث يقوم التلاميذ بدراسة ما يرسل لهم بالبريد, ثم يناقشوا مدرسيهم على الهواء, و قد حضرت أحد هذه المراكز فى إحدى سفرياتى فى الصحارى, و شاهدت كيف تتم العملية 4- فى الوقت الحالى, أصبح التعليم على النت, التليفزيون , و مباشرة , هو البديل للنظام الإذاعى بالصوت فقط, فالمدرس يمكنه حاليا مناقشة تلاميذه وجها لوجه على شاشات التليفزيون, و النت, و يقوم بشرح الدروس, و اختبار الأطفال. 5- توجد مدارس خاصة بذوى الإحتياجات الخاصة, و هى مجهزة بحيث يستفيد التلميذ المعاق من الإمكانيات المتاحة, و ينال حظه من التعليم مثل أى طفل آخر. 6- عند وفود مهاجرين جدد, يتم إلحاق أبناؤهم بمدارس فور وصولهم , كما يُدرج الأبوين فى فصول محو أمية , لمساعدتهم على التفاهم بالإنجليزية مع بقية المجتمع. 7- بالنسبة لطالبى اللجوء( الهجرة) لأسباب إنسانية, مثل ضحايا الكوارث من الدول الأخرى, و ضحايا المجاعات, و الحروب, فإنهم يودعون فى مراكز رعاية لحين تحديد موقفهم الرسمى, و يتم تعليم الأطفال و الكبار اللغة الإنجليزية, فور وصولهم. و لكن, كل هذا لا يضمن محو أمية كل من يعيش فى أستراليا, ففى المجتمع الحالى هنا فى أستراليا, قوم يتصرفون مثلما تصرف بعض الأجانب فى مصر قبل ثورة 23 يوليو, حيث لم يتكلموا العربية, و رفضوا تعلمها, و عَلّموا أطفالهم فى مدارس تُدرس بلغة أجنبية, و ليس العربية. و كثير من مهاجرى حوض البحر الأبيض المتوسط, و الذين يعيشون فى المجتمع الأسترالى, لا يتحدثون باللغة الإنجليزية, و لا يفهمونها تماما, و حتى إذا كانوا يجيدون كتابة و قراءة لغة أخرى, فهم بالنسبة للغة الإنجليزية مازالوا أميين. و هذا لا يحدث لأطفالهم, فإن جميع المدارس الخاصة, و الدينية, و التى خُصصت لفئات معينة, طبقا للدين أو للغة, أو بلد المنشأ, يكون فيها تعليم اللغة الإنجليزية إجباريا, و المدرسة التى تخالف هذا, تغلق فورا. لن أشرح كثيرا عن وسائل التعليم هنا, حيث سيكون لها موضوع خاص مستقل. وإلى اللقاء فى موضوع آخر من الموضوعات المتعلقة بحياة المواطن حياة كريمة. تقبلوا تحياتى. مع تحيات محمود تركى..... "متفرج" سابقا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان