فضفضة..(2)أخطار التدخين, و طرق الحماية منها.

[محمود تركى]

أخطار التدخين, و طرق الحماية منها.

الزملاء الأعزاء,

كنت مدخنا شرها, و لم يقل عدد السجائر التى كنت أدخنّها ( و ليس "أشربها" ما يقول البعض), إلى درجة أن لسانى كان دائما ملسوعا, أصفر اللون مهما غسلت الفم بالفرشاة, كما أن أسنانى أكتسبت طبقة من النيكوتين لم تنفع فيها الصنفرة, فضلا عن احتقان حلقى الملتهب دائما, و ضيق فى التنفس فى نهاية اليوم, ثم عدم القدرة على النوم بسبب " الكحة".

و فى يوم مفترج, قررت أن أتوقف عن التدخين, رغم أنى كنت قد اشتريت " خرطوشوة سجائر" فى ذلك اليوم. و عندما زارنى صديق, قدمت له الخرطوشة التى لم أكن قد فتحتها بعد, و قلت له:

خد يا عم, حظك من السماء, خرطوشة سجاير أمريكانى ببلاش.

فنظر إلى ببلاهة و قال:

حتديهالى؟ ليه؟

فقلت:

لأنى سابطل التدخين.

فقال إمتى؟

قلت دلوقت.

فنظر إلى و قال:

يمكن ترجع فى كلامك, سوف أترك لك علبة احتياطيا.

فقلت له:

لو تركت علبة وراءك, سألقيها فى الزبالة, فستكون أحد وسائل الإغراء, و أنا لست على استعداد لهذه المخاطرة.

و أخذ صديقى الخرطوشة صاغرا, ثم تركنى و ذهب لحاله.

حدثت هذه الواقعة منذ 43 عاما , و منذ تلك الواقعة لم أدخن سيجارة واحدة, و منذ ذلك الوقت, لم يتوقف صديقى عن التدخين, إلا العام الماضى, فقد توفى , رحمه الله, نتيجة الإصابة بتدرن رئوى أودى بحياته.

منذ تلك اللحظة, لحظة وفاة صديقى, أصبحت من دعاة محاربة التدخين فى جميع صوره, سواء سجائر أو جوزة, أو شيشة, أو حتى التدخين السلبى, أى التواجد فى سيارة أو حجرة بها مدخن.

و قد تنبهت دول عديدة لخطر التدخين, و لكن أساطين تجارة الدخان, ( أو تجارة الموت كما يسميها أنصار حماية البيئة) قد أصبح لهم اليد العليا فى الدول المنتجة للدخان, كما أن تجارة الأفيون أيضا لها اليد العليا فى سياسة الدولة التى يعتمد اقتصادها على الأفيون.

و قد تقدمت وسائل محاربة التدخين, و تنوعت أساليبها, بين الترغيب, و التهديد و الترهيب.

و قبل أن أعدد المشاريع التى اتبعتها بعض الدول لمكافحة التدخين, سوف أعرض عليكم بعض مضار التدخين:

• التهاب فى اللسان قد يؤدى إلى فقد القدرة على تذوق الطعام
• تجمع النيكوتين على الأسنان قد يتسبب فى تسوسها
• التهاب فى الشعب الهوائية
• الاصابة بالأنفسيما, أى تضخم الحويصلات الهوائية
• الإصابة بالتدرّن الرئوى ( السل)
• سرطان الرئة
• سرطان الزور
• التدخين السلبى قد يسبب مرض و وفاة الأطفال الذين يستنشقون دخان السجائر سلبيا
• ضعف الكفاءة الجنسية
• شعور بصعوبة التنفس
• الشعور بالتعب بعد أى مجهود
• الشعور بالنزفزة و القلق فى حالة توقف المدمن عن تدخين السجائر و لو لفترة قصيرة
• تأثير سلبى على البصر, قد يهدد الشبكية
• التهاب الجيوب الأنفية, المؤدى لصداع دائم أو مستمر, مع سعال مستمر أو دائم.

و فى بعض الدول, مثل بريطانيا, و نيوزيلاند, و أستراليا, يوجد لوبى كبير من أنصار " حياة أفضل بدون تدخين" مما ساعد على إصدار كثير من القوانين التى قللت من عدد المدخنين. و تتضمن هذه القوانين كل أو بعض الآتى:

1. فرض ضرائب عالية جدا على منتجات الدخان
2. منع التدخين فى جميع المطارات, و المكاتب الحكومية و المؤسسات العامة بجميع أنواعها.
3. منع التدخين فى المطاعم , و قصر التدخين على البارات التى لا يتم تقديم طعام فيها.
4. منع التدخين فى أماكن ماكينات البوكر و الكازينوهات , و تخصيص حجرة مجهزة بتكييف هواء قوى, لكى يذهب اليها المدخن إذا زنقه الكيف( حكمة توفير هذه الخدمة واضحة, حيث تستبقى الزبون المدخن, و تحمى الزبون الغير مدخن)
5. عدم التخين فى وسائل المواصلات العامة, بما فيها التاكسيات
6. منع الإعلان عن السجائر فى النوادى الرياضية و ملاعبها
7. منع الإعلان عن السجائر فى التليفزيزن, سواء الحكومى أو التجارى
8. إتاحة الفرصة لمقاضاة أصحاب العمل الذين يسمحون لموظفيهم بالتدخين أثناء العمل, و خاصة إذا أصيب الغير مدخن من جراء شدة الدخان ( التدخين السلبى)
9. تدريس أضرار التدخين السلبى فى المدارس الإبتدائية, و الثانوية
10. توقيع عقوبة على بائع السجائر إذا باعها لمن يقل سنه عن 17 سنة.
11. توقيع عقوبة شديدة على من يدخن فى الشواطئ العامة, لنظرا لخطورة أعقاب السجائر على البيئة
12. توقيع عقوبة شديدة على من يلقى عقب سيجارة من نافذة السيارة, أثناء سيرها أو وقوفها, سواء كانت العقب مازال مشتعلا, أم مطفى. فضلا عن أن أعقاب السجائر الغير مطفأة يمكن أن تسبب حرائق خطيرة فى الأماكن الموجود بها مهملات قابلة للإشتعالو أو قرب حشائش يابسة.
13. إلزام منتج السجائر بوضع علامة تبين أن التدخين يؤدى إلى الأصابة بسرطان الصدر و الحلق.
14. عدم التدخين فى المحلات المغلقة, و جميع أنواع Shopping centres, و توقيع غرامة للمخالف.
15. عدم التدخين فى جميع البنايات التى يرتادها موطنون للزيارة أو العمل.
16. غرامة لمن يدخن فى سيارته, إذا تواجد بها طفل سنه أقل 18 سنة.

هذه هى بعض التدابير التى تلجأ اليها الأنظمة التى يهمها حماية صحة رعاياها, و الغريب أن عديد من دول أوروبا لا تطبق هذه الاحتياطات, وخاصة دول شرق أوروبا, لهذا أسأل:

ترى, أى من هذه الوسائل تفضلون تطبيقها فى بلدنا العزيز؟

أطرح هذا الموضوع لمناقشة ما ورد به , و إبداء آراء و مقترحات للمحافظة على صحة المصريين.

تقبلوا أسمى التحيات, و كل عام هجرى و أنتم بخير.