أنـفـــال بتاريخ: 3 مايو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مايو 2005 زبائني الأحباء.. هذه الحلقة من أنفاليزم تحتوي على الكثير من الواقعية .. و لم استطع ان اضيف اليها اي جزء رومانس او عاطفي كالتعارف او الوقفات التي الفتموها في الأجزاء السابقة .. لأنها و ببساطة.. عن الموت .. الموت .. إن الموت عندي له صور مختلفة.. و أرى الموت يأتي تعريفه من أنه التوقف عن الشيء .. فالتوقف عن العيش هو الموت.. و التوقف عن العيش نوع من الموت لا علاقة لنا به .. لأنه في كتاب غيب .. و كل الموت يحدث فجأة .. ان التوقف عن الحياة يختلف كثيراً عن التوقف عن العيش..فالعيش هو الوجود المجرد .. أما الحياة فهي مجموع الحركات و الاحتكاكات و الاتراح و الأفراح و الضغوط و الراحات.. أي أن الحياة تعني وجود تغيير مستمر.. و قيل كثيراً أن الحياة جزء من الأمل .. بل قيل أن الأمل هو عصب الحياة.. و عليه فان الامل يعني انتظار التغيير .. أياً كان الى الافضل او الأسوأ.. لأنه اذا كان التغيير في نظري الى الأفضل فإنه من الممكن ان تكون حركة التغيير تلك نفسها .. سببت ضرراً ما لأحد ما في مكان ما .. و تلك هي قوانين الحياة .. و هي قوانين لأنها غير قابلة للتغيير .. فكلمة قانون أكثر قوة من كلمة قاعدة.. فالقانون هو الذي يضع القاعدة و ليس العكس. و الموت نقابله في صور كثيرة .. فإذا افترقت عن خائن .. ماتت علاقتك به و كل توقف عن الشيء موت .. و قد يكون موتاً مؤقتاً.. أو موتاً دائماً.. وفاءً.. لحماره!! و على ذكر الموت .. أذكر قصة طريفة ... حين كنت اعاون اعمامي في بعض شؤونهم دخل الى مكتبي رجل بسيط .. تبدو عليه رقة الحال و تعلوه آثار التعب و الكدح .. فوق الخمسين بقليل او هكذا يبدو.. و قبل أن يحدثني الرجل هم عمي بمقابلته بوجه بشوش باسم و ضحكة عالية أحبها فيه جداً.. أحب ضحكته العالية.. فخرج هذا الرجل الى الباحة الخارجية لنقل بعض الكراتين و الصناديق الفارغة على عربة يجرها حمار و لا اعرف اذا كان سيبيعها ليعاد تصنيعها مثلاُ أو ماذا.. و لكن هذا ما حدث.. فدخل عمي قائلاً إن لهذا الرجل قصة عجيبة و سأتركه يقصها عليك .. و بعد قليل عاد الرجل إلي فسأله عمي .. كيف حال حمارك الجديد؟ فرد الرجل : بخير و لكنه ليس كالحمار الذي سبقه .. ثم نظر إلي الرجل مستطرداً.. لقد كان لدي حمار ظل معي طوال احد عشرة سنة و كان صديقي الذي أحبه كثيراً.. لقد كنت أشتري الفاكهة و احملها على العربة التي يجرها الحمار و نذهب معاً الى السوق كل يوم طوال السنين الاحد عشر .. ثم اعود بالرزق فأشتري للحمار أفضل انواع العلف و كنت اكرمه اشد الكرم.. و منذ خمس سنين مرض الحمار و لم يقو على الحراك .. ثم مات.. هكذا فقط .. مات! و اضاف عمي أن عم سليم ظل معتصماً في غرفته طوال سنتين لم يخرج إلا للاستحمام فقط..! و ان كل الرجال الذين عرفوا عم سليم ذهبوا إليه على التوالي في خلال السنتين في محاولات يائسة لإخراجه من غرفته و لكنهم لم يفلحوا.. ! و في نفس الوقت تذكر عم سليم تاريخ موت حماره فقال 12 ابريل 2000 فابتسم عمي قائلاً : أو تذكر يا عم سليم متى توفي ابنك وليد؟ نظر عم سليم الى الأرض في محاولة لاسترجاع الذاكرة البعيدة.. قال: مش فاكر يا حاج أسامة .. بس الحمدلله على كل شيء! عدت الى مكتبي.. جلست مكاني أفكر.. هل من الممكن ان يضع الله في داخلي مثل هذا الوفاء لأحد من بني البشر؟؟ جائز!! أحبكم...! أنفال رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
mohamed بتاريخ: 3 مايو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 مايو 2005 أحبكم...!أنفال نحن ايضا نحبك :blush: فلا تتأخرى علينا و قيل كثيراً أن الحياة جزء من الأمل .. بل قيل أن الأمل هو عصب الحياة.. نعم الامل هو الحياة ، فلا حياة لإنسان بدون أمل ، انه ميت يسير على الارض هل من الممكن ان يضع الله في داخلي مثل هذا الوفاء لأحد من بني البشر؟؟ من الممكن جدا .. لكن اذا كان هو وفيا بنفس القدر :P رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مهيب بتاريخ: 4 مايو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 مايو 2005 (معدل) العزيزة أنفال ... مازلت كما أنتى .. تأتين كالطيف ... كالأنسام ... تضعين بعضا من العطر هنا أو هناك .. ثم تنسلين فى هدوء ... لنتساءل بعدها أحقا كانت هنا؟؟ لكن -و صادقا أقولها لك- لا أحد يمل من العطور ... لا أحد يمل من الروائح الطيبة ... و أعلم أنك تفهميننى جاء تعريفك للحياة و العيش شيقا و رشيقا ... ففارق كبير بين التنفس و التنهد مثلا .. فارق كبير بين خفقان القلب لضخ الدماء .. وخفقانه عند رؤية الأحباب ... فارق كبير بين التذكر و الذكريات ... تم تعديل 4 مايو 2005 بواسطة مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أنـفـــال بتاريخ: 19 مايو 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 مايو 2005 الغالي محمد .. أحاول ألا أغيب كثيراً.. :angry: أشكر لك قراءتك الواعية .. تلك التأملات البسيطة على تلك النصوص القصيرة.. أعجبتني.. :D شكراً.. لأنك مررت بي لتنثر بعض الضوء.. و بعض اوراق الورد على صفحاتي.. بوركت يا محمد .. الغالي مهيب .. أحب أن يضيف إلي الآخرون.. فتقع منهم رشات العطر فوق حروفي.. النظر إلى داخل أجدهم من خلال كلماته موهبة طيبة .. شكراً يا مهيب.. أجدت القراءة لتكون داخل الكلمات.. بوركت يا مهيب.. أنفال رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان