فيلم Kingdom of Heaven

[Tamsite]

هذه مشكلتنا نحن المسلمون و العرب على الأخص دائما ... أننا نعتقد بشكل ما أن ما نقرأه عن أبطالنا القدامى محض خيال ...

عزيزى تامسايت ... ان الصورة التى ظهرت بها شخصية صلاح الدين فى فيلم الناصر ليوسف شاهين لم تكن مثالية مقارنة بشخصية صلاح الدين الحقيقة ... هناك فى تاريخنا صفحات أجمل و أروع من مقدرتنا على التخيل صدقنى .. لم يكن صلاح الدين قاسيا مليئا بالكبرياء كما تخيلت ... واليك بعض من صفاته ....

<{POST_SNAPBACK}>

عزيزي مهيب

أشكرك يا صديقي على تفضلك بقراءة مداخلتي و من ثم التعقيب عليها

أولا: بالنسبة للصورة الذهنية لشخصية ما أو رمز تاريخي ما ، هي شئ بديهي جدا يحدث لأي منا ، عندما تقرأ عن ابطال العروبة والاسلام بالذات فلا بد أن تتبادر إلى ذهنك صورة ما عنه

فمثلا توجد في ذهني صورة للرسول صلى الله عليه و سلم ، حكيما وفارسا و محاربا و في مختلف المواقف - و أرفض بالطبع تجسيد هذه الشخصية الشريفة الطاهرة في أي عمل سينيمائي أو تصويره على الورق

كما ان هناك صورة في ذهني لخالد ابن الوليد و عمر بن الخطاب و عمر بن عبد العزيز ، و كذلك قطز و صلاح الدين

أما عن شخصية صلاح الدين الأيوبي بالذات - بما أنها موضوع الحوار - لم أقصد أنها لم تكن مثاليا في حالة أحمد مظهر بمعنى ان صلاح الدين لم يكن به من هذه الصفات ، و لكن ، توجد صعوبة شديدة في أن يجمع المرء كل صفات صلاح الدين ( أحمد مظهر ) و كل صفة كاملة بنسبة 100%، والحالة الوحيدة التي استحوذت على كافة الصفات بنسبة 100 % هي محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم و ليس صلاح الدين و لا حتى خالد بن الوليد ، و لا عمر بن الخطاب بكل ما ذكره عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم

من المنطقي أنه كانت هناك صفات في صلاح الدين بنسبة 100 % و اخرى بنسب متفاوتة، اي أنه - حتما - كانت له أخطاؤه أو سلبياته اذا أردنا أن نتوخى الدقة في السرد عن شخصية تاريخية بموضوعية وحيادية ، و الكمال لله وحده عموما ....

و الصفات التي أعنيها عموما وعلى سبيل المثال لا الحصر ، الإيمان ، الثقة بالنفس ، الكبرياء ، العلم ، الحكمة ، الهيبة ، الفروسية ، الشهامة ، احترام الخصم ،...... .

هل كانت كلها بنسبة 100 % في حالة صلاح الدين ؟؟؟

أشك في هذا بالرغم من اعجابي الشديد بصلاح الدين الأيوبي الذي اعشق كل ما يقال و يكتب عنه......

تجسيد أحمد مظهر لصلاح الدين ، كان يظهر شخصية أخرى مقاربة للرسول صلى الله عليه و سلم ، بتكاملها الشديد في كافة الصفات و الايجابيات

و لتسمح لي أن أستعير جملتك ( هذه مشكلتنا نحن المسلمون و العرب على الأخص دائما ) اننا متطرفون لأقصى حد ، يا أبيض يا أسود ، لا يوجد ما يسمى تدرج الرماديات ( gray scale ) ، نحن نحب صلاح الدين اذن هو ( راجل كمّل ) نحن لا نحب فلان ( يبقى راجل وحش من اوله لآخره )

اما عن تجسيد غسان مسعود - تذكرت الاسم اخيرا - لشخصية صلاح الدين ، لم ينقص أبدا من قدر صلاح الدين ، ولكنه تغافل عن اهتمام صلاح الدين بالعلوم و لكنه أبرز كبرياؤه و ثقته اللانهائية في قدراته وهو أمر طبيعي لشخصية في ثقل صلاح الدين تاريخيا - وهي وجهة نظر شخصية -

، ولكنه أظهر ايجابيات أخرى عديدة ، لعلها من أهم ما أثار حفيظة الغرب على هذا الفيلم باظهار بطل مسلم شهير بتلك الصفات التي - من وجهة نظرهم هناك - لا يعرف عنها العرب و المسلمين شيئا بالقطع

ولعل أشد ما اعجبني في تجسيد غسان مسعود لشخصية صلاح الدين ، تلك الهيبة المرتسمة على قسماته ، و لقطات الكاميرا التي كانت تتعمد اتخاذ مواضع تتسلط منها على وجه صلاح الدين لتبرز صفات الهيبة و الكبرياء و الفراسة و الفروسية و القوة و الثقة

أرجو أن اكون قد أوضحت لك يا عزيزي وجهة نظري في اعجابي بشخصية صلاح الدين في مملكة الجنة

وأعتذر لك يا عزيزي ، انني لم اوضح لك بشكل مفصل وجهة نظري في مسالة الصورة الذهنية في مداخلتي السابقة

في النهاية يسعدني كثيرا الحوار معك يا عزيزي مهيب ، وادعو الله معي أن يبعث فينا صلاح الدين مرة أخرى ، فامتنا تحتاج لمن هو مثله في أيامنا هذه ...........

لك مني كل التحية و التقدير ......