Sherief AbdelWahab بتاريخ: 7 مايو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 7 مايو 2005 أحيانا يكون حل اللغز هو أن لا حل.. كما حدث في التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي صارت لغزاً.. تنهار كل تفاسيره المسبقة منطقياً الواحد تلو الآخر.. المقال: التحرير .. الأزهر : ميادين التفجير .. والتظاهر أيضاً !! بقلم :أميـر سعيـد في أواخر العام 1991م , وحين كانت الجزائر مقدمة على حراك سياسي غير مسبوق , وقعت حادثة عسكرية شاذة على مقربة من الحدود التونسية الجزائرية , وقتها هاجمت مجموعة من "الأفغان الجزائريين" ثكنة قمار العسكرية. كانت الجزائر على أعتاب الانتخابات النيابية حين أعلن عبد القادر حشاني الزعيم المؤقت لجبهة الإنقاذ أن المجموعة المنفذة للعملية هي "صنعة استخباراتية لضرب الرصيد الشعبي والسياسي لجبهة الإنقاذ" , وعندما أدار الجيش ظهره للخيار الشعبي بعد ذلك ؛ اتخذت هذه الحادثة الصغيرة ذريعة لنسف الديمقراطية الوليدة , " الهجوم على ثكنة قمار كان عملا مباشرا من الجبهة" , قال وزير الدفاع الجزائري خالد نزار آنذاك (كتاب أكتوبر 1988م). في مصر كانت المفارقة : ميدان التحرير أحد مشاهد الفيلم الإرهابي في مصر يوم السبت , وحي الأزهر كذلك , هما أيضا بؤرتا التظاهر الإصلاحي ـ وحتى الحكومي ـ في مصر!! هل اختار المنفذون البسطاء هذه المواقع خبط عشواء ؟ ليس محالاً , فتلك أماكن تحوي أيضاً تجمعات لسياح أجانب , وليس بالضرورة أن تجري بنا الخيالات وراء تفسير الحادث على نحو تآمري , إلا أن التحليل المبسط هو في المقابل يصطدم ببعض المعطيات غير البريئة : فالعمليات التي جرت بالأمس ـ إضافة إلى عملية الأزهر ـ جاءت خالية تماماً من التظلل بهدف سياسي واضح , أو حتى التظلل بأيديولوجية معينة تطرح نفسها في الداخل المصري أو خارجه ؛ فالمجموعة المنفذة تبدو صغيرة على أية حال , وهي على أسوأ الفروض غير قادرة على هز الاقتصاد السياحي القوي في مصر , وليست في وارد الإضرار بالنظام المصري كقوة على الأرض من الناحية العسكرية (ربما الهدوء النسبي في "إسرائيل" داعياً لتحريك بعض قطاعات من السياح من مصر إليها بعد هذه الحوادث لكن بنسبة ضئيلة لا تكاد تذكر). وإذا غاب الهدف السياسي للعمل العسكري أفسح المجال للبحث ـ بريبة ـ عن ما يبرر لشباب أغرار أن يدفعوا حياتهم ـ وهم في ريعانها ـ ثمناً لشيء مجهول المردود وخافي النتائج , وهنا تتشظى الاحتمالات ـ كما المتفجرات ذاتها ـ لتذهب بكل اتجاه , والجميع يدين لكنه يريد أن يجير الحدث لمصلحته .. الحكومة المصرية : سيعنيها أن تردد أنها لأجل منع مثل تلكم الحوادث أن تتزايد , لم تشأ أن تلغي قانون الطوارئ , وقد سبق للإصلاحيين أن طالبوا بإلغائه بحجة أن "الإرهاب" قد انتهى منذ سنوات ولا حاجة لقوانين استثنائية ؛ فأتت تلك التفجيرات لتمنح الحكومة ذريعة للإبقاء على قانون الطوارئ وتخرس كل الألسنة المنددة به. والحكومة ذاتها قد تجد نفسها في حل من منحها المعارضة الجديدة ضوءاً أخضر للتظاهر , بل قد تجد من واجبها منع بعض التظاهرات "حفاظاً على أرواح المتظاهرين أنفسهم" من التجمعات "المستهدفة من الإرهاب. والحكومة المصرية بوسعها أن تسوق لنفسها بأنها الترياق الناجع مع كل موجة "إرهابية" جديدة تفلح في معالجتها. أما المعارضة الجديدة التي هرعت إلى إدانة الحوادث حتى قبل الحكومة ذاتها , فسترى في تلك الحوادث دليلاً على ما ذهبت إليه من أن قانون الطوارئ الاستثنائي وقف عاجزا كالعادة عن منع هذه الحوادث قبل وقوعها , وسينظمون هذه الحوادث في مسبحة تضم عشرات من الحوادث وقعت جميعها داخل فترة الطوارئ الممتدة في تاريخ مصر الحديث. وسيقولون : حتى المزية الوحيدة في مصر وهي الأمن والاستقرار قد غدت محل نظر !! وستركز هذه الحركات على النمط "اليائس والمحبط" الذي لف تلك العمليات وفقاً لبعض الروايات المتضاربة عن التفجيرات , إذ السلوك الاجتماعي لهذه الأسرة القادمة إلى الآخرة من الشباب المقبل على الزواج أو بدايات سني زواجه مادة مثيرة لدارسي السيكيولوجيا المصرية من المعارضين وحتى بعض الحكوميين , وداعياً لأن تتحرك المعارضة قائلة إنه في غياب الهدف السياسي الواضح لهذه العمليات لا يصلح معه إلا أن تسمى هذه العمليات بـ"الانتحارية" التي لا تختلف كثيراً في دوافعها ـ وإن تغلفت بأيديولوجية أو تدثرت بمبدأ ـ عن دوافع "الانتحاريين الجدد" في مصر بسبب العجز عن الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية التي هي بالتأكيد ليست من مسؤوليات جنرالات الداخلية. ومن حيث بدأنا نعود , إلى مناطق الريبة في هذه التفجيرات , فعلاوة على ريبة المكان (حيث حدثت التفجيرات في متنفسات الحرية المصرية المحدودة , وأحالتها مراتع للاستحكامات والدوريات الأمنية) , وريبة التوقيت (حيث الانفراج الجزئي وبزوغ بعض الآمال في حراك سياسي ولو لم يكن وفقاً لطموح القوى المصرية الوطنية وإقبال مصر على استحقاقات نيابية ورئاسية) , هناك مناطق أخرى لا تقل عنها أهمية , فثمة أكثر من جهة في المنطقة قد يسرها أن تجد مصر تتصدر أنبائها نشرات الأخبار ـ بديلاً عنها ـ , فطوفان التغيير يزعج أكثر من طرف. وربما هناك من يعنيه تبديل الملفات في اللحظة الأخيرة ليضع ملف الإصلاح السياسي تحت الطاولة وملف "الإصلاح الاجتماعي" فوقها , وإذا كانت أجندة الولايات المتحدة تحوي الاثنين معاً فما المانع في أن نلبي حاجة أمريكا في رؤية المرأة العربية "أكثر حرية" بدلاً من رؤية الشعوب كذلك !! في أسبوع واحد تحدثت صحيفة محلية في دولة خليجية عن أن هذه الدولة قد منعت النقاب في المؤسسات الحكومية , وفي باكستان ذكرت الخليج الإماراتية أن عضو البرلمان الموالي للحكومة الباكستانية سردار طفيل قد توسط لدى الحراس لدخول امرأة منتقبة إلى البرلمان ثم بعد ذلك أدى انكشاف أمرها إلى إطلاق دعاوى بضرورة تفتيش العضوات المنتقبات أو خلعهن النقاب , وعرضت القنصلية الفرنسية بجدة فيلم "نساء بلا ظل" للمخرجة السعودية الوحيدة هيفاء المنصور يطرح قضية "غطاء الوجه" لأول مرة في السعودية , وفي نهاية الأسبوع كانت منتقبتان تحملان الأسلحة الأتوماتيكية لثيران الذعر بالسيدة عائشة بالقاهرة !! في مصر حيث "جماعات العنف التائبة" ينحدر معظم أعضائها من جذور صعيدية تتأبى على المرأة أن تتعرض للتوقيفات الأمنية العادية فضلاً عن الملاحقات والمطاردات في الشوارع , وهذه المجموعة التي تبنت "خطاً أصيلاً (سابقاً)" للجماعة الإسلامية المصرية باستهداف السياحة !! أليس مريباً أن تتبنى ذلك وتتغاضى عن نظرة الجماعة للمرأة ؟ أم أن مجموعة "عبد الله عزام" غدت مزايدة لا على "الإرهابيين" وحدهم بل على أكثر منظمات تحرير المرأة راديكالية ؛ فعبرت من المساواة إلى حيز "المرأة المنتقبة" كعنوان للعنف الجديد وقائدة له !! أليس هذا بالغ الريبة ؟ والأمر يتعدى النقاب إلى الملف الاجتماعي وطرحه كبديل عن الملف السياسي , وهذه إحدى القضايا التي من الممكن أن تجد سبيلها للجدل والنقاش تماماً مثلما وجدت قضية إمامة المرأة من يفسح لها صفحات الجرائد ومن يجعلها قضية الأمة الفيصلية بديلاً عن الإصلاح !! مجموعة "عبد الله عزام" التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات مصر الأخيرة (برغم أنها كانت في حي الأزهر "عز الإسلام في وادي النيل" !!) .. مجموعة "جند الله في أرض الشام" المنسوب لها عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ثم عملية قطر (للمناسبة كانت تلك الأخيرة حديث مجلة الوطن العربي الباريسية قبل حدوثها بنحو أسبوعين عندما نشرت تحقيقاً عن اختراق القاعدة لقطر) , جميعها مجموعات زئبقية لا تحمل من مقومات التنظيمات ـ ولا حتى مفهوم الخلايا النائمة الذي تصدع الفضائيات الآن رؤوسنا به عن مجموعة القنبلة البدائية في مصر ـ شيئاً ذا اعتبار. فلا هي تحمل فكراً مفهوماً (راجع البيانات الركيكة الملقاة على شبكة الويب) , ولا وراءها هدف سياسي واضح تسعى لتحقيقه , ومن بياناتها نستقي هذه الحقيقة أنها مجموعات تمثل أفراداً يكتبون شيئاً ربما , يقتلون ويجرحون ربما , لكنهم سيظلون عاجزين عن دفع الريبة عنهم أو اتهامهم بأنهم أداة لجهاز ما ربما سيسارع إلى النطق به بسهولة من تعودوا على إراحة ضميرهم بتسميته دائماً بأنه "الموساد" ! غير أن الحقيقة قد لا يحوزها سطحيو "الجهاد" أو "الموساد" بالضرورة , وإنما ستظل حبيسة ضمائر ـ أو بالأحرى لا ضمائر ـ المنفذين الحقيقيين.. نقلاً عن جريدة الشعب - النسخة الإلكترونية.. خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان