رجاءا ابعدوا القبور قليلا لنعيش

[ماركيز]

للشاعر / احمد السواركة

1-

الفجر يحتاجني

ليعطش

_2_

الكواكب التي مرت بالأمس

رأتني .

_ 3 _

عصيرٌ آيوني

يقشرِّ وجه الأرض

لتذوب الشعوب قاطبة

وتتقطر أهواءها

في فمي

قطرة قطرة .

أنا المنزوع من جاذبية الكواكب

النافر من مدار السرطان

أنهش الظلام ككلب مسعور

وأنهج

مُحملقاً في غبار النجوم

والجهاز القاسي

هذا الذي أنا فيه .

_ 4 _

لن أخرج الليلة

ففي الخارج أعباءٌ

تدربت على انتظاري

إذن

سأحفر خندقاً طولياً

يشبه جسدي

وأشبّعه بمادة سامة

ثم أندرج هناك

تحت قائمة

أعدَّها الله بتمعن شديد .

_ 5_

رعشة شفتيكِ

ليست من الحب

وليست من الأفق

إنها حكايتنا التي

لا نعرف .

_ 6 _

سأجرُّ نفسي في المصنع

وتحت عجلات القطارات الحديثة

سأصعد في الأسانسيرات

إلى الأبراج العالية

ومن على ناطحات السحاب

سأبصق عليكم الظلام .

_ 7 _

صدري على شتاء بارد

وعقلي يحوم

الرعب الذي يحاورني متمدن

يشاغل النجوم كذلك في إمكانية

أن يكون رومانتيكي

التروس التي فهمت

أحشائي نافعة

سنتيمترات وأشعر بحلقي

الذي يدفع أعمدة النابالم

وخزائن السلاح الذري

حيث مازالت بي رغبة

النفاذ من ذلك كله

( أو نصفه على الأقل )

والعبور إلى منابت الرياح

أعوي مع بناتها

في الليالي المظلمة

وحتى إن صادفتني الغيوم

سأكون بلا رغبة في

الحب

لإن الشهور الناشئة بمفردها

مشغولة بأعمال البيئة

وتنشيط الوجوه

التي أصابها الزمن .

_ 8 _

لو أنَّكِ امرأةٍ للحب

لكانت لكِ روحاً

أمضغها .

_9_

الباحات المركونة

على نفسي

ليست بهذا السخاء

فالسماء تتحرك

والحب يتحرك

وأنا أسيلُ

من جهازي الغائب

لأُعبئ الفراغ

بتهيؤاتٍ عارضة

أو أنني أفقد توازني الحقيقي

فالجأ للصمت

حيث أمطاره السامة

تنظف العالم .

_10_

أنا في حشد من العميان

نمشي

فما الذي يصير ؟

_11_

وجوه تالفة

تنتظر أيامنا .

_12_

الشجرة المزعومة

لا تنتظر إلاّ الفصول .

_13_

أحس بالأبد : فاقة عظيمة .

_14_

ليس من الضروري

أن أحكي عن حرارة نفسي

وليس من الضروري أن

أتتبعها

وهي تردم التاريخ

والقارات

إنني بمعزل عنها

أتأمل كل ما يحدث

لكن

بتوتر شديد .

_15_

منذ أن عرفت بأنني ابناً للريح

عملت ـ جاداً ـ على إتلاف أعصابي

حشرت روحي في العظم السابع

وصرت أفتش ـ بلا حماس ـ

عن يد ساخنة

لكن الآفاق بجفلاتها الكريهة

كانت متمكنة مني

بحيث كانت تتدرب

على أنفاسي كل صباح .

_16_

بلا نقلة نوعية

أتدرب على خدش السماء

مؤجلاً كل أعمالي الهامة

حين تفاجئني بتفاصيلها الشحيحة .

إنني في مأزق صامت

أعبئ النجوم في قدرٍ يغلي

وأسعى كما لو كنتُ بدوني ...

أراقب الظلام في حفراته العميقة

اتدلَّى من بواعثي التالفة

كي أنجو إلى هلاك جديد .

_17_

استناداً للإبتعاد الهائل عن

مفاهيمنا

استناداً لفرجة الحياة على

ما تبقَّى منا

سأشعر بما هو ليس ضرورياً

سأشهق من الصقيع امرأة

كامنة في عقلي الباطني

وأترك سنواتي الحارّة

على الطرقات الباردة إلى حد بعيد

ثم أعيد النظر في نواياي

" ليس من حيث إن كانت سيئة أو حسنة "

متعمداً أن لا أمر بشيء

بل أمضغة بشهيةٍ

غير إنسانية .

_18 _

ما الذي يحدث ؟

جلبة غير مفهوم

_19 _

من منطلق أنني في الأحلام الرهيبة

من منطلق أنني عارف بالطقس

ونوايا الشهور

أحاول تحديد النقطة التي

أكلها جسدي

لكنني لا أستطيع

لذلك ، غالباً ، ما أعود

إلى تفحص ظلامٍ داخلي

يستأسر بكل شيء .