اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تأملات ذاتية في حكم العسكر


Recommended Posts

من أصعب الأشياء التي على العقل أن يتقبلها هو خطأ اعتقاد ما آمن به الإنسان لفترة طويلة حتى كاد أن يكون حقيقة لا تقبل النقاش . منذ أن بدأت الاهتمام بالشأن العام بدأت تترسخ في ذهني فكرة أننا نعيش في ظل نظام لا تحكمه قواعد أو منطق و أن كل شيء في حياتنا يدور بعشوائية حتى أن الذين يحكموننا ويتحكمون فينا لا يعرفون كيف تمكنوا من السيطرة علينا إلى هذا الحد و لا دراية لهم بكيفية بقاء و استمرار هذه السيطرة , فهناك حالة من اللا منطق تتحكم في هذا الوطن و هذه الحالة لا يستطيع أحد فك شفرتها , لا المنتفعون منها و لا المستعبَدون بسببها , و لكني مررت منذ شهور بتجربة مفروضة على أغلب الطلبة الجامعيين ( الحكوميين ) في مصر , تجربة تتمتع بثقل ظل و سوء سمعة بين الطلبة يجعلهم يؤجلون دخولهم الإجباري فيها إلى عامهم الجامعي الأخير , و تحديداً خلال إجازة منتصف العام حيث يكون القائمين على هذه التجربة مضطرين لاختصار أيامها الطويلة إلى أسبوعين فقط , و حيث لا تكون شمس الصيف القاسية قد سيطرت على سماء مصر , هذه التجربة هي معسكر التربية العسكرية الإجباري لطلبة الجامعات الحكومية .

لكم شكوت من كثرة بنات جامعة عين شمس و الزحام الخانق الذي يتسببون فيه , فلا يكادون يتركون بلاطة أو رصيف أو حتى درجة سلم إلا و احتلوها , و لا تستطيع إحداهن مقاومة شهوة الكلام بداخلها فما أن تقبض على أذني حتى تبدأ وصلة الحكايات التي لاتنتهي أبداً و لا يهون من هذا العناء إلا ولعي الكبير بالمصاصات التي تحافظ على فمي مغلقاً , لكنني آمنت أخيراً أن الإنسان لا يشعر بالنعمة إلا بعد فقدانها فقد بدت الجامعة كئيبة جداً بدون بناتها في أول أيام المعسكر لقد كانوا يخلقون حالة من الألفة و الإزعاج الإيجابي لم أعرف قيمته إلا الآن ( معلش أنا آسف يا بنات و حقكوا عليا ) .

دخلت المعسكر و قضيت أيامه الطويلة و التي زاد من طو لها انقطاع المياه عن حينا المنكوب ( مدينة نصر ) لمدة أسبوع كامل , لنحطم رقم مدينة البصرة التي صمدت بدون مياه شرب لمدة 4 أيام أثناء حرب تحرير ( و إعادة احتلال ) العراق , و لكن لسوء حظنا لم يعرف أحد من مسؤولي الأمم المتحدة و منظمات حقوق الإنسان بالكفاح العظيم لشعب مدينة نصر الباسل ليتم تسجيله بحروف من ذهب على بانيوهات مبنى الأمم المتحدة . فلنترك مدينة نصر و نعود إلى المعسكر الذي كان سبباً في تغيير أفكاري و الذي أثبت لي غبائي و عدم قدرتي استخلاص منطق و قوانين حكم العسكر الذي ينعم به شعبنا منذ أكثر من نصف قرن , فهذا المعسكر رغم كل ما عانيناه فيه فأنا في النهاية مدين له بالعلم , و من علمني حرفاً صرت له ... ( ما احنا كده كده عبيد ) , المهم تعالوا نعيش في المعسكر لنعرف كيف يحكم أصحاب البدل الميري هذا الوطن .

أول شيء ستتعلمه في المعسكر هو من أنت ؟ , و سوف يجيبك سيادة المقدم على هذا السؤال بمجرد أن يراك " أمشي عدل يا طالب " هذه هو النداء الذي سوف تعامَل به طوال المعسكر " طالب " , لكن أرجو ألا يأخذكم التفاؤل فأهل العسكر يتميزون بطريقة معينة في نطق هذه الكلمة تجعلك تشعر بالإهانة و تكره نفسك لأنك قررت في لحظة طيش أن تكون طالباً , و هذا يجعلك تتذكر على الفور كلمة " مواطن " التي يناديك بها جميع السادة ( السيد الرئيس – السيد الوزير – السيد المدير المسؤول ... و أي سيد من اسيادنا ) فرغم الشرف الذي تحمله هذه الكلمة لأي مواطن في أي وطن إلا أن العسكر قد علمونا أن نشعر بالدونية و اندعام القيمة لمجرد سماعنا لها , باختصار علمونا من نحن فنحن مواطنون ( و لازم نعرف حدودنا كويس , ماذا و إلا ... ) . إذن فقد عرفنا من نحن , و الآن لنا أن نسأل من هم ؟ , لن يطول انتظارك فسوف يجيب سيادة المقدم على سؤالك بمجرد انتظام الطابور : " أنا المقدم ( ........ ) , كنت الأول على دفعتي في الكلية الحربية , طبعاً مش هاقدر أقولكوا على كل الحاجات اللي أنا عملتها و إلا لازم تقعدوا سنة على الأقل في المعسكر ده تسمعوا وتتعلموا بس , أنا خدت رتبة مقدم في سن قياسي مايحلمش بيه أي ظابط , خدمت في الجبل أكتر من سبع سنين , أكلت التعابين و العقارب , نمت في عز التلج من غير غطا , باختصار شوقت اللي ماحدش فيكوا يقدر يشوفوا " , حالة ذهول و انبهار بين الطلبة ( عرفتوا ليه يا كلاب لازم نسمع كلام سيادة المقدم , حد فيكوا يقدر يبقى زيه أو يعمل اللي هو عمله ؟؟؟ ) , بهذه المسوغات بالضبط قدم لنا الرئيس مبارك نفسه على مدى 25 سنة فهو رجل المعجزات بامتياز و بالتالي يجب أن نلتزم طاعته و نثق تماماً في عبقريته و كفاءة قيادته , فعندما رآه السادات في العريش عام 1951 قام بتدوين اسمه في كشكوله الخاص , و عندما رآه عبد الناصر بعد النكسة أسند إليه قيادة القوات الجوية , شخص حازم و لكنه لا يحب إيذاء الآخرين , تركيبته لا تعرف اليأس أي مهمة يكلف بها يؤديها بنجاح يفوق الخيال , كفاءة نادرة و شعور طاغي بالمسؤولية حتى أنه طوال 56 عاماً خدم مصر خلالها لم يحصل على إجازة إلا 3 شهور فقط ( ياللهول !!! ) , بعد كل هذه المعجزات التي يعجز أمام شرحها لسان البشر يجب علينا أن ننقاد خلف القائد , فقط نسكت و نسمع و نتعلم ( أو ننهق ) لنصل إلى الغاية الكبرى التي دخلنا معسكر التربية العسكرية من أجلها كطلبة و التي جئنا إلى هذه الدنيا من أجلها كمواطنين ألا و هي الانضبااااااااط .

أول و آخر و أهم قاعدة في حكم العسكر هي الانضباط ( قولوها 10 مرات قبل الأكل و بعده ) الطاقية زرقاء , و القميص أزرق , و البنطلون أزرق ( عرفتوا ليه بنقول يا نهار أزرق !!! ) , أما الحذاء فأسود ( اللون التاني لنهار المصريين ) , الشعر 3 فوق و 2 على الجناب , دقنك تكون محلوقة كل يوم بدل ما سيادة المقدم يخليك تحلقها على الناشف قدام مراية العربية اللي راكنة بره الجامعة و اللي رايح و اللي جاي يضحك عليك . هذا التميز في الناحية الشكلية هو أول ملامح الانضباط فأنت الآن ترى المشهد بوضوح , أصحاب الملابس الزرقاء يصطفون جالسين على الأسفلت بينما أصحاب البدل الكاكي الداكنة المهندمة يقفون في شموخ فوق الدكك العالية المشرِفة من أعلى على أصحاب الملابس الزرقاء , إذن فقد فقدنا تميزنا و اختلافنا ( الفردي ) و أصبحنا جميعاً أفراد متساوون في القطيع ( على الأقل من ناحية الشكل ) , ثم نأتي بعد ذلك على الخطوة التالية وهي سحق الذات الفردية لأفراد القطيع , فإذا كنت تعتقد أنك شخص كامل الأهلية لتعيش في هذا الكون الفسيح فسيقوم سيادة المقدم بتصحيح هذه المعلومة الخاظئة عندك : " إوعى حد فيكوا يفتكر إنه علشان دخل الجامعة و اتعلمله كلمتين فاضيين يبقى خلاص بقى بني آدم , انتوا مش أكتر من شوية عيال و كل اللي اتعلمتوه ده مالوش أي قيمة , عارفين ليه ؟ , لأنكوا متعلمتوش الانضباط , من غير انضباط كل حاجة بتبقى فوضى , اللي مزنوق في كلمة يقولها و اللي عايز يعمل أي حاجة يعملها و الدنيا تبقى خراب , و علشان كده احنا لميناكوا هنا , علشان تتعلموا يعني إيه ظبط و ربط و يعني إيه التزام بالأوامر , لو قدرتوا تتعلموا الحتة دي بس مصر هاتبقى حاجة تانية , تخيل لو كل مواطن بيلتزم بالتعليمات كان زمان حالنا بقى إيه , إنما حضراتكوا عايشين بره في مولد و كل واحد فاكرلي نفسه فيلسوف و مفكر و ماشي من دماغه و هو حمار ولا عارف أي حاجة ف أي حاجة , هنا الأمر يعني أمر , انتباه يعني انتباه لا لفتة ولا همسة " . كلام سيادة المقدم هو نفس الكلام الذي نتعاطاه صباحاً و مساءً من أهل العلم , فبأي حق نعترض و نحن لا نعرف شيئاً " يابني الريِّس ده عارف كل حاجة في البلد دي و عارف هو بيعمل إيه إنما انت بقى تعرف إيه غير شوية كلام الجرايد اللي لا بيودي ولا بيجيب ؟ " .

المشكلة الحقيقية أن العسكر نجحوا في ترسيخ هذا الشعور بداخلنا , نظرت حولي لأرى رءوساً عليها الطير , هم الآن مستعدين لتنفيذ أي أمر و كان أول أمر ( بعد صفا و انتباه و الذي منه ) هو أن نقوم في نفس واحد و بدون أي نشاز و بصوت يهز الجبال بغناء أحد أناشيد الأطفال التي كنا نرددها في دور الحضانة مع الدب على الأرض بالأقدام بأقصى قوة , و في اقتناع كامل بدأ القطيع وصلة الغناء و الدب على الأرض بينما صوت محمد منير يرن في أذني " طول العمر العسكر عسكر .. بس الناس ...... الناس كانت ناس " , هكذا حلت الأوامر محل النقاش و الطاعة محل التساؤل و أصبح التفكير تهمة , نحتشد في طوابير الخبز و نتزاحم في المواصلات و نأكل الأطعمة المسرطنة و نعيش داخل علب الكبريت و نقتنع أن هذه هي الحياة بعد أن سلمنا إرادتنا لهؤلاء الذين يعرفون كل شيء بينما لا نعرف نحن أي شيء .

بعد ذلك عرفنا أننا تم ترقيتنا من رتبة " طالب " إلى رتبة " رقم " ( و هذا يعني أننا نسير بشكل جيد في طريق الانضباط ) , فقدنا أسماءنا التي هي إحدى سمات الفوضى و الانفلات و استبلدناها بأرقام منتظمة و منضبطة , و عندما يأمرك سيادة المقدم بأي شيء بعد ذلك سيقوم بالنداء على رقمك لتنتفض على الفور معلناً استعدادك التام لتلبية نداء الوطن : " رايحين رايحين شايلين ف إيدنا سلاح .. راجعين راجعين شايلين رايات النصر .. هانعيش لمصر ( مش لينا ) .. و نموت لمصر ( و هذا هو الأهم ) .. مصر .. مصر .. تحيا مصر " , فقدنا أي تقدير للذات و أصبح كل " مواطن " فينا يشعر أنه عبئ ثقيل على الوطن " بقينا أكتر من 70 مليون , طيب الراجل هايأكلنا منين و يشربنا منين و يتاوينا فين ؟ و الله كتر خيره إنه مستحملنا لحد دلوقتي " .

لكن تبقى هناك مشكلة , ماذا لو ظلت هناك رواسب داخل هؤلاء الأرقام لحالة الانفلات التي كانوا عليها , كيف يستطيعون التغلب على هذا الشعور الشرير بأنهم قيمة حقيقية في الحياة , ما هو الحل ؟ ... التجربة العملية ستفي بالغرض , أحد الطلبة لم يلبي نداء سيادة المقدم بالحماس المتوقع , فطبعاً تم توبيخه بما يتناسب مع بشاعة و خطورة تصرفه , و هنا ظهرت المشكلة , ظهر على وجه الطالب شيء من الامتعاض نتيجة العبارات الرقيقة الموجهة إليه من سيادة المقدم الذي ما كان منه إلا أن أمسك بالبطاقة التي تحتوي على رقم الطالب ليمزقها ليصبح الطالب الغير المنضبط مضطرأ لإعادة معسكر الانضباط في فصل الصيف , مازال السؤال مطروحاً " كيف نضمن ألا يحدث لنا مثل ما حدث للطالب المنفلت ؟ ... لا تقلقوا فسيادة المقدم لا يبخل علينا بأي إجابة : " أنا عارف إن انتوا مابتحبونيش و أنا مش هاعمل حاجة بحبكوا , لازم تعرفوا إن الحياة العسكرية ما هي إلا تمثيل , اللي هايمثل عليَّا إنه بيحترمني هاشيله فوق دماغي , أما اللي عايز يبقى زي البيه فيطلع بقى يوريني نفسه " . أنت محق يا سيادة المقدم فكل شيء حولنا ليس أكثر من تمثيل , اللصوص يمثلون أنهم حكومة , و جمعيات المنتفعين تمثل أنها أحزاب , و العبيد ( اللي هما احنا ) يمثلون أنهم مواطنون في فيلم ساقط نشاهده من الداخل فنبكي على أنفسنا و يشاهده الآخرون من الخارج فيضحكون علينا , و من يخرج عن النص أو يمثل دوره بدون إخلاص كامل سوف يكون مصيره الطرد من الفيلم فوراً .

مع الأسف لن يكون هناك جديد فما حدث في أول أيام المعسكر هو ما سيحدث في آخر يوم ( تماماً مثل حياتنا في هذا الوطن ) , غزف جماعي على نغمة الانضباط , كل يوم نفس الأوامر و النواهي و العقوبات و الإغراءات و الطوابير لكي يصبح الانضباط حالة ملازمة للطالب ( أو الرقم ) و تصبح الرتابة هي قانون الحياة فكل شيء سيبقى كما هو و هذا هو الهدف الأسمى , الاستقرااااااااااااااااار .

انتهى المعسكر و خرجنا , الآن يرن في أذني صوت آخر غير صوت محمد منير , صوت كنت صغيراً جدأ عندما سمعته لأول مرة , يومها عاقبتني أمي عقاباً قاسياً على تخريبي لواحدة من ألعابي غالية الثمن من أجل رغبتي المعتادة في معرفة سر تشغيلها , بعد أن تعطلت اللعبة أحسست بالذنب من فطرتي الطفولية الشريرة في معرفة سر كل شيء و بدأت أقتنع بضرورة كبح جماح هذه الرغبة الملعونة و جلست أشاهد التليفزيون , كان هناك ما يشبه مسابقة في الغناء بين مجموعة من الأطفال ينتمون لجنسيات مختلفة و يغنون بلغات مختلفة , و رغم عدم فهمي للكلمات جلست استمع بعدم اكتراث إلى أن صعدت على المسرح طفلة جميلة تبدو عليها الملامح العربية , و بدأ اللحن الرشيق يسيطر على أسماعي بشكل تام , ثم انطلق صوت الطفلة الجذابة في لهجة شامية ساحرة :

بيتك ياعصفورة وين ؟

مابشوفك غير بتطيري

ماعندك غير جناحين

حاكينا كلمة صغيرة

و لو سألونا بنقلن ..

ما حاكيتنا العصفورة

طيري طيري

طيري طيري

طيري طيري يا عصفورة

ذهب عني الإحساس بالذنب و عاد لي شعوري بالفخر بأنني كائن صغير حر مشاكس لا بيت يستطيع أن يحبسني داخل جدرانه و أجنحتي تستطيع التحليق أينما شئت تماماً مثل تلك العصفورة , هكذا تكون الحياة و لتغضب أمي و لتتحطم جميع ألعاب العالم .

متى يعود إلينا الشعور بأهليتنا لأن نفكر و نتكلم و نعترض .. متى نقتنع أننا نستحق حياة أفضل .. متى تطيري يا بلدي من قفص الانضباط .

تم تعديل بواسطة مندوب القِلة المندسة

روح يا قمر الليل و نام .. ده السكوت زي الكلام

رابط هذا التعليق
شارك

أهلا بمندوب القلة المندسة :ph34r: اسم طريف وان كان طويل .. تحتاج إلى اسم دلع مختصر .. مش معقول كل ما نيجى ننده عليك نقول الاسم ثلاثى !! :ph34r: طبعا مرفوض استخدام أرقام زى معسكر الجامعة

وصف معبر يا مندوب لعملية فرض إحترام الكاكى على الشعب تحت مسمى معسكرات الشباب والانضباط والكلام الكبير .. كنت أظن أن هذه المعسكرات توقفت منذ زمن لانتفاء الحجة الشرعية لها بإنتهاء الحروب

عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير

رابط هذا التعليق
شارك

وصف معبر يا مندوب لعملية فرض إحترام الكاكى على الشعب تحت مسمى معسكرات الشباب والانضباط والكلام الكبير

طيب ما انت حليتها .. بعد كده لو عايزني في حاجة قوللي روح يا مندوب.. تعالى يا مندوب .. إنما الاسم ده عزيز عليا جداً و مقدرش اتخلى عنه .

روح يا قمر الليل و نام .. ده السكوت زي الكلام

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...