نكتة الألفية

[وائل نوارة]

نكتة الألفية

أحسن 3 بلاد في العالم بلدين، مصر اللي احنا عايشين فيها، ومصر اللي هما بيحكولنا عليها.

مصر اللي هما بيحكولنا عليها في الجرايد، بلد ديمقراطي، يؤمن بالتعددية والرأي الآخر، تسوده العدالة، ولا يعاني من الفساد أو البطالة. حكومته من الأنبياء المنزهين، لا يخطئ الواحد منهم أبداً. مصر اللي بيحكولنا عنها، أهلها لا يعيشون في المقابر، وإن عاشوا فيها فليس هذا بسبب عدم توفر المساكن أو فقر الناس، ولكن لأن الناس يصعب عليهم أن ينام الموتى دون أنيس فيشعروا بالوحدة. مصر دي يا سيدي تتغنى الصحف الأجنبية والمؤسسات الدولية بنجاح حكومتها، وهذه الصحف الأجنبية لا هم لها سوى الإشادة بمحاسننا وريادتنا وإنجازاتنا المهولة، فالعالم كله لا ينام الليل من فرط حلاوتنا التي هي زايدة حتة، بما أن جرايد الريادة بتطلع الساعة ستة. ومصر دي بقى توجد في الصحف ووسائل الإعلام، فهي دولة ورقية، توجد فقط على أوراق الصحف وبين سطور التصريحات الوردية، التي تمتلئ بالمليارات المخفية، وفرص التوظيف المتلتلة التي لا تجد من يهتم بالتقاطها، رغم إنها مرمية وملقحة في كل شارع وحارة، وعلى عينك يا تاجر. مصر دي تجنن. فعلاً حاجة تجنن.

أما مصر اللي احنا عايشين فيها، ورغم الفقر والكبت والقمع، بلد أهلها طيبون. مسالمون ولا تهون عليهم العشرة. بس أحلى ما فيهم، أنهم أولاد نكتة. يظن البعض أن الشعب غير قادر على التخلص من الحزب الوطني اللي هو كابس على نفسه من خمسين سنة وزيادة – مرة باسم المؤتمر القومي، ومرة باسم الاتحاد الاشتراكي، ومرة باسم منبر الوسط، ومرة باسم حزب العربي الاشتراكي، ومرة باسم النبي حارسه الحزب الوطني الديمقراطي. الوطني الإيه؟ الديمقراطي. ومرة باسم الفكر الجديد، ومرة باسم لجنة السياسات، ومرة ... ومرة، وكل مرة أمر من المرة اللي قبلها. والحقيقة الشعب لأنه عشري، ويهون عليه العيش والملح، ولأنه لا يأكل غير العيش حاف يدوبك بشوية ملح من ساعة ما جه الحزب الوطني، فالشعب صعبان عليه العشرة، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم. لكن أهم ما في الموضوع، إن الحزب الوطني دمه خفيف موت، أخباره كلها نكت ونوادر وفشر من اللي على أصله، ولا أبو لمعة في زمانه!

طول النهار كذب في كذب بس بصراحة، والشهادة للحق، الواحد ما بيبطلش ضحك على الفشر والمزع! يعني تبقى عارف إنهم بيضحكوا عليك، لكن من خفة دمهم، الواحد بيبقى بصراحة مبسوط من حبكة النكت! لأ وإيه، يطلع الواحد منهم ووشه كله جد، ما هي أحلى نكت بتلاقي المنكاتاتي وشه جد كده وكأنه لا بيقول نكتة ولا حاجة! يتنحنح البيه المنكاتاتي ويعدل النضارة، ويقول: خرج الشعب عن بكرة أبيه ليقول كلمته في الاستفتاء. آل إيه يا سيدي، 17 مليون واحد راحوا الاستفتاء! راحوا إيه؟ الاستفتاء!

مع إن الصحافة المستقلة تقولك اللجان كانت فاضية وبتنش، يقوم المسئول يرد ويقولك ... أه ... الإقبال كان فعلاً ضعيف شويه في المدن، لكن في الريف كل الشعب خرج يقول كلمته! يا سلام!

طب ليه جاب الحزب الوطني البلطجية علشان يضربوا بتوع كفاية؟ ليه قبض كل بلطجي 20 جنيه علشان يضرب الناس المحترمين ويقطع هدوم السيدات والفتيات المشتركين في المظاهرة؟ لما الموضوع كده والشعب كله خرج، أمال ليه العفرتة اللي السلطة متعفرتاها، وليه العصبية الشديدة اللي شفناها على المحطات الفضائية؟

ما علينا. الشاهد، خلص الاستفتاء، وحندخل في الانتخابات، وإن كان الموضوع حيفضل كده، يبقى ممكن أقول لكم على نتيجة الانتخابات القادمة – من دلوقتي وبدون تعب ولا وجع دماغ ولا استفتاء ولا دياولو، ويوفروا فلوسنا - قصدي فلوسهم وجهدهم، وكفاية علينا خفة دمهم – ده لو فيه دم من الأصل!

[مصرى]

هكذا تحول الحكومة يوم إرداة الشعب وعرس الديمقراطية إلى يوم تاريخى للإفساد

تختار لإنفاق موارد الدولة وأى موارد ممكنة على التزوير والإفساد .. لم تكتف باقتطاعها من مصادر اتفاق فيها مصلحة الشعب .. بل خصصتها عمداً لإفساد الشعب وإعادته قسراً سنين إلى الوراء فى غياهب التخلف .. المهم أن يبقى نظام مبارك فى الحكم

توزيع الأموال وحبوب الفياجرا على المتظاهرين اليس فيه إشاعة للرشوة فى المجتمع بإسم مبارك المكلفين بالهتاف بإسمه

رفع مكافأة إشراف القضاة إلى 10 آلاف جنيه فى هذا اليوم المبارك !! بدلا من 6 آلاف جنيه .. مقابل اتفاق ضمنى بغض البصر .. اليس هو إفساد للقضاء .. هل بعد ذلك يمكن أن تسير العدالة والنزاهة على سطر وتترك سطراً

فى هذا اليوم المبارك تكاتف الوزراء وكبار المسئولين للإلتفاف حول الدستور والقوانين والأخلاق من أجل هدف أسمى وهو الانتصار على الأعداء المعارضين الذين يريدون النيل من الكابتن قائد المسيرة .. هل بعد ذلك يمكن أن تطلب من هؤلاء إحترام أى من هذا .. هل يمكن أن يحاسبهم الكابتن عن تجاوز

هكذا الحكومة الفاشلة .. تستنزف موارد الشعب من أجل نشر الفساد وتكريسه .. بكل عزيمة وهمة ونشاط ثم تتباكى على الشعب لأنه سوفاج لازال فى مرحلة النضج

حسبى الله ونعم الوكيل

[Alshiekh]

الحقيقة انهم مش بالضبط 17.000.000 هم 16.999.999 بس انتوا عارفين المبالغة بتاعة الحكومة المصرية.

والحقيقة اللى ماحدش قالها ان 70.000.000 على الاقل صوتوا وبكوا على حال مصر اللى مش باين انه حيتغير الا بكارثة تأتى على الاخضر واليابس.