كيفية صنع ارهابي ... جريمة رفح مثالآ ..

[Scorpion]

جريمة رفح الارهابية .. و ضحاياها من شباب بسيط كانوا يؤدون واجبهم الوطني .. بل انتهوا منه و كانوا في طريقهم الي اخلاء طرفهم و العودة الي حياتهم المدنية .. الي اهاليهم . اصدقائهم .. احبائهم ... احلام و مشاريع هوت معهم عندما سقطوا صرعي .. و اختلطت تلك الأحلام بدمائهم و هم يشاهدون وجه قاتلهم الذي يطبق شرع الله عليهم في رأيه ..

ما اود مناقشته هنا ليس الشهداء ... رحمة الله علي ارواحهم جميعآ و جعل مثواهم الجنة ان شاء الله .. ما اريد ان اناقشه هو شخصية الأرهابي في هذا المشهد المريع .. هذا من وجه السلاح في وجه من يعتنق نفس عقيدته مفرغآ طلقاته في اجسادهم منهيآ حياة شباب لا صلة له بالتور كما لا صله له بالطحين ..

لماذا .. لماذا يتحول مثلآ انسان اسمه عادل حبارة ... من انسان عادي سوي الي انسان يقوم بجريمة ليست لها نهاية سوي حبل مشنقة يتدلي منه منهيآ حياته هو ايضآ ..

لطالما ارجعنا هذا الي الجهل .. الي الفقر ... الي غسيل المخ الممنهج منذ نعومة الأظفار .. و لكن ما هو اقسي و اسوأ من كل هذا عندما يصبح المجتمع نفسه هم من يخلق الوحش داخل الإنسان .. عندما يملأ قلبه بالحقد و الغضب و الكراهية ليحوله الي ارهابي آخر كنا في غني عنه ...

و هنا عندما نوجه اصبع الأتهام اليه .. يجب ان نراجع انفسنا و نفس الأصبع هذا يجب ان نحوله الي صدورنا ايضآ ..

هذا ما راودني من احساس عندما سمعت هذا الحبارة اول مرة ... لم اجد له اي عذر في وحشيته .. و لكن غضبي تحول ايضآ لمن قرروا ان يجعلوا من شقي بسيط ارهابي عتيد ... هذا الحديث ظل في مخيلتي فترة طويلة .. و الان و بمناسبة عرض القضية مرة اخري عاد الي ذاكرتي .. فقررت ان اعرضه عليكم لمناقشته ..

ملحوظة .. اعلم انه بالطبع في هذا الحديث جعل من نفسه في البدء انسان بريء بدون اي ذنب او ان كل الخطأ يقع علي امين شرطة يكرهه و ظابط جعل منه هدف ثابت ..و هذا بالطبع به نصف الحقيقة .. و لكن بعيدآ عن فكرة فيلم "جعلوني مجرمآ" تلك .. اعتقد تمامآ بان باسلوب شرطي مختلف في البدء ما كان لدينا ارهابي يبحث عمن ينتقم منه بصورة وحشية ... و كنا وفرنا حياة ابرياء كنا في غني عن فقدها بتلك الصورة البشعة ...

http://youtu.be/960VkqRizJo