اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هوامش على دفتر الاستفتاء


مهيب

Recommended Posts

"كلما سمعت كلمة ثقافة .. تحسست مسدسى" ...

جملة قالها جوبلز وزير دعاية النازى أيام الرايخ ... والذى استطاع أن يجمع لهتلر أعدادا رهيبة من الشباب المتحمسين (الفستولا ) والتى تشكلت منهم قوات العاصفة فيما بعد تلك المجموعات من الشباب التى كان يكفى ذكر اسمها لاثارة الرعب فى القلوب ...

كان جوبلز يعلم التأثير الهادىء الغير محسوس للمثقفين ... ومن قرأ التاريخ سيعلم بالقطع أن القائد الزعيم الخالد التى تفرد له الصحف و الاذاعات والفضائيات موادا كاملة لمدحه و اطرائه ما هو الا شخص آخر ... ممن حكم فلم يحسن ... و أصاب مرة و أخطأ مرات ...

نحن نعيش مع الفساد منذ زمن رهيب ... لقد حطمنا جميع الأرقام القياسية فى هذا المضمار ... و لست أدرى لماذا ... على مدار التاريخ كان ولا يزال الفساد دائما هو بطل القصة ... هو المدمر أبدا ... و من ينظر لتاريخ الرومان ... و الحضارة الرهيبة ... من يقرأ عن الأندلس و الدولة و المنارة ... من يأخذ بعين الاعتبار ما حدث للاتحاد السوفيتى الرهيب من تحطم شامل ... من يعلم عن دولة فارس ... من يقلب فى صفحات التاريخ .. فى نشأة الدول و الحضارات و انهيارها سيجد ذلك التأثير الرهيب للفساد ... فما أن يبدأ فى الانتشار .. ما أن تبدأ معادلته الأسية الرهيبة و التى تشبه الانشطار النووى المتسلسل .. ما أن يبزغ فى الأفق حتى نرى الدول تنهار و الحضارات تمحى ...

لكننا حتما نختلف عن الآخرين ... لأن الفساد عندنا قد أصبح مستوطنا يحمل الجنسية كأى مواطن مصرى ... يحيا و يتنفس و يقاسمنا فى كل شيء ... و كعادة الشعب المصرى ... (اللى ماتقدرش عليه ... صاحبه) ... اعتاد الناس وجوده ... و أصبح من المعايير الأساسية التى تدخل فى تخطيط الانسان المصرى لمستقبله ... و قرارات حياته ....

انتشر الفساد و استشرى و طال الجميع تقريبا ,, كل المستويات و كل الأصعدة .... الفساد التعليمى و الأخلاقى و السياسى و الأعلامى الفساد العلمى و العملى .. الادبى و الفنى ... كل المجالات و كل المستويات ... من جندى الأمن المركزى البسيط .. الذى لا يعلم ما الفرق بين الانسان و حلة المحشى ... الى قائده .. من ضباط الشرطة الى قياداتهم ... من الاعلاميين و السياسيين الى دكاترة الجامعة ... و من الأطباء الى المهندسين الى العلميين .. حتى المدرسين و لن أكون مبالغا ان قلت و التلاميذ أيضا ...

أنا لا أقول أن الجميع فاسدون .. فتلك مقولة منافية للمنطق ... ولو كان الجميع فاسدين لما أحدث هذا خللا ... لكن أقول ان الفساد لم يعد متمركزا فى طبقة بعينها ... لقد أصبح الفساد عندنا سميكا .. غليظا ... مترسبا .. متغلغلا فى النسيج الى أبعد مدى .. لم نعد حتى نراه قبيحا و لا نتخيل بلدنا بدونه ... أخشى أن أقول أن قد أصبح له مذاق الأصالة

وما حدث فى الاستفتاء كان شيئا غريبا ... أنا لن أحلله ... لن أهاجم و لن أدافع ... لكننا كلنا قد تعجبنا ... بين حكومة تفرض ارادتها فرضا على دولة بأسرها ... وبين شعبا لا يعلم شيئا عن أى شيء ... وامتلأت رأسى بالتساؤلات ....

هل صحيح أننا نتغير ...؟؟؟ كم يحتاج التغيير من زمن كى يصبح واقعا ... هل أفلس النظام الحاكم ... أم أن مايحدث هو مخطط بالغ التعقيد لأن يطور الفساد نفسه كى يعيش فى البيئة الجديدة .. تماما كالفيروسات .. حين تطور نفسها لكى تستطيع البقاء فى وسط آخر ...

هل الفساد ذكى ؟؟ مثقف ؟؟؟ يحفظ مفردات اللعبة جيدا و يلعب باحترافية .... ترددت أنباء كثيرة عن الشروخ التى بدأت تظهر فى جدران المعارضة ... عن الخلافات و المشاكل ... ماذا يحدث ؟؟؟ وهل من يحارب الفساد هو فساد آخر ؟؟ فساد مختلف فى الاتجاه و الفكر ... لماذا لم يعد هناك آدمية حتى فى معالجة الموضوع ... ماذا فكروا من أقدموا على محاولات التعدى التى حدثت فى الاستفتاء ... ماذا كان المحرك لهم .... ؟؟؟

أنا بشىء من السذاجة قد أفهم موقفا لمن يتحمس فى معاداة النظام و يهتف بسقوطه ... انه شخص ايجابى بغض النظر عن اتفاقى معه أو اختلافى ... لكن من يهتف بنفس الحماسة لبقاء النظام .. هذا ما لا أستطيع فهمه ... فهو اما غير مبال بالمرة ... وهناك فائدة ما يرجوها من وراء هذا ... وساعتها من أين أتى بتلك الحماسة ... أو أنه حقا يصدق ما يقول .... وكلاهما عسير الفهم على السذج أمثالى .

ذات مرة أخبرنا دكتور فى الكلية ... كلمة لن أنساها ما حييت ... قال لنا أن صورة الشرير المطلق ليست موجودة تقريبا فى الواقع ... الكل مظلوم .. قد أعطى كثيرا ولم يأخذ شيئا .. الكل مجنى عليه بشكل ما .. ولا يوجد من يفعل الشر الا و قد برره لنفسه ... حتى الموظف الذى يفتح الدرج للمواطن .. انه يقول لنفسه أن الحياة صعبة ... وأنهم (أى الكبار) يسرقون بالآلاف و الملايين .. (مش هتيجى عليا أنا) .. وأننى أريد الأفضل لأولادى .... وعلى كل المستويات ..من العامل أو العسكرى البسيط .. انتهاءا بالوزير الفاسد ..

هل ابتعدنا كثيرا عن خطط الاصلاح الحقيقى ... ولم تعد حتى الارادة الجماهيرية تكفى للتغيير ... ماذا يحدث ؟؟... وهل حركة مثل كفاية (معمول حسابها) كما يقال ... و لن تأتى بجديد .... هل النظام أذكى منا جميعا ... يطور نفسه بسرعة كبيرة؟؟ .... ويستطيع مواجهة عصر المعلومات و انفتاح الاعلام بعدما كانوا فى القدم يشوشون على الاذاعات الاخرى حتى لا يعلم الشعب شيئا

لماذا ضربوا من ينادون بسقوط الرئيس ... لماذا يجب أن يتفق عليه الجميع ؟؟ ... كما لو أن عدم الموافقة عليه خيانة و عمالة ... لماذا دائما يجب أن تحكمنا ذات عليا لا تمس ؟؟؟ ... ولماذا يمثل عندنا الحاكم الوطن دائما ... يكتب التاريخ و يقرأه لنا ... يخبرنا كم نحن عظماء لأنه بيننا ؟؟

كم هراوة يجب أن تنزل على الرؤوس حتى ينسوا فكرة التغيير ... وكم هتاف بأنه (كفاية) حتى يحدث التغيير ... وأين مصر من كل هذا ...

لقد رأينا بأنفسنا أولئك الذين ضربوا و أهينوا لأنهم قالوا كفاية .. و لم يكونوا يطلبونها لأنفسهم فقط بل للجميع .... كما أننا قرأنا عن الارادة الجماهيرية التى انتصرت فى النهاية ....

ويبقى السؤال .. متى سيتحرك الموظف الغلبان ... الذى (يربى عياله) ... و (مالوش دعوة بكل اللى بيحصل ده) ... الموظف البسيط الذى يريد لابنه أن يدخل الطب أو الهندسة ... حتى لا يتعب فى الحياة مثله ... متى سيتحرك المواطن الذى (بياكل عيش) .. و (بيمشى جنب الحيطة) ... متى سيترك (الحيطة) و يسير فى الشارع لأن هذا من حقه ...

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

ويبقى السؤال .. متى سيتحرك الموظف الغلبان ... الذى (يربى عياله) ... و (مالوش دعوة بكل اللى بيحصل ده) ... الموظف البسيط الذى يريد لابنه أن يدخل الطب أو الهندسة ... حتى لا يتعب فى الحياة مثله ... متى سيتحرك المواطن الذى (بياكل عيش) .. و (بيمشى جنب الحيطة) ... متى سيترك (الحيطة) و يسير فى الشارع لأن هذا من حقه ...

اجابة التساؤل تكمن في الآتي :

سيتحرك الموظف ( المواطن الغلبان ) عندما يكتشف أنه لا يستطيع تربية عياله

و ان كل ما يحدث يصب في تقرير مصيره و مصير عياله

وعندما يجد أن مسالة دخول ابنه الطب و الهندسة بحثا عن المستقبل الأفضل لم تعد موجودة و أن مجالي الطب و الهندسة لا يمثلا المستقبل الأفضل بمجرد الالتحاق بهما في هذه الأيام ، و يكتشف زيف هذا المعتقد، و بالتالي فإن تأمين مستقبل العيال لم يعد مضمونا كما كان في الماضي .....

وعندما لا يجد ( العيش ) الذي يأكله حتى لو بمسامير ، و اضطراره في المناسبات لشراء مخلفات الذبائح من عظام و شغت لعمل شوربة باستخدامهم ، هذا ان وجدت هذه المخلفات

سيترك الحيطة عندما تنهار ويكتشف ان موقعه الآن وسط الشارع

عموما فأن منظومة الحكم الحالي بالرغم من كل سلبياتها و عيوبها وما تحتويه من فساد و ترابط مصالح ، إلا أنها تتمتع بذكاء مخيف ، يجعلها تعلم جيدا أن وقود استمرارها على قمة الحكم هو توفير الحد الأدنى للمواطن الغلبان من متطلبات الحياة ، مع الابقاء على سقف أحلام هذا المواطن دون أي ارتقاء -عشان عينه ما تتفتحش على الخيرات و النعم -

و زرع فكرة أن استمرارية هذا النظام في الحكم ، هو الضمان الوحيد لمعيشة هذا المواطن بصرف النظر عن المستوى النسبي لهذه المعيشة

و نجد بالطبع أن كافة وسائل الاعلام المرئية و المقروءة و التي تصل بمنتهى السهولة ليد المواطن الغلبان قد كرست هذه الفكرة في ذهنه

و الفكرة هي : أنا النظام ، انا بابا و انا ماما و الباقي وحشين ، خليك معايا أنا أدرى بمصلحتك و عارف اللي فيها و عايش كل همومك ، و مسيرها تتعدل ، حتى شوف و اقرا الاخبار ،

و طبعا عشان المواطن ده غلبان ، فهو لا يدري بما هية حقوقه و واجباته ، و لا يدري أنه قوة فاعلة ، و لايدري انه اذا اخفق النظام في تحقيق متطلبات المواطن فمن حق هذا المواطن أن يسحب الثقة في النظام و الاتيان بنظام آخر لتحقيق هذه الطموحات

ولنا في الاستفتاء الفرنسي عبرة لما حدث ، لقد رفض الفرنسيون الدستور الأوروبي ، لأنهم يعلمون انه غير صالح لهم كمواطنين ، بصرف النظر عن موافقة النظام الحاكم ، الأمر الذي تسبب في تغيير الحكومة هناك ، لتصب الأمور في صالح الشعب و في رغبة الشعب

العبرة التي نستخلصها هنا ، أن المواطن المصري هيفضل غلبان ، و هيزيد في غلبه ، و هو راضي بقليله ، وبأنه ليس في الامكان أبدع مما كان ، و لن يصحو المواطن الغلبان إلا إذا صحا الجيش

تماما مثل انقلاب يوليو 52 ، قام به الجيش و ليس الشعب ، وبعدها سار الشعب وراء الجيش فنجح الانقلاب

ولا نجد في تاريخ الشعب المصري أي حدث تغييري قام به الشعب من تلقاء نفسه ، متحديا كل العوائق و الصعوبات التي تعترض طريقه في رحلة البحث عن أحلامه و طموحاته التي بات يعلمها جيدا

الخلاصة ، المواطن المصري الغلبان هيفضل غلبان ، و لن يغير الله ما به حتى يغير المواطن ما بنفسه

تحياتي و تقديري .............

قلب الوطن مجروح ........ لا يحتمل أكــتر

نهرب وفين هنروح ......... لما الهموم تكتر

رابط هذا التعليق
شارك

موضوع وتحليل ممتاز من الاخ مهيب ..

واستكمال ممتاز أيضا من الاخ تام سايت ...

هذا هو واقع الحال ... والحكومة وحزبها البالى ..قد حشدوا كل قواهم ومفكريهم وميليشياتهم .. وورش العمل تعمل 24 ساعة .. لملاحقة الاحداث المتتابعة ..

وعمل التصميمات اللازمة .. للرد على كل حدث يطرأ ..

الخبث والدهاء والمكر ... لإبقاء الحال على ما هو عليه ...

إنه صراع البقـــــــاء .... ولا عزاء للمصلحين ...

رابط هذا التعليق
شارك

ولو كان الجميع فاسدين لما أحدث هذا خللا

يا سلام ... جميلة جدا

هذا فعلا صحيح إلى حد ما. فالدولة نظام. و من خصائص النظام إما الاستقرار أو التذبذب. التظام المستقر لابد أن تكون كل مكوناته (مركباته) متجانسة. فلو اتصف أحد مكوناته بصفة ما ، فإما أن توجد هذه الصفة في كل المكونات (المركبات) أو لا توجد. فإن كانت كل المركبات تحمل نفس الصفة ، كان النظام مستقرا. و إن وجدت مركبة أو أكثر لا تحمل نفس الصفة ، كان النظام غير مستقر. و لا بد للنظام الغير مستقر أن يسعى للاستقرار. فإما تتغير المركبة المختلفة لتتجانس مع باقي المركبات ، أو العكس: تتغير باقي المركبات لتتوافق مع المركبة المختلفة ، ليصير النظام في النهاية مستقرا. و من العجيب أن هذا – كما هو الحال مع الكثير من الظواهر في الكون – حال المادة الجامدة كما هو حال النظم الاجتماعية و السياسية ، فسبحان الله الذي تتجلى وحدانيته في خلقه.

فلو كانت معظم مكونات نظام الدولة فاسدة ، لعانى كل صالح من أفراد الدولة للعيش بها. و هذا ما يحدث للشرفاء في مصر هذه الأيام. فالشريف يرى أمامه الرشاوى و الواسطة و الاختلاس و السرقة من معظم من حوله. و هو يجاهد وسط هذا للعيش بشرف. هذا الشريف لابد أن يتألم و يعاني. و ليست هذه المعاناة نفسية مثلا فقط ، بل إنهم يشعرون أن النظام (المجتمع) يلفظهم و لا يجد مبررا لشكواهم الشاذة و الغير موجودة من بقية الناس (الذين هم فاسدون). و يتجلى هذا اللفظ و الرفض أيضا في عدم قدرة الشريف ببساطة على العيش وسط هذا الفساد ، فأنت مثلا لا تستطيع قضاء أي شئ في أي مصلحة حكومية إلا بالرشوة. و أنت إن قدمت الرشوة ، لقبلت الاختلاس (أو أي نوع آخر من الفساد) في عملك ، أي أنك تصير مثلهم فاسدا. فلو لم تفعل لما استطعت العيش. و لفظ المجتمع الضمني للشرفاء نتيجة طبيعية لفساد بقية مكونات النظام.

ولن تستمر معاناة الشرفاء إلى ما لا نهاية. فإن لم يتحول الشريف إلى فاسد ، يحدث خلل في النظام ، و هذا هو الموجود حاليا. لذلك تسمع كثيرا نغمة: "طب ماهي البلد كلها ماشية كدة". أصحاب هذا المذهب ليسوا بالضرورة مخطئين على طول الخط. لقد استجابوا ببساطة لخواص النظام و حاولوا جعله متجانسا. و لابد أن يكون العكس صحيحا ، إذ لو وجد الكثير من الشرفاء ، لعانى الفاسدون كذلك ، و هذا أيضا موجود بقلة على مستويات أقل من مستوى الدولة.

أما إن صارت الدولة كلها فاسدة ، أرسل الله عليهم العذاب كما فعل بقوم شعيب الذين كانوا يخسرون الميزان ، و قوم لوط الذين كانوا يفعلون الفاحشة. سألهم لوط : "أليس منكم رجل رشيد". لكن في أمة محمد صلى الله عليه و سلم لن يعم الفساد كل الأمة في أي لحظة لقوله صلى الله عليه و سلم: "لا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ". فنظام الأمة الإسلامية سيظل – و الله أعلم – دائما في عدم استقرار أو تجانس.

هل صحيح أننا نتغير ...؟؟؟ كم يحتاج التغيير من زمن كى يصبح واقعا

كما قال أحمد زويل أنها لابد أن تكون نهضة دفعة واحدة لا أن تكون تدريجية. بمعنى أننا نجعل الهدف هو 10/10 في كل المجالات ، لا أن يكون هدفنا مثلا 2/10 في السنين الخمس الأولى ، ثم 3/10 في السنين الخمس التالية ، و هكذا ... كلا ... يجب أن تكون النهضة دفعة واحدة. ينطبق هذا على المجال العلمي ، و السياسي كذلك. هذا ما أعتقده. سيرغم وجود قيادة صالحة هدفها النهضة كل الشعب – حتى المصري – على التكيف مع الوضع الجديد. و الأمثلة موجودة على التكيف سريعا مع وضع جديد على مستوى المحافظات ، مثل قنا و أسيوط و الاسكندرية.

قال لنا أن صورة الشرير المطلق ليست موجودة تقريبا فى الواقع ... الكل مظلوم .. قد أعطى كثيرا ولم يأخذ شيئا .. الكل مجنى عليه بشكل ما .. ولا يوجد من يفعل الشر الا و قد برره لنفسه

في الواقع أنا لا أظن وجود من يفعل الشر بغير دافع من مصلحة شخصية. و وجود الدافع لا يعفي المفسد من الخطأ ، لكنه – نظريا – يقلل عقوبته عن غيره ممن أفسد للافساد فقط (بافتراض وجود هذا على الإطلاق).

أحييك على موضوعك و تحليلك يا مهيب

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

العزيز تامسايت (بالمناسبة يعنى ايه .. يعنى موقع تام مثلا؟؟)

حقيقة كلامك يشكل صدمة .. قاسية لكنها حقيقة ... ولعلى ألمح بشىء من الخيال المرارة الشديدة فى كلماتك ... لكن ... معنى كلامك عزيزى أن الموظف البسيط سينتظر حتى ينهار الحائط فوق رأسه ... حينها فقط سيتوقف عن المشى بجانبه ... أرأيت سلبية كهذه ... طبيعى أنه ساعتها سيتوقف .. لأنه ببساطة سيكون قد انتهى ....

ان ماتقوله يذكرنى بقصة الفتاة التى تسير فى الشارع عارية ... و الكل يحملق فيها ... وعندما أخذها الخجل .. أغمضت عيناها ... هى أغمضت عيناها حتى لا ترى نظرات الناس ... لكنهم مازالوا ينظرون ... هى فقط لم تعد تراهم ... انه أسلوب أشبه بأسلوب دفن الرأس فى الرمال ...

انا متفق معك فى فكرة ذكاء النظام ... و تغير معايير الديكتاتورية و السيطرة ... و خروجها عن نطاق الخطب العصماء و القوة الغبية الى أساليب التخطيط و الدهاء و المكر ... وهذا -ولعمرى - نصرا جديدا لنظرية النشوء و الارتقاء لداروين ...

لكننى ليت مقتنع بفكرة الجيش تلك ... أى جيش هذا .. ان آخر من يفكر هو من التحق بالجندية ... وهذا بشهادتهم أنفسهم .. انهم يعلمونهم فى الجيش كيف يترك التفكير و يتبع الأخ الأكبر ... فهو العالم بكل شيء ... و هو الباقى أبدا ... وهو الذى لا تخفى عليه خافية ... وتبدو مصطلحات مثل (متوديش نفسك فى داهية) ... أو (كده هتروح ورا الشمس) .. تبدو مصطلحات مثل تلك أكثر واقعية فى عالم الكاكى ... ليس الجيش الآن كأيام فاروق ... حين كان ضايط الجيش على مستوى من الوعى و الحرية و الثقافة و الارادة ... ان من قاموا بثورة الكاكى قد تعلموا الدرس جيدا ... اذا تركت الجيش و انشغلت عنه للحظة واحدة .. فان فى هذا فناءك !!!

سى ستار ... أشكرك على اطراءك ...

انه حقا صراع البقاء ... لكن لا عزاء للسلبيين

شاوشانك ...

حقا هذا ما قصدته ... ولو تذكرت معى قصة المدينة التى يعمل كل أهلها لصوص بالليل ... كلهم بلا استثناء يسرقون بيوت بعض ... و العملية تشبه الكراسى الموسيقية .. فقط عدد الكراسى يساوى عدد الافراد ... كانت المدينة تحيا فى تناغم و السلام يعمها ... لكن حينما أحجم أحدهم عن السرقة ... و لزم بيته ذات ليلة ... ماذا حدث .؟؟؟ اختل النظام ... و أصبحت عدد الكراسى أقل من عدد الأفراد ... و انقسم الناس و حدث الخلل

لكننا للأسف فى مصر ننقسم الى 3 أنواع ... 3 طبقات ... الطبقة الأولى هى طبقى الأغنياء ممن ولدوا هكذا ... و هؤلاء معزولون بقاعدة من الأموال عن الاحتكاك بمؤسسة الدولة .. لعلم من حولهم أنهم أغنياء و تسهيل السبل لهم ... و أنا لا أحقد عليهم بالطبع و لا أقول أنهم أشرار أفاقون ... لكنى فقط أقول أنهم معزولون ... و بالتالى ستكون الرغبة فى التغيير عندهم شبه معدومة ....

و الطبقة الثانية هى طبقة الوسطاء ... و هى تمثل معظم النسيج .. تلك الطبقى التى يفنى فيها الأهل حياتهم لمحاولة عزل الأبناء عن قسوة الحياة ... و عندما يكبر الأبناء يفاجأوا بالواقع المرير ... لكن عزيمة التغيير تكون قد كسرت فيهم منذ زمن ... لأن النظام يحفظ لهذه الطبقة الحد الأدنى من المعيشة

و الطبقة الثالثة هى طبقة البسطاء ... بسطاء التعليم و المستوى ... و هؤلاء دائما هم السلاح ... هم من يسهل تشكيل عقولهم و شراءهم ... فالنظام ليس غبيا كى يخسر طاقة هادرة كهؤلاء ... مثلما فعل الوالى و الخديوى قديما فانقلبوا عليه حين أشعرهم أنهم أقرب للحيوانات ... لا .. النظام يعى هذا جيدا ... ولذا فانه يخاطبهم كرفقاء ... الرفيق الفلاح فلان الفلانى ... و بالتالى يسهل السيطرة عليه ... لا تنس التأثير الرهيب للاعلام ...

لكن التغيير قانون الحياة ... و اذا لم نغير .. فسنتغير ... و من رفض التغيير ... غيره الزمن .. و أزاله فى أحيان كثيرة ...

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      دعونى أقرأ لكم ما سجلته فى دفتر أحوال خاص وجهة نظر فى بضعة موضوعات متفرقة يمكن أن تعتبروها محاضر غير رسميعرض المقال كاملاً
    • 0
      عاشت إسرائيل سنوات طويلة منذ تأسيسها عام 1948 وحتى قبل ذلك وهى تضمن تماما ولاء ومساندة ودعم كل من بريطانياعرض المقال كاملاً
    • 0
      المأذون الشرعى إحدى المهن ذات الطابع الخاص فالدفتر والجبة والقفطان هى الصورة التى رسمت للمأذون فى خيالنا وقعرض الصفحة
    • 18
      1 كلام: اتكلموا من غير تردد أو ندم دا الكلمة نورها بيختصر سكة وصولنا لنفسنا والضلمة ضل كبيييييير للعدم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ صفر السكوت مدهون غموض كلمة خفية و مرعبة بين السؤال و الاجوبة بين الحقيقة الموجبة وبين الغبا لما نطق لمع الجواب خدنا ف مرة للسحاب وف إيدنا حلم ومكتبة ومرة سابنا مغمضين جوة المتاهة السالبة ومرة خلّى الشافعى يفرد رجوله المتعبة
    • 1
      هذا سؤال أرسله الفاضل  MAKER    في صورة بلاغ الي فريق المشرفين ... عسي ان يجد ردآ ممن له خبرة في تلك المسائل    فقدت دفتر تربتك سيارتى اثناء خروجى من جمرك ميناء البحر الاحمر الغردقه قادم من ميناء ضبا بالسعوديه ولم استطيع الحصول عليه اتمنى معرفه الحل او معرفه كيفيه استرجاع هذا الدفتر ضروووورى
×
×
  • أضف...