ماركيز بتاريخ: 5 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يونيو 2005 في دولة الإمارات العربية المتحدة تتنوع طبائع المصريين الذين قدموا للعمل هنا، فمازال هناك النموذج الذي حضر بغية التقطير على نفسه من أجل توفير نقود يحقق بها أحلامه في مصر مثل الزواج وتأسيس منزل وشراء سيارة وما إلى ذلك من المتطلبات الحياتية التي من المفترض أن لا يهاجر من أجلها الانسان ويترك وطنه، لكن واقع أمر بلدنا يفرض عليه ذلك ، وهناك من حضر هربا من مصر لأي سبب من الأسباب وهذه النوعية من المصريين تعيش حياتها بشكل طبيعي ولا تفكر في التوفير لأنها من الأساس لا تفكر في العودة ولا تحتمل فكرة أن تعود ، والحقيقة أن الأسباب تتباين لدى كل واحد منهم حيث لم يفروا من مصر لنفس السبب فمنهم من لديهم أسباب خاصة ومنهم من لديهم أسباب عامة ، المهم أن جميع المصريين في الإما رات من الطبيعي انهم يتبعون السفارة المصرية والتي من المفترض انها ترعى مصالحنا داخل دولة الامارات لكن الحقيقة هي أننا جميعا وبلا استثناء لا نعلم شيئا عن السفارة ومن زارنا منها فقد زارها إما لتجديد جواز السفر أو إضافة الأبناء المولودين حديثا أو لعمل توكيل لأحد الأهل في مصر وكل هذه الإجراءات نقوم بها ونحن متأففين حيث تواجهنا بيروقراطية الإدارة المصرية التي نسيناها في جنة الإمارات التي تتم فيها الاجراءات الحكومية بالبريد الاليكتروني والتليفون ولا تضطر للوقوف دقيقة أمام شباك موظف لانهاء اجراء إداري واحد بدءا من دفع فاتورة الكهرباء وحتى تجديد الاقامة، كذلك تواجهنا السفارة بكم النقود المطلوبة منا نظير الاجراء الرسمي الواحد حيث أنك مثلا لو قمت بعمل توكيل رسمي لأحد أقاربك في مصر تدفع نظيره مبلغا مضاعفا اربع مرات على الأقل عن الذي من الممكن أن تدفعه نظير نفس الخدمة على أرض مصر نفسها...ومع ذلك لم يعترض أي منا لأننا نفهم الفكرة التي قامت عليها تحديد هذه المبالغ وهي أننا نعمل في الخليج ويمتلك كل واحد منا بئر بترول يحمله على أكتافه أينما ذهب. في الحقيقة كل ما سبق كان تمهيدا لما سوف أقصه الآن، فأنا والحمد لله أنتمي للفئة الثانية من المصريين أي فئة الهاربين من مصر وللتوضيح أنا وكل الفئة التي أنتمي إليها لم نهرب لأسباب أمنية أو سياسية وإنما لأسباب لا مجال لسردها الآن....هذه الفئة أيضا والتي تتكون من خيرة الشباب المصري المتعلم جيدا والمثقف غالبا ما تعيش في حسرة دائمة لأنها لا تساهم في بناء بلدها وأنها اضطرت عندما أصبحت جاهزة للعطاء أن تهاجر لأنها لم تجد أمامها سوى خيار من اثنين إما أن تبيع نفسها وضميرها أو تهاجر فقررت الهجرة، وعندما يتجمع بعض من هذه الفئة يتناقشون معظم الوقت في أحوال مصر والأحداث التي تجري فيها، منذ شهر تقريبا عندما بدأت وقائع التعديل الدستوري العظيم (المادة 76) ازدادت حمى المناقشات والمتابعة اليومية لما يحدث في مصر من صراع بين المعارضة وحركة كفاية وبين الحكومة الممثلة في هيئاتها وحزبها الوطني وقررت شلة من الأصدقاء التابعين لتلك الفئة أن يكون لهم دورا ما أيا كان شكله ...بعد مناقشات مطولة عن الذي يمكن أن نفعله ذكر لنا صديق يعمل محاميا أن الدستور يكفل للمصريين الذي يعيشون في الخارج أن يشاركوا في أي نوع من الاقتراعات سواء كان إنتخابات أو استفتاءات ففرحنا جميعا وقررنا الذهاب للسفارة والسؤال عن الأمر وتطوع واحد من الأصدقاء أن يذهب للسؤال ....بالطبع ضل الطريق للسفارة كثيرا حتى وصل إليها في النهاية(عذرا فغالبنا لا يعرف أين تقع السفارة ولا ما هو اسم السفير) ..دخل صديقنا وهو يعمل مديرا لقسم تكنولوجيا المعلومات بأحد الشركات هنا في الإمارات، وتوجه نحو أحد الموظفين الجالسين وراء القضبان الحديدي بينما تطرق إلى أذنه حديثا جانبيا بين اثنين من موظفات السفارة (لا ما هو لو ما دفعش المهر اللي احنا عاوزينه لا يمكن نديه بنتنا) ضحك محبطا وقال( يا الله حتى هنا) ثم أكمل مسيرته نحو الموظف المحبوس كفأر وراء القضبان الحديدية وسأله: هيه الطريقة اللي بيتم بيها الانتخاب هنا في السفارة إزاي؟ ينظر الموظف إلى الفراغ وعينيه ذائغتان في ملكوت الله ثم يجيب بتعجب واندهاش: انتخاب ؟.... انتخاب ايه يا استاذ؟ الصديق: انتخابات ترشيح رئيس الجمهورية؟ الموظف: انتخاب رئيس جمهورية؟ رئيس جمهورية ايه؟ الصديق: رئيس جمهورية مصر الموظف: ما حسني مبارك هو الريس يا ابني ...انتخاب ايه بقى؟ الصديق: الله انت ما سمعتش عن تعديل المادة 76 الموظف: 76 ايه يا ابني بس ...انت عايز ايه بالظبط؟ الصديق: ابدا باسأل هو احنا المصريين في الإمارات مش لينا حق نشارك في الانتخابات من خلال السفارة؟ الموظف: لا يا حبيبي مفيش حاجة زي كدة في الدنيا كلها. عاد صديقنا متشككا من المعلومة التي ساقها الينا صديقنا المحامي فاتصل به وسأله إن كان متأكدا من المعلومة فاكد له المحامي أنها معلومة صحيحة مائة في المائة وأن هذا القانون موجود في كل بلاد العالم وأن معظم رعايا الدول الاوربية والآسيوية في الإمارات تمارس حقها الدستوري في الانتخاب من خلال سفاراتها، ثم ضحك المحامي وقال ( أنا كنت متأكد إنهم هيقولولك كدة). بالطبع بعدما سرد علينا صديقنا وقائع ما حدث له في السفارة المصرية الغراء شعرنا بالضيق لكننا في نفس الوقت غرقنا في ضحك هستيري لما سمعناه من حوار دار بينه وبين الموظف وما سمعه من حوار جانبي بين الموظفتين.....مرت الأيام ووقعت أحداث الصراع العنيف بين الحكومة والمعارضة على الاستفتاء على التعديل الدستوري وكنا نعيش وقائع هذا الصراع لحظة بلحظة عبر الإنترنت والقنوات الإخبارية الفضائية والمقالات المنشورة في الجرائد وبداخلنا رغبة عميقة في المشاركة بأي شكل من الأشكال في هذا الاستفتاء إما بإعلان المقاطعة له أو المشاركة فيه بنعم أو لا، لكننا كنا عاجزين ولم نجد أي شئ لنفعله غير الجلوس تاركين صدورونا تغلي من وطأة الاحساس بالعجز أمام رغبتنا المحمومة في المشاركة في تغيير شيئا ما في بلدنا فنحن رغم هروبنا منها نذوب عشقا لها، الحقيقة كلنا تصرف بطريقته فأنا مثلا أخذت أتصل بأصدقائي المشاركين في المقاطعة وأحاول بقدر الإمكان الشد من أزرهم أما صديقنا مدير تكنولوجيا المعلومات فقرر أن يعيد المحاولة مرة أخرى مع السفارة فاتصل بها وبعد فترة طويلة من رنين التليفون اجابه صوت ناعس متململ فسأله بطرافته المعهودة حيث أن صديقنا هذا يتصف بخفة دم رائعة : ها نيجي امتى الموظف: تيجوا ؟...انتم مين اللي تيجوا؟ الصديق: احنا يا جدع..المصريين الموظف: وتيجوا ليه؟ الصديق: الله مش انهاردة الاستفتاء الموظف: استفتاء ايه؟ الصديق : الاستفتاء على تعديل المادة 76 الموظف: 67 ايه يا ابني و80 ايه انت بتقول ايه الصديق: الله مش مفروض ان من حقنا اننا نقول راينا في الاستفتاء؟ ويبدو أن الموظف وقع في حيرة شديدة فقال لصديقنا : طيب استنى كدة أما أسال وسمع صديقنا الموظف وهو يقول: يا محمد هو فيه استفتاء انهاردة فجاء صوت المدعو محمد من بعيد وقال له: استفتاء ايه يا عم انت انت بتخرف؟ الموظف: يعني مفيش حاجة بالشكل ده محمد: لا طبعا فعاد الموظف إلى صديقنا وقال له: لا واللهي ماعندناش حاجة بالشكل ده الصديق: يعني مفيش منه خالص في اي حتة؟ الموظف : لا واللهي يا حبيبي مفيش. الصديق: طيب أسال في سفارة تانية بقى الموظف: أنا باقول كدة برضه ..شوف وربنا يوفقك. وهكذا انتهت تجربة صديقنا الديمقراطية مع السفارة المصرية حيث ظل يضحك ويبكي في آن واحد منذ يوم خمسة وعشرين مايو الأسود وحتى الآن ولم نعد نعرف ماذا نفعل له كي يعود لحالته الطبيعية خاصة وأنه أصبح مقيما في البار ليشرب حتى ينسى والمصيبة أنه لم ينس حتى الآن ولم نعد نعرف ما الذي يمكن فعله له حتى يعود لبيته وأبنائه وعمله . فهل من حل لإنقاذ صديقنا الذي هرب من مصر حتى لا يجن فجاءت وراؤه هنا لتصيبه بالجنون؟ كثيرون هم الذين اتخذوا من الاوهام والمعجزات الزائفة وخداع البشر تجارة لهم الجهل يعمي أبصارنا ويضللنا أيها البشر الفانون ! افتحوا أعينكم ! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
se_ Elsyed بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 فهل من حل لإنقاذ صديقنا الذي هرب من مصر حتى لا يجن فجاءت وراؤه هنا لتصيبه بالجنون؟ <{POST_SNAPBACK}> يا فخامة الماركيز الحل بسيط جداً ويتلخص في " خلع الحكومة الحالية برئاسة مبارك واعوانه .. وأستبدالها بحكومة مصرية أصلية من الشعب المصري تشعر به وتعامله بطريقة أدمية " وبعدين لا تنسى يا صديقي إن فاقد الشيء لا يُعطيه .. فعدم اللامؤخذه الموظفين اللي في أي سفارة مصرية من أول السفير لغاية الغفير هم نتاج البيئة المصرية .. اللي بتربيهم وتنشئهم على إنهم من طينة تانية غير طينة الناس العاديين البسطاء .. وبالتالي بقى يروح الإمارات يروح الواق الواق ما بتفرقش معاه هو شخص متربي على عدم الإحترام وإن المواطن - اللي هو أساساً بيدفع له مرتبه - لما ييجي يطلب طلب بيبقى كإنه بيشحت أو يطلب إحسان .. وبعدين قول لصاحبك با ماركيز أفندي يحمد ربنا إنكوا بتعرفوا تتصلوا كده عادي بالسفارة فعدم اللامؤخذه سفارتنا في الرياض عندها رقم 700 والدقيقة بستة ريال يعني بحوالي 2 دولار وده عشان لو سولت لك نفسك تتصل تسألهم عن أي حاجة ... وبصراحة الغربة علمت الواحد الكثير ومنها إن كل معلوماتنا عن شعوب العالم العاشر كانت غلط .. فمثلاً دول زي السودان والهند والفلبين .. تعالى وشوف سفاراتهم بتعمل لهم إيه هنا .. مش ممكن على التجمعات والمناسبات دي وإيه الحنان ده كله وتحس إن السفارة دي هي الأم اللي بتاخد أبنائها في أحضانها وتلمهم حواليها تستأنس بهم ويستأنسوا بها .. أما سفارتنا في أي مكان فعامله زي مرات الأب القاسية الي كل ما تيجي تقرب منها تروح رزعاك شلوت يجيبلك بواسير ... يعيش سيادة الوزير أحمد ماهر وخلفه الصالح أحمد أبو الغيظ . الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق .. و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة .. فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً .. و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
mnman بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 الله يحظك يامركيز!! من كتر الضحك علي الحوار الي دار بين صديقك وموظف السفارة زمايلي في العمل افتكروني اتجننت!!! ولقيت الاوفس بوي واقف علي باب مكتبي وبيبحلق فيا ولسان حالة بيقول عبيط دة ولا اية!!! وللاسف مفيش معايا مصريين في العمل علشان اتكلم وافضفض معاهم بالكلام!!! ياسيدي احنا في السعودية وزي ماقالك س س !! عندنا 0700 والمشكلة اني اتجنيت في دماغي مرة واتصلت بالرقم و ملقتش حل لمشكلتي فأتصلت بالسفارة تاني!! وردت عليا موظفة وبكل الاطة اتصل ب 700 قلتلها اتصلت ملقتش حل لمشكلتي!! قامت محولاني علي موظف حكتلة المشكلة راح محولني علي موظف تاني حكتلة المشكلة راح محولني علي موظف تالت حكتلة المشكلة.................................. وفي النهاية قررت اروح ازورهم يوم السبت القادم واخد معايا 2 كيلو فاكهة يمكن يحنن قلبهم عليا واجد من يدلني علي حل المشكلة!!! منمان معذب سفارة جمهورية مصر العربية بالرياض!!! إلي كل المصريين: لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك .. إلا إذا كنتَ منحنياً. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عوف بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 (معدل) تم حذف محتوى المداخلة لخروجها عن سياق الموضوع وأدب الحوار تم تعديل 6 يونيو 2005 بواسطة عصام شوقى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
pheroah بتاريخ: 8 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يونيو 2005 حسبنا الله و نعم الوكيل كويس اني مرحتش انا و مراتي على السفارة زي ما كنا مخططين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان