مهيب بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 (معدل) هناك أنسام و هناك أنسام ... هناك أنسام تزور الروح ببطء ... بهدوء .. تمرح هنا و هناك كطفل يستكشف العالم من حوله ... تنعش و تفرح ... لكنها لا تدوم ... وهناك أنسام تجتاح الروح ... كابتسامة فتاة شقية ... كضحكة مداعبة ... تترك أثرا عميقا ... وتجعلك تبتسم تلك الابتسامة الراضية ... لو مت الآن .. سأموت سعيدا ... (1) "ان العيون التى فى طرفها حور .. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا" "مصرية" ... هكذا هتفت روحه بداخله ... هكذا حدثه قلبه و تألقت جوارحه عندما سمعها تتمتم بصوت خفيض "يارب .." .. بهدوء قالتها ... برقة قالتها ...بتنهيدة ... بخشوع و بصوت يملؤه الحزن ... بنبرة زرقاء اذا جاز لى التعبير ... وبرغم أن الكلمة تنطق بنفس الطريقة تقريبا فى كل اللهجات العربية ... الا أن شيئا ما فى صوتها أخبره بمصريتها ... صوت كهذا لا يمكن أن يكون الا مصرى ... أشياء كهذه تحس ولا توصف .. التفت بعينين حائرتين يبحث عن صاحبة الصوت ... وجوه كثيرة من حوله ... فتيات و فتيان كثيرون يظهرون فى الكادر ... أين أنتى ؟؟ أين أنتى بالله عليكى ؟؟ ... ظل يبحث بعينيه الى أن وقعت عيناه عليها .. وجه مطرق .. وعينان تلتمعان بالدموع ... لم يكن متأكدا أنها صاحبة الصوت ... لكن ثمة شيىء مألوف فى هاتين العينين ... ثمة شيىء يخبره بأنهما من مصر ... وغارقا فى بحور من المشاعر ... تركها تغيب عن عينيه دونما ارادة ... وسط الزحام أطرق برأسه وهو يحاول أن يقنع نفسه أن سنى الغربة قد أثرت عليه .. و أن حنينه الى وطنه جعله يتخيل و يسمع أشياء غير حقيقية ... ودونما ارادة منه وجد نفسه يسير الى خارج الجامعة ... ودنما ارادة بدأ الطوفان الهادىء يجتاحه ... و بدأت بقعة الذكريات تتسع على سجادة روحه ببطء .... و بهدوء ظل طيلة عمره يحلم بالسفر .. بالنجاح .. و لأن تخصصه كان نادرا فى وطنه .. و لأن العلم ليس له وطن كما يقولون .. هاجر ... فى أوروبا سيستطيع ان يحقق أحلامه .. سيستطيع أن يصبح عالما لامعا ... هناك سيجد المعامل و الامكانيات و النجاح و التقدير ... ربما بعدها يعود ليستفيد منه وطنه ... ووسط زحام الحياة ... ووسط صراعات التفوق الطاحنة بدأ ينسى كل شيء ... نسى مصر ... وكان أحيانا يحاول أن يتذكر ألوان الأشياء هناك فلا يستطيع ... كان يحاول تذكر المؤثرات فلا يقدر .. الروائح ... وجوه الناس ... الأحلام و الدعابات ... كلها تبخرت .. ذابت كأنها أغرقت فى حمض قوى المفعول ... و أصبح كل ما يتذكره هو الهدير الخافت للأجهزة فى المعمل ... و المناقشات و المحاضرات ... حصل على الدكتوراة ... وشهد له الجميع بالنبوغ خاصة وأنه قد حصل عليها فى سن صغير لدرجة أن الكثيرين كانوا يحسبونه لأول وهلة طالبا و ليس عضو هيئة تدريس ... وكان انجازا أن يلتحق بتلك الجامعة العريقة ... كانت حياته قد بدأت تهدأ ... وكان قد بدأ يعتادها الى أن جاءت تلك الفتاة بعينيها .. جاءت و ألقت فى بحيرة حياته بالحجر الذى جعل الدوامات تظهر و تتسع ... سائرا فى الشارع وحده ... الليل و البرد و بخار الماء المتصاعد من الفم ... تنهد تنهيدة حارقة ... وهو يعلم أن حياته لن تعود كما كانت ... يعلم أن ثمة شيء ما قد تغير داخل روحه ... فى اليوم التالى بدأ يسأل من فى الجامعة ... عن فتاة مصرية ... طالبة ... دكتورة ... معيدة ... باحثة .. أى شيء ... أى شيء ... ولأن الجامعة كيان ضخم ... فلم يستطع أحد أن يؤكد له أو ينفى وجودها ... الغريبة أن جامعته على الرغم من كبرها كانت فى بلدة صغيرة نسبيا و ليس فيها أى عربى تقريبا .... بدأ الأمر يشغله الى أقصى حد .... لدرجة أنه كان أحيانا يتخيل صوتها ... و لم تفارق عيناها مخيلته ... كان يتخيلها و هى تبتسم .. أو و هى تهتم ... أو تشرد أو تفرح .... حاول كثيرا أن يرسم من مخيلته صورة لهاتين العينين لكن محاولاته باءت بالفشل ... كانت أعراض الحنين قد بدأت تظهر ... يقضى الساعات فى المكتبة العامة يجمع أى شيء يتحدث عن مصر ... كتب ... مجلات .. صحف .... أخبار ... موسيقى ... أى شيء له علاقة بمصر ... أى شيء ... وفى الليل حين يأوى لفراشه يبدأ فى القراءة ... حتى والدته لاحظت نبرة غريبة فى صوته فى آخر مكالمة له ... كانت مكالماته مع أهله قد بدأت تتخذ ذلك الطابع الجاف ... هم فقط يطمئنون على أنه ما زال يحيا ... بضع كلمات روتينية فى كل مرة عن الافتقاد و الاطمئنان على العمل ... وتنتهى المكالمة ... يبدو أنهم قد اعتادوا على عدم وجوده معهم ... الى أن لاحظت والدته بعض التغير ... لكنها لم تعيره الكثير من الاهتمام .... بعض طرقات على باب مكتبه فى الجامعة جعلته ينتبه ... رفع رأسه بهدوء فوجدها ... نعم هى ... لم ينسى هاتين العينين ... ذات النظرة ... ذات الوجه ... ودنما ارادة منه بدأ قلبه يخفق بسرعة جنونية ... انها هى ... هى ... كانت تنظر على استحياء ... ابتسامة متوترة ... تضم بعض الكتب الى صدرها ... ذات النظرة الحزينة و العينين المصريتين ... "- لم أصدق نفسى عندما علمت أن فى الكلية مصرى .. هنا ..." "- ............ " "- اسمى جميلة ... طالبة دراسات عليا ...وأستعد للدكتوراة ..." "- ........... " لم يستطع أن ينطق ... انها هى ... ذات الصوت ... و ذات النبرة الزرقاء ... ظل يرمقها بنظرة غير مصدقة ... ثم قرر ألا يدعها تغيب هذه المرة وسط زحام روحه ... بعد قليل كانا فى المقهى القريب ... تحدثا فى كل شيء و عن كل شيء ... عن مصر .. و عن ألوان الأشياء هناك ... عن الغربة و الاغتراب ... عن البرد .. عن الشتاء ... عن الأشياء التى تحس و لا توصف .... عن الحنين ... عنه و عنها .... عن الدعابات و الأحلام ... عن عينيها المصريتين .... تحدثا فى كل شيء ... و حينما افترقا ... علم ان حياته هنا قد بدأت ... لم يكن غريبا بعدها أن يذهب لزيارة والدها فى المدينة القريبة .... لم يكن غريبا بعدها أن يطلب يدها ... لم يكن غريبا بعدها أن يعودا لمصر كى يتم الزفاف ... يتبع ,,,, مهيب تم تعديل 6 يونيو 2005 بواسطة مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Salwa بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 tu te crees ?esto puede pasar.... هل تعتقد ذلك ؟؟ هل هذا ممكن ان يحدث ؟؟؟ si .....creo que si ... نعم ....اعتقد نعم. مشاعر واحاسيس الغربة ..(( الغريبة )) ..ممكن تؤدى الى (( تغيير )) فى مسار (( الأقدار )).. هل يستطيع انسان تغيير اقداره ؟؟؟.... الاجابة دائما ...بالطبع لأ... لكن فى هذه الحالة ...الحرجة .. وهذه الغربة الغريبة ...........فى المكان الذى لا تستطيع فيه حتى ان تسمع ولو بالصدفة كلمة واحدة ...(( من لغة ولهجة بلدك ) .. انت على استعداد للتنازل ...والتعامل مع ( الأحمق ) اذا اتاك يتغنى انه من بلدك ...فمابالك بالملائكة ...او بمن تشعر بالراحة معهم ..او من جعلك تعيش فى هذه الأجواء الناعمة الهادئة الروحانية ..؟؟؟ واحيانا .....يخدعك الحنين .. تقابل بعد وحدة مريرة ....شخص من بلدك ..فتضع فيه كل ثقتك وجزء من نفسك وكل ما ادخرته من اشتياق للمكان وللناس ... فتفاجأ ...فقط....عند وصولك لبلدك ... وانطلاقك من قيود (( الحنين والارتواء المؤقت ))...انك من الممكن ان تكون .. قد اسأت اختيار الرفيق ..او من تعتقد انه الصديق...او الحبيب ... قد تسرعت .... ولكنه كان تصرف التائه فى صحراء ..ورأى الواحة فجرى اليها ...وربما كانت سراب . جميل جدا جدا وصفك للمشاعر ... وحقيقى جدا جدا وصفك لتأثير الضحكة الصافية الشقية ...والضحكة الصافية عدوى تصيب كل من حولها ...عدوى جميلة . كلمة..... يارب ...من القلب ...من جوه جوه القلب ..بتوصل لأعالى السماء ..فهل تعجب وتتعجب انها وصلت لقلب كائن آخر على بعد قريب ؟؟؟ فى انتظار تكملة الحكاية الجميلة التى يستشعرها كل من تغرب ... (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء : 93] رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shahd بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 هكذا دائما يشعر المرء بالحنين الى وطنه اينما كان ,خاصة وان اتته همسات من بعيد تقول له ها انذا اتيت من ارضك فحينها سيشعر بها قلبه قبل ان تراها عيناه طـــــــفولــــة شــــــهـــد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
هشام الجنيدى بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 اخيرااااااااااااااااا انا كنت قلت انك نسيتنا خلاص ........... بس بجد انت من القى الحجر فى بحر هذا المنتدى بهذه القصه التى اعجبتنى كثيرا فاثارت امواج من الجمال والحب والبهجه والحنين ايضا ........ رائع جدا تصوير اقصد تلوين المشاعر بالوان نراها والكثير منا لا ينتبهه لها كقولك (بنبره زرقاء ) بجد حسيت بالصفاء والجمال الربانى والطبيعى الذى صورته بلون الازرق لون السماء الصافيه تعبير مفاجىء جدا لم اكن انتظره ....... تصويرك للمشاعر جاء فعلا فوق اى مستوى عالى قوى قوى قوى بس يا ريت متبقاش تغيب قوى كده علينا يا بحار وحكيم المنتدى لانى فعلا من الذين ينتظرون اعمالك الجديده وايضا ممن يهمنى رايهم فى اعمالى .................. وشكرااااااااااااا :wub: انما الامم الاخلاق ما بقيت .............. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا ...................................................................! وعلمتنى الحياه اضحك لأحبابى واضحك كمان للعدو علشان يشوف نابى واخده كمان بالحضن لو خبط على بابى فيحس انى قوى وميشفش يوم ضعفى....... قناتى ع اليوتيوب .... صفحتى ع الفيس بوك ..... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 6 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يونيو 2005 (معدل) واخيرا عدت ظننت انك رحلت عن عالم الكلمات الى عالم التوحد مع ذاتك خلف تلك الحالة التوحدية الغريبة الى تسكنك فتجعلك تسطر مشاعر اقرب للشعر منها للحقيقة افتقدت حروفك الصافيه الحالمة الحساسة وكنت اتساءل بم ستأتِ هذه الغيبة الطويلة هل انت حقا تختفى وراء اسوارهم ام وراء اسوار ذاتك ماذا ينتظر ليخرج الينا ليعود حيث ظنناه وجد سكنا ووطنا آخر فى دنيا الكلمات والحروف لكنك كما انت تبحث فى كل حكاياتك عن وطن حنين واغتراب يطارد كل الفصول بحث لا يهدأ عن راحة وشجون تملأ القلوب والعيون المصريه فقط تفتقد الصوت .....الهمسة ......اللفته يسكنك الشوق الى ماهو منك تخاف اغترابك عن ذاتك وتبحث فى ثنايا الحروف عن سكن ودائما ستبحث ايها الغريب الى ان يولد لك وطن من نوع خاص لا تنبهر بمقدماته ولا تسحرك لفتاته فقط بل يسكنك من العمق حيث لكل شىء معنى آخر عن ظاهره وعمق آخر لا يدركه سوى من عانى وحشة الوحدة انتظر النهاية او ربما البدايه وارجو الا تحرمنا عيق حروف نفسك البنت المصرية تم تعديل 6 يونيو 2005 بواسطة bentmasria عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مهيب بتاريخ: 8 يونيو 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يونيو 2005 (معدل) يااااااااااااااااااااااه ... لم أتخيل -حتى فى أسعد أحلامى- كل هذا الكم من الاهتمام و الاطراء .... و أصدقكم القول ... لقد افتقدت نقدكم و تعليقاتكم على ما أكتب ... فجلست لأكتب لكى استمتع بقراءة تعليقاتكم .... الفاضلة العزيزة .. قطعة الجاتوه المتحضرة (اذا كان لقطعة جاتوه أن تتحضر) .. مدام سلوى ... كانت كلماتك المنثورة تعبيرا غاية فى الدقة عما يجيش و يعتمل بداخلى ... هذا بالضبط ما أردت قوله ... تحدثتى عن الميل فى الغربة لأى دخيل يحمل رائحة الوطن ... فما بالك اذا كان ملاكا ... كان تعبيرك صادقا ... حساسا ... دامع العينين ان شئتى الدقة ... من أنتى ... حقا من أنتى .... جعلتينا للحظات نلمس ذلك العالم الكريستالى بداخلك و الذى يلمع بألوان لم نراها من قبل ... جعلتينا للحظات نستشعر دفئا لم نحسه من قبل ... دفء له مذاق الشتاء و الحكمة .. دفء له رائحة القهوة و الصحبة فى ليلة ممطرة ... تحدثتى أيضا عن الخوف و القلق من أن يكون اختيار الرفيق غير موفق ... و أن الغربة كانت هى التأثير ... لكننى و مع احترامى الشديد لوجهة النظر المنطقية جدا هذه .. حاولت أن أوصل أن بطلنا لم يكن يشعر بالغربة من الأساس ... كان قد اعتاد حياته و ألفها .. نسى أيامه الأخرى ... لكن مقابلته تلك جعلت زجاج استقراره يتهشم ... جعلته يحس أنه لم يكن يحيا من الأساس هشام .... مقدرش أنساكم طبعا ... صعب صعب .. مش ممكن ... شكرا على اطراءك ... شكرا على كلامك ... وبجد أحيانا بحس ان فى مشاعر بتعبر عنها الألوان بشكل كبير ... لو تفتكر قصة هيلين كيلر ... الأديبة الأريبة العبقرية اللى كانت أستاذة فى الأدب الانجليزى على الرغم من كونها عمياء .. صماء ... شبه بكماء ... كانت مدرستها المخلصة اخترعتلها لغة عن طريق لمسات معينة على اليد ... و لأنها عمرها ما شافت الألوان فكرت المعلمة انها تعلمها الألوان عن طريق الاحساس اللى بيرميه اللون داخل النفس ... لما خلتها تمسك شيء سخن فى ايديها قالتها ان ده الاحمر .... ولما مسكت حاجة باردة قالتلها ده الأزرق و لما حسستها بالغيرة من زميلتها كان علشان تعلمها الأصفر و هكذا ... الألوان معبرة جدا عن النفس ... البنت المصرية ... فقط حين يأتى شخص آخر .... يتجول بحرية داخل ثنايا نفسك .... يراك من الداخل دون ستائر ... دون حجب ... فقط .. حين يمر بهدوء كطيف ... كنسمة صيف ... فقط حين يجىء و هو يعلم ماذا ستقولين ... و ماذا ستحسين ... فقط ساعتها ستعلمين تأثير كلماتك الرقيقة على .... حين يكون البحث عن وطن ... عن انتماء روحى ... هو الشغل الشاغل لك .. و يأتى من يقول ... لكنك كما انت تبحث فى كل حكاياتك عن وطن حنين واغتراب يطارد كل الفصول بحث لا يهدأ عن راحة وشجون تملأ القلوب والعيون المصريه فقط تفتقد الصوت .....الهمسة ......اللفته يسكنك الشوق الى ماهو منك تخاف اغترابك عن ذاتك وتبحث فى ثنايا الحروف عن سكن يقولها هكذا ببساطة ... يقولها و يمضى كأنه لم يفعل شيئا ... يقولها بنبرة حزينة .. و ابتسامة طيبة ... وروح حكيمة ... حين يصادفك هذا فستعلمين قطعا كيف كان تأثير كلماتك على غدا -ان شاء الله- ستتفتح الزهور ... ربما بعد غد ... ساعتها سيملأ أريجها الأجواء ... تستطيعى أن تراهنى على هذا ... ان القصة الأولى من الأنسام قد انتهت ... (ان العيون التى فى طرفها حور .. قتلننا ثم لم يحيين قتلانا) ... و الآن مع القصة الثانية .... أعواد نعناع ... و دموع ساخنة ... و قبر ... اعذرونى لكن حالتى النفسية ليست على ما يرام مهيب تم تعديل 8 يونيو 2005 بواسطة مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مهيب بتاريخ: 8 يونيو 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يونيو 2005 (معدل) "موعدنا حان فلا تفزع ... لاتفزع يا عود النعنع ... " .. الشاعر عادل قره شولى... جالسا يرمق الأفق ... يرمق العشب الأخضر ... يتأمل اللمسات الخافتة للنسيم على وجنتيه ... ووسط كل هذا ... نزلت دمعة ساخنة من عينيه ... ينظر الى المكان الغريب من حوله ... مكان صامت .. صامت لأبعد الحدود .... ينظر الى مشهد لأسرة تأتى من بعيد ... صوت البكاء المكتوم ... واحساس الجلوس على الأرض ... يلتفت الى زوجته ... تماما كما اعتاد أن يراها ... عيناها ... ابتسامتها التى ينقى لها الهواء ... عطورها المرئية ... طيفها ... كانت تجلس على العشب أمامه ... لا تثنى منه عودا واحدا ... جلسة رقيقة ... تعلمون تلك الجلسة التى تجيدها الفتيات الرقيقات ... الساقين مطويان بانسيابية ... و الاتكاء على يد واحدة ... نظر الى القبر خلفها ... ثم نظر اليها فرأى ذات التعبير ... ذات الابتسامة التى لطالما هونت عليه الكثير ... "ازيك .. عاملة ايه ... وحشتينى ... وحشتينى قوى "... بهدوء قالها ... بعمق و بتنهيدة حارقة ... لم ترد .. فقط ابتسمت .. التمعت عينيها للحظة ... أطال النظر اليها ... ثم التفت الى الأسرة التى تبكى ... واضح أن الفقيد لم يكن ذو أهمية بالنسبة لهم ... هذا بكاء مصطنع ... بالتأكيد ... هذا بكاء مصطنع ... التفت الى زوجته كأنما تذكر شيئا ... "- هل تذكرين أعواد النعناع التى كنتى تسقينها كل يوم ... لم أسمح لها بالذبول .. لم أستطع "... ابتسم ابتسامة باهتة و هو يتذكرها ... كل صباح ... كانت توقظه .. ثم تتركه بعد أن تيأس مهددة بأنها لن تستمر تحاول أن توقظه الى مالانهاية ... يبتسم و هو بين الصحو و النوم ... هو يعلم انها لن تيأس أبدا ... يستيقظ فى يوم الاجازة .... يجدها ... تروى أعواد النعناع ... تشم رائحتها ... تخبره أن ما أجمل الحياة ... حتى لو كانت فى صورة نبات ... ينظر اليها و لا يعلق ... فقط يبتسم و هو يحمد الله فى سره ... فقد وهبه ملاكا .... نظر الى المدى ... احساس رهيب بأنه لا مكان له فى هذا العالم المتسع ... احساس رهيب بضيق الصدر يجتاحه ... يريد أن يبكى ... يبكى .. دمعة ساخنة أخرى ... تحفر خطا على وجنته ... نظر لها فوجد نظرتها القلقة ... الشغوفة ... كانت تحبه حقا ... وبهدوء تداعت ذكرياته .... تذكر أيام العملية ... و المستشفى ... كانت تعليمات الطبيب له الا يتحرك ... يلازم الفراش ... يتذكر كيف تحول الملاك الرقيق الى كتلة من النشاط و الذكاء بل و الخطورة أحيانا ... كيف كانت تتواجد فى اكثر من مكان فى نفس اللحظة ... تخدمه ... و تخدم من يزورونه .. تناقش الأطباء ... تتخذ القرارت ... تنام على المقعد بجوار فراشه .... تتشاجر أحيانا مع الممرضات ان لزم الأمر ... تذكر حين نظر اليها بحنان و هو يخبره مازحا أنهم طلبوا منه أن يسمح لها بأن تدير المستشفى بالكامل ... ابتسمت و هى تقول "- مستعدة فقط الى أن تغادرها أنت" ... الشمس توشك على الاختفاء فى الأفق ... منذرة بالليل .. الليل القاسى ... تماما كالليل الذى خيم على حياته بعد رحيلها ... ليل بهيم حالك ... أشد قسوة من ليل الصحراء ... بدأت الأشياء ببطء تفقد ألوانها ... تفقد روحها ... تكتسب قسوة و برودة ... تنهيدة حارة ... "وحشتينى ... " تمتم بها وهو يرمق الشمس الغاربة .... فرق رهيب بين أن تحيا و أن تستمر فى الحياة ... تتنفس .. تذهب لعملك ... تاكل .. تشرب ... تعيش ... لكنك لا تحيا ... تمام كأعواد النعناع التى استمر هو فى الاعتناء بها ... انها لم تذبل ... لم تموت ... لكنها فقدت عطرها ... فقدت شيئا ما ... شيئا يصعب وصفه ... لكنها لم تذبل .. لم تذبل .... ومازال هو ... يسقى أعواد النعناع كل يوم فى الشرفة ... بعض البكاء فى الفراش ليلا لن يضير أحدا ... قسوة الافتقاد و الرغبة الملحة فى أن يراها ثانية ... لا لشيء الا أن يخبرها كم كان يحبها ... نظر الى السماء ... الى الأفق ... الى الشمس الغاربة ... الى القبر أمامه ... تمتم كأنما يدعو ... "اللهم ارحم ساكنة هذا القبر ... فقد رحمتنى و أسعدتنى و أدمى فراقها قلبى ... " يتبع ... تم تعديل 8 يونيو 2005 بواسطة مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
هشام الجنيدى بتاريخ: 8 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 يونيو 2005 تعرف يا اخ مهيب احسن حاجه فى كتاباتك ايه ؟ انك صادق قوى قوى فى احساسك وبالتالى بصدقك فى كل ما تكتب وانك كمان عندك مقدره غريبه بل قل موهبه فى ان تستطيع التعبير عن كل ما حولك وما يجيش فى صدرك بابسط الكلمات واحلاها وقعا على النفس وتشبيهاتك واستعانتك بمكونات الحياه والطبيعه وادماجها فى التعبير بحيث احس وانا اقراء لك انى اشاهد عمل مسرحى ابطاله انت والشمس والبحر والليل وحتى القبر ........ انتظر المزيد من الامتاع وشكرا اخوك الصغير هشام الجنيدى انما الامم الاخلاق ما بقيت .............. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا ...................................................................! وعلمتنى الحياه اضحك لأحبابى واضحك كمان للعدو علشان يشوف نابى واخده كمان بالحضن لو خبط على بابى فيحس انى قوى وميشفش يوم ضعفى....... قناتى ع اليوتيوب .... صفحتى ع الفيس بوك ..... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مهيب بتاريخ: 12 يونيو 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 يونيو 2005 شكرا جدا ليك عزيزى هشام ... بجد كلامك ده كبير عليا قوى ... وسعيد جدا علشان كلماتى و أفكارى المتواضعة بتعجبك .. و جارى التكملة ان شاء الله ثـــانك يوووووووووو مهيب <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مهيب بتاريخ: 15 يونيو 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 يونيو 2005 "الا ليت الحنين يعود يوما .. لأخبره ماذا فعلت بى الحياة" .. من قصيدة لشاعر لم يسمع عنه أحد "لماذا يصنعون الطرق اذن؟ ... لتمشى فيها السيارات أم لتقف ؟؟...." التفتت له بهدوء و لا مبالاة .... نفس التعليق يقوله كل مرة .. كل يوم جمعة من كل اسبوع ... والمشوار الأسبوعى الى منزل الأم ... تجمع العائلة .... الغداء ... العودة ... التوقف فى نفس الاشارة ... كل مرة نفس التعليق ... نظرت الى الشارع أمامها و السيارات المكدسة ... الجو خانق ... الصيف و لزوجته التى تتسلل ببطء الى روحك ... الى ذاتك ... لم تدر ما الذى تغير اليوم ... انه الروتين الأزلى ... ذلك الروتين الذى يجعلك تنسى كيف كانت حياتك قبله ... ترى كيف كانت حياتها ... حين كانت فتاة ... تحلم و تحس و تكتئب و تفرح .. رجل المرور ينظر بلامبالاة الى صفوف السيارات ... وكأن احساسه بأن كل هذه السيارت تنتظر منه اشارة قد أعطاه نوعا من الثقة بالنفس ... حبات العرق تتكدس على الجبين .. حانت منها التفاتة الى السيارة بجانبها ... رجل من هؤلاء الأثرياء ... يرفل فى مكيف الهواء وقد اغلق زجاج سيارته ... شعر مصفف بعناية ... وان بدا عليه التأفف ... تذكرت حين كانت تحلم بفارس الأحلام ... وحين سألتها صديقة لها يوما كيف هو؟؟ ... نظرت اليها و هى تخبرها بأنها لا تعلم ... ليست له مواصفات خاصة ... انها فقط تعلم أنها ستتعرفه عندما تراه ... ابتسمت ابتسامة باهتة و هى تتذكر تلك الأيام ... طالت المدة و لم تره ... لم يأتى ... و جاءها خاطر غريب بأنه ربما لقى حتفه فى رحلة البحث عنها ... لقد التهمه التنين حتما قبل ان يصل الى أعلى حجرة فى القصر .. الحجرة التى تقبع هى فيها ... تنتظر ... ابتسمت حين تخيلت منظر فارس الأحلام و التنين يلتهمه ... وهو يستغيث دون أن يسمعه أحد ... تذكرت حين أخبرت صديقتها أنها ربما تكون الأميرة الوحيدة التى شذت عن القاعدة ... لم يكن فارسها يحسن قتل الوحوش الشريرة كفرسان الروايات على ما يبدو ... "يبدو أن الاشارة تعطلت ... بالذمة .. أى بلد تلك التى تتعطل فيها الاشارات .." دائما يتأفف من شيء ما ... دائما يشكو ... أى متعة خفية تلك التى تكمن فى الشكوى ... و ما أن تجلس بجوار أحد فى المترو حتى يبدأ فى الشكوى من كل شيء ... من الدنيا التى لم تعد كما كانت .. من الغلاء و تآكل جدران المنازل و قلة الرزق ... من مشاكله مع النقرس وآلام الظهر ... من أى شيء ... المهم أن تكون هناك شكوى ... تذكرت يوم أن تقدم يطلب يدها ... لم تكن تعرفه ... كان عريسا لا بأس به ... جاهز .. يمتلك شقة .. كما أن فارس أحلامها كان ساعتها يرقد فى معدة التنين ... نفس الجلسة فى حجرة الصالون ... و نفس علبة الشيكولاتة ... ذات الخجل و الكلمات القليلة ... تذكرت خاطرها عندما تخيلت فارسها يوصى هذا الرجل بأن يتزوج فتاته ... تذكرت خاطرها و هى تعتبره قد جاء تنفيذا لوصية صديقه الذى التهمه التنين ... لا ليس صديقه ... ربما خادمه أو معاونه ... نعم نعم ... هذا أفضل .. ففارس أحلامها أمير بالتأكيد ... ابتسمت وهى تتذكر خاطرها بأنها تتزوجه تنفيذا لوصية فارسها ... أرقد بسلام يا حبيبى فى معدة التنين ... متى كانت آخر مرة شعرت فيها بالحنين ... متى كانت آخر مرة ؟؟ لا تذكر ... لكنها منذ فترة توقفت عن الشعور ... و أصبح للروتين الكلمة العليا لحياتها ... و فى هدوء بدأت تفهم لماذا يموت الكثيرون من أجل الحرية ... لكن الشرخ الذى بدأ فى حياتها كان قد اتسع ... اتسع و تحول الى حفرة كبيرة تلتهم كل أحلامها و خواطرها و حنينها ... تلتهم صندوق أشياءها الصغيرة ... يلتهم كل شيء ... حانت منها التفاتة الى مرآة السيارة أمامها ... تلك ليست عيناها .. لم تكن تلك عيناها ... كانت عيناها صبحا مشرقا ... ماذا حدث .؟؟؟ ولما نتغير هكذا ... نظرت فلم ترى سوى عينين حائرتين ... ممتلئتان بالبلادة و الموات ... لاشيء ... كأنهما عينان فى وجه دمية ... أشار رجل المرور بيده الى السيارات أن تتحرك ... وفى بطء بدأ طوفان السيارات فى التزحزح .. نظرة أخيرة الى الرجل الثرى ... الى رجل المرور ... الى المرآة الصغيرة أمامها ... وداخلها التمعت خاطرة غريبة ... ربما أن فارس أحلامها لم يلتهمه التنين وهو يحاول أن ينقذها ... ربما أنه قد حصل على عقد عمل فى الخارج و ذهب ببساطة حتى يكون نفسه و نسى كل شيء عنها ... ربما أن التنين نفسه يقبع الآن -بائسا - داخل أحد أقفاص حديقة الحيوان <span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 15 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 يونيو 2005 ::::::::::"- هل تذكرين أعواد النعناع التى كنتى تسقينها كل يوم ... لم أسمح لها بالذبول .. لم أستطع "... :::::::::: وكأن كل الحنين ترجمته حروفك فى ذكرى وكل الاشتياق عبرته فى ملامح الكلمات وكل الافتقاد الى دفء الحبيب ........عطر الرفيق..........ملامح حفرت فى وجدان الذات ولن يمحيها الا اللقاء هناك حيث سكنت روح الآخر وتركتك هائما بلا اية ملامح للحياه لن تذبل المشاعر سترويها وجدا وشوقا كما حفظت لاعواد النعنع الغضة عطرها وشبابها نبض الحب سيحييها يا مهيب ليتنى استطيع ان اخبرك ماتفعله هذه الكلمات فى شخص فقد الرفيق وربما الطريق فى من يدعى القوة وانات ذاته تصرخ اين انت احتاجك.......ليتك معى لن ترحل عنى ..............بل لم ترحل منى تسكننى كاطلالة صبح ندية تحيا فى نبض الذكريات كفجر يتجدد كل صباح لن ترحل ابدا لانك دائما تسكن هناك نبضات روحك فى دمى وحنين شوقك فى الضلوع رائع انت ايها الشاب الصغير كيف تحمل كل هذه الدقة والرقة والحس المرهف الى حروفك وكيف تجعل الدموع تتسلل الى مآقينا بعد ان خلنا ألا دموع.......... اشكرك على الامتاع البنت المصريه عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان