التوكل

[bentmasria]

التوكل مشتق من الوكاله يقال : وكل أمره إلي فلان أي فوضه إليه

وإعتمد عليه فيه ويسمي الموكل إليه وكيلا ويسمي المفوض إليه

متكلا عليه

التوكل هو إعتماد القلب علي الوكيل وحده والوكيل لا يمكن أن يوكله

أحدا إلا إذا أعتقد أن فيه 4 أمور

منتهي الهدايه * منتهي القوه*

منتهي الفصاحه * منتهي الشفقه *

منتهي الهدايه : أي يكون عارف بالأمور حتي يستطيع أن يعتمد عليه

إعتماد كلي

منتهي القوه والقدره : فلا يخاف ولا يستحي ولا يجبر أمام الحق

منتهي الفصاحه : وهي قدرة اللسان علي الإفصاح عن كل ما أستجرأ

القلب عليه

منتهي الشفقه : فيكون باعث له علي بذل كل ما يقدر عليه في حقه

من المجهود فإن قدرته دون العنايه به إذا كان لا يهمه أمره لا تغني

ومما سبق نفهم التوكل

فلو ثبت في نفسك أن الله لا فاعل إلا هو وأعتقدت مع ذلك تمام العلم

والقدره علي كفاية العباد ثم تمام العنايه والعطف والرحمه علي عباده

وأنه هو الواحد الذي يتصف بمنتهي العلم ومنتهي القدره ومنتهي

الرحمه والعنايه ولم يلتفت قلبك إلي غيره فذلك هو التوكل

والتوكل من حيث القوة 3 أنواع

النوع الأول : ما ذكرناه وهو أن يكون حاله في حق الله تعالي والثقة

بكفالته وعنايته كحاله في الثقه بالوكيل

النوع الثاني : وهو أقوي أن يكون حاله مع الله كحال الطفل مع أمه لا

يعرف غيرها ولا يفزع إلي أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها وهي أوسط

التوكل وهو ترك الأختيار لما يختاره الله لك مثل الطفل يترك لأمه كل

أمره سئل سهل عن التوكل : ما أدناه فقال : ترك الأماني قيل : وما

أوسطه قال : ترك الأختيار وسئل عن أعلاه فلم يذكره وقال : لا يعرفه

إلا من بلغ أوسطه

النوع الثالث : وهو أعلاه أن يكون بين يدي الله تعالي في حركاته

وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه إلا في أن يري نفسه

ميتا تحركه القدره الأزليه كما تحرك يد الغاسل الميت وهذا مثل الصبي

الذي يعلم أنه لم يزعق بأمه ويتعلق بها فأمه تطلبه وإن لم يتعلق

بذيل أمه فالأم تحمله

وأعلموا أعزائي أن من لا يعرف معني قول " لا إله إلا الله " وقول

لا حول ولا قوة إلا بالله " تصديقا وتحقيقا فلا يتصور منه حال التوكل