اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القرامطة : ثوار أم إرهابيون!


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

حركة القرامطة ، إحدى الحركات التي ظهرت يوماً ما في التاريخ الإسلامي ، يصورها المستشرقون كثوار ، وبعض شواهد التاريخ تصنفهم كأسوأ الإرهابيين في التاريخ الإسلامي..

أين الحقيقة؟

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

لتكن البدايه ان نتذكر معا من هم القرامطة

كتاريخ ونشأه

حركة القرامطة

بقلم : حسن عبد الله. يوليو 2000

بعد أن قتل صاحب الزنج عام 270 ظهرت في سنة 278 حركة جديدة في الكوفة كانت أشد تأثيرا وقوة من سابقتها وهي حركة القرامطة ، كانت بداية هذه الحركة أن رجلا اسمه حمدان بن الأشعث جاء من خوزستان إلى الكوفة واستقر بمكان يسمى (النهرين) ، وكان "يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص ويأكل من كسب يده ويكثر الصلاة ، فأقام على ذلك مدة ، فكان إذا قعد إليه رجل ذاكره في أمر الدين وزهده في الدنيا وأعلمه أن الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة حتى فشا ذلك عنه بموضعه ثم أعلمهم أنه يدعو إلى إمام من آل بيت الرسول فلم يزل على ذلك حتى استجاب له جمع كثير" (ابن الأثير) .

أما عن سبب تسمية هذه الحركة بالقرامطة فقد اختلف الباحثون في ذلك على أقوال :

الأول : إن هذا اللقب ينسب إلى حمدان بن الأشعث ، وهذا الإسم لم يكن له أساسا وإنما انتقل إليه من رجل آخر كان يسمى كرميتة لحمرة عينيه - وكرميته هي كلمة نبطية بمعنى حمرة العينين - وقد انتقل هذا الإسم له نتيجة لحادثة وقعت بينه وبين هذا الرجل وهي أن حمدان كان طريحا في الطريق بسبب مرضه فمر به كرميته وأخذه إلى بيته ولم يفارقه حتى شفي ولذلك أطلق اسم كرميته على حمدان ، ثم خفف هذا الإسم فصار قرمط ، ومن القائلين بهذا الرأي الطبري في تاريخه وابن الأثير في كامله .

الثاني : إن هذا اللقب ينسب إلى حمدان بن الأشعث ، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنه كان قصير القامة والسير وكانت خطواته متقاربة ، ومن معاني القرمطة في اللغة مقاربة الخطو ، وقد نسب هذا القول للمقريزي في كتابه اتعاظ الحنفاء كما يذكر ذلك العاتي في محاضراته حول الأديان والمذاهب .

الثالث : إن هذا اللقب لا ينسب إلى حمدان بن الأشعث وإنما ينسب إلى أبي سعيد الجنابي الذي يعد من أبرز قادة هذه الحركة ، وقد ذكر هذا الرأي الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب حيث يقول : "والقرمطة تقارب الشئ بعضهم من بعض ، يقال خط مقرمط وشئ مقرمط إذا كان كذلك ، وكان أبو سعيد المذكور(سلفا ويقصد الجنابي) قصيرا مجتمع الخلق أسمر كريه المنظر ولذلك قيل له قرمطي" .

الرابع : إن هذا اللقب ينسب إلى شخص اسمه محمد الوراق ، وعرف بالمقرمط الكوفي وهو أول من أظهر مذهب القرامطة ، وقد ذكر هذا الرأي الذهبي في كتابه تاريخ الإسلامي ضمن آراء ثلاثة حول بداية حركة القرامطة ، ومن الملاحظ على هذا الرأي أنه يخالف ما اتفق عليه الباحثون من أن بداية هذه الحركة كانت على يد حمدان بن الأشعث ، كما أنه لم يتعرض لسبب إطلاق لقب (المقرمط) على محمد الوراق وإنما اكتفى بذكر اللقب دون ذكر سببه .

ومن الجدير بالذكر هنا أن الطبري وابن الأثير لم يصرحا بأن ابتداء القرامطة كان على يد حمدان بن الأشعث وإنما هذا ما يمكن أن يفهم من أقوالهما ، فالطبري مثلا حينما يتعرض لكيفية ابتداء هذه الحركة يقول بأن رجلا من خوزستان قدم الكوفة وكان يظهر الصلاح والاستقامة ، ثم يذكر كيف أنه مرض وكيف أخذه كرميته إلى بيته ومن ثم انتقل اسم كرميته لهذا الرجل ، ويواصل كلامه عن هذا الرجل ثم يقول بأنه قد ذهب للشام وغاب خبره ، ثم بعد ذلك يقول ، وقيل إن "قرمط رجل من سواد الكوفة كان يحمل غلات السواد على أثوار له ، يسمى حمدان ويلقب بقرمط" ، فالطبري لم يذكر أن الرجل الذي جاء من خوزستان اسمه حمدان ، وإنما اكتفى بالقول أن رجلا جاء إلى الكوفة من خوزستان ولم يذكر اسمه ، ولكنه بعد ذلك يذكر اسم حمدان في مقطع آخر وكأنه رأي آخر ليس بالضرورة أن يكون مكملا للمقطع الأول ، وعلى أساس ذلك فإن القول بأن الطبري ينسب حركة القرامطة إلى حمدان بن الأشعث قائم على أساس الجمع بين المقولتين اللتين ذكرهما الطبري وعلى أساس أنه لم يذكر القول الثاني إلا استكمالا للأول ، أما إذا لم نؤسس فهمنا على هذا الأساس فلا يمكننا نسبة هذا الرأي للطبري ، والكلام حول الطبري هو نفس الكلام حول ابن الأثير .

على كل حال ، ظهر هذا الرجل في الكوفة سنة 278للهجرة وأخذ يدعو الناس إلى ما كان يؤمن به ، ومما أمر به أن القبلة والحج إلى بيت المقدس وأن الجمعة يوم الإثنين ، وأن الجنابة لا تحتاج إلى غسل وإنما يكفيها الوضوء لترتفع ، وأن الخمر حلال ، والصوم يومان يوم المهرجان ويوم النيروز ، وأن من حاربه وجب قتله ومن لم يحاربه وخالطه أخذ منه الجزية ، ولم يكتف بذلك بل طلب من كل شخص أجابه أن يدفع له دينارا وزعم أنه للإمام ، ثم أنه اتخذ من أصحابه اثنى عشر نقيبا وأمرهم بالدعوة إلى مذهبه وأنهم كحواريي عيسى بن مريم p2.gif .

ومما أمر به أن الصلوات المفروضة عددها خمسون صلاة ، ونتيجة لهذه الصلوات الكثيرة التي أمر بها أتباعه فإن المشتغلين في الضياع كانوا يقصرون في عملهم ، وكان شخص اسمه الهيصم يملك ضياعا فلما رأى تقصير العمال سأل عن السبب فعرف الرجل وما ذهب إليه فأخذه وحلف أن يقتله ، فحبسه في بيته ووضع المفتاح تحت الوسادة وأخذ يشرب حتى نام ، فرقت احدى جواريه على الرجل المسجون فأخذت المفتاح وأخرجته من السجن ووضعت المفتاح مكانه ، فلما استيقظ الهيصم ذهب ليقتل الرجل فلم يجده ، وانتشرت هذه الحادثة فافتتن بها الناس وقالوا بأنه قد رفع ، ثم ذهب إلى منطقة أخرى ولقيه بعض أصحابه وغيرهم فسألوه عن هذه الحادثة فأجابهم بأنه ليس بامكان أحد أن يصيبه بسوء فعظم في نفوسهم ، ولأنه كان خائفا على نفسه فقد توجه للشام وخفي ذكره .

أما كيف كانت بداية هذه الحركة في البحرين فيقال أنه في عام 281جاء إلى القطيف رجل يعرف بيحيى بن المهدي وقد نزل عند رجل اسمه علي بن المعلى بن حمدان وكان من غلاة الشيعة ، وقد زعم يحيى بأن الإمام المهدي بن الحسن p2.gif قد قرب ظهوره وأنه رسول من قبله وعنده كتاب من عنده ، فجمع المعلى شيعة القطيف وقرأ عليهم الكتاب الذي جاء به يحيى زاعما أنه من عند الإمام المهدي p2.gif ، فأظهروا استعدادهم للخروج مع الإمام إن ظهر ، وأرسل المعلى إلى باقي قرى البحرين أيضا يخبرهم بالأمر فأجابوه بالاستعداد ، وكان ممن أجابه أبو سعيد الجنابي الذي سيأتي ذكره بعد قليل ، وبعدها غاب يحيى ثم عاد بعد مدة وعنده كتاب زعم أنه من الإمام المهدي ومما جاء فيه : "قد عرفني رسولي يحيى بن المهدي مسارعتكم إلى أمري فليدفع إليه كل رجل منكم ستة دنانير وثلثين ففعلوا ذلك" (ابن الأثير) ، ثم غاب يحيى وعاد مرة أخرى وزعم أن عنده كتابا من الإمام المهدي أيضا يأمرهم فيه بأن يدفعوا إليه الخمس .

بعد ذلك وفي عام 286ظهرت في البحرين شخصية مهمة في حركة القرامطة هي شخصية أبي سعيد الجنابي ، اسمه الحسن بن بهرام ، وأصله من قرية تسمى جنابة ، وقد ذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان بقوله :" جنابة : بالفتح ثم التشديد ، وألف ، وباء موحدة : بلدة صغيرة من سواحل فارس" ، كان أبو سعيد يعمل دقاقا في جنابة ثم نفي وجاء البحرين وعمل فيها تاجرا ، ويذكر الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب بأنه كان "قصيرا مجتمع الخلق أسمر كريه المنظر" ، ظهر هذا الرجل في البحرين عام 286للهجرة وكثر أصحابه وقوي أمره فأعمل السيف في أهل القرى المجاورة وذهب للقطيف وقتل من بها وهاجم نواحي هجر ، ثم أظهر عزمه للهجوم على البصرة فأرسل عاملها للخليفة العباسي المعتضد يخبره بالأمر فأمره ببناء سور حول البصرة وقد كلفه ذلك أربعة عشر ألف دينار ، ولكن السور لم يكن ليمنع من هجوم القرامطة فكتب معاون البصرة للمعتضد يريد المدد فأرسل له 300رجل ، وأمر المعتضد باختيار جيش وإرساله للبصرة ، وفي العام نفسه ولى المعتضد عباس بن عمرو الغنوي على البحرين واليمامة وأمره بقتال أبي سعيد والقرامطة وزوده بجيش قوامه 2000 رجل فذهب للبصرة ومنها للبحرين واليمامة ، ثم خرج عباس من البصرة بجيشه مع بعض المتطوعة من البصرة لقتال أبي سعيد واقتتل الطرفان وكانت النتيجة أن أسر عباس وأسر معه ما يقرب من 700 من جنده وقام الجنابي بقتل الأسرى وإحراقهم وأطلق سراح عباس ليحكي ما رآه للمعتضد ، وبعد هذا القتال أغار الجنابي على هجر ، واستطاع الاستيلاء على أرض البحرين كلها ، وفي العام نفسه 287فام الجنابي بغزو كلدة وبعد عامين دخلوا الشام فخربوها كما يذكر ذلك السيد أمير علي في كتابه مختصر تاريخ العرب .

وفي سنة 301قتل أبو سعيد الجنابي بواسطة أحد خدامه ، ويذكر الذهبي ذلك في كتابه تاريخ الإسلام بقوله :"قتل أبو سعيد الجنابي القرمطي المتغلب على هجر ، قتله غلامه الخادم الصقلبي لكونه أراده على الفاحشة ، فلما دخل إليه قتله" ، كما يذكر الشيخ عباس القمي بأن الجنابي قد قتل في الحمام على يد أحد خدامه ، أما ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان فيقول بأنه قتل على فراشه ، ويمكن التوفيق بين رواية الذهبي والقمي بالقول بأن الخادم قتل الجنابي حينما دخل الأخير عليه وهو يريد به الفاحشة ، ولكن رواية الحموي لا سبيل للتوفيق بينها وبين غيرها .

بعد اغتيال الجنابي تشكلت هيئة من القادة العسكريين عرفت بالعقدانية واستمرت في حكمها لتسع سنوات حتى يكون سعيد (وهو الابن الأكبر لأبي سعيد الجنابي) مؤهلا لاستلام السلطة ، ولكن أخيه سليمان ثار عليه وقيل قتله واستولى على السلطة وبايعته العقدانية كما كتب إليه عبد الله بن المهدي أول الخلفاء الفاطميين فاستقر له الحكم ، واستمد شرعيته من الخلافة الفاطمية المعادية للعباسيين .

وبعدما وقع الخلاف بين العقداينة وأهل البحرين نقل أبو طاهر عاصمته إلى الأحساء حيث بنى مدينة المؤمنية عام 314للهجرة (محمد سعيد المسلم) ، ويذكر حسن الأمين بأن أبا طاهر هو الذي بنى الأحساء وحصنها وذلك عام 317على أنقاض مدينة هجر التي دمرها القرامطة بعد حصار دام ثلاث سنين ، وفي عهد أبي طاهر قام القرامطة بالهجوم على البصرة وكانوا يهاجمون الحجاج وهم في طريقهم لبيت الله الحرام ، وما كفاهم ذلك حتى قاموا بالهجوم على البيت الحرام في عام 317 فنهبوا الحجيج وقتلوهم في يوم التروية وقلعوا الحجر الأسود وباب الكعبة وأراد أحدهم أن يقلع الميزاب فسقط ومات ، ونهبوا دور أهل مكة ، وقد ركب أبو طاهر على سطح الكعبة وأخذ يقول : أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا ، وقام بأخذ كسوة الكعبة وقسمها على صحبه ، ورمى بالقتلى في بئز زمزم ودفن الباقين في الحرم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة ، وأنفذ الحجر الأسود إلى هجر وقد عرضت عليه خمسون ألف دينار لرد الحجر فلم يقبل ولم يرجع القرامطة الحجر إلا عام 339 أي بعد 22 عاما .

ونتيجة لهذه الحادثة أرسل عبيد الله المهدي الخليفة الفاطمي إلى أبي طاهر ووبخه ولعنه على جريمته تلك ، وهب المسلمون لمحاربة هذه الطغمة الفاسدة .

وبعد هذا التاريخ الأسود تقطع جسد أبي طاهر بالجدري كما يذكر الطبري ، إلا أن القمي يرى بأنه قد قتل وكان ذلك سنة 332للهجرة .

بعد أبي طاهر آل الحكم إلى أخيه أحمد أبي المنصور الذي قام برد الحجر الأسود ولكنه لم يستمر في الحكم حيث ثار عليه أكبر أبناء أبي طاهر واسمه سابور ونصب نفسه حاكما وألقى بعمه في السجن ، لكن أحد أخوة سابور لم يقبل بذلك فثار على أخيه وأخرج عمه من السجن وقام أبو المنصور باعدام سابور ، وبعد وفاة أبي المنصور أصبح ولده الحسن والملقب بالأعصم هو قائد القرامطة ، وبعد وفاته عام 366 قام القرامطة بانقلاب على أسرة أبي سعيد الجنابي التي ظلت تحكم القرامطة منذ ظهور أبي سعيد في البحرين عام 286 ، وتم تشكيل مجلس عرف بمجلس السادة ، أعضاؤه ثمانية وفي رئاسته اثنان هما اسحاق وجعفر ، ونظرا لاعلان هذا المجلس لولائه للدولة الفاطمية فقد ساءت علاقته مع الدولة العباسية ، ودخل في حروب بسبب ذلك ، كما وقعت الخلافات بين قطبي الرئاسة اسحاق وجعفر مما سهل عملية القضاء على هذه الحركة ، واستمرت الحروب والنزاعات الداخلية حتى تم القضاء على دولة القرامطة عام 398هجرية حينما قام الأصفر بن أبي الحسن الثعلبي بالاستيلاء على قاعدتهم الأحساء ، وقد بدأت هذه الدعوة في البحرين منذ أن جاءها يحيى بن المهدي عام 281 ، وقويت على يد أبي سعيد الجنابي عام 286 وتم القضاء عليها عام 398 ، ما يعني أنها استمرت في البحرين ما يقرب من 115عاما .

ونذكر في الختام سلسلة بأسماء حكام القرامطة مع ذكر مدة حكومة كل واحد منهم كما جاء في كتاب :"القطيف : واحة على ضفاف الخليج" لمؤلفه محمد سعيد المسلم مع شئ قليل من التصرف :

1- أبو سعيد الحسن بن بهرام الجنابي : 286-301 .

2- أبو طاهر سليمان بن الحسن : 301-332 ، (ويبدو أن المسلم غفل عن السنوات التي فصلت بين وفاة أبي سعيد وحكم ابنه سليمان وهي التي كانت تحكم بواسطة هيئة العقدانية وهي تسع سنوات كما ذكر هو نفسه في صفحة 210)

3- أحمد بن الحسن (أبو المنصور) : 332-358 ، 359-359 ، (حكم أبو المنصور في فترتين تخللتهما حكومة ابن أخيه سابور الذي ثار عليه ، وقد أوضحنا ذلك أعلاه) .

4- سابور بن سليمان : 358-359 .

5- الحسن بن أحمد (الأعصم) : 359-363 ، (هذا ما ذكره المسلم والصحيح أن نهاية حكم الأعصم كانت عام 366 كما ذكر هو نفسه في صفحة 212) .

6- مجلس السادة : 363-398 (هذا ما ذكره المسلم والصحيح أن بداية حكومة مجلس السادة كانت منذ وفاة الأعصم عام 366كما أشار في صفحة 212) .

المصادر :

1- تاريخ الطبري ، للطبري .

2- الكامل في التاريخ ، لابن الأثير .

3- تاريخ الإسلام ، للذهبي .

4- تاريخ الخلفاء ، للسيوطي .

5- مختصر تاريخ العرب ، للسيد أمير علي .

6- معجم البلدان ، لياقوت الحموي .

7- الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي .

8- دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ، لحسن الأمين .

9- القطيف : واحة على ضفاف الخليج ، لمحمد سعيد المسلم

ثم لنتناول بعد ذلك فى حوارنا التفصيلى مناقشةحركتهم واتجاهاتها الحقيقيه

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

وهناك تعريف آخر لهم من موسوعه الاديان والعقائد هذا نصه

القــــرامطة

التعــريـــف:

القرامطة حركة باطنية هدامة، اعتمدت التنظيم السري العسكري، ظاهرها التشيع لآل البيت والانتساب إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق وحقيقتها الإِلحاد والشيوعية والإِباحية وهدم الأخلاق والقضاء على الدولة الإِسلامية. سميت بهذا الاسم نسبة إلى حمدان قرمط بن الأشعث الذي نشرها في سواد الكوفة سنة 278هـ.

التأسيــس وأبــرز الشخصيــات:

يتضح لنا تطور الحركة من خلال دراسة شخصياتها الذين تركوا أثراً بارزاً على سيرها وتشكلها عبر مسيرة طويلة من الزمن:

- تبدأ الحركة بعبد الله بن ميمون القداح الذي نشر المبادئ الإِسماعيلية في جنوب فارس سنة 260هـ.

- ومن ثم كان له داعية في العراق اسمه الفرج بن عثمان القاشاني المعروف بذكرويه الذي أخذ يبث الدعوة سراً.

- وفي سنة 278هـ نهض حمدان قرمط بن الأشعث يبث الدعوة جهراً قرب الكوفة ثم بنى داراً سماها دار الهجرة وقد جعل الصلاة خمسين صلاة في اليوم.

- هرب ذكرويه واختفى عشرين عاماً وبعث أولاده متفرقين في البلاد يدعون للحركة.

- استخلف ذكرويه أحمد بن القاسم الذي بطش بقوافل التجار والحجاج وهُزِم في حمص وسيق ذكرويه إلى بغداد وتوفى سنة 294 هـ.

- التفَّ القرامطة في البحرين حول الحسن بن بهرام ويعرف بأبي سعيد الجنابي الذي سار سنة 283هـ إلى البصرة فهزم.

- قام بالأمر بعده ابنه سليمان بن الحسن بن بهرام ويعرف بأبي طاهر الذي استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية ودام ملكه فيها 30 سنة، ويعتبر مؤسس دولة القرامطة الحقيقي ومنظم دستورها السياسي والاجتماعي، بلغ من سطوته أن دفعت له حكومة بغداد الأتاوة ومن أعماله الرهيبة أنه:

- فتك بالحجاج حين رجوعهم من مكة ونهبوهم وتركوهم ضاحين إلى أن هلكوا في القفر.

- ملك الكوفة ستة أيام استحلها أيام المقتدر (295 - 320هـ).

- هاجم مكة عام 319 هـ، وفتك بالحجاج، وهدم زمزم، وملأ المسجد بالقتلى، ونزع الكسوة، وقلع باب البيت العتيق، واقتلع الحجر الأسود، وسرقه إلى الأحساء، وبقى الحجر هناك عشرين سنة إلى عام 339 هـ.

- توفى سليمان فآلت الأمور لأخيه الحسن الأعصم الذي قوي أمره واستولى على دمشق سنة 360هـ وتوجه إلى مصر ودارت معارك له مع الخلافة الفاطمية، لكن الأعصم تراجع عن فكر القرامطة وانهزم القرامطة إلى الأحساء.

- خلع القرامطة الحسن لدعوته لبني العباس، وأسند الأمر إلى رجلين هما جعفر وإسحاق اللذان توسعا ثم دب الخلاف بينهما وقاتلهم الأصفر التغلبي الذي ملك البحرين والأحساء وأنهى شوكتهم ودولتهم.

الأفــكار والمعتقــدات:

- لقد أسسوا دولة شيوعية تقوم على شيوع الثروات وعدم احترام الملكية الشخصية.

- يجعلون الناس شركاء في النساء بحجة استئصال أسباب المباغضة فلا يجوز لأحد أن يحجب امرأته من إخوانه.

- إلغاء أحكام الإِسلام الأساسية كالصوم والصلاة وسائر الفرائض الأخرى.

- استخدام العنف ذريعة لتحقيق الأهداف.

- يعتقدون بإبطال القول بالمعاد والعقاب وأن الجنة هي النعيم في الدنيا والعذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصيام والحج والجهاد.

- ينشرون معتقداتهم وأفكارهم بين العمال والفلاحين والبدو الجفاة وضعاف النفوس وبين الذين يميلون إلى عاجل اللذات وأصبح مجتمع القرامطة بذلك مجتمع ملاحدة وسفاكين يستحلون النفوس والأموال والأعراض.

- يقولون بالعصمة وأنه لا بد في كل زمان من إمام معصوم يؤول الظاهر ويساوي النبي في العصمة، ومن تأويلاتهم:

- الجنابة: مبادرة المستجب بإفشاء السر إليه قبل أن ينال رتبة الاستحقاق.

- الصيام: الإِمساك عن كشف السر.

- البعث: الاهتداء إلى مذهبهم.

- النبي: عبارة عن شخص فاضت عليه من الإِله الأول بقوة التالي قوة قدسية صافية.

- القرآن: هو تعبير محمد عن المعارف التي فاضت عليه ومركب من جهته وسمي كلام الله مجازاً.

- يفرضون الضرائب على أتباعهم إلى حد يكاد يستغرق الدخل الفردي لكل منهم.

- يقولون بوجود إلهين قديمين أحدهما علة لوجود الثاني، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، الأول تام والثاني ناقص، والأول لا يوصف بوجود ولا عدم ولا موصوف ولا غير موصوف.

- يدخلون على الناس من جهة ظلم الأمة لعلي بن أبي طالب وقتلهم الحسين.

- يقولون بالرجعة وأن علياً يعلم الغيب فإذا تمكنوا من الشخص أطلعوه على حقيقتهم في إسقاط التكاليف الشرعية وهدم الدين.

- يعتقدون بأن الأئمة والأديان والأخلاق ليست ضلالاً.

- يدعون إلى مذهبهم اليهودَ والصائبةَ والنصارى والمجوسية والفلاسفة وأصحاب المجون والملاحدة والدهرين ويدخلون على كل شخص من الباب الذي يناسبه.

الجــذور الفــكرية والعقائــدية:

- فلسفتهم مادية تسربت إليها تعاليم الملاحدة والمتآمرين من أئمة الفرس.

- تأثروا بمبادئ الخوارج الكلامية والسياسية ومذاهب الدهرية.

- يتعلقون بمذاهب الملحدين من مثل مزدك وزرادشت.

- أساس معتقدهم ترك العبادات ونسف مفهوم المحظورات وإقامة مجتمع يقوم على الإِباحة والشيوع في النساء والمال.

- فكرتهم الجوهرية هي حشد جمهور كبير من الأنصار ودفعهم إلى العمل لغاية يجهلونها.

الانتشــار ومواقــع النفــوذ:

دامت هذه الحركة قرابة قرن من الزمان، وقد بدأت من جنوبي فارس وانتقلت إلى سواد الكوفة وامتدت إلى الأحساء والبحرين والبصرة واليمامة. وسيطرت على رقعة واسعة من جنوبي الجزيرة العربية واليمن والصحراء الوسطى وعمان وخراسان وقد دخلوا مكة واستباحوها واحتلوا دمشق ووصلوا إلى حمص والسلمية، وقد مضت جيوشهم إلى مصر وعسكرت في عين شمس قرب القاهرة ثم انحسر سلطانهم وزالت دولتهم وسقط آخر معاقلهم في الأحساء والبحرين. هذا ومما يلاحظ الآن أن هناك كتابات مشبوهة تحاول أن تقدم حركة القرامطة وغيرها من حركات الردة والتخريب في العالم الإِسلامي على أنها حركات إصلاحية وأن قادتها رجال أحرار ينشدون العدالة والحرية.

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

نشأة القرامطة وأهم معتقداتهم

إعلموا -أسعدكم الله- أنّ ضرر الباطنيّة على فرق المسلمين أعظم من ضرر اليهود والنصارى والمجوس عليهم، بل أعظم من مضرّة الدهرية وسائر أصناف الكفرة عليهم، بل أعظم من ضرر الدجّال الذي يظهر في آخر الزمان. لأنّ الذين ضلّوا عن الدين بدعوة الباطنيّة من وقت ظهور دعوتهم إلى يومنا أكثر من الذين يضلّون بالدجّال في وقت ظهوره، لأنّ فتنة الدجّال لا تزيد مدّتها على أربعين يوماً. وفضائح الباطنيّة أكثر من عدد الرمل والقطر» الإمام الإسفرائيني.مع سطوع شمس الإسلام وبداية إشراقها على من جاورها من الدول والإمارات، قاضيةً بذلك على نفوذ بعض النفعيين الذين كانوا يقتاتون على خيرات تلك الشعوب والأمم لجهلها وبعدها عن خالقها كما كان يفعل اليهود في المدينة المنوّرة واليمن، والمجوس في فارس، والرومان في بلاد الشام وشمال أفريقيا، فحين فتح المسلمون تلك البقاع وطهّروا الأرض من رجسهم ونقلوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، لم يرقْ ذلك لأعداء الله لأنّه بعبادة الناس لربّهم خسرانٌ لهم وانحسارٌ لنفوذهم. ولقوّة شوكة الإسلام وضعفهم، وجدوا أنّ خير أسلوب لبثّ حقدهم هو السير على درب بولس محرّف دين النصارى… ألا وهو الدخول في الإسلام ظاهراً والعمل على نقض عُراه من الداخل… وأوّل من بدأ بذلك مؤسّس دين الرافضة عبد الله بن سبأ اليهودي الصنعاني حين ألّب الناس على أمير المؤمنين عثمان بن عفّان مُحدثاً الفتنة الشهيرة التي انتهت بمقتل عثمان ثمّ بدأ بتطبيق الخطوة الثانية بالدعوة إلى سيّدنا عليّ بن أبي طالب وإظهار التفاني في حبّه وتلفيق بعض القصص والروايات المكذوبة عن أحقّيته بالخلافة وما شابه ذلك. حتّى أنّ بعض أتباع الصنعاني ألصقوا صفة الألوهيّة بعليّ والعياذ بالله، فقتلهم الخليفة عليّ وحرّقهم. أمّا بالنسبة للمجوس فإنّهم وإن تتلمذوا على يد اليهود في الكيد للإسلام، إلاّ أنّ الفرصة لم تواتيهم، إلى أن دبّ الضعف في أطراف الدولة الإسلامية وانتشر الجهل بين عامّة المسلمين، عندئذ وجدوا الفرصة الذهبية للانتقام من المسلمين وإعادة أمجادهم السابقة، فأنشأوا مذاهبَ ومللاً ظاهرها الإسلام وباطنها المجوسيّة ليلبسوا على المسلمين دينهم، ومن ذلك أنّهم قالوا: يجب أن يوضع في كلّ مسجد مجمرة يوضع عليها البخّور، ومقصدهم من ذلك أن يحوّلوها من بيوت لله إلى بيوت للنار. وإذا نظرنا خلال التاريخ الإسلامي، لوجدنا أنّ كلّ من أنشأ خرقاً في الإسلام كان من أحفاد اليهود أو النصارى، وأغلب مُنشئي مذاهب الباطنيّة من المجوس، قصدهم بذلك هدم الإسلام وإعادة عبادة النيران. ومن ضمن هذه الطوائف الباطنيّة، الطائفة التي نحن بصددها.

الـقـرامـطـة: نـشــأتـهـا

تشير أكثر المصادر إلى أنّ مؤسّس مذهب القرامطة هو حمدان بن الأشعس الملقّب بقرمط، وكان أكاراً من الكوفة وأصله فارسيّ مجوسيّ، وقيل صابئيّ. وكان قد دخل في بداية حياته في مذهب الإسماعيلية الباطنيّة على يد حسين الأهوازي ابن مؤسّس المذهب الإسماعيلي العبيدي عبدالله بن ميمون بن ديعان القدّاح اليهودي، وقد عُرف عن حمدان شخصيّته القويّة وعلاقاته الاجتماعية الكثيرة ورأيه المقنع، وكان يعيش ضمن مجتمع يحقد على الخلافة العبّاسية، كلّ هذه الأمور مجتمعة ساعدته على نشر مذهبه، لكنّ حمدان القرمطي سرعان ما انقلب على الإسماعيليّة الباطنيّة منشئاً مذهبه الخاصّ به، كما أنشأ مركزاً له في الكوفة عام 277هـ أسماه دار الهجرة. ومن هذا المركز بدأ حمدان بإرسال دعاته الذين انتقاهم بدقّة لنشر دعوته بين جهلة الناس عامّة وبين المجوس المتستّرين وأحفاد اليهود بصورة خاصّة، ومن أشهر دعاته أخوه مأمون وزكرويه بن مهرويه الذي ورث عن أبيه كره الإسلام وأمل القضاء عليه وتأسيس دولة فارسية على أنقاضه تقوم على أساس الدين المجوسي، وكذلك كان ابن عمّ حمدان وصهره عبدان مفكّر القرامطة وأبو الفوارس قائد تمرّدهم عام 289، وأبو سعيد الجباني في البحرين، ومن أشهر من كتب لهم محمّد بن أحمد النسفي صاحب كتاب المحصول، وأبو يعقوب السجزي المعروف ببذاته صاحب كتاب أساس الدعوة وكتاب تأويل الشرائع وكتاب كشف الأسرار (لاحظ أن للخميني كتاب بنفس الإسم).

عــقــيــدتــهــم

إعتمدت عقيدة القرامطة كغيرها من فرق الباطنيّة على إخفاء ما يؤمنون به وإظهار أنفسهم على أنّهم مسلمون ليسهل عليهم الاندماج في المجتمع والدعوة إلى دينهم، حتّى إذا وثقوا من تابعهم أطلعوه على خفايا عقيدتهم. وهم يتأوّلون الأحكام الشرعية على ما يوافق ضلالاتهم وأهوائهم، فيتأوّلون قوله سبحانه وتعالى {واعبد ربّك حتّى يأتيك اليقين} [الحجر: 99] على أنّه من عرف التأويل فقد أتاه اليقين، وعليه فمن عرف معنى العبادة فقد سقط عنه فرضها، وأوّلوا كذلك أركان الشريعة: فالصلاة عندهم موالاة إمامهم، والحجّ زيارته وإدمان خدمته، والصوم هو الإمساك عن إفشاء سرّ الإمام لا الإمساك عن الطعام والشراب، والمراد بالزنى عندهم إفشاء سرّهم بغير عهد وميثاق. وقد اختلف المؤرّخون والمصنّفون في أصل مذهبهم، فمنهم من قال بأنّهم صابئة، ومنهم من ذكر بأنّهم من المجوس الإباحيّة أتباع فزدك المؤبد كما ذكر ابن حزم الظاهري، حين وصفهم فقال: ومن هذه الأصول الملعونة حدثت الإسماعيلية والقرامطة، وهما طائفتان مجاهرتان بترك الإسلام جملة، قائلتان بالمجوسيّة المحضة، ثمّ مذهب مزدك المؤبد… وكان يقول بوجوب تواسي (تساوي) الناس في النساء والأموال. وقد نسبهم الإمام عبدالقاهر الإسفرائيني إلى الدهرية الزنادقة، فيقول: الذي يصحّ عندي من دين الباطنيّة أنّهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع كلّها، لميلها إلى استباحة كلّ ما يميل إليه الطبع. ويستدلّ على قوله برسالة عبدالله بن الحسين القيرواني إلى سليمان بن الحسين بن سعيد الجَنَّابي في كتابهم «السياسة والبلاغ الأكيد والناموس الأعظم» يوصيه فيها: أدع الناس بأن تتقرّب إليهم بما يميلون إليه، وأوهم كلّ واحد منهم بأنّك منهم، فمن آنست منه رشداً فاكشف له الغطاء وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة مُعَوَّلُنا، وأنا وإيّاهم مجموعون على ردّ نواميس الأنبياء، وعلى القول بقدم العالم لولا ما يخالفنا فيه بعضهم من أنّ للعالم مدبّراً لا نعرفه…

وأنا أميل إلى أنّهم قد جمعوا بين الدهرية الزنادقة والمجوسية الإباحية فقد قال القيرواني في آخر رسالة له إلى سليمان بن الحسن: «وما العجب من رجل يدّعي العقل ثمّ يكون له أخت أو بنت حسناء وليست له زوجة في حسنها يحرّمها على نفسه وينكحها من أجنبيّ، ولو عقل الجاهل لعلم أنّه أحقّ بأخته وبنته من الأجنبي، وما وجه ذلك إلاّ أنّه صاحبهم حرّم عليهم الطيّبات وخوّفهم بغائب لا يعقل، وهو الإله الذي يزعمونه، وأخبرهم بكون ما لا يرونه أبداً من البعث من القبور والحساب والجنة والنار حتّى أتعبَهم بذلك عاجلاً، وجعلهم له في حياته ولذرّيته من بعد وفاته خَولاً (عبيداً أو خدماً) واستباح بذلك أموالهم بقوله {لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى} [الشورى: 23]. فكان أمره معهم نقداً وأمرهم معه نسيئة، وقد استعجل منهم بذل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعد لا يكون، وهل الجنّة إلاّ هذه الدنيا ونعيمها، وهل النار وعذابها إلاّ ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والنصب في الصلاة والصيام والجهاد والحجّ..وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس، وفي هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولذّاتها المحرّمة على الجاهلين المتمسّكين بشرائع أصحاب النواميس، فهنيئاً لكم على ما نلتم من الراحة عن أمرهم». ومما ذكرت آنفاً يتبيّن أخذهم بعقيدة المجوسيّ من ناحية زواج الأخت والبنت، واتّباعهم لمذاهب الدهرية الزنادقة من نفي النبوّة والرسالة والشرائع.

نـشـر مـذهـبـهـم

لقد استغلّ القرامطة -كغيرهم من الحركات الباطنيّة الهدامة- الظروف المحيطة بهم، خاصّة وأنّ بداية دعوتهم وافقت القضاء على حركة الزنج، ولقد كانت الدولة الإسلاميّة آنذاك في بداية ضعفها وتسلّط العسكر عليها من ناحية، وانتشار الشعوبيّون في أرجائها، وعمّ الجهل في تعاليم الإسلام بين أبنائها، ولقد ركّز القرامطة في دعوتهم على الأراضي الخصبة بنظرهم، كالموالي والعبيد الحاقدين على أسيادهم والأُجراء والمزارعين الناقمين على أصحاب المهن والأراضي، لاعتقادهم بأنّهم لا يعطونهم ما يستحقّونه لقاء كدّهم وتعبهم. ولكي يستقطبونهم ابتدعوا فكرة إشاعة المال وشيوعيّة الأراضي، وكذلك بثّوا بين الشعوبيّين الحاقدين على دولة الإسلام وعدهم بالقضاء على المسلمين وسلطانهم وإعادة الملك لهم سواءً كانوا مجوساً أو هنوداً أو يهوداً ونصارى… وبقي عندهم العنصر الرئيسي ألا وهو الشباب، الوقود الأساسي لكلّ تمرّد وثورة.. ووجدوا أن خير أسلوب لجذبهم هو بثّ الفكر الانحلالي وجذبهم بالشهوات.. فاستباحوا الزنى والخمر واللواط وسائر المحرّمات، وجعلوا النساء مشاعاً بينهم، وأباحوا نكاح الأقارب من أخوات وبنات وما شابه هذا، بالإضافة إلى التخطيط الدقيق والإرهاب والبطش.. كلّ ذلك جعل العنصر الشبابي ينجذب إليهم انجذاب الفراش للنار… وقد اعتمدوا في نشر دعوتهم على مراحل وأقسام أسموها -كما ذكرها الإمام عبدالقاهر الإسفرائيني- على النحو التالي: التفرّس، والتأنيس، والتشكيك، والتلقين، والربط، والتدليس، والتأسيس، والمواثيق بالأيمان والعهود، وآخرها الخلع والسلخ.

فالتفرّس: أن يعرف الداعي من يدعو وكيف يدعوه، مميّزاً من يطمع في إغوائه ممّن لا يطمع فيه، وقد قالوا في وصاياهم لدعاتهم: لا تضعوا بذرتكم في أرض سبخة، ولا تتكلّموا في بيت فيه سراج، يقصدون من عنده علم. ومن شروط الداعي عندهم أن يكون عالماً بأنواع الناس وأصنافهم واختلاف مذاهبهم ونقاط ضعفهم والأبواب التي يدخل على كلّ واحد منهم.. فمن كان مشتغلاً بالعبادة حبّبها إليه وحضّه عليها، ثمّ سأله عن معاني العبادات وعلل الفرائض، وشكّكه فيها حتى أبدعها وأدخله مذهبه. ومن كان رافضيّاً جاراه في تعظيم آل البيت وحبّ عليّ ويطعن في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وخيار الصحابة ثم يبغضه في بني تميم لكون الصدّيق منهم وبني عديّ لانتساب الفاروق إليهم، ويبغض في بني أميّة لكون عثمان ومعاوية رضي اللـه عنهما منهم، وكذلك الأنصار لعدم وقوفهم مع عليّ ومطالبتهم بحقّه في الخلافة.. ثمّ يدخل عليه من باب الولاية والتأويل حتّى يخرجه من الدين. وإن رآه ممّن يحبّ الشيخان مدحهما عنده ورفع من شأنهما وذكر له بأنّ صحبة الرسول لأبي بكر في الغار كان القصد منها تعليمه التأويل، فإذا سأله المسكين عن التأويل يكون قد وقع في المصيدة، ووصل درجة التأنيس.. وأمّا إن كان المراد جذبه من أهل الفسق والمجون، فإنّه هو الصيد السهل، فيذكر أمامه قول الشاعر الماجن:

أَتُركَ لذَّة الصهباء صرفاً لما وعدوه من طم و ضمر

حياةٌ ثمّ موتٌ ثم نشرٌ حديث خرافة يا أمَّ عمرو

ويشجّعونه على الانغماس في المعاصي واستباحة الحرمات وإنكار البعث والثواب والعقاب وإنكار اللـه والخروج من الإسلام.

ثم تأتي المرحلة الثانية، التأنيس: وهو التفرّس تقريباً، إلاّ أنّه بعد أن يزيّن للصيد مذهبه ويشكّكه فيه لما يسأله عن التأويل.. فإذا سأله المدعو عن علم ذلك أجابه بأنّ علمه عند الإمام.. ويكون قد انتقل إلى مرحلة التشكيك، وهو الوصول بالضحية إلى الاعتقاد بأنّ المراد بالفرائض والظواهر شيئاً آخر غير معناها اللغوي أو الشرعي.. ينهون عليه ترك الفرائض وارتكاب الموبقات، ويكون قد أصبح جاهزاً لمرحلة الربط، والربط عندهم طلب المدعوّ إلى معرفة تأويل أركان الشريعة، فيتأوّلونها به، فإن قبلَها على الوجه الذي دفعوها إليه، وإلا بقي على الشكّ والحيرة فيها. أمّا التدليس.. فهو قولهم للضحية الجاهل إن الظواهر عذاب وباطنها فيه الرحمة.. ويستدلّون بقوله تعالى {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} [الحديد: 13]، وإنّ لكلّ عبادة أو أمر ظاهراً هو كالقشر وباطنه كاللّب، واللبّ خير من القشر، فإذا سألهم عن تأويل باطن الباب.. طلبوا منه وأخذوا منه المواثيق والأيمان المغلّظة كالطلاق والعتاق وتسبيل الأموال والبراءة من اللـه ورسوله.. إلى آخر هذه الأيمان والنذور.. بأن لا يحدّث أحداً بما سيخبرونه إلاّ بإذنٍ من الإمام صاحب الزمان، أو المأذون له في دعوته، وأن يستر أمرهم ويحمي جماعتهم.فإن فعل المقرّر به ذكروا له حقيقة دينهم واعتقادهم، فإن قبل الجاهل مذهبهم فقد انسلخ من الملّة وخلع الإسلام من عنقه، وإن رفض الدخول في عقيدتهم لعدم تقبّله لها واستهجانه بها لم يستطع أن يذيع سرّهم ويدلّ عليهم، بل إنّه يكتم أمرهم، وقد يساعدهم، وذلك لما أخذوه منه من أيمان ومواثيق ونذر يظنّ لجهله أن لا فكاك منها ولا يمكن حلّها.. وبذلك يضمن القرامطة عدم إفشاء سرّهم حتّى وإن لم يقبل المغرّر به الدخول في مذهبهم ودينهم..

قرامطة البحرين وخروجهم على الخلافة

لقد مكث القرامطة عهداً من الزمن ينشرون دينهم ويبثّون عقيدتهم الباطنيّة بين العوام والجهلة، ومع ازدياد أعدادهم اتّجهوا إلى تنظيم صفوفهم وإعداد خططهم، فلمّا قويت شوكتهم واشتدّ ساعدهم ووجدوا أنّ الفرصة سانحة للخروج على دولة الخلافة أعلنوا تمرّدهم. وكانت بدايتهم من البحرين عام 286 هـ، وكان على رأسهم أبو سعيد الجنابي القرمطي، ويقال أنّه كان يعمل كيّالاً في البصرة، ويعود أصله إلى الأهواز، وفي رواية أخرى من البحرين. وكان جلّ جنده آنذاك من بقايا فلول الزنج والخرميّة وبعض الأعراب. وقد بدأ تمرّده بغزو القرى المجاورة لمكان إقامته في الأحساء يعيث إفساداً فيها مرتكباً الأعمال الوحشيّة من قتل وتذبيح واستباحة أموال وأعراض، وقد كان يتّبع خطّة الإرهاب لغايتين اثنتين، أوّلهما إرضاء أتباعه وشفاء صدورهم وبثّ الأحقاد التي يكنّونها تجاه المسلمين، والثانية لإرهاب أعدائه وجعلهم يتركون له حواضرهم وأموالهم قبل دخوله لبلادهم. ولم يمض عام 286هـ حتّى كوّن لنفسه جيشاً عظيماً واحتلّ أغلب المناطق المحيطة به كالقطيف وغيرها من المدن، وحوّل وجهته للبصرة بقصد أخذها. وقد وجّه لهم الخليفة العبّاسي المعتضد جيشاً قوامه عشرة آلاف بإمرة العبّاس بن عمرو الغنوي، والتقى الجيشان في الطريق إلى البصرة وكانت نتيجة المعركة أن أُسِر الجيش العبّاسي بكامله وأميرهم معهم، وكان جزاؤهم كما يروي ابن خلكان في وفيّات الأعلام [6/431] أنّه أُحضر الأسرى جميعاً فأمر بقتلهم وتحريقهم ولم يبقِ منهم إلاّ أميرهم العبّاس بن عمرو الذي أرسله إلى الخلفية العبّاسي نذيراً وليعلمه بمقدار قوّته. وقد استمرّ أبو سعد الجنابي في حربه للمسلمين وفتكه بهم، وإن كان النصر في أغلب حروبه معهم بجانبه إلاّ أنّه هُزِم مراراً، وأشهر المعارك التي خسرها كانت معركة عام 288 هـ مع الجيش الإسلامي بقيادة الأمير بدر. وكانت نهايته لعنه اللـه على يد خادم له عام 301هـ حيث قتله وقتل معه عدداً من قادة القرامطة. واختلف المؤرّخون في سبب قتل خادم أبي سعيد له، وإن كانوا قد اتّفقوا على طريقة مقتله. والقول الأرجح أنّه في إحدى غزواته أسر أحد الغلمان واستخلصه لنفسه وجعله على طعامه، وكان هذا الغلام لا يزال على دين الإسلام يكتمه عن أبي سعيد، فلمّا رأى فسق أبي سعيد وفجوره أكمن في نفسه قتله والتخلّص منه، وقد حانت له الفرصة حين دخل والقرمطيّ الحمام وحاول أن يفجر به فقتله الغلام، ثمّ ذهب الغلام وأخبر أحد قوّاد القرمطي بأنّ أبا سعيد يطلبه في الحمّام، فلمّا دخل ذلك القائد الحمّام عمد إلى قتله أيضاً، وفعل ذلك بخمسة منهم أيضاً، ولمّا اكتشف القرامطة أمره قبضوا عليه وقَرّضوا لحمه بالمقاريض فتوفّي رحمه اللـه بعد أن خلّص الأمّة من خمسة من أشدّ أعداء الإسلام ومن قواد جيش الكفر.

واستلم بعده قيادة القرامطة ولده سعيد ثمّ سليمان الذي خرج على أخيه. وقد كان سليمان من أشدّ ما ابتُلي به المسلمون من أعداء في تاريخهم، وقد كان زيادة على كفره وخروجه عن الملّة الإسلامية قد أباح نكاح المحارم وأشاع اللواط ونكاح الغلمان، بل أنّه أوجب قتل الغلام الذي يمتنع على من يريد الفجور به. وكذلك أمر بمعاقبة كلّ من أطفأ ناراً، فإنّ أطفأها بيده قطعت يده، وإن أطفأها بالنفخ قطعوا لسانه، وذلك يظهر تعصّبهم لدين آبائهم من المجوس. ولم يترك -لعنه اللـه- رذيلة إلاّ فعلها. وقد كان يفعل ما يعجز اللسان عن ذكره من أفاعيل إجرامية بكلّ أرض وشعب تصل قبضته إليه، وهو أوّل من سنّ هتك الأعراض الجماعي أمام أعين محارمهم، وقد أدّت أفعاله تلك إلى نشر الرعب في بلاد المسلمين. وقد دخل البصرة عام 311هـ في ربيع الآخر فاستباح الحريم والأموال وذبح الشيوخ والأطفال وأحرق المسجد الجامع ومسجد طلحة، وكذلك قطع الطريق على حجّاج العراق عام 312هـ، فأخذ الأموال والحريم والمتاع وترك الرجال بدون طعام أو ماء أو ركب فمات أغلبهم جوعاً وعطشاً، ثم أرسل يطلب من الخليفة المقتدر أن يتخلّى له عن الأهواز، وحين رفض المقتدر ذلك اتّجه إلى الكوفة فدخلها وقتل أهلها ونهب ما استطاع نهبه وجعلها مباحة لجنده وزبانيته. وقد حاول قطع الطريق على حجّاج العراق مرّة أخرى ولكنّ حماة الركب العراقي اشتبكوا معهم بحرب خاطفة حتّى استطاعوا إعادة الركب إلى العراق ولم يحجّوا عامهم ذلك. وبقي على حاله تلك في قطع طريق الحجّاج أكثر أيّامه، حتّى أنّ حجّاج خراسان والعراق والمشرق توقّفوا عن الذهاب إلى الحج. وفي عام 315هـ قصد بغداد والتقى بجيش المسلمين في الأنبار وكان عدد جيشه ألف فارس وسبعمائة راجِل، وجيش الخليفة أربعين ألف فارس. وعلى الرغم من ذلك فقد فرّ جيش العراق حتّى قبل أن يلتقوا بجنود القرمطيّ، فدخل القرمطي الأنبار وحاول دخول هيت ولكنّ أهلها حصّنوها وأنقذوها من يد القرمطيّ. وفي عام 316هـ دخل القرمطيّ الرحبة وقتل رجالها واستحلّ نساءها وأموالها وحاول دخول الرقة إلاّ أنّه رُدّ عنها. ولم يحجّ أحد في هذه السنة خوفاً من القرامطة. وفي عام 317هـ اتّجه عدوّ اللـه سليمان أبو طاهر القرمطيّ إلى مكّة فدخلها يوم التروية فقتل الحجيج في المسجد الحرام وداخل البيت المعمور ورمى جثثهم في بئر زمزم وقتل أمير مكّة ابن محارب وعرّى البيت وقلع بابه وقلع الحجر الأسود وأخذه معه إلى عاصمته هجر، وأقام بمكّة ستّة أيّام. وقد رُوِيَ أنّه قد قتل ثلاثين ألفاً من الحجّاج ومن سكّان مكّة، وكان ينشد وهو يقتل الحجّاج والأبرياء من سكّان مكّة:

أنـــا باللـه و باللـه أنــــا يخـــلق الخـــلق وأفنـــيهم أنـــا

و كان من جملة من قُتل ذلك العام التابعيّ الجليل عبدالرحمن بن عبداللـه بن الزبير، وقد سبى ما يقارب الثلاثين ألفاً من النساء والغلمان وبقي في إفساده وقتله للمسلمين وقطع طريق الحجّاج وتقتيلهم حتّى امتنع الناس عن الحجّ كما حصل مع حجّاج بغداد بين عام 319-327هـ، حيث لم يذهبوا لتأدية فريضة الحجّ خوفاً منهم ومن بطشهم. وقد حاول الركب العراقي خلال هذه الفترة أكثر من مرّة الذهاب للحج كما حدث عام 323هـ، إلاّ أن تعرّض القرمطيّ لهم وقتل الحجّاج وسبي الحريم جعلهم يقلعون عن محاولاتهم تلك، حتى أمّنهم القرامطة مقابل دفع ضريبة مقدارها خمسة دنانير على كلّ جمل وذلك عام 327هـ، وكانت أوّل مرة يدفع الحاج ضريبة لقاء توجّهه لأداء فرضٍ شرعه اللـه عليه. ومع هلاك سليمان القرمطيّ عام 331هـ وانقسام الحكم بين أبنائه، خفّت قوّة القرامطة وتهديدهم لدولة الإسلام، واقتصرت أعمالهم على قطع الطريق وبعض الهجمات الخفيفة لتأمين مصدرٍ لعيشهم. وقد كان الزمن كفيلاً بزيادة ضعفهم وحاجتهم إلى المال، فما أتى عام 339هـ حتّى استبدلوا الحجر الأسود بخمسين ألف دينار أعطاهم إيّاها الخليفة المطيع، وذلك إن دلّنا على شيء فإنّما يدلّنا على مقدار ضعفهم وحاجتهم. وقد تكفل اللـه سبحانه وتعالى أمر تلك الطائفة، وإن كان قد أمهلها بعض الوقت، فقضى عليهم ومحى ذكرهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر، ولم يبقَ في أيّامنا هذه إلاّ بقايا لهم في تلك الديار.

قــــــرامطة الشــــــام

يعتبر مؤسّس القرامطة في بلاد الشام زكرويه بن مهرويه، إذ أنّه عندما شقّ حمدان وعبدان عصى الطاعة على مؤسّس مذهبهم الإسماعيلي وأسّس حمدان قرمط مذهبه الخاص، بقي زكرويه على ولائه للقداحيين، وذلك لغاية في نفسه. وقد حاول مراراً التخلّص من مؤسّسي المذهب القرمطي كعبدان وغيره، وقد نجح في قتل عبدان إلاّ أنّ نقمة أتباع عبدان عليه جعلته يختبئ في جنوب العراق وبعث أبناءه إلى بلاد الشام عامّة وإلى السلمية الإسماعيلية بشكل خاص لبثّ دعوته والسيطرة على أتباع أسرة ميمون القداح، وقد نجح في ذلك ممّا دفع أبناء ميمون القداح للهجرة إلى المغرب، فأسّسوا هناك دولة العبيديين (الفاطميين) وإن كان أبناء زكرويه اتّخذوا أسماءً أخرى وانتسبوا إلى إسماعيل بن جعفر الصادق كما فعل يحيى بن زكرويه حين ادّعى أنّه حفيد إسماعيل بن جعفر الصادق إلاّ أنّهم لم يستطيعوا أن يلصقوا أنفسهم بأهل البيت كما نجح العبيديون.

خروجهم عن الخلافة

بعث زكرويه من مخبئه في العراق ابنه يحيى إلى بلاد الشام مع أتباع له من السلمية ومن بادية الشام وذلك عام 289هـ، وهاجموا الرقة وانتصروا على عسكرها وساروا إلى دمشق وحاصروها، إلاّ أن جيوشها والمدافعين عنها رفضوا تسليمها واستطاع المدافعون عنها الصمود بمساعدة من أتاهم من مصر ومن الموصل بعد معارك طاحنة قتل فيها الكثير من الجيش الإسلامي، وما أن آلت إمارة الجيوش إلى بدر الحمامي صاحب ابن طولون حتّى انقلبت موازين المعركة لصالح المسلمين، فهزم عساكر القرامطة وقتل يحيى بن زكرويه القرمطي، وقبل مقتله -لعنه اللـه- أخبر جيشه بأنّه سيتركهم ويطلع إلى السماء، وأنّه سيبقى فيها أربعين يوماً وأنّ أخاه الحسين سيأتي ليحلّ محلّه في قيادة الجيش وأمرهم بالسمع لأخيه والطاعة له، ومع استلام الحسين لإمارة الجيش القرمطي انسحب من دمشق وهاجم حماة والمعرة وبعلبك، وكان يبثّ حقده على كلّ منطقة يصل بطشه إليها فيقتل أهلها ويستحلّ نساءها ويعيث في الأرض الفساد. وقصد حلب في عام 291هـ غير أنّهم هُزموا وعادوا إلى حمص، ولكنّهم فوجئوا بجيش الخليفة هناك وعلى رأسه محمّد بن سليمان الذي ما لبث أن اشتبك معه في معركة كان النصر فيها للمسلمين والخزي والعار للقرامطة، وأُسِر الحسين هذا وأُرسِل إلى الخليفة ببغداد، فعذّبهم وقطّع أيديهم ثمّ أحرقهم. فلمّا رأى زكرويه أنّه قد فقد ولديه رأى أن لا شيء أمامه إلاّ أن يظهر نفسه، فجمع جموعاً واتّجه بهم إلى الكوفة وقاتل أهلها في عام 293هـ يوم النحر وقاتله أهلها قتالاً ثبتوا فيه وردّوا جيوشه إلى القادسيّة، ووجّه الخليفةجيشاً لحربهم إلاّ أنّ جيش الخليفة هُزم شرّ هزيمة، مما أعطى قوّة معنوية لزكرويه القرمطيّ، وبدأ في قطع الطريق على الحجّاج كصاحبه القرمطيّ السابق، وكان إذا اعترض قافلة للحجّاج لا يترك أحداً من رجالها إلاّ وقتله وأخذ أمواله، ولم يترك امرأة في ذلك الركب إلاّ سباها واستحلّ عرضها. وفي عام 294هـ اعترض قافلة فيها نساء وخواصّاً للخليفة وأموالاً وخزائن له، فقتلوا الرجال وسبوا النساء وأخذوا الأموال، فلمّا علم الخليفة المكتفي بذلك أرسل جيشاً على رأسه وصيف بن صوارتكين والتقى جيش الخليفة بجيش القرمطي، وبعد معركة طاحنة استبسل فيها جيش المسلمين انتهى اليوم الأوّل فيها سجالاً، وما إن أصبح الصبح حتّى رجحت كفّة جيش المسلمين وأعملوا بجيش اللعين السيف، ومع حلول الظهيرة جرح زكرويه وقتل أغلب جيشه وفرّ من بقي منهم فماتوا عطشاً في البادية، وحُمِل زكرويه إلى الخليفة إلاّ أنّه هلك في الطريق بعد خمسة أيّام، فشقّوا بطنه وحملوه إلى بغداد ليجعلوه عبرةً لمن يعتبر، ومع مقتله لعنه اللـه انتهت سطوى القرامطة في العراق والشام، وبقيت فلول لهم غير ذات أثر هناك.

القــــرامطة فـــي العصــــر الحديــــــث

بقيت آثار للقرامطة تغيّر جلودها واسمها من آن لآخر حسب الظروف التي تحيط بهم، وكانوا على مرّ العصور يحملون الحقد في صدورهم للأمّة الإسلام، فما إن تأتيهم الفرصة للكيد للمسلمين حتّى تراهم يسرعون في اقتناصها والعمل بها سواء كانت خيانة أو مساعدة لغاز محتل، كما حصل بمساعدتهم للتتار في العراق وبلاد الشام، وكذلك وقوفهم بجانب الصليبيين في حملاتهم المشهورة ضدّ المسلمين في مصر والشام. ومن بقاياهم الآن جزء منهم في عُمان واليمن يلقّبون بالصوالحيين والمكرمية، ولا تزال بقايا للإسماعيليين البهرة في العراق وفارس والهند، وما زالوا يتربّصون الفرصة للفتك بالمسلمين وإعادة دولتهم من الشام إلى الجزيرة العربية، وبفضل اللـه ثمّ وعي بعض المسلمين على مرّ العصور فإنّهم لم ولن يستطيعوا القضاء على بيضة الإسلام، وذلك لوعد اللـه بنصرة دينه واستخلاف عباده في الأرض.

وهذا الطرح من موقع الاندلس للأخبار

وانااطرح كل شىء بحياد كى يتسنى لنا الحوار والنقاش الجاد

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 6
      رغم أن الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية هي جاليات رأسمالية بإمتياز لكنهناك من أبناء هذة الجاليات من خرج عن هذة القاعدةومن هؤلاء   فليكس الموسى Felix Elmuza بين الرئيس الكوبي فيديل كاسترو والأديب الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيثهو ابن مهاجر فلسطيني هاجر لكوبا في أوائل القرن العشرين ، ولد عام 1917 وعمل في مجال الصحافة والإعلام ، في عام 1953 بعد إنقلاب القائد العسكري الكوبي فولغينسيو باتيستا ، نُفي لأمريكا ، وهناك التقي بفيدل كاسترو ، ثم انتقل للمكسيك حيث انضم لحملة غرانما ،
    • 177
      http://almogaz.com/news/politics/2013/12/03/1215043 http://www.youtube.com/watch?v=0p0OBnEZT94 أوجو أن يتم القبض عليه ....هذه المرة ... وتقديمه للمحاكمة الوقتي عرفتا من اقتحم ؟ ومن سرق ؟ ومن أتلف ؟ ومن خان ؟
    • 6
      في تصريح قد يؤدي إلى كشف الكثير من خبايا مخطط ضرب الثورة وقتل أبناء مصر، شعبا وجيشا، أعلن الدكتور "كميل جورجي" - كبير الاطباء الشرعيين - عقب تحليله لطلقات الرصاص التى تم استخراجها من أجساد ضحايا بورسعيد والسويس والاسماعيلية على مدي الأيام الثلاثة الأولي من الأسبوع، أنهم قد لقوا حتفهم بعد تعرضهم لإطلاق الرصاص الحي، من ذات نوعية الطلقات التي استشهد به والجنود المصريين في رمضان الماضي على الحدود مع غزة، وكذا العشرات من شهداء الثورة في أحداث محمد محمود والاتحادية أخيرا. http://www.misrelgdida
    • 0
      نداء الى كل ثائر ... الى كل مؤمن بما حدث في مصر من ثورة للتغير ... الى كل من اراد لمصر ان تعبر من عصور الفساد والظلام الى عصور النهضة والنور ... الى كل مصري اراد لهذا الوطن ما تستحقة من مكانة. مع اقتراب انتخابات الرئاسة المصرية التي جائت لتنكسر عصور الاستبداد والبقاء في السلطة حتى الممات الى عصر الديمقراطية وتداول السلطة حيث تصبح الكلمة الاولى للشعب ويتحول الرئيس من مالك للوطن الى خاد له ليعود الوطن الى شعبة الذي قد ضل الطريق في محاولات مستميتة لبقائة حياً حتى تحت اضيق ظروف المعيشة. ودخول المن
    • 112
      ياجماعة انا عارف كم الهجوم على بس شوفوا الفيديو ده وقولولى هل دول ثوار ولا حاجة تانية يرجى الحذر هالفيديو كله الفاظ خارجة يرجى اغلاق الصوت أنا مش قادر ارفق الفيديو بس ممكن تعمل بحث فى اليوتيوب على المتظاهرين امام ماسبيرو يشتمون بالفاظ خارجة والجيش المصرى ملتزم ضبط النفس وياريت ماحدش يحرف الموضوع ويقول لى جبت الفيديو منين والمجلس والاخوان والكلام ده عايز اجابة واضحة هل هؤلاء ثوار ولو لاقدر الله حصل صدام وسقط قتلى ح نقول عليهم شهداء ونطالب بحقهم
×
×
  • أضف...