اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

خواطر الشعراوي و غيرها


shawshank

Recommended Posts

يقول الشعراوي في تفسير "بسم الله الرحمن الرحيم"

أول الكلمات التي نطق بها الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم كانت "اقرأ بسم ربك الذي خلق". وعندما قال جبريل: "اقرأ" .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ. وكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم منطقيا مع قدراته. ولقد أخذ خصوم الإسلام هذه النقطة وقالوا كيف يقول الله لرسوله اقرأ ويرد الرسول ما أنا بقارئ. نقول إن الله تبارك وتعالى كان يتحدث بقدراته التي تقول للشيء كن فيكون ، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحدث ببشريته التي تقول أنه لا يستطيع أن يقرأ ولا يكتب لتجعله معلما للبشرية كلها إلي يوم القيامة. أي أن الله سبحانه وتعالى - الذي خلق من عدم - سيجعلك تقرأ على الناس ما يعجز علماء الدنيا وحضارات الدنيا على أن يأتوا بمثله. وسيكون ما تقرؤه وأنت النبي الأمي إعجازا .. ليس لهؤلاء الذين سيسمعونه منك لحظة نزوله فقط ، و لكن للدنيا كلها. وليس في الوقت الذي ينزل فيه فقط ، و لكن حتى قيام الساعة ، ولذلك قال جل جلاله: "اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم" - العلق 3-4. أي أن الذي ستقرؤه يا محمد سيظل معلما للإنسانية كلها إلي نهاية الدنيا على الأرض. ولأن المعلم هو الله سبحانه وتعالى قال: "اقرأ وربك الأكرم" مستخدما صيغة المبالغة. فهناك كريم وأكرم .. فأنت حين تتعلم من بشر فهذا دليل على كرم الله جل جلاله .. لأنه يسر لك العلم على يد بشر مثلك .. أما إذا كان الله هو الذي سيعلمك يكون "أكرم" .. لأن ربك قد رفعك درجة عالية ليعلمك هو سبحانه وتعالى .

والحق يريد أن يلفتنا إلي أن محمدا عليه الصلاة والسلام لا يقرأ القرآن لأنه تعلم القراءة ، ولكنه يقرؤه بسم الله ، ومادام بسم الله .. فلا يهم أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم من بشر أو لم يتعلم. لأن الذي علمه هو الله .. على أننا نبدأ أيضا تلاوة القرآن بسم الله .. لأن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزله لنا .. ويسر لنا أن نعرفه ونتلوه .. فالأمر لله علما وقدرة ومعرفة .. واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى: "قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ" - يونس 16 .. ولكن هل نحن مطالبون أن نبدأ فقط تلاوة القرآن بسم الله؟ إننا مطالبون أن نبدأ كل عمل بسم الله .. لأننا لابد أن نحترم عطاء الله في كونه. فحين نزرع الأرض مثلا .. لابد أن نبدأ بسم الله .. لأننا لم نخلق الأرض التي نزرعها .. ولا خلقنا البذرة التي نبذرها. ولا أنزلنا الماء من السماء لينمو الزرع. إن الفلاح الذي يمسك الفأس ويرمي البذرة قد يكون أجهل الناس بعناصر الأرض ومحتويات البذرة وما يفعله الماء في التربة لينمو الزرع .. إن كل ما يفعله الإنسان هو أنه يعمل فكره المخلوق من الله في المادة المخلوقة من الله .. بالطاقة التي أوجدها الله في أجسادنا ليتم الزرع. والإنسان لا قدرة له على إرغام الأرض لتعطيه الثمار .. ولا قدرة له على خلق الحبة لتنمو وتصبح شجرة. ولا سلطان له على إنزال الماء من السماء .. فكأنه حين يبدأ العمل بسم الله ، يبدؤه بسم الله الذي سخر له الأرض ، وسخر له الحب ، وسخر له الماء ، وكلها لا قدرة له عليها ولا تدخل في طاقته ولا في استطاعته. فكأنه يعلن أنه يدخل على هذه الأشياء جميعا بسم من سخرها له. والله تبارك وتعالى سخر لنا الكون جميعا وأعطانا الدليل على ذلك. فلا تعتقد أن لك قدرة أو ذاتية في هذا الكون ولا تعتقد أن الأسباب والقوانين في الكون لها ذاتية. بل هي تعمل بقدرة خالقها. الذي إن شاء أجراها وإن شاء أوقفها. الجمل الضخم والفيل الهائل المستأنس قد يقودهما طفل صغير فيطيعانه. ولكن الحية صغيرة الحجم لا يقوى أي إنسان على أن يستأنسها. ولو كنا نفعل ذلك بقدراتنا لكان استئناس الحية أو الثعبان سهلا لصغر حجمها. ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يجعلها مثلا لنعلم أنه بقدراته هو قد أخضع لنا ما شاء ، ولم يخضع لنا ما شاء. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى: "أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون * وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون" - يس 71-72

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

في سؤال عن الدليل على الوحي ، ألخص بعض ما قاله الشعراوي في حديث مع محمود سلطان:

1. كانت العرب الأمة الوحيدة التي أقامت سوقا للكلمة... عكاظ و غيرها ... تأتي كل قبيلة بشاعر كبير من عندها يلقي الشعر و يتسابق مع الآخرين ... يوجد من يحكم و يقول أي القصائد أفضل ... و تعلق القصائد الفائزة على جدار الكعبة.

فقد برع العرب في الكلام و البلاغة و الفصاحة ... فأرسل الله لهم معجزة من جنس ما نبغوا فيه ... كلام بنفس لغتهم و لكنه معجز في حلاوته و اتقانه ... و لا يستطيعون الإتيان بمثله حتى و لو بسورة على ما كان لهم من تفوق في هذا المضمار. و من الذي قال هذا الكلام المعجز ... هو محمد .... الذي عاش بينهم 40 سنة لم يقل فيها شعرا و لم يحضر مسابقات شعرهم ... بل كان أميا لا يقرأ و لا يكتب ... أتى بهذا الكلام و تحداهم به. فكيف له أن يأتي بهذا إن لم تكن هناك قوة علوية أوحت له به؟ قالوا أنه ساحر ... فلو كان ساحرا فلم لم يسحركم مثل ما سحر غيركم؟ و قالوا يعلمه بشر ... و من ادعوا أنه يعلمه أعجمي و ليس عربيا ... و قالوا كاذب ... و لم يجربوا عليه كذبا طوال 40 سنة ... و لو كان كاذبا و أتى بذلك من عنده ، فلم انتظر حتى سن الأربعين؟

2. كان الرسول صلى الله عليه و سلم عندما يأتيه الوحي يتفصد عرقا و يحمر وجهه و يغيب عن الوعي. ثم يفيق و يقول أنزل على كذا و كذا ، و قد تكون سورة طويلة فيقرأها كاملة. ثم يقرأها في الصلاة كما هي بدون تغيير. فأي بشر ذلك الذي يقول كلاما في مجلس لمدة عشر دقائق مثلا و إذا طلبت منه أن يعيد نفس الكلام أعاده بدون اختلاف؟

3. علامة عالمية و ليست إقليمية. حدثت عند حرب الفرس و الروم. فعندما انتصر الفرس غضب رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن الفرس يعبدون النار بينما يؤمن الروم بوجود إله ، حتى إن كانوا غير مسلمين. فأنزل الله عز و جل: "غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين". و فعلا تنتصر الروم كما قال محمد. فأي إنسان هذا الذي يتنبأ بتحول الهزيمة إلى نصر؟ ليس هذا فقط ، بل تنبؤ بنتيجة حرب في مدة طويلة (البضع = 3 إلى 9 سنين).

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...