عادل أبوزيد بتاريخ: 16 أكتوبر 2014 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أكتوبر 2014 هذه الواية من نص مقال له في جريدة المصري اليوم عدد 16 اكتوبر سنة 2014 بعنوان " وسائل الإعلام و صور الرؤساء " في صفحة 12 : لم يكن محمد نجيب طوال فترة حكمه، ولا جمال عبدالناصر فى السنوات الأولى من حكمه فى حاجة إلى استخدام وسائل من هذا النوع لتحسين صورتهما فى أذهان الناس، فقد حظيا بشعبية كافية لما قاما به من أعمال، حتى جرى عزل محمد نجيب، وفى حالة عبدالناصر حتى بدأ تململ الناس من قهر الدولة البوليسية فى أوائل الستينيات. كان قد أصبح لدى عبدالناصر جهاز التليفزيون الذى لم يدخل مصر إلا فى أوائل الستينيات (ربما لزيادة الحاجة السياسية إليه). وقد اشتدت حاجة النظام إلى التليفزيون، سنة بعد أخرى، حتى وقعت هزيمة 1967، فاستخدم التليفزيون فى أعقابها فى محاولة للتخفيف من وقعها على الناس، وحدثت الواقعة التالية التى شهدتها بنفسى، وقد تبدو لنا الآن مدهشة للغاية، من أكثر من ناحية. فى صباح يوم الجمعة 9 يونيو 1967 «وكنت وقتها مدرساً صغيراً فى كلية الحقوق بعين شمس»، وكانت قد وصلتنا بعض الأخبار عن الهزيمة الفادحة فى سيناء، من سماع الإذاعات الأجنبية، تلقيت مكالمة تليفونية غريبة، لم أكن قد تلقيت مثلها من قبل، ولا تلقيت مثلها بعد ذلك. كان المتكلم موظفاً لا أعرفه من جامعة عين شمس، وأخبرنى أن جميع أعضاء هيئات التدريس من جميع الجامعات، مطلوب منهم التجمع فى الساعة السادسة مساء اليوم نفسه، فى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة للاستماع إلى بيان رسمى مهم. ذهبت إلى قاعة الاحتفالات فى الوقت المحدد، ووجدتها بالفعل مكتظة عن آخرها بأساتذة الجامعات، وجلسنا فى رهبة شديدة متلهفين إلى سماع آخر أخبار الحرب، ولكن هذا لم يحدث على الفور فبعد تلاوة بعض آيات القرآن الكريم، وقف أحد الأساتذة وهو يرتدى بدلة كاكى، وكأنه راجع لتوه من ميدان القتال، وقال لنا أشياء لا أذكرها بالضبط، ولكنى أذكر بكاءه أثناء الحديث، كما أذكر تحذيره لنا من التقاط أى شىء قد نجده ملقى فى الشارع، كقلم حبر مثلاً أو ولاعة سجائر، فهى على الأرجح متفجرات ألقاها الإسرائيليون ثم أتى الجزء الأساسى من الاجتماع وهو مشاهدة الرئيس عبدالناصر على شاشة كبيرة للتليفزيون وضعت على المسرح وهو فى حالة حزن شديد، ينبئنا بخبر الهزيمة، ويبررها تبريراً غريباً وهو أنهم كانوا يظنون أن الهجوم على مصر سيأتى من الغرب، فإذا به يأتى من الشرق، ثم يعلن فى نهاية حديثه تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية. تركنا كلنا مقاعدنا ونحن فى حالة غم شديد، ولكن قيل لنا إن أتوبيسات تنتظرنا فى خارج القاعة لحملنا إلى رئاسة الجمهورية للتوقيع فى سجل التشريفات «لماذا يا ترى؟» وركب من الحاضرين من ركب، ولكنى فضلت أن أعود إلى منزلى. كان حزن عبدالناصر البادى على الشاشة مؤثراً بالطبع، ولكنه لم يكن كافياً بالمرة لوضع حد لغضبنا بسبب الهزيمة العسكرية، فلم نستطع أن نغفر له ما حدث، كما أننا وجدنا الكلام عن «اقتصاد الحرب» «أى ضرورة الاستعداد الاقتصادى لحرب جديدة» وهو ما بدأت فى ترديده وسائل الإعلام بعد الهزيمة، مجرد محاولة لذر الرماد فى الأعين، ناهيك عن أى كلام يقال بعد هذا عن خصائص الاشتراكية العربية ومزاياها. ■ ■ ■ مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عادل أبوزيد بتاريخ: 21 يوليو 2018 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يوليو 2018 نفس السيناريو حدث معى عندما يقال خرج الشعب كله بتلقائية رافضا تنحي عبد الناصر اًقول بكل ثقة بل تم خلق نوع من الهستيريا الجماعية بحرفية بالغة و كنا جميعا جزء من هذه الهيستيريا الاجماعية يوم ٨ يونيو ظهرت بوادر الهزيمة و قرأنا مانشيتات الجرائد بالتراجع الى خط الدفاع الثاني ... لم يستعملوا تعبير تراجع لا اذكر التعبير الذي استعملوه و تكرر نداء في الاذاعة يدعو جلال و هريدي للعودة أو الرجوع .. لا أذكر بالضبط جائني تليفون يطلب منى التجمع في مدرسة طلعت حرب الثانوية بنين في وسط البلد يوم ٩ يونيو مساء و ذهبت و كان كل ما في ذهني انه سيتم تسليمنا سلاح للانضمام الى القتال جلسنا في حوش المدرسة على شكل حرف u في صدر حوش المدرسة كانت منصة مرتفعة عليها تليفزيون لنستمع لخطاب عبد الناصر هذه التجهيزات تليفزيون في حوش المدرسة و جمع الناس للاستماع لخطاب التنحي. ليست الا آليات شيطانية لخلق الهستيريا الجماعية و انتهي الخطاب ووجدت الجميع يوخرط في بكاء و عويل و هرولة الى لا مكان و كنت ارتدي بدلة كاملة -. عادة تعلمتها من ابي - و جائني من يسألني معلهش احنا بتوع الدرب الاحمر ممكن نروح علشان اهلنا لا يعرفون اين نحن ببساطة كل هؤلاء الناس تم تسخين رؤوسهم و حشدهم للهتاف ببقاء عبدالناصر تجرعنا الهزيمة برغبتنا الخالصة كيف حدث هذا ؟ مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان