هل يدفع الفلسطينيون ثمن بقاء مبارك في السلطة؟

[ماركيز]

في محاولته للحصول على دعم من الحليف الرئيسي له-الولايات المتحدة- لم يجد النظام أفضل من القضية الفلسطينية ليتاجر بها... فبعد أن كان نظام مبارك يحاول تصوير دوره بأنه صانع السلام، تحول النظام في العام الأخير إلى لعب دور لا يمكن وصفه إلا بدور الحليف الرئيسي لإسرائيل في المنطقة. فأعاد السفير المصري إلى تل أبيب وسارع بتوقيع اتفاقيات التطبيع مثل الكويز واتفاقية تصدير الغاز المصري لإسرائيل. بالإضافة إلى دور رجال الأعمال في تصدير الأسمنت اللازم لبناء جدار الفصل العنصري الذي يحاصر الفلسطينيين والطوب لبناء المستوطنات.

وخرج وزير التجارة ليعلن في مجلة نيوزويك الأمريكية أن هدف هذه الاتفاقيات هو تغيير مفهوم الشعب المصري تجاه إسرائيل، وأعلن مبارك أن السفاح شارون هو الوحيد القادر على صنع السلام، بعد أن كان يعلن صراحة أنه لا أمل في السلام في ظل حكومة شارون. في مقابل ذلك تتدخل إسرائيل للتخفيف من حدة النقد للنظام المصري في الولايات المتحدة، بل وتدفع اللوبي الخاص بها في الكونجرس للوقوف أمام تحويل جزء من المعونة الأمريكية لمصر من معونة عسكرية إلى معونة اقتصادية، أي من معونة لا يعلم أحد عنها شيء يمكن أن تذهب في جيوب النظام الفاسد إلى معونة معلن عنها يمكن مساءلة النظام عما أستخدمه فيها.

كل ذلك ليس بمعزل عن النضال الوطني ضد هذا النظام، ففور عودة أحمد نظيف من الولايات المتحدة في زيارته الأخيرة حدثت انتهاكات 25 مايو، في نفس التوقيت تمت دعوة الفصائل الفلسطينية للحوار في القاهرة للضغط عليها حتى تقبل ترتيبات أمنية تستتبع انسحاب إسرائيل المنفرد من غزة. في ضوء القراءة السياسية لسلوك هذا النظام لا يمكن تفسير هذا التزامن إلا بحصوله من الولايات المتحدة على الضوء الأخضر في الداخل مقابل دوره في المنطقة. لذلك على كل القوى الوطنية أدراك هذا الترابط بين الداخلي والخارجي، وفضح ومجابهة النظام على مستوى السياسات التي ينتهجها في الداخل والخارج.