اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

و أخيرا... إنتهت رحلة عام 2005


الأفوكاتو

Recommended Posts

و أخيرا, إنتهت رحلة عام 2005.

أصدقائى الأعزاء,

أعود إلى المشاركة معكم بعد توقف زاد عن ثلاثة أشهر,

و بقدر سعادتى بالقيام بهذه الرحلة السنوية, فإن سعادتى بانتهائها كانت فائقة.

سوف أكتب فى " رحلات الأفوكاتو" بالقلم و الصورة, عن الأماكن التى زرناها أثناء هذه الرحلة, و قد تخلل برنامج الرحلة زيارة لمصر الحبيبة,

أثناء زيارتنا لمصر, سعدت, و حزنت.

و لعل من قرأ المقال الذى نشرته أثناء تواجدى بالقاهرة, و عنوانه" إبتسم من فضلك.. غصبا عنك" , قد ظن أن ما كتبته كان يعكس صدمة حضارية يعانى منها كل من يعيش فى بلاد تختلف طرق المعيشة فيها عما تعود عليه أهل مصر, و لكن مشاعر اللسعادة و الحزن لم تكن خاصة بى وحدى, كضيف فى زيارة مؤقتة, بل شاركنى فيها كثير من أهلى المقيمين بمصر, بصفة دائمة, والذين اكتووا بنار كثير من السلبيات التى كاد أن لا يعرفها المجتمع المصرى خلال الأربعينيات, و الخمسينيات.

سعدت:

عند وصولى إلى مطار القاهرة الدولى, فى الساعة الثالثة صباحا, و تمت إجراءات الجوازات بسرعة, و لم يتعرض لى رجال الجمارك, الذين إذا استوقفونى, لما وجدوا معى شيئا يستحق الإيقاف.

سعدت:

عندما وجدت سوبر ماركت على بعد ثلاثة عمارات من العمارة التى تقيم بها أختى, كما زادت سعادتى عندما اكتشفت أن فوق السوبر ماركت, يوجد مركز كبير لأدوات الكمبيوتر.

سعدت:

عندما وجدت أسعار بعض المنتجات الغذائية معقولة,

ولكن سعادتى لم تستمر كثيرا, عندما زرنا بعض المطاعم الشهيرة, ووجدت أن إستضافتى سوف تستهلك كل موارد من يريد الإستمرار فى تقديم كرم الضيافة, التى رفضتها شاكرا.

سعدت:

عندما زرت الغردقة التى يقيم بها شقيق لى, كما يقيم بها إبن أختى, وهو طبيب بأحد المنتجعات يالغردقة.

و حزنت:

عندما اقتربنا من أبواب المدينة, ووجدت أن شكلها قد تغير, فقد إنقلبت المدينة الصغيرة التى عرفتها منذ 25 عاما, إلى غابة أسمنتية, مملوءة بالمساكن العشوائية, و غير العشوائية, التى أصبحت أسوء من العشوائية.

حزنت:

عندما لم أتمكن من رؤية مياة البحر الأحمر إلا أثناء سفرنا,, و قبل وصولنا إلى الغردقة, و أختفى الشاطئ وراء ديكورات بدائية قميئة, أقامها مجلس المدينة, ووراء مبانى لمنتجعات خصصت لذوى الدخول الفلكية, و أصبح المواطن العادى مواطنا درجة ثالثة أو رابعة.

سعدت:

عندما مشينا فى منطقة المول الجديدة( الممشى) التى لا تدخلها سيارات,

و حزنت:

عندما تركنا الغردقة, مستقلين أوتوبيس يطلق عليه إسم" سوبر جت", ولم يكن به أى شيئ "سوبر", فالمرحاض كان عبارة عن تابوت واقف, لا يسمح بالجلوس,

و البوفيه لم يكن سوى مائدة مغطاة بمفرش لم يرى الغسيل منذ عهد خوفو, مرصوص عليه بعض المنتجات الغذائية البدائية, منها أرغفة العيش البلدى, و بعض علب المشروبات, و بعض زجاجات المياة الغازية, كلها مرصوصة على سطح المائدة, معرضة للهواء و التراب و الذباب, واللى مش عاجبه ... يتفلق.

و يبدوا أن القوانين التى تحظر التدخين فى الأنوبيسات مقصود تطبيقها غلى الركاب فقط, و أن السائق, و "موظف" البوفيه لا ينطبق عليهما وصف " ركاب" لكونهم لا يدفعون ثمن الرحلة,

لذلك, إستعمل السائق و "موظف " البوفيه هذا التفسير, و قررا التدخين علنا, و لكن "موظف البوفيه" كان أكثر كياسة, فكان يختفى فى المخزن الواقع أسفل " المائدة", عفوا, أقصد " البوفيه", لكى يهف نفس من السيجارة كل نصف ساعة, و لم يوجد أثر للجريمة سوى الدخان الذى يتصاعد من فتحة باب المخزن, الذى تركه " موظف البوفيه" مفتوحا حتى لا يموت إختناقا.

أما السائق, فقد كان يدخن علنا, و لا يبالى بالدخان المتسرب من مكان القيادة, خانقا من لا يحبون التدخين, و" محنسا" من حرمهم القانون من متعة التدخين فى الأماكن المغلقة.

لقد أخرج السائق لسانه للقانون, و ساعده الركاب على هذا الإنتهاك, بسلبية مريحة, بل أن بعضهم لامونى لأنى نبهته إلى مخالفة القانون, ناصحين لى بأن " أكون فى حالى",

و سكت, فالكثرة تغلب الشجاعة.

سعدت:

عندما زرت بعض المدن الجديدة المبنية على مشارف القاهرة.

و حزنت:

عندما اقتربنا من إحداها, و كان الطريق المؤدى اليها مملوءا يالمنازل العشوائية, التى لم يكتمل بناء بعضها, وهى مبنية يالكوب الأحمر, الذى يصنع من الطمى المجرف من أراضى زراعية خصبة, تم تبويرها بغرض البناء عليها ,

و لم تكن الحارات التى تفصل بعض هذه المنازل يزيد عرضها عن 4 أمتار أو أقل, وكانت أسطح هذه العشوائيات مزينة بأرتال من أطباق الفضائيات " الدش", و إيريال التليفزيون.

و حزنت:

أن أرى " عُشر" سكان القاهرة ينافسون الموتى فى مثواهم الأخير, و يعكرون عليهم راحتهم الأبدية, و يمشون فوق قبورهم, و يفرضون عليهم مشاهدة, و إستماع "فوازير رمضان".

سعدت:

عتدما زرت مدينة " الرحاب" و شاهدت ذوق رفيع فى البناء, و لون جميل أخضر فى العديد من حدائقها, و سوقها, و جامعها, و ملعب إستادها.

و حزنت:

عندما زرت أحد تجمعات مدينة " القاهرة الجديدة", و رأيت ما فعله أصحاب شققها ( و منهم شقيقى) من تشويه فى واجهات منازلهم, و مداخل عماراتهم, و تركيب أجهزة تكييف بطريقة بدائية قبيحة المنظر, و إضافة البلوكونات إلى بقية الشقة, بعمليه هدم و تشويه, غير معالمها, و جعلها كئيبة منفرة.

سعدت:

عنما زرنا بعض المراكز التسويقية الحديثة, مثل" كير فور", و " هيبر وان"

و حزنت:

عندما رجعت إلى القاهرة على الطريق الدائرى, أو المحورى, و رأيت من أعلى الطريق جيوب من المساكن العشوائية, المكدسة فى شوارع و حارات بلدة " صفط اللبن" الواقعة خلف جامعة القاهرة بالجيزة, و قد بلغ إرتفاع بعضها 11 طابقا, رعم أن عرض الشارع لم يكن يتجاوز 6 أمتار, نصفها مملوء بالقادورات و مخلفات البناء, و النصف الآخر إختفى تحت رتل من عربات الكارو التى تستعمل كمحلات متنقلة.

سعدت:

لأنى زرت مصر الحبيبة,

و حزنت:

عندما تركتها, ليس فقط لأنى فارقت أهلى مرة أخرى, بل أيضا لأن آخر ما يراه زائر لمصر فى المطار, هو منظر مقزز,

و لكن ذلك موضوع آخر يستحق مقال منفصل.

و تقبلوا تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

تعبير صادق وشعور محب تشاجر فى فؤاد الأخ الفاضل / الأفوكاتو ..

وكأنه ينطق بما فى داخلنا أو على ألسنتنا ..

إنه اعتراك لمشاعر الأمل والألم داخل النفس الواحدة..

الأمـــل فى أن يرى بلده شــــــامخًا بين أمــــــم الأرض ،

تزداد سموًا ورفعة ..

والألــــم الذى يعتصـــــــره مما ســـمعه ورآه ..

إذ لم نشيد ما يكون لنا ذخرًا فى الدنيا والآخرة

ولم نحافظ على ما بناه غـــــــيرنا

فكانت النتيجة خليطًا هشًا مشوهًا

يعكـــس ما نعيشـــــــــــه من تدهـور وانحطاط

ورغم توفر كافة مقومات الحضـارة والإزدهار

إلا أن كل شئ يســـير عكس الإتجـاه الصحيح

وفى أرض الأهـــرام ، نرى الأهــــرام مقـلوبة

فالجهلة وأنصاف المتعلمين محل الحظـوة والثقة ..

مهابى الأركان ، ويشار إليهم بالبنان

والعلماء وذوى الخـبرة والدراية منزوعى الرايـة ..

وللأسى والأسف يشار إليهم باللسان

وكأنى به يقـــول معى :

هــذه بلدى التى أحبــها وأعـــتز بها وأعشــــــقها ..

رغم كل ما فيها من قصور وســــــلبيات ومصائب ..

فكيف سيكون حبى لبلدى يوم أرى الأمور تسير فيها بصورة صحيحة ؟

أحييك على دقة الوصف وصدق المشاعر أخى الفاضل الأفوكاتو ، وأستسمحك فى ملخص مصور لأبرز زياراتك ومعالم أســــفارك وأحسن ما رأيت مصــحوبًا بتعليقك الجميل وعبير تعبيرك .. على مراحل حتى نحظى بالكــــثير ولا يكون فيها إثقال عليك .. فلعل الله أن يجعل فيها ريًـــا لجفاف الأرض والعقول الذى نعانى منه ، وتكون شحنة أمل وفاتحة ضياء لمن ينشدون الخير والإصلاح.

تم تعديل بواسطة ENG. BEHAIRY

أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأخ المهندس بحيرى,

لقد صدقت يا عزيزى فى وصف مشاعرى, و لقد استمر عشقى لبلدى متأججا طوال سنوات الهجرة السابعة و الثلاثين, و لم يكن هناك متنفس لهذه المشاعر سوى الكتابة فى المنتديات الثقافية, و كنت المحاورات أولها.

سوف أبدأ فى سرد تفاصيل رحلتى , كما نعودت كل عام, فى خلال أيام, و لكن هذا العام سيكون مختلفا, لأنى فى الماضى, إعتمدت غالبا على الكلمة, أما هذه المرة, فستكون الصورة خير أداة لتوصيل المعلومة كما هى, و ليس كما أراها أنا فقط.

أشكرك مرة أخرى على التعليق على كلماتى, و سوف أستكمل هذا الجزء كمقدمة للرحلة, قبل أن أنتقل إلى باب الرحلات حيث سأتكلم عن زيارتى لكل من هذه البلدان :

إسبانيا

البرتغال

المغرب

تركيا

و لأن وقتى فى المنتديات يكون عادة مقسما بين رحلاتى, و مقالاتى القانونية, فإن سردى للرحلات سيكون متأنيا,و ولكن وافيا.

قدرنا الله على فعل ما فيه الخير لمصر و المصريين.

و تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

حمد الله على سلامتك يا متر وكلنا كنا متلهفين لعودتك إلينا سالماً ...

وعايز أقول لحضرتك إن دي برضوا مشاعرنا تجاه بلدنا ... نحبها بكل ما فيها وبمن فيها ... ونكرهها للإهمال الجسيم الذي تسببت فيه قلة حاكمة لا تعرف شيء إشمه ديمقراطية أو ذوق .. ولكن كرهنا لها مؤقت ومرتبط بإنكشاح هؤلاء الدخلاء ... وأبسط تعبير لمساعرنا تجاه بلدنا مصر هو " أنا أدعي على بلدي لكن أكره اللي يقول آمين "

ولكن إحقاقاً للحق نحن مشاركين كمواطنين في تلك المهزلة .. ومثلما ضربت سيادتك مثل بأخيك اللي شوه منظر بيته وسط هذه المدينة الجديدة ، فكلنا هذا الشخص ونحن أيضاً نشارك في هذا بإهمالنا وتجاهلنا وتشويهنا لكل ما هو جميل .. فإذا أخطأت الحكومة وسابت العملية زي ما بيقولوا تضرب تقلب وما بقاش فيه نظام .. فهل من حقنا أن نأتي نحن ونكمل الصورة عشان تبقى كلها هيصة ؟

وأقرب مثال على ذلك .. نظافة الشوارع .. فشوف سلوك غالبية المصريين في هذا الموضوع اللي من ضمن مئات السلبيات الآخرى .. فستجد عجب العجاب ...

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى سى السيد,

شكرا يا صديقى على تعليقك الذى وضع نقاط فوق الحروف, و سوف أستمر فى عرض سلبياتنا بغرض التنبه لها, و التنبيه اليها, فى محاولة لدفع المسئولين, إما لتصحيح الأوضاع, و إما للإعتراف بفشلهم, و هنا, فعليهم الرحيل.

اليوم أكتب عن مطار القاهرة, و لم أستطع البدأ فى كتابة مقالات رحلاتى قبل أن أنفس عن غضبى لهذه الفوضى التى أصبحت قانون الغاب.

كما سأكتب أيضا عن إختفاء النظام و القانون فى الشارع المصرى, و لن يكون كلامى فى هذا الشأن مقلا قانونيا, فلا دخل للقانون بما يحدث فى مصر, و إنما غيابه هو الذى سود وجه مصر الحضارى, و أرجعنا للخلف مئات السنين.

شكرا مرة أخرى على المشاركة الإيجابية فى هذا الموضوع.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انضم إلى المناقشة

You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.

زائر
أضف رد على هذا الموضوع...

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   تمت استعادة المحتوى السابق الخاص بك.   مسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...