KWA بتاريخ: 23 يوليو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يوليو 2005 رغم أن مصر شهدت مؤخرا موجة جديدة من التفجيرات في طابا (أكتوبر 2004) وفي القاهرة (إبريل 2005) رجح الخبراء والمحللون أنها من فعل ما سمي "الجيل الثالث" للجماعات الدينية ممن ينتمون فكريا لا تنظيميا لتنظيم القاعدة، وأن المستهدف الأول منها هم الأجانب والإسرائيليون كرد على ما يجري في العراق وفلسطين؛ فقد فتحت تفجيرات مدينة شرم الشيخ الثلاثة التي وقعت فجر السبت 23 يوليه 2005 الباب أمام تفسيرات أخرى عديدة لهذه التفجيرات والرسائل التي استهدف منفذوها توصيلها. فمن المفارقات أن هذه التفجيرات جرت في الساعات الأولي ليوم إجازة رسمية مصرية هو الاحتفال بالذكرى الـ53 لثورة 23 يوليه 1952، وهو اليوم الذي تكهن معارضون أن يعلن فيه الرئيس المصري مبارك ترشيح نفسه لفترة رئاسية خامسة ولكنه لم يفعلها، وهو أيضا توقيت جرى اختياره بعناية على غرار تفجيرات طابا التي جرت فجر يوم احتفال مصر بانتصار 6 أكتوبر 1973؛ ربما لأنه فقط يوم إجازة قد يشهد استرخاء نسبيا لدى الأجهزة الأمنية، وربما أيضا لتحويل احتفالات المصريين إلى أيام حزينة. ومن المفارقات أن التفجيرات الثلاثة تمت في توقيت تضعف فيه نسبيا السياحة الأجنبية بسبب الظروف المناخية (درجات الحرارة في شرم الشيخ حوالي 40 درجة مئوية)، وجرت في مناطق يرتادها العمال المصريون في المنطقة، خصوصا منطقة السوق القديمة وموقف السيارات؛ وهو ما يعني إما أن القائمين بالتفجيرات ليسوا على دراية كافية بالمنطقة، وهدفهم هو إثارة الذعر بالتفجيرات ونشر الدمار أيا كان المستهدف، أو أنهم شباب صغير مبتدئ غير مدرب أو مؤهل لمثل هذه الأعمال، ويفسر هذا انخفاض عدد الضحايا الأجانب (عدد السياح الضحايا 10% فقط من إجمالي الضحايا المصريين). ومن المفارقات أيضا أن تتزامن التفجيرات مع استئناف محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بالإسماعيلية (شرق) الأحد 24-7-2005 محاكمة المتهمين في قضية تفجيرات طابا، وهم محمد أحمد فليفل (هارب)، ومحمد جابر صباح موظف بمحطة مياه (محبوس)، ومحمد عبد الله رباع ويعمل خراطا (محبوس)، وكأن الهدف هو التأثير علي المحاكمات أو الرد عليها، خصوصا أن وزير الداخلية المصري حبيب العادلي صرح في أول تعقيب له على التفجيرات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أنه تم التوصل إلى "مؤشرات كخيوط" قد توصل إلى مرتكبي تفجيرات شرم الشيخ، مشيرا إلى "وجود صلة" بينهم وبين مرتكبي تفجيرات طابا في أكتوبر 2004، وقال: "قد ترجح هذه المؤشرات وجود صلة لهم بالعناصر التي قامت بتفجيرات طابا"، فضلا عن أن منظمات حقوقية مصرية عديدة تحدثت عن اعتقالات ضخمة في سيناء شملت النساء عقب تفجير طابا، أثارت غضب الأهالي، ودفعت أسر المعتقلين للتظاهر عقب صلاة كل يوم جمعة والتصادم بقوات الأمن. ومع ذلك تتبقى ثلاث ملاحظات هامة هي: الرئيس مبارك يتفقد أحد مواقع التفجيرات 1- أن التفجيرات موجهة هذه المرة إلى العاصمة المصرية الثانية بعد القاهرة (شرم الشيخ) والمقر شبه الرسمي للرئيس المصري مبارك الذي يقضي أغلب شهور السنة فيها، فضلا عن أنها المكان الأبرز سياسيا لعقد العديد من المؤتمرات واللقاءات السياسية ومقر إبرام العديد من الاتفاقات، والتي ارتبط اسمها بعدة مبادرات لمقاومة الإرهاب أو حل القضية الفلسطينية، والتي يقول معارضون مصريون: إن اسمها أصبح مرتبطا بعدة اتفاقات أضرت بالمقاومة الفلسطينية بحجة مقاومة الإرهاب، وآخرها قمة شرم الشيخ الأخيرة فبراير 2005 التي عقدت بحضور شارون، وانتهت لاتفاق وقف متبادل لإطلاق النار بين المقاومة وحكومة تل أبيب، وقبلها قمم شرم الشيخ عامي 2000 و2002. 2- والملاحظة الثانية أن التفجيرات تمت بنفس طريقة التفجيرات الأخيرة في مصر ولندن وواشنطن، والتي تبنتها القاعدة، أو ظهر أن القائمين بها من معتنقي فكرها الجهادي العنيف؛ بمعنى القيام بعدة تفجيرات دفعة واحدة لإحداث أكبر قدر من الضرر الأمني والسياسي والسياحي، والتأثير الأمني والإعلامي، ودلالة هذا الأسلوب في نهاية الأمر أنه يكشف عن حالة غضب وعنف شديد يتملكان القائمين بذلك وتبدو كانتقام. 3- تنفيذ العمليات بطريقة قتل النفس أو الانتحار -أو "الاستشهاد"، وفق قناعة منفذيها- يفتح الطريق لدخول العمليات الاستشهادية إلى الساحة المصرية بقوة لأول مرة، خصوصا أن الأمر تكرر في منطقتي طابا والأزهر، وخطورته أنه يتم في ظل تصاعد الممارسات العدوانية الأمريكية، وانتشار "ثقافة الموت والعنف والتفجيرات"، فضلا عما ترصده مراكز الأبحاث المصرية والعربية من حالات البطالة المتفشية واليأس والإحباط لدى كثير من الشباب العربي، رغم أن الخاسر الأكبر من التفجيرات هم العمال المصريون العاملون في مجال السياحة التي ستتضرر لفترة غير معروفة. هل قامت بها "القاعدة"؟ عقب تفجيرات طابا والقاهرة الأخيرة التي استهدفت بشكل أساسي "الإسرائيليين" و"الأجانب"، ظهر بوضوح أن من قاموا بها حرصوا على تأكيد استهداف الأجانب في هذه العمليات، وكلها تؤشر على مرحلة عنف وجيل ثالث من الجماعات أو الخلايا الصغيرة التي تستهدف الأجانب، وربما الحكومات في نهاية الأمر. وشواهد تفجيرات شرم الشيخ الأولى -رغم قلة عدد قتلى السياح الأجانب مقارنة بالمصريين- تشير إلى استمرار نفس النهج في الإضرار بالسياح الأجانب كهدف أول باعتبار شرم الشيخ أكثر المدن المصرية ازدحاما بالسياح على مدار العام؛ حيث يزورها سياح من عشرات الدول الأوروبية، خصوصا إيطاليا ثم ألمانيا وبريطانيا وروسيا وغيرها. فاختيار أماكن التفجيرات في ثلاثة مواقع مختلفة جرى بشكل يوحي أنه يجري ضرب كل شرم الشيخ من بدايتها (موقف السيارات) حتى وسطها (فندق غزالة جاردنز في خليج نعمة)، وحتى أطرافها في التفجيرات الثلاثة، واختيار أماكن التفجيرات أيضا -خصوصا فندق غزالة الذي اقتحمته سيارة مفخخة، وتهدم مدخله بالكامل في سيناريو مشابه تماما لسيناريو ضرب مدخل فندق طابا في أكتوبر 2004- يشير لنية إحداث أكبر قدر من الدمار والقتلى، ولإحداث أكبر أثر سياسي ممكن. ولهذا عادت التحليلات في القاهرة لتشير إلى مسئولية ما يسمى "الجيل الثالث" من الجماعات الإسلامية المسلحة -بعد الجيل الأول والثاني منهما في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي- من الشباب صغير السن الذي لم يعاصر نمو الحركات الإسلامية، ونشأة الجماعة الإسلامية، وحركة الجهاد، والذي تتلخص الصورة أمامه في شكل عدوان غربي وكراهية للإسلام والمسلمين وتبعية الحكام العرب (اختيارا أو اضطرارا) للضغوط الغربية. والتصور الأرجح هنا ألا يكون هذا الجيل الجديد من "الإرهابيين" مرتبطًا تنظيميا بهذه الجماعات الجهادية أو بقياداتها القديمة، لكنه يتبنى نفس أفكارها ممزوجة بفكر "القاعدة" الجهادي المؤمن بالعمل المسلح ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية بدليل أن كتائب أبو حفص أعطت الغرب مهلة للانسحاب من العراق، وبعدها بـ48 ساعة فقط وقعت تفجيرات لندن الثانية. وسبق لوزير الداخلية المصري حبيب العادلي أن حذر عدة مرات من موجة إرهاب ينتظر أن تهب على المنطقة بسبب التطورات الدولية؛ مثل احتلال العراق وفلسطين، وألمح إلى خطورة هذا السيناريو الأسود بأن يؤدي الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 وما تلاه من هيمنة غربية وإملاءات على الدول العربية والإسلامية لخلق مجموعات جديدة صغيرة غير مرصودة من المتشددين دينيا أشبه بـ"الخلايا النائمة"، ربما تتجه لتنفيذ عمليات يصعب كشفها مسبقا. وربما يكون تبني جماعات متصلة بالقاعدة مثل "تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة - كتائب الشهيد عبد الله عزام" لتفجيرات شرم الشيخ نوعا من تحصيل الحاصل؛ لأنه أصبحت هناك قناعة لدى العديد من الباحثين وحتى أجهزة الأمن أن هناك انفصالا ولا مركزية بين القاعدة وخلاياها وهذه التنظيمات الشبابية الحديثة، وأن الأمر لا يعدو أن يكون اعتناقا لفكرها أكثر منه الانضواء تحت تنظيمها المركزي. "نكهة موسادية"! عندما وقعت تفجيرات طابا -وحتى تفجيرات لندن- راجت أصوات لا تستبعد مسئولية أجهزة المخابرات العالمية، خصوصا أصابع الموساد الإسرائيلي، بيد أنها ظلت أصواتا ضعيفة، ولكن عقب تفجيرات شرم الشيخ عادت هذه التساؤلات عن احتمال مسئولية جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) بالوقوف وراء التفجيرات للرواج مرة أخرى؛ بهدف ضرب السياحة والاقتصاد المصري في مقتل، وجعل القاهرة تحت نيران ضغوط مستمرة، ولدفعها للضغط على المقاومة الفلسطينية فضلا عن تمرير خطة الانسحاب من غزة في هدوء دون الحديث عن أنها جزء من خريطة الطريق أو أي تسوية سلمية شاملة. ومع أن هذا النقاش حول الدور الإسرائيلي بدأ في منتديات الإنترنت بين الشباب الذين طالب بعضهم بعدم إغفال دور "الأيدي الخفية"؛ فقد تبناه منتدى موقع "حزب شباب مصر" الجديد على الإنترنت الذي رخصت له الحكومة المصرية ليصبح الحزب الرسمي رقم 20 في مصر؛ حيث قال حسين راشد نائب رئيس حزب مصر الفتاة وأمين لجنة الإعلام في المناقشات حول التفجير على موقع حزب الشباب: "الأمر واضح للجميع، إنها عملية موسادية لترويع الأمن وإعلان حالة الحرب على العرب ولإثارة الفتن والبلبلة.. الموساد الإسرائيلي يعلم جيدا أن شرم الشيخ أصبحت للعالم أجمع منتجع الرفاهية والأمان.. فما كان لهم إلا أن يحاربونا في كل شيء بعملية واحدة (...) ولن نجد مصريا يفعل هذه الفعلة الشنعاء". وقد زاد هذا التحليل رواجا أن التفجيرات كانت موجهة بشكل أساسي ضد مصريين وضد تجمعات المصريين (موقف سيارات ومقهى لمصريين وفندق أغلب نزلائه مصريون وعرب)، ولم يصب فيها سوى سائح إسرائيلي من فلسطينيي 1948، رغم تقارير تتحدث عن وجود عشرة آلاف سائح إسرائيلي في سيناء حاليا، فضلا عن حاجة تل أبيب لشغل مصر الرسمية في همها الداخلي، وتمرير خطة الانسحاب من غزة بشكل لا يوحي أنها هزيمة أمام المقاومة الفلسطينية. كذلك حرصت جماعة الإخوان في مصر أيضا على وصف ما جرى بالقول: "مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن وهز استقرار البلاد تصب في خانة المشروع الصهيوني الأمريكي"، دون أن توجه أصابع الاتهام لتل أبيب. تداعيات التفجيرات ما دام هدف التفجيرات هو توجيه رسالة ما؛ فمن الطبيعي أن ينتج عنها تداعيات داخلية ودولية، وفي حالة مصر بالذات حيث الأحداث والتواريخ المقبلة حبلى بالأحداث الساخنة -خصوصا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة- فمن الطبيعي أن نتوقع تداعيات عديدة على النحو التالي: التداعيات الداخلية: 1- الضحية الأولى غالبا للتفجيرات ستكون السياحة المصرية التي يبلغ حجمها 6.6 مليارات دولار سنويا، والتي توقع وزير السياحة المصري أحمد المغربي "تأثيرات سلبية في المدى القصير" عليها، ولكن ربما تكون النتائج السلبية "بعيدة المدى" هذه المرة؛ لأنها طالت أكثر الرموز السياحية أهمية في كل سيناء التي يقصدها السياح الغربيون، ولأن موسم السياحة هناك لم يبدأ بعد لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة هناك، فضلا عن أن العدد الكبير للقتلى والجرحى وتكرار الهجوم على الأجانب في مصر مؤخرا في حوادث الأزهر وسيناء ربما يزيد مخاوف شركات السياحة الغربية رغم قلة عدد الضحايا الغربيين مقارنة بالمصريين (10% من إجمالي القتلى وحوالي 15% من المصابين). 2- هناك توقعات أن تباشر المعارضة المصرية هجوما شديدا على الحكومة المصرية من زاويتين: الأولى وهي ما بدأ الحديث عنه بأن اتفاقية كامب ديفيد قلصت الوجود المصري الأمني في المنطقة ج القريبة من حدود فلسطين المحتلة، وقصرته على قوات الأمن دون الجيش، وهو ما يعتبره البعض عيوبا وثغرات أمنية سهلت وقوع هذه التفجيرات رغم عدم دقة هذا الاتهام بالنظر لمسئولية الشرطة وحدها، وتوافر قواتها لحماية المنشآت السياحية، والثانية: المطالبة بمزيد من الحريات وإلغاء قانون الطوارئ، خاصة أن التفجيرات أثبتت أن القانون لم ينجح في وقف العنف، وعلى العكس استخدم ضد المعارضين، وقد بدأ معارضون مصريون -مثل مرشد جماعة الإخوان مهدي عاكف- يذيلون تصريحاتهم الأولى عن التنديد بما حدث في شرم الشيخ بالمطالبة بتوسيع الحريات وإنهاء الطوارئ، وقد ألمحت لهذا جماعة الإخوان في بيان أصدرته اليوم السبت تنديدا بالهجمات قالت فيه: "يجب ألا تتخذ (الهجمات) ذريعة لفرض المزيد من القيود على الحريات العام". 3- هناك احتمالات أن تؤخر عمليات العنف الإصلاحات السياسية، وتؤدي لاستمرار العمل بقانون الطوارئ وعدم إلغائه كما هو مأمول؛ حيث قد تعتبرها الحكومة مبررا لتأخير أو إبطاء الإصلاحات. 4- ما دامت حجة ضرب مصر من قبل المنظمات الإرهابية هي تبعيتها للمخطط الأمريكية والصهيونية؛ فمن المحتمل أن تصعد المعارضة المصرية هجومها على الحكومة المصرية، وتطالبها بأن توقف مسلسل التنازلات لواشنطن، خاصة في ظل حديث المعارضة عن "صفقة" بين الحكومة وواشنطن، تخفف الثانية بمقتضاها الضغط على الحكومة المصرية فيما يخص قضايا الإصلاح مقابل مساندة مصر للمخططات الأمريكية في فلسطين والعراق. 5- سوف تكون التفجيرات فرصة للحزب الوطني الحاكم في مصر للإصرار على المطالبة ببقاء الرئيس مبارك لفترة رئاسة خامسة وترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة الشهر القادم؛ باعتباره مطلبا شعبيا تعزيزا للاستقرار، خصوصا في ظل تردد شائعات عن عزوف الرئيس عن ترشيح نفسه وترشيح آخرين، وقد أكدت الداخلية المصرية أن التفجيرات لن تعطل إجراء الانتخابات. 6- هناك توقعات أن تشهد الفترة القليلة المقبلة عودة لمزيد من الاعتقالات بين صفوف المقربين من المسئولين عن تفجيرات طابا الأخيرة، خاصة بعد ربط وزير الداخلية المصري بين ما حدث في شرم الشيخ وما حدث في طابا. 7- لو صح أن خلايا نائمة تتبني فكر القاعدة الجهادي هي التي قامت بتفجيرات شرم الشيخ؛ فقد تستمر هذه الموجة من التفجيرات في أماكن أخرى على فترات متفاوتة، على الأقل لحين وضع أجهزة الأمن المصرية أيديها على خيوط هذه الخلايا، وبدء عمل قاعدة بيانات شاملة عنها واختراقها كما فعلت مع الجماعات السابقة (الجماعة الإسلامية والجهاد) في الثمانينيات والتسعينيات حتى نجحت في تصفية كوادرها. التداعيات الخارجية: 1- استهداف مصر وخصوصا "شرم الشيخ" ربما لدورها -كما يقول معارضون- في التعاون مع الخطط الأمريكية والغربية لإجهاض المقاومة في العراق وفلسطين قد يدفع القاهرة لإعادة النظر في بعض تحركاتها الخارجية أو المزيد من شرح أهدافها كي لا يتم فهمها بشكل خاطئ، خصوصا أن هناك حالة غضب واحتقان رسمية مما حدث في العراق واتهام وزراء عراقيين مصر بفتح حوار مع المقاومة العراقية عبر سفيرها المقتول بدلا من حمايته، رغم أن مصر ضحت بالكثير لصالح العراقيين. 2- ربما تشير التفجيرات والاعتداءات الأخيرة المتكررة في مصر إلى أن تنظيم القاعدة أو أنصاره ومعتنقي فكره قد وضعوا مصر على قائمتهم مع الدول الغربية التي يستهدفونها، خاصة بعد خطف وقتل السفير المصري إيهاب الشريف في العراق، والتركيز في بيان قتله على مسألة التطبيع المصري مع إسرائيل، وكونه القائم بالأعمال المصرية السابق في سفارة مصر في تل أبيب، ويزيد من هذا الاحتمال أن الرجل الثاني في التنظيم وملهم "الجيل الثالث" من الجماعات المسلحة (أيمن الظواهري) كان هو المسئول السابق عن تنظيم الجهاد في مصر، وهاجم السياسات المصرية مؤخرا. 3- أخطر ما في ملف تصاعد العنف في العراق هو تخوف محللين غربيين وعرب من أن ينتهي القتال هناك -حين ينتهي- بمشكلة أكبر تتمثل في نزوح "المجاهدين العرب" إلى دولهم لتنفيذ أعمال عنف دموية فيها بعد حصولهم على تدريبات مفيدة في العراق ضد الأمريكان والقوات العراقية الموالية (على غرار ظاهرة الأفغان العرب)، وظهور عمليات انتحارية بسيارات مفخخة في مصر ودول أخرى ربما يثير تساؤلات عما إذا كان التنفيذ جرى بمحاكاة ما يجري في العراق فقط، أم أن هناك انتقالا بالفعل لهذه الخبرات من العراق للدول العربية والأجنبية المستهدفة، وبدء عملية "تفريخ" من العراق. 4- تصاعد العنف يشير -عالميا- لفشل خطة ما سمي محاربة الإرهاب، وصدق المخاوف التي أطلقها الكثيرون عقب الحرب من تحول العراق إلى ساحة نزال بين "المجاهدين" والأمريكان، وانتقال العنف لباقي البلدان، ومن ثم ضرورة البحث في أسباب قيام هذه العمليات والتفجيرات، والسعي لدور استيعابي أكبر للحركات الإسلامية أو إعطائه مساحة حرية كي يتصدى للفكر المنحرف الذي يتحدث باسم العقيدة، وقد ألمحت لهذا قوى معارضة مصرية، أبرزها الإخوان المسلمون؛ حيث شددوا على أن "الممارسات الاستبدادية الدولية والعدوان على الشعوب والحروب التي تشنها قوى الإمبريالية العالمية ضد الكثير من شعوب العالم قد أوجدت ثقافة للعنف والإرهاب، وإن الظلم والطغيان والقوة الغاشمة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الاحتقان وسفك الدماء الذي تعاني منه البشرية جميعا". http://www.islamonline.net/Arabic/politics...article20.shtml Egypt is my home , USA is my life. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان