اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لقاء مع هيومان رايتس ووتش - هام حول العمليات ضد ال


ماركيز

Recommended Posts

لقاء مع منظمة مراقبة حقوق الإنسان "هيومن رايتس ووتش" علي حتر

(28 / 7 / 2005)

تحاول منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش Human Rights Watch)

معرفة موقف من تعتبرهم مؤثرين في الرأي في الوطن العربي، من مسألة قتل

المدنيين والعمليات الاستشهادية.. وفي لقاء قصير جدا مع المديرة التنفيذية

لقسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتسون وممثل المنظمة في المنطقة فادي

القاضي، تمت مناقشة هذه المسألة بدون أن نتمكن من شرح وتوضيح كثير من

المفاهيم بسبب ضيق الوقت في ذلك اللقاء. وأحاول هنا أن أبين ما لم نتمكن من

مناقشته، ويشكل أساسا هاما للدفاع عن مفهوم العمليات الاستشهادية التي يقوم

بها المقاومون في العراق وفلسطين في سياق مقاومة الاحتلال هناك.

المسائل التي طرحت في اللقاء:

1. تعريف بمؤسسة هيومن رايتس ووتش. وهي منظمة إنسانية مستقلة مقرها نيويورك،

لا تتمول من الدول، ولكنها تطلب المساعدات لبرامجها من أفراد ومؤسسات مختلفة،

من بينها مؤسسة فورد فاونديشن المعروفة بتمويلها في منطقتنا للمطبعين

والباحثين الذين يقومون بدراسات اجتماعية تستفيد منها المخابرات الأمريكية في

وضع استراتيجيتها لإدارة الصراع العربي الصهيوني، رغم أنني لا أعتقد أن منظمة

مراقبة حقوق الإنسان تعمل ضمن هذا الإطار، ولا يمكننا أن ننفي أن منظمة

هيومان رايتس ووتش رغم ذلك، تنتقد المعتدين وتعلن عن ممارساتهم وتدينها،

(وتدين حتى الأعمال التي تقف وراءها المخابرات الأمريكية نفسها)، وإن كانت لا

تُجرّمُهم بشكل كاف، ربما لأن مسؤولياتها وصلاحياتها لا تتجاوز حدود الإعلان

والإدانة. ولا ننفي أنها تطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين كأحد الخيارات

التي يجب توفيرها لهم، أكثر مما تطالب به السلطة الفلسطينية والحكومات

العربية!!

2. تقوم الهيومان رايتس ووتش حاليا بإطلاق حملة تسميها ببساطة : "حملة على

العمليات العسكرية ضد المدنيين". النقطة الأساسية التي يدور حولها حوار هذه

المنظمة في هذا الموضوع، هي محاولتها فرض تعريف القوانين الدولية للمدني خلال

الحرب على الجميع، بطريقة تجعل من يقبل التعريف، يرفض ويدين توجيه عمليات

المقاومة إلا ضد العسكر فقط وهم في ملابسهم العسكرية ويحملون السلاح. أما

المدنيون الذين يزودون الجيش بالمال والرجال والمواصلات والأخبار والمعلومات

عن المقاومين والطعام والماء، ليتمكن من أن يذهب ويضرب مدنيي الشعوب الأخرى

على أرضهم، بحكم ملكيته للقوة وللوسائل التي تتيح له ذلك، فتطلب المنظمة

المذكورة حمايتهم لأنهم لا يقومون مباشرة بعمليات عسكرية!! أما الشعوب

الفقيرة التي لا تملك إلا تلقي الضربات والصواريخ والدمار واليورانيوم والموت

والجوع وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وهدم البيوت والبنى التحتية والأسر

والتعذيب والإذلال.. فعليها ان تتلقى كل ذلك وهي ملتزمة بالنص الحرفي لتعريف

المدني بالقوانين الدولية..

3. وحسب تعريف القوانين الدولية الذي تتبناه المنظمة على علاته: "المدني هو

الإنسان الذي لا يشارك بصورة مباشرة في اية عمليات عسكرية".. لاحظوا كلمة

مباشرة..! والمبدأ المطلوب الالتزام به بعد هذا التعريف للمدني يقول نظريا:

"من يستخدم السلاح، عليه أن يلتزم بالقانون"، أما عمليا، فقد ثبت لنا أن

القانون الأخير السائد في الحقيقة وعلى أرض الواقع، وكما تعرف المنظمة، هو:

"كل من يحمل السلاح، عليه أن يلتزم بالقانون إلا إذا كان غربيا أمريكيا أو

بريطانيا أو استراليا أو إيطاليا محتلا أو صهيونيا مغتصبا معتديا، فهو في حل

من كل ذلك ولا ينطبق عليه إلا القانون الذي يفرضه بقوة سلاحه".. ورفض أمريكا

لتقديم جنودها لمحاكم جرائم الحرب الدولية.. ورفض الدويلة الصهيونية لتنفيذ

أي من قرار الأمم المتحدة أيضا في حماية الفيتو الأمريكي، والفيتو الأمريكي

نفسه، كلها خير دليل على ذلك!!

ويتضح من التعريف السابق للمدني ما يلي:

 التعريف يحمي كل مدني يعمل في تقديم الخدمات اللوجستية للجيش، وكذلك

الخدمات الاستخبارية، فهم يشاركون بصورة غير مباشرة، رغم أنهم سبب أساسي في

نجاح الجيش المعتدي في عملياته وتدميره للمدن التي يغزوها ويقتل مدنييها

ومقاوميها (الفلوجة وجنين خير مثالين)

 التعريف يحمي المدني الذي تكون العمليات العسكرية من أجل مصلحته

وخدمته مثل الرأسمالييين الكبار وأصحاب شركات النهب والصناعات العسكرية

والمستوطنين الذين تحميهم الآلة العسكرية الصهيونية

 التعريف يهمل مفهوم :إن الدول المعتدية لا يمكنها أن تقوم بعدوانها

لولا أنها تستمد قوتها أصلا من كتلتها الكبيرة وهي شعبها، خصوصا الشعب الذي

يصمت على عدوانها مقابل استفادته وتمتعه بثمرات هذا العدوان، كالأمريكيين،

الذين أعادوا انتخاب بوش والبريطانيين الذين أعادوا انتخاب بلير والصهاينة

الذين أعادوا انتخاب شارون، رغم أنهم من أشرس مجرمي الحرب كما برهن عدوانهم

على العراق وما بين أبوغريب والبصرة وغوانتانامو، وما بين في جنين ورفح..

هؤلاء المدنيون الذين تمارس جيوشهم العدوان على الآخرين، فتصمت أغلبيتهم، في

حين تباد الشعوب التي تجري العمليات العسكرية على أرضها ولا تجد إلا بعض

المحتجين منهم وما أقلهم!!

 التعريف يحمي القادة السياسيين في الدول المعتدية.. الذين يديرون

الحروب من مكاتبهم المكيفة.. كما يحمي أتباعهم الذين يعينونهم في المناطق

المحتلة ويوصلونهم إلى السلطة لمسعدتهم في تنفيذ مخططاتهم.. رغم الاعتراف

بفسادهم كما هي حال الجلبي وأمثاله في العراق..

 التعريف يحمي الصناعيين الذين يصنعون الأسلحة وآلات الدمار، لأنهم

عمليا لا يشاركون في المعارك بشكل مباشر.. رغن أنهم يوفرون كل الوسائل

اللازمة لنجاحها.

 التعريف يحمي الخونة في المناطق المحتلة الذين يعملون في خدمة قوات

الاحتلال أو الشرطة الذين يتطوعون للتدريب العسكري لمعاونة المحتلين في ضرب

المقاومة مقابل بعض الدولارات أو الشياقل.. وهو ما أدانت وتدينه كل الأمم

المتحضرة عبر التاريخ!!

 على منظمة هيومان رايتس ووتش أن تلاحظ أن المادة المتعلقة بتعريف

المدنيين في القانون الدولي، مدروسة بعناية فائقة لتحمي المدني الغربي وحده

لأن واضعيها اعتادوا أن يقاتلوا خارج أرضهم.. وعندما وصلتهم نيران العمليات

الاستشهادية التي لم يتوقعوها، لأنهم لم يتوقعوا أن يكون الاستشهاد الاختياري

وسيلة من وسائل القتال بالسهولة التي يتم بها هذه الأيام، تحركوا وتحركت

منظماتهم واخترعوا اصطلاحات الإرهاب وبدأوا يطالبون بحماية المدنيين اليوم،

رغم أنهم رأوا المدنيين غير الغربيين وهم يحترقون في فلسطين وإفريقيا

وفيتنام دون أن يحركوا ساكنا في الماضي، لأن هؤلاء المدنيين ليسوا غربيين ولا

تنطبق عليهم مفاهيم حماية المدنيين الدولية ولا يستحقونها، ويمكن باختصار

تسميتهم "المدنيين غير المحميين"!!

4. وفي النهاية نؤكد أن نشطاء هذه المنظمة يعرفون تماما مثلنا، أن الدول

المعتدية تقاتل بكامل مكوناتها.. وليس فقط بجيوشها، أي أن أية دولة لا تشكل

غالبية مدنييها جزءا هاما من قوتها، ولا يدعمون إدارتها في عدوانها، لا

تستطيع أن تمارس عدوانها خارج أراضيها.. وتشكل إعادة انتخاب بوش وبلير وشارون

برهانا لا يفوت فهمه على المنظمة المحترمة..

5. إن حماية الإنسانية هو الواجب الإنساني الذي يجب أن نحمله جميعا على

أكتافنا.. ويجب أن تكون كل مخططاتنا في خدمة هذا الهدف في عمقه.. وليس في

ظاهره.. كما تفعل هذه المنظمة الغارقة في النوايا الحسنة إلى درجة لا تتيح

لها رؤية السكين في يد الصياد المتمدن.. وحماية المدنيين يجب أن يكون جزءا من

برنامج حماية الإنسانية بكاملها وليس بديلا عن حمايتها.. العالم الغربي لا

يعترف عمليا للإنسان في العالم الثالث والإنسان العربي بالحقوق التي يؤمنها

للإنسان الغربي، رغم أن الشركات والرأسماليين في فعالياتهم يستغلون حتى

الإنسان الغربي، ولكن إلى درجة أقل بكثير من استغلالهم لإنسان العالم الثالث

وللإنسان العربي، فهم ينهبون الخيرات ويستغلون الأيدي العاملة الفقيرة

ويحتلون الأرض التي يريدون، وبقسمونها كما يشاؤون، ويوزعونها هبات لمن

يشاؤون، كما حصل في فلسطين وفي إفريقيا وفي استراليا وحتى أمريكا، بل إنهم

يستثنون وبشكل رسمي سكان أية منطقة من حقوق الإنسان مثل استثناء الفلسطينيين

من حقوق اللاجئين في العالم، وإنشاء الأنروا لإدارة شؤونهم المتعلقة بالمأكل

والعلاج والتعليم فقط، وإبعادهم عن مجال اهتمام ال UNHCR التي تعنى يشؤون

لاجئي العالم كله عدا العرب الفلسطينيين، كما ورد في مقدمة نظامها الموقعة

في آذار 1996 لمعاهدة 1951 المتعلقة باللاجئين في العالم وتستثني الفلسطينيين

بنص واضح ومباشر. إن حرمان الفلسطينيين واستثناءهم من الحقوق التي تعطى

لغيرهم مدعاة لجعل الهيومن رايتس ووتش وغيرها من المنظمات الإنسانية تتحرك

للبحث في حقوق الإنسان عموما، قبل البحث في حماية الإنسان الغربي الذي يميز

نفسه بحقوق خاصة ويضطهد غيره من الناس وينتزع حقوقهم كما يشاء.. وفي هذا

إجابة واضحة على سؤال يطرحه ممثلو المنظمة، وهو: "لماذا يزداد اتساعا تأييد

العمليات الاستشهادية (القنابل الانتحارية كما تسميها المنظمة) في العالم

العربي؟

6. يلاحظ أن المنظمة بدأت بحملتها فقط عندما اشتدت العمليات ضد الصهاينة وضد

الغرب.. ورغم أنني لا أنكر أنها أصدرت بيانات إدانة للعدوان وللتعذيب هنا

وهناك، لكنها لم تبدأ إصدار البيانات إلا عندما اشتدت العمليات ضد الغرب وضد

المحتلين الصهاينة، وذلك في محاولة منها لإظهار موقفها وكأنه موقف موضوعي.

ولا ننسى أن من بين ممولي هذه المنظمة مؤسسة فورد التي لا يمكن أن تمول إلا

جهة تخدم أمريكا والصهاينة، بقصد أو بدون قصد، حسب تجربتنا..

7. وأهم ما يمكن ملاحظته، أن هذه المنظمة وشبيهاتها، تهمل المبدأ الذي يقول:

"إن معالجة أسباب العمليات يجب أن تأتي قبل المطالة بمعالجة العمليات نفسها"

قبل معالجة العمليات: إن على منظمة مثل منظمة مراقبة حقوق الإنسان ألا تفتخر

بأن لا موقف سياسي لها.. وهو ما يكرره ممثلوها!! ليس المطلوب من هذه المنظمة

تبني الماركسية أو الجهاد الإسلامي أو مبادئ حزب الله، ولكن هناك مسائل واضحة

يجري اختراقها أمامها، مثل الحصار السابق على العراق أو احتلال فلسطين

وأفغانستان أو العمليات الاستخبارية المختلفة في أمريكا اللاتينية وحصار كوبا

وتهديد كوريا الشمالية وإيران وحزب الله وتحويل قضايا الشعوب إلى قضايا أمنية

تحت رحمة المخابرات الأمريكية وغير ذلك.. المنظمة تقر أن هناك أسباب لكثير من

الإحباط السائد، ولكنها لا تبحث في الأسباب بل تبحث في طريقت حماية المدنيين

الغربيين (رغم أنها تدعي أنها تبحث عن حماية المدنيين في كل مكان، فهي تتبنى

فقط المطالب التي تحمي العربيين فقط، وتطلق شعارات للآخرين، لكنها تكتفي فقط

بانتقاد هجمات المقاومين على من تسميهم مدنيين، باختيارها أو باختيار القوات

والدول المعتدية)

8. وحتى لا تقع المنظمة في أزمة فكرية، أو حتى لا تفقد مصداقيتها، تقول "إنها

ليست ضد حق الشعوب في مقاومة الاحتلال".. إنها فقط ضد استعمال الشعوب

لأسلحتها المتبقية لديها، التي تركز عليها نشاطات المنظمة، (أي العمليات

الاستشهادية)، ضد أشرس وأكثر الأسلحة دمارا في التاريخ.! وتدافع عن أسلحة

محددة لهذه الشعوب وهي سلاح حرية التعبير، وحق استعمال الكلاشنكوف والحجارة

ضد الدبابات والطائرات والصواريخ المنطلقة من مدمرات في عرض البحر أو عبر

الدول والقارات؟؟ ما الذي يستفيده ابن جنين أو الفلوجة من حرية التعبير قبل

أن تهرسه الدبابات أو تقطعه الصواريخ إربا إربا؟؟ ترى هل يسمعه سائق الدبابة

أو لاعب الكمبيوتر في القاذفات الأمريكية الذي لا يعنيه من أمر ساكني الفلوجة

إلا ما تعنيه الأهداف التي يجب قتلها بتحريك أزرار ألعاب الكمبيوتر التي

يلعبها في طائرته؟؟

9. لم نجد في أدبيات المنظمة التي تدين فيها الاستشهاديين (الإرهابيين حسب

تعبيرها) أية محاولة لفهم الأسباب التي يقوم لأجلها شباب في مقتبل العمر، أو

أمهات لأطفال صغار، بتفجير الذات والتضحية بالنفس بدلا من الإقبال على الحياة

التي يقبل عليها شباب الغرب بنهم وشراهية.

10. وتعتمد المنظمة مفهوم الإرهاب الإجرامي في أدبياتها ومواقفها، كما تفهمه

الإدارة الأمريكية، وتعتبر العمليات الاستشهادية التي تسميها القنابل

الانتحارية، عمليات إرهابية، وتقول: "إن هذه العمليات تضر بسمعة العرب في

الغرب والعواصم الغربية"، والسؤال الذي لا تستطيع هذه المنظمة الرد عليه هو

التالي: "قبل أن يلجأ العرب إلى القنابل الانتحارية (كما تسميها المنظمة

suicide bombers)، هل كانت العواصم والشعوب الغربية تكترث بالقضايا العربية؟؟

أليست هي التي قسمت بلاد العرب في سايكس بيكو وأوجدت دويلات الخليج وضربت مصر

بسبب قناة السويس ودفاعا عن الدويلة الصهيونية التي أنشأتها هي على أرضنا،

واحتلت العراق وقدمت الاسكندرونة لتركيا واحتلت الجزائر وعدن ونهبت البترول

والخيرات ودعمت الأنظمة الفاسدة، وأخرجت ملايين العرب من بلادهم وشردتهم في

دول العالم في فلسطين والعراق؟؟؟ هل بعد كل هذا يهمنا أن نكترث بما يقوله عنا

الغربيون، بل وهل سيغير الغربيون موقفهم منا لو لم يلجأ الشباب المحبطون من

علاقتنا بالغرب إلى العمليات الاستشهادية؟؟

11. وسؤال آخر للمنظمة حول الإرهاب كما تفهمه، هل واضعو هذا الاصطلاح انفسهم

من أمثال بوش وشارون وبلير، أشخاص من الملائكة أومن تلاميذ المسيح أو من كهنة

بوذا المسالمين؟؟ أليسوا من أشد المجرمين خطورة على الإنسانية في التاريخ،

لكنهم بدل الأحزمة الناسفة، نراهم يرسلون الصواريخ واليورانيوم المستنفذ

والقنابل العنقودية وقنابل التدمير غير المسبوقة في التاريخ من على ظهر

مدمراتهم وحاملات طائراتهم ودباباتهم؟ هل هؤلاء مؤهلون فعلا لوضع تعريف

تتبعه وتعتمده الإنسانية في محاكمتها لأي إنسان؟؟ وماذا تقول المنظمة عن قتل

المدنيين بعشرات الآلاف، في الدول المعتدى عليها بالجيوش، مقارنة بقتل بعض

المدنيين من الذين لم تثبت براءتهم، بواسطة العمليات الاستشهادية؟

12. عندما يموت مدنيو العالم غير الغربي Non western world ، في الدول

المحتلة، خلال الأعراس بالطائرات، يقال قتلوا بالخطأ، والأخطاء تحصل في

الحروب!! (كما حصل في أفغانستان والعراق)، وكما حصل في قانا لبنان وبحر البقر

في مصر، أما عندما يقتلون بعملية استشهادية وهم خارجون من عملهم في سجن

ابوغريب الذي يمارس فيه أقسى أنواع التعذيب، أو في المستوطنات التي اغتصبوها

من الفلسطينيين، يقال هذا إرهاب إجرامي!!!

13. تعريف المدني في القوانين الدولية: المدني هو الإنسان الذي لا يشارك

بصورة مباشرة في أية عمليات عسكرية. وللمدنيين حق بالحماية من أية عمليات

عسكرية على أساس نصوص القوانين الدولية.

14. بعد هذا التعريف، على منظمة مراقبة حقوق الإنسان، أن تجيب على هذه الأسئلة:

• أولا: من وضع هذا التعريف؟؟ وهل هو تعريف عادل في حق الشعوب المقهورة التي

لا يحميها أحد ولا يرد عنها العدوان أي من المنظمات الدولية أو من قوانينها؟

إن تغيير هذه القوانين غير العادلة وذات الازدواجية في المعايير، يجب أن يكون

واجبا له الأولوية في الأخلاقيات الإنسانية وفي مهام المنظمات التي تدعي أنها

نشأت للدفاع عن حقوق الإنسان، (رغم أنها تقبل، ربما بحسن نية، التمويل من

مؤسسة فورد التي لا يمكن أن تمول عادة إلا أعداء الشعوب)

• ثانيا: حق المدنيين بالحماية من أية عمليات عسكرية على أساس نصوص القوانين

الدولية.. أي مدنيين هم المقصودون؟؟ ولا نقبل الرد القائل: "إذا أخطأ

الآخرون، فهذا لا يعطي أحدا الحق في مخالفة القوانين التي وضعها هؤلاء

المخطئون أنفسهم"!!

• ثالثا: هل يكون بريئا في الصراع:

 المدني الجاهل الذي يدعم بجهله القوى الغاشمة

 المدني الذي يريد الانخراط في الشرطة لضرب المقاومة في العراق

 المدني المستوطن مغتصب الأرض الفلسطينية والذي هو جزء من الجيش

والدولة، والذين لديه سلاح في المنزل والسيارة وكل مكان.. والذي من أجله

اغتصبت فلسطين وشرد الشعب العربي الفلسطيني، وهو يقطف ثمار العدوان الهمجي

على هذا الشعب

 المدني دافع الضرائب للإدارة الأمريكية وهو يعرف أنها تسخرها

للعدوان على الآخرين

 المدني المحايد ظاهرا، ولكنه مستفيد من جرائم حكوماته ضد الشعوب

الضعيفة، ويستمتع بأكل الهمبرجر والفطائر المعجونة بدماء أطفال العراق

وفلسطين وأفغانستان وإفريقيا؟

 نحن نقول أن هذا التعريف يجب أن تضاف إليه عبارة "أو غير مباشرة"،

ليصبح: "المدني هو الإنسان الذي لا يشارك بصورة مباشرة أو غير مباشرة في أية

عمليات عسكرية". ونضيف بعد ذلك: "وللمدنيين الذين ليس لهم أية علاقة بالحرب،

حق بالحماية من أية عمليات عسكرية على أساس نصوص القوانين الدولية".. عندئذ

يصبح الحديث عادلا قابلا للحوار..

15. الأحكام التي صدرت بحق قتلة ومعذبي العرب في سجن أبي غريب وقبلها في

محاكم الصهاينة، ألا تدل فعلا على أن الغرب لا يحترم حقوق الإنسان العربي..

ولا يعتبره أهلا للمعاملة على أساس أنه إنسان، ولا أهلا للحماية.. ونسأل هل

يجوز أن يطلب الغرب من إنسان يعامله بلا إنسانية أن يلتزم بالشروط الإنسانية

في تعامله مع الغرب؟

16. ما دامت منظمة مراقبة حقوق الإنسان تعترف ولو شكليا بحق مقاومة الاحتلال،

فعليها أن تضيف حقا آخر لهذه المقاومة، وهو: "إن هذه المقاومة، لها وحدها حق

اختيار سلاحها وأهدافها"، في ظل غياب توازن القوى واشتداد الظلم واستشراس

مجرمي الحرب والعدوان من أمثال بوش وبلير وشارون ومعاونيهم واتباعهم وخدمهم

والذين يسهلون مهاهمه ويفتحون لهم الطرق لتنفيذ مخططاتهم واستراتيجياتهم؟؟

17. وأخيرا أؤكد للمنظمة أن كثيرا من العمليات التي تستهدف المدنيين مخطط لها

وتنفذها بطرق خبيثة مدروسة قوات الاحتلال نفسها، وخصوصا تلك التي تستهدف

المدنيين في الأسواق العراقية والمساجد، حتى توقع بين الطوائف والفئات

المختلفة، ثم تتبعها بإعلام موجه ومركز، للتشجيع على الاقتتال والحروب

الداخلية.. وللأسف.. لم نجد في أدبيات هذه المنظمة أي تعليق على مثل هذه

الممارسات!!

كثيرون هم الذين اتخذوا من الاوهام

والمعجزات الزائفة وخداع البشر تجارة لهم

الجهل يعمي أبصارنا ويضللنا

أيها البشر الفانون ! افتحوا أعينكم !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...