الناصريون المعارضون ومقتضيات المرحلة

[عوف]

لا أعرف كيف يمكن لشخص يدعي أنه ناصري مؤمن بالناصرية أن يتحدث عن الديمقراطية ويطالب بها ويهاجم نظام مبارك الغير ديمقراطي، وفي نفس الوقت يعلن عن إيمانه العميق بالفكر الناصري وتطلعه إلى تطبيق مبادئ الزعيم الأوحد إذا وصل إلى الحكم، بل ويتجرأ مهاجما ليل نهار التعسف الحكومي واغتصاب السلطة وعدم مشروعية الحكم وأهمية الالتزام بالدستور القائم وتعديله ليكون دستورا عصريا، كما يتحدث ليل نهار ايضا عن المخالفات القانونية وقانون الطوارئ المطبق منذ سنوات.

يمكننا أن نتفهم هذا الكلام حين يخرج من فم نعمان جمعة رئيس حزب الوفد، أو رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، أو حتى أي من رؤساء الأحزاب التي تتكاثر كالفطر هذه الايام، أما أن نسمع هذه النغمة من الحزب الناصري أو من قياداته العتيقة كعبدالعظيم المغربي وعبد الحليم قنديل فهذا هو العجب العجاب.

من يسمع الناصريون يتحدثون عن الديمقراطية والحرية يشعر وكأن زعيمهم الأوحد كان رسول الديمقراطية والحرية والالتزام بالدستور في عهده الأسود الذي اشهد فواجع لا تعد ولا تحصى من انتهاك الكرامات والحريات والقتل والتعذيب والسحل بدون سبب وحتى بدون شبهة، واحتكار وسائل الإعلام وأغنيات التطبيل والتهليل وغسل ادمغة الناس وقانون الطوارئ الدائم والسجن الحربي والمباحث الجنائية العسكرية ومحاكم الدجوي والاف المصائب والمصائب وفوق ذلك كله هزائم وانتكاسات لا حصر لها.

الشيء الغريب أن الناصريين المعارضين الأن لحكم مبارك وللتسلط والقهر الحكومي لا يعارضون إطلاقا ما فعله زعيمهم من قهر وتسلط بل يقولون أن ذك مجرد شيء بسيط قياسا إلى الإنجازات العملاقة، أم العبقري الكبير عبد العظيم المغربي فهو نكتة في حد ذاته، لأنه ما أن يواجه بموضوع التعذيب والمعتقلا، حتى يبادر للقول أننا نعارض التعذيب ونعتبره خطأ ولكنه كان من مقتضيات المرحلة.

مقتضيات المرحلة، آه من هذا المصطلح السحري الذي لا أعرف من أي لغة أنى به هذا المغربي، فمن أجل مقتضيات المرحلة تغتصب الكلاب النساء والرجال في السجون، ومن أجل مقتضيات المرحلة يقبض على ثمانية وثلاثون ألفا في ليلة بتهمة قلب نظام الحكم تقطع أجسادهم وتنفخ في الزنازين والمعتقلات منهم شيوعين وملحدين وناصريين مخلصين وحتى نصارى ومع ذلك اتهموا أنهم من الأخوان المسلمين، ومن أجل مقتضيات المرحلة يتزوج عبد الحكيم عامر بورد وعباس رضوان بمعرفش مين، وتجند الفنانات لتصوير أفلام الجنس، ويا ليل ما أطولك مع مقتضيات المرحلة.

لو كنت مكان هؤلاء الناصريون لاعتزلت السياسة ولداريت وجهي خجلا، ولكن أين حمرتك أيها الخجل.

[احمد سعد]

وهو فيه حد سياسي يا أخ عوف

يحصل على المعلومات القيمة دي

من مدكرات اعتماد خورشيد

تحياتي