اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كفاية


احمد سعد

Recommended Posts

لقد عثرت على تلك القصيدة بطريق الصدفة حسبتها قصيده في عشق مصر قصيدة تحرر كما يزعمون ، حسبتها قصيدة تدكرنا بامجاد الماضي لتحرضنا على التأهب للتغيير .

ولكن للأسف وجدتها تمحو ما قام به وطنيي مصر وشعب على مدى آلاف السنين ، .

.... ياريت أعرف آرائكم

كفــــــــــاية !

-1-

خمسة آلاف عام

وعصا فرعون

تُلوّح للشعبِ أن ينحني فيطيع

تسوقه للذبح مستسلما كالقطيع

وكلابُ الحراسة حوله من كل صوب

وحاشية القصر تغويه بالنار والأوهام

وتبني له مدنا من ظلام

تسكنها الموميات

مقمطة بكتابات الأموات

ومسكونة بالنصوص

الشوارع مزدانة بالأباطيل

والبلاد كهوفٌ .. ومغارات لصوص

يقبعُ في قاعها مُستباحا

مهترأ اللحم والروح

تدوسُه حاشية القصر بالأقدام

وتأمرُهُ بعبادتها

فيُصلًي لها ، ويُسبّح للأصنام

ويجوعُ ، فتُلقي له بفتاتِ الطعام

وأمّا مجاعة قلبه في الليل

فليس لها شبعٌ، أو سلام

ينكسرُ النايُ في صدره

فيسكبُ منه دمَ الروح في الأنغام

لا يسمع الفرعونُ دمدمة القرى

ولا وجعَ الأرض تحبلُ بالآثام

يظلّ هو الفرعون شبيه الإله

المالك المتحكم .

في الأرض والنهر والناس

وارثا للبلاد وما حولها من أبيه

إلى أن يموتَ على كرسيه

وفي يده الصولجان

وعلى رأسه الطيرُ

ومن حوله الكهّان

وعشرة آلاف من حرس السلطان

فيصعد ابنه للعرش

وتأتي إليه الجموع مبايعةً

تطلب منه الرضا و الأمان

2-

هكذا كان حال الزمان

هكذا ظل حال الزمان

من الأسرة الرابعة

إلى الأسرة التاسعة

إلى الأسرة الألفين

إلى لا نهاية

..........................

وفي لحظة ساطعة

جاء جيل جديد

وقال : كفــــاية !

-3-

جاء جيل من الفقراء

من الشعراء

من الحالمين

جاء جيل من الأنقياء

من العاشقين

من الرافضين

وصاح : كفــــاية !

صبرنا طويلا

إلى لا نهاية

ونمنا طويلا .. إلى لا نهاية

ومُتنا طويلا لحدّ العفن

واليوم تكتملُ اللانهاية

فنصحو أخيرا

ويصحو الو طن

4-

اليوم تنكسرُ اللا نهاية

فنخرج كالريح للطرقات

ونمرق كالنور في الظلمات

ونوقظ من نام من ألف عام

فينتفض الأموات

يسألنا الناس : ما الخطبُ ؟

ما أمرُ هذا الصدى .. ما الحكاية ؟

نقول : اقرأوا

اقرأوا ما سنكتبُ

فوق الحوائط والواجهات

فوق المآذن .. فوق المنارات

اقرأوا أجمل الكلمات :

"كاف" و "فاء " و "آية"

كفــــــــــاية !

-5-

اليوم نرفعُ أوجهنا للسماء

فتلفحنا شمسُها الذهبية

اليوم نخرجُ للحرّية

من كل فجّ عميق.. في موجة بشرية

نتجمّع في الحَرَم الجامعيّ

نسير لميدان طلعت حرب

نمرّ بتمثال نهضةِ مصر

نشدّ على يدها الحجرية

فتنهض مصرُ الجميلة

من غفوة أبدية تحمل باقة وردٍ ، وراية

فتخفق أرواحنا حولها

هاتفين : كفـــاية !

- 6-

جيلنا

ليس يشبه ما فات من أجيال

إننا لا نمت لأيامكم

لا نطيق الحياة مع الزيف والخوف والاغتيال

نقول : كفـاية

لكل الطغاة

وكل الغزاة

وكل احتلال

إننا ننتمي للحقول وللريح

إننا ننتمي للندى ، والمدى ، والجبال

إننا الطير لا نستطيب السكون

ولا نستقر بحال

إننا العاشقون على ضفة النهر

نسهر في الليل نرنو إلى السموات

ونقطف نجم المحال

-7-

إننا ثورة البرتقال

وطلائع معركة الورد ضد السيوف

ومعركة الريح

ضد السلاسل والاعتقال

جيلنا

ليس يشبه ما فات من أجيال

لا نحب النحيب

ولسنا نجيد البكاء على الأطلال

.......................

إننا ثورة البرتقال

هادرون كبحر من الحب ، كالشلاّل

لنسقط كل الحوائط حتما

كحائط برلين

وكل جدار يحيط بخصر فلسطين

لنبني بأحجاره مدنا

وملاعب للأطفال

-8-

إننا ثورة الياسمين

وانتفاضة ورد البساتين والغابات

إننا قادمون

كجيش فراشات

ندافع عن كبرياء النخيل

وعن ضفة النيل

وحق القرى في الهواء العليل

وحق المثول الطويل

أمام الجميلات

وحق المحبة

والعرس

والأغنيات

-9-

نعم قادمون

كجيش فراشات

فأعدّوا لنا

ما استطعتم من الخيل والطائرات

وأجيدوا الرماية

أجيدوا الرماية

لكي ينزف الورد في صدرنا

فنهوىِِ وفوق الشفاه رحيق الأغاني :

" قلبي .. يميني .. لساني

روحــي فـدا أوطـــاني"

فيردد من جاء من بعدنا

كلمات الحكاية

أجيدوا الرماية

ولكن بماذا يفيد الرصاص

إذا الشعب يوما أراد الخلاص

وصاح : كفـــاية !

-10-

عطشانُ للملتقى يا صبايا

عطشان للنور .. للزهر

عطشان للوطن الحر

والمنهل السلسبيل

عطشان يا ربّ

عطشان للنيل

يتدفق من راحتيكِ

ومن فمكِ العذب يا مصرُ

يروي غليلي

ويمسح حزني الطويل

عطشان للفجر يا مصرُ

يطلع من مقلتيكِ

ويشعل في وجنتيكِ القناديل

عطشان للغدِ يا مصرُ

للموعد المرتجى

واللقاء الجميل

حين تنهض مصر

لكي تتحدث عن نفسها

وتقول : اتبعوني

إلى الغد يلمع فوق التلال

صار أقرب من كل حلم

وكل خيال

ياله من طريق طويل

مشيناه من ألف جيل وجيل

ولكن أقول : أبشروا .. أبشروا

فات منه الكثير

ولم يبق إلا القليل

........................

وتنهض مصرُ الجميلة

من غفوة أبدية تحمل باقة وردٍ، وراية

فتخفق أرواحنا حولها

هاتفين : كفـــاية

احنا ورثنا كلام ..

احنا تاريخنا كلام ..

علشان ده لما تقول

على طول أقول : (وبكام؟ )

ماهو حب؟ دبّرني..

وتاريخ ؟ فكرني

وطريق؟ نورني..

ومصير؟ بصّرني..

ده أنا بقيت عربي ..

من قبل ما ألقى اللي يمصرني..

انا انتمائي لأمتي .. ممسخرني!

محسوبة في الأحزان علىّ

وفي الفرح تنكرني!

ياللي انتي لا أمّه ولا انتي أم ..

فيه أم ماتعرفش ساعة الألم .. تضم!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...