تاريخ الحبيبة مصر .. معروف .. وعند البعض محفوظ

[achnaton]

بسم الله الرحمن الرحيم

مجدى مهنا .. صحفى التهم كلماته منذ زمن طويل .. له عيون القط التى ترى كل شئ حتى فى الظلام .. وفى احلك ايام هذا العصر المبارك .. كان يكشف لنا عن الجيف .. ويشير دون وجل الى وقائع الفساد .. ابحث عن كلماته فى كل صحيفه .. واسعد عندما التقى به .. ولى فترة طويله لم اقرأ له .. وعندما أذن لى الاطباء .. سارعت باستجداء الصحف التى منعنى مرضى من الاطلاع عليها .. وفى جريدة صوت الامة عدد 20 يونيو الماضى .. كتب عن حكايه له مع مسئول صديق له قابله صدفه وحكى له هذا الصديق ان نجله البالغ من العمر 25 عاما.. سأله عن صورة مصر قبل عصر مبارك .. كيف كانت .. !! ويقول الاستاذ مجدى فى مقدمة موضوعه " ان هذا الشاب السائل ولد .. ودخل المدرسة الابتدائية ثم الثانوية ثم تخرج من الجامعة فى عهد مبارك ..

لم يعش هذا الشاب عصر السادات او عهد ناصر .. ولم يسمع او يقرأ عن عهد الاسرة العلوية وآخرها الملك فاروق الاول ووليده الملك احمد فؤاد " ملك مصر والسودان ..!! لم يسمع يسمع عن هزيمة يونيو 67 ولا عن ثورة يوليو 52 ( وصحتها عن حركة مماليك الكاكى فى يوليو1952 ) ..

لا يعرف سوى مبارك وعصر مبارك .. وكأن عصر مبارك شهد بداية التاريخ أو بداية الميلاد .. وان ما سبقه من عصور كلنت حجرية وجليدية وعصور ما قبل التاريخ فقد خلق الله آدم وحواء ثم تفرغ بعد ذلك لخلق عصر مبارك ورجال مبارك "

والمقال لذيذ .. ويستحق التفكير ..خاصه عندما يتساءل مهنا إذا كان هذا الشاب ليس لديه تصور أو معرفه بما سبق عصر مبارك فهو بالتالى عاجز عن تصور او تخيل ما سيأتى بعد عصر مبارك ..

وقد دفعنى هذا المقال أن أسأل شباب وصبية جمعيتنا فى برلين .. ما رأيكم فى انتخاب ابن شقيق السادات او فى تولى ايمن نور حكم البلاد .. وجاء رد باغلبية الاراء مين هو السادات ؟؟ الاول عشان ننتخب واحد من اسرته ؟؟ وليه ما ننتخبش النعمان .. صاحب الحزب الحيران .. اللى ضحك عليه سلعوه مبارك .. وخده رحلة احلام شهران بالتمام .. مع زملائه من مدعى المعارضه .. رحلة الحوار الوطنى الشهيرة .. وبعد ثلاث جلسات قال لهم " التعلب فات فات وفى ديله سبع لفات " ...

وتاريخ الحبيبة مصر .. معروف .. وعند البعض محفوظ .. وعندما استولى مماليك الكاكى على مقاليد الحكم .. تصوروا .. وبمعنى آخر تخيلوا .. ان حذف ماسجله عمنا التاريخ فى دفتر احوال المحروسة عن فترة حكم الاسرة العلوية .. وبالذات مليكها الاخير ووليده .. امر لابد منه .. وبدأت اقلام النفاق .. تشوه سيرة الاسرة المالكة فى الاخلاق .. وسمعنا وقرأنا عن فساد سلوك الملك الحاكم .. واموال كل افراد الاسرة من الغنائم .. ودخل الخدم القصور لينهبوها .. وكانت نجمه واحده على الاكتاف تكفى لسرقة ملاية ولحاف .. بعد ملئهم بالتحف والمجوهرات .. أما نجمتين وثلاثه .. فكانوا مصدرا للغتاته .. لم يكتفوا بقصور الملك واسرته وما فيها .. بل استولوا عليها .. وصارت مقار للقيادات بداية بتاج ودبوره .. حتى ماسحى السبورة .. جديان المراكب .. والشهاده لله خرج ناصر من المولد بسكته قلبية .. ولم يكن فى حسابه غير الماهية .. حتى عفش بيته كان عهده عليه من الجيش سلمته زوجته لسلاح المهمات .. صحيح فيه ناس كتير حوله اغتنوا وربوا كروش .. وسابوا لعبد الناصر وحرمه شوية قروش .. اما فرقة المنتفعين حواليه وخاصة الشباب .. فبمجرد ما توفى .. نطوا من المركب وكانوا شباب .. ومن مركب لمركب .. حتى عصرنا الحالى خلوا حياة الشعب هباب .. اسمائهم معروفهم وكروشهم مألفوه .. ولما حيتغير النظام الحالى ويحكم البلد رجل شريف .. حنشوف لصوص النفاق فى الحوارى يشحتوا الرغيف ..

تاريخ مصر غيروه وزوروه فى كتب المدارس .. حتى تاريخ عهد مبارك نفسه .. واللى احنا عايشين فيه من سنين .. يوم ما شرفنا جنابه .. كان كيلوا اللحم ب 67 قرش .. والفرخة المشوية فى الجمعية ب 30 قرش .. كان كيلوا وات الكهرباء باربعه مليم .. ومجمع الالمنيوم فى نجع حمادى بيدفع فيه 3 مليم !!! ..

كان فيه عندنا يوم ماتولى الرئاسة .. مدارس يسير فيها التعليم النظرى جنبا الى جنب مع التدريب اليدوى .. جاب للوزارة طبيب اطفال .. غير للنقيض جميع الاحوال ..

وكان علينا للأجانب حوالى سته وعشرين مليون دولار .. حاليا الدين علينا بالقنطار .. مش اجنبى وبس .. الدين المحلى عدى ال 300 مليار .. وفى عهد الملكية الفاسد كانت انجلترا مدينه لنا .. وكنا نقدم المساعدات للجار وغير الجار ..

أنا كنت اود أن اواصل الحديث .. وخاصه عن الاعلام الخبيث .. الذى وصفه شيطان الخراب بأنه اعلام الرياده .. واشفقت على نفسى .. طلبا للراحة .. ولكن قريبا سأكتب عنه بصراحه .. بداية لمعمل الفساد فى ماسبيرو .. وعزب الصحف القومية .. فحتى حديثى القادم أسألكم الدعاء ..

[Scorpion]

استاذي الفاضل اخناتون ....

كنت طفلآ يلعب نقرة و شبر عندما مات ناصر .... و اتذكر قلق سكان منزلنا للخبر .. الذي لم أفهم منه شيئآ ...

عندما قامت حرب 73 .... اتذكر اني كنت صبي يلعب "بنك السعادة" مع أخته .. و لولا أبي أطال الله في عمره الذي اخذني عنوة من امام اللعبة كي اشاهد ما يحدث علي شاشة التلفاز فهو التاريخ الذي نصنعه من جديد .. حسب كلاماته التي أتذكرها جيدآ .. ما علق في ذاكرتي شيئآ منها ...

كنت مراهق في رحلة مع النادي الي راس سدر عندما تم اغتيال السادات ... و لم اتأثر الا بفكرة اغتيال شخص الرئيس .. و لكن هذا لم يمنع ان ننهي رحلتنا دون تغيير فعلي ... فما الذي نفهمه نحن في السياسة ...

ما درسته عن بلدي كان في كتب مكتوبة عالمقاس .. مثلما تذهب للترزي كي يفصل لك بنطلون ... بنطلون بدون عيوب و مثالي ... لأنه تفصيل ...

أكتب هذا لكي أؤكد ما ذكرته ... اذا كان جيلي و الذي تخطي حاجز الأربعين من عمره لا يعلم شيئآ عن تاريخ بلده ... فما بالك الاجيال التي اتت بعدنا .. كان حظي حسن في نشأتي في مكان به "شنط سفر" مليئة بالكتب . فألتهمتها بفضول الأطفال .. و لكن الآن من يقرأ كتاب ... بل من يشتريه من اساسه ؟؟؟

اتريد مثال .. في آخرمرة تواجدت فيها في مصر (منذ شهر واحد ) ذهبت الي ناصية شارعي حيث يوجد كشك الجرايد كي اشتري مجلة أو كتاب... و لكن الكشك أختفت منه الجرائد و حل محلها شرائط كاسيت و ديفيدي و سجاير و حلويات ... فمشيت الي الناصية الأخري حيث أتذكر جيدآ ان هناك كشك جرائد آخر و لكنه تحول الي بياع عيش في اكياس نايلون .. و مشيت .. و مشيت ... مشيت كثيرآ بالفعل دون أن أجد كشك جرائد واحد من الذي أتذكره .. فقط عندما وصلت الي أول محطة مترو أنفاق... وجدت ضالتي ... الكتب الوحيدة التي وجدت لها محال كاملة هي الكتب الدينية المسيحية و الأفلام الدينية... و التي لم تكن موجودة سوي في مكتبات الكنائس الداخلية ...

و رجعت بغصة في حلقي ..... و برغبة في فعل أي شيء...