الحاج مدبولي طلعتله سنه

[فولان بن علان]

المذيعة كعادتها تزيح خصلة شعرها من على وجهها لكنها تميل عنقها بعدها لتعود خصلات الشعر للأمام مرة أخرى

تمسك بالميكروفون بشكل حالم وصوت ناعم

وفجأة ترفع صوتها موجهة لمنتقديها تحدي أن يصبحوا في مثل شجاعتها ويتطرقوا إلى المواضيع التي تهم الناس.

ويقتحموا المسكوت عنه..ماذا تفعل إنها ضريبة النجاح وهي مستمرة على

نهجها الإعلامي الذي تسير عليه والذي أوصلها إلي ما هي عليه من شهرة ونجاح..

تشير بإصبعها إلي سنة الحاج مدبولي الجديدة والتي بدأت تشق طريقها لأعلى في لثته

أمرت المذيعة المصور أن يدخل أكثر بالكاميرا

في فم الحاج مدبولي عله يستطيع أن يبرز السنة للمشاهدين

وإكمالا لتجسيد المشهد مدت المذيعة يدها في فم الحاج مدبولي وتحسست السنة بإصبعها

وأقسمت أنها تشعر بشرشرتها تكاد تخرق أصبعها

وخاطبت المشاهدين هل تدركون هذا الشعور إنني أمسك المعجزة بيدي إن جسدي كله يقشعر

كان الحاج مدبولي مبتسما وهو فاغرا فاهه مستسلما ليد وأصبع المذيعة

وكلما سمع المذيعة تتحدث عن المعجزة أخذه زهو وانتشاء

قالت زوجته إن الحاج مدبولي لا يترك فرض من فروض ربنا وكان يحج سنويا عندما كانت صحته تسمح بذلك

جيران الحاج قالوا هي كرامة يمن الله بها علينا نحن أهل الحي

كانت المذيعة تهز رأسها في حيادية ما بين الموافقة وطلب الاسترسال

أما أصدقاء الحاج القدامي يعلمون نزوات الحاج السابقة وصولاته وجولاته كان رجل صاحب مزاج

لم يعجب كلامهم المذيعة فحذفته في المونتاج

أحد شباب الحي سأل سؤالا بريئا لم تغفله المذيعة هل هذه السنة من الأسنان اللبنية أم الدائمة

قالت المذيعة هذا سؤال يحتاج إجابة من أهل الاختصاص سوف نفرد له حلقة كاملة مع أهل العلم

وأضافت هل السنة الجديدة للحاج مدبولي تعني أنه سيستعيد دورة حياته من جديد طفولة ثم شباب آخر

ولو كانت الإجابة بنعم لكان هذا هو الرد على الشاعر الذي قال ألا ليت الشباب يعود يوما

وها هو شباب الحاج مدبولي يعود بل وطفولته

وقالت وهي تغلق الحلقة

ياما ها نعيش وها نشوف