اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الفساد فى الجامعات


الأفوكاتو

Recommended Posts

نُشر هذا الخطاب فى بريد الأهرام اليوم, و لو لم تكن كاتبته هى من هى, لما أعدت نشره, فإنه نقد للفساد الجامعى على إستحياء, و اليكم الرسالة, و مرحبا بالتعليق:

بـريــد الأهــرام

43353 ‏السنة 129-العدد 2005 اغسطس 17 ‏12 من رجب 1426 هـ الأربعاء

مسألة خطيرة

فاجأتني المساعدة المنزلية بتساؤل غريب اذ قالت في استحياء لماذا لا يتحول الطالب المنتسب الي منتظم اذا كان الفرق نصف درجة ؟وهل من الممكن ان أتوسط لدي الجامعة لتحويل ابنتها من طالبة منتسبة الي منتظمة لانها حصلت علي الدرجات المطلوبة وينقصها فقط نصف درجة؟ وكانت تعني بذلك حالة ابنتها الطالبة بالسنة الثانية بكلية الحقوق‏,‏ فلما اوضحت لها استحالة ذلك لان استثناء ابنتها سوف يؤدي الي قبول جميع الحالات المماثلة مما سيهدر قانون الجامعة من اساسه تشجعت قليلا وقالت ان هناك طالبة حصلت علي درجة‏6‏ من‏20‏ في احدي المواد وقد تدخل والدها التاجر الكبير لدي عميد الكلية فرفع الدرجة الي‏16‏ من‏20.‏

فأفزعني ما قالته وأكدت لها بصوت منفعل استحالة ذلك وان هناك شائعات كثيرة منتشرة بين الطلبة ولا اساس لها من الصحة‏,‏ ولكنني عندما تأملت الوضع لم استطع ان امنع نفسي من الربط بين هذا الحدث وبين ما سمعته من احد الزملاء ويشغل موقعا قياديا في احدي الجامعات الخاصة من ان أولياء الامور لا يكفون من ممارسة ضغوطهم التي تتمثل في تدخلهم السافر لتعديل درجات ابنائهم لضمان حصولهم علي تقديرات تؤهلم للالتحاق بالوظائف المرموقة في الشركات الاجنبية‏.‏

والواقع انني لا أدري متي بدأ ينخر هذا الفيروس اللعين في جسد التعليم الجامعي وهل انتقل من الجامعات الخاصة الي الجامعات الأم؟ أم ان العكس هو الصحيح؟

وعادت ذاكرتي الي الوراء في نهاية حقبة الخمسينيات وخلال الستينيات عندما تتلمذنا علي أيدي اساتذة أجلاء وعشنا في ظل نظام تعليم جامعي متماسك كان حريصا علي التقاليد العلمية والقيم الجامعية التي أرساها الرواد الأوائل من لطفي السيد وطه حسين الي مصطفي مشرفة وامين الخولي وتذكرت الدرس الأول الذي تلقنياه من د‏.‏ عزالدين فريد عميد كلية الآداب عند بدء الدراسة الجامعية والذي يتمثل في قدسية سرية الامتحانات وسرية النتائج وامانة المجالس العلمية وكيف انقلبت الأوضاع وجاءت أزمنة غبراء تدهورت خلالها الأوضاع التعليمية عموما واصابت التعليم الجامعي في مقتل اذ اصبح مستباحا الي الحد الذي يسمح بتدخل بعض التجار والمقاولين وأثرياء الانفتاح الاقتصادي ولصوص العولمة المنفلتة للتدخل لإفساد اخص خصوصيات العملية التعليمية واهدار مبدأ التكافؤ وهدم العمود الفقري للتعليم الجامعي‏.‏

لقد بحت اصوات مئات الشرفاء من الاساتذة الجامعيين لإيقاف هذا التدهور‏,‏ ولكن سطوة المصالح الشخصية الضيقة وغياب الرقابة من جانب القيادات الجامعية سمحت لبعض الضمائر الجامعية بالسقوط في غيبوبة طويلة فمتي نستيقظ كي تنقذ ما تبقي من عقل وضمير الوطن؟

د‏.‏ عواطف عبدالرحمن

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...