وجون وجون وجون ~ رقصني ياروزا على وحده ونص

[KANE]

في حين انه من المفترض ان تكون مجلة مستقلة، فبعد قراءة هذا المقال احسست انني اقرأ في جريدة مايو

~~~~~~~~~~~

لمـــاذا لا نـصــــدق أن هـنــــاك تغييراً

.. ربما يكون من السهل على أى مراقب للحياة السياسية فى مصر أن يعرف مدى النفوذ الذى حصلت عليه كلمة «التغيير» فى الأدبيات الإعلامية والسياسية فى الفترة الأخيرة.وربما أيضا، من السهل أن يلمح أن كلمة «التغيير» قد حصلت على شهرة كبيرة فى كافة الأوساط الثقافية وكذا الفئات الشعبية المختلفة.. ولكن فى نفس الوقت لم تستطع كلمة «التغيير» بكل «النفوذ» و«الشهرة» التى حصلت عليهما التحول من فكرة إلى واقع عند الجميع، رغم كل الجهود المبذولة من قوى داخل المجتمع من أجل إخضاع هذا الشعار (التغيير) إلى التطبيق فيما هو قادم من أحداث سياسية كبرى ستشهدها البلاد.. وبقيت هذه الكلمة، حتى هذه اللحظة، بدرجة ما، مجرد شعار، لا يصدقه البعض، بل ويهزل منه بعض آخر.. رغم أن كل الدلائل تشير إلى أن هناك جدية كاملة ورغبة محمومة فى تطبيق هذا الشعار وممارسته.. رغم أن الاختبارات الأولية لهذا التغيير لم يقدر لها أى نجاح يذكر. .. ومن المدهش أن القوى التى كانت تطالب دائما بالتغيير هى القوى التى وقفت هذه المرة فى وجه انطلاق الجماهير نحو الإيمان بالتغيير.. تحاول بكل أدواتها وأصواتها أن تنكر على الجميع وجود هذا التغيير.. وربما يكون من المؤلم أن أقول إن هذه القوى نجحت إلى حد كبير فى أن يدفع الكثيرين للكفر بفكرة التغيير.. والرضا ببقاء الحال على ما هو عليه.. لتصبح لدينا معضلة جديدة فى الواقع السياسى المصرى.. حيث إن الذين طالبوا بالتغيير.. رفضوه عندما جاء فى أحضانهم.. بينما الذين أجلوا إطلاق هذا الشعار هم الذين يتحمسون الآن لتعميمه، وتطبيقه. .. وبعيدا عن النخب المجتمعية، سواء الحاكمة أو المعارضة.. يبقى سؤال، أعتقد أن الإجابة عنه أصبحت ضرورة ملحة، بل وإجبارية وعلى الجميع أن يشارك فى صياغة هذه الإجابة.. لأن الهروب فى هذه اللحظة هو خيانة للنفس ورفض للتطوير.. والسؤال باختصار: - لماذا لا نصدق أن هناك «تغييراً»؟! إن مجرد قراءة سريعة وعابرة للمشهد السياسى المصرى تكفى لمعرفة أن هناك تغييرا جذريا قد حدث فى كافة آليات العمل السياسى من أعلى القمة.. من الموقف الدستورى.. إلى الأخطر والأقوى تأثيرا.. الموقف الإعلامى.. انتهاء بالموقف الصاخب والأوضح.. حق التظاهر.. والذى أصبحت نتاجاته موجودة فى الشارع المصرى بصفة يومية.. ورغم كل ذلك فلا أحد يصدق أن هناك تغييراً.. لذا تصبح الإجابة على السؤال تحتاج للكثير من التدقيق والتمحيص.. فى نفس الوقت الذى تحتاج فيه إلى قدر كبير من الشجاعة.. أقول هذا، لأن الذى يجيب عن مثل هذه الأسئلة.. يتعرض لسخف من قوى سياسية وثقافية.. ترفض التغيير لأنها كانت فى الأساس هى المستفيد الأساسى من بقاء الحال على ما هو عليه. .. أعرف جيدا أن من حق الجماهير ألا تصدق أن هناك تغييراً «لأن خبراتها السابقة مع الحكومات المتعاقبة تدفعها إلى ذلك.. خاصة أن هذه الحكومات كانت تملك خطابا إعلاميا واحدا يتسم بالجمود ولا يعبر عما يدور فى المجتمع من تغييرات، حتى لو كانت طفيفة.. إلى جانب أن المشهد السياسى كان يعانى من جمود واضح سواء عند الطرف الحاكم أو الطرف المعارض.. وليس أدل على ذلك من بقاء نفس الأسماء ونفس الوجوه ونفس المواقف.. بل نفس الأكاذيب.. والغريب أن التهم التى كانت توجهها المعارضة إلى النظام كانت هى ترتكبها دون أن تشعر بأى جرم.. وبالتالى بات من حق الجماهير ألا تصدق فكرة التغيير.. لأن اللاعبين الأساسيين فى الملعب هم نفس اللاعبين.. أو على الأقل هذا ما يظهر بوضوح فى صدارة المشهد. .. هذا من حق الجماهير بالطبع ألا تصدق، ومن حق الجماهير علينا أن نوضح لها لماذا «نستنكر» نحن عدم هذا التصديق. نعم تم استهلاك وابتذال كلمة «التغيير» خلال سنوات طويلة.. نعم كان «التغيير» من قبل مجرد شعار لم يعرف طريقه إلى التطبيق.. نعم هناك من تعمدوا، حكومة ومعارضة، سياسيين وتنفيذيين أن يستهلكوا الكلمة وأن يستنفذوا الشعار دون أن يشعر أى أحد.. بأى تغيير.. بالتالى كان من الطبيعى ألا يصدق أحد هذه المرة أن هناك «تغييراً» وفقا للخبرات السابقة مع المجتمع السياسى بكامل أطرافه.. لذا علينا أن نذكر حتى البديهيات التى تقودنا لأن تصدق الجماهير أن هناك «تغييراً». .. وفى مقدمة هذه البديهيات أن الوصول إلى المنصب الرفيع منصب رئيس جمهورية مصر العربية.. سيأتى عبر الانتخاب الحر المباشر بين أكثر من مرشح.. وإلى وقت قريب كان الذى يحاول ترشيح نفسه عن طريق مجلس الشعب وفقا لنظام الاستفتاء.. كان أقل وصف يوصف به أنه «مجنون» ولنا فى قصة المرشح الدائم منذ عام 1970 الدكتور هتلر أبوسعده كل العبر والدروس والدلائل.. وحتى أكون منصفا، يجب أن أشير إلى أن الذين شاركوا فى تعديلات المادة 76 أضاعوا الكثير على هذا الوطن.. وأنهم لم يكونوا على مستوى «التغيير» الذى كانت تنشده الجماهير.. إلا أنه من الظلم ألا نقول أن هناك تغييرا رئيسيا قد حدث.. ويجب أن نصدقه بالمشاركة والفعل فى هذه الانتخابات. .. وعلى الذين لا يصدقون أن هناك تغييراً قد حدث.. أحب أن أشير أنه قبل سنوات قليلة وفى أحد انتخابات مجلس الشعب.. كان من حق رئيس كل حزب من أحزاب المعارضة 20 دقيقة فقط على شاشة تليفزيون وطنهم فى حين كان كل الوقت المتبقى من حق الحزب الوطنى.. وفى هذه الانتخابات ووفقا للكثير من القرارات التى شارك الجميع فى صياغتها.. سيكون الوقت بالتساوى بين جميع المرشحين.. فى حين أن ظهور رجال المعارضة على شاشة التليفزيون أمر طبيعى وبعيدا عن الوقت المخصص للأحزاب التى لها مرشحون على مقعد الرئاسة.. فى حين يراقب المجتمع كله الحذر الذى يتعامل به جهاز التليفزيون مع أخبار الرئيس وأخبار الحزب الوطنى.. باعتبار أن محمد حسنى مبارك يحمل الآن صفة المرشح محمد حسنى مبارك.. مثله مثل بقية المرشحين.. ومن باب الإنصاف أيضا، للجماهير التى لا تصدق أن هناك تغييراً، فإن بعض الصحف القومية تخرج عن هذا الخط.. فأعود وأقول أن على هذه الصحف أن تكون على قدر من المسئولية.. حتى تعرف الجماهير أن هناك تغييرا!! .. ومن المفارقات الغريبة، والتى يجب أن نتعامل معها كدلالة عظيمة على التغيير.. أن التليفزيون خصص ثلاث ساعات لكل مرشح للرئاسة.. وإذا ظل عدد المرشحين كما هو «عشرة مرشحين» فهذا يعنى أن مرشح الحزب الوطنى سيكون لديه ثلاث ساعات فقط فى مواجهة 27 ساعة (9*3) المخصصة لبقية المرشحين.. خاصة أن المرشحين الباقين كلهم لديهم صفة واحدة.. أنه يخوض الانتخابات فى مواجهة مرشح الحزب الوطنى. وسيكون الأمر مثيرا أن التليفزيون الذى يحكمه الحزب الوطنى سيخصص الوقت الطويل لمناهضة مرشحه.. فكيف لا يكون هناك تغيير؟! .. إن إعلان الدكتور نعمان جمعه رئيس حزب «الوفد» خوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس مبارك.. نزولا على رغبة أعضاء الهيئة العليا للحزب، رغم رفضه لذلك، يكشف عن تغيير حقيقى داخل الأحزاب السياسية المصرية التى أصبحت قادرة على اتخاذ قرارات ضد رغبة رؤسائها.. وفى المقابل فإن الضغوط التى مارستها قيادات حزب التجمع ضد زعامتها التاريخية خالد محيى الدين وهو الرجل صاحب التاريخ الوطنى المشرف.. هو دليل آخر على تغيير حقيقى داخل هذا الحزب اليسارى.. فالجميع كان يعلم أن خالد محيى الدين كانت لديه الرغبة الحقيقية فى خوض الانتخابات الرئاسية.. لكن الحزب توصل إلى قرار المقاطعة فى الترشيح بل وفى التصويت أيضا.. وللأجيال التى لا تعرف كان كافيا لأى شخص أن يحمل صحيفة «الأهالى» صحيفة حزب التجمع أن يكون ضيفا على أى سجن أو معتقل.. كان هذا قبل ربع قرن من الزمان.. والآن يرفض الحزب خوض المعركة الانتخابية وفق ضمانات لا بأس بها بالمرة. .. إن ما تنشره الصحف المستقلة، والصحف الحزبية، هذا حقها.. الذى عاد لها.. هو دليل على التغيير.. وإلا أصبحنا قوما من المجانين إذا لم نصدق أن هناك تغييرا.. وصحيفة حزب «الغد» تنشر ما تنشره.. وصحيفة «الأهرام» القومية تنشر صورة لرئيس هذا الحزب فى حجم غير مسبوق لأى معارض فى تاريخ مصر.. بل ونفس الشىء فعلته صحيفة «أخبار اليوم».. ولا أبالغ إذا قلت أن حجم الصورة المنشورة لرئيس حزب «الغد». هى أكبر من حجم أى صورة نشرت للرئيس مبارك فى نفس الصحيفة.. وأعود وأذكر أن من كان يحمل نسخة من صحيفة «الأهالى» شديدة التهذيب كان يتعرض للسجن والاعتقال.. والآن تنشر صحيفة «الغد» ما تنشره.. وينزل رئيس تحريرها ضيفا عزيزاً مكرما على صحافتنا القومية..وللإنصاف هذا حقه.. رغم عدم قناعتى الشخصية بالاسم والحزب. .. ولا يبقى سوى الإشارة إلى ضرورة تصديق أن هناك تغييراً حقيقياً فى كافة مناحى السياسة المصرية.. وأن هذا التغيير لن يحقق أية أهداف أو مكاسب إلا بالمشاركة فى آليات هذا التغيير حتى يصبح واقعا وحتى يكون التغيير «عقيدة» نؤمن بها فى الحياة السياسية المصرية.. لأن «التغيير» ببساطة شديدة نحن الذين نصنعه ولا ولن يمنحه أحد لنا.. فصدقوا التغيير أثابكم الله.

عمرو خفاجى

~~~~~~~~~~~~

[Alshiekh]

اسم المجلة ايه لو سمحت؟

[احمد سعد]

مفهومة يابو حميد

روز اليوسف

التي غيرت جلدها

[KANE]

http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1823