disappointed بتاريخ: 13 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 مايو 2002 أول ما سيتبادر للذهن هو لماذا لم أنشر هذا الموضوع فى الصفحه الدينيه.. ولكن اجابتى بسيطه للغايه وهى أن الغرض من هذا الموضوع ليس الجدال العقائدى أو التناطح الدينى ولكنّه وجهة نظر شخصيه بحته فى صورة تحليل متأنى يرتكز على اتجاه أكاديمى وموضوعى بحت للوصول لصوره كامله عن الدور الحاسم الذى لعبته عصور أوروبا الوسطى فى تشكيل وصياغة الكاثوليكيّه فى شكلها الحالى معتمدا فى ذلك على النواحى التاريخيه والسياسيه والفكريه مع توثيق مصادرى كلّما أمكن ذلك لمحاولة توضيح وجهة نظر متواضعه مفادها أن أوروبا خلال عصورها الوسطى قامت بانتاج الكاثوليكيه ومن ثم تصديرها للعالم فى صورتها التى لازالت عليها حتى الآن وقبل الدخول فى الموضوع أرجو من الأخوه المسيحيين القرائه المتأنيه وعدم التشنج لأن القرائه المتأنيه والموضوعيه لما سأكتبه الآن ستزيل وتبدد أى سوء تفاهم قد يتبادر لأذهانهم , وأؤكد للمره المليون احترامى الكامل لهم ولعقيدتهم واحترامى لكل مقدّساتهم ومحبّتى لكل أبناء وطنى المسيحيين واحترامى وتقديرى الكامل لهم جميعا مبدئيّا دعونا نقول أن بداية العصر الأوروبى الوسيط كانت متزامنه مع انهيار الامبراطوريّه الرومانيّه التى سادت أوروبا فى العصور المظلمه والتّى كانت قائمه سياسيّا على نظام المركزيّه المتطرّفه , بينما حل محلّها النظام الاقطاعى الّذى ميّز التركيبه السياسيّه الأوروبيّه فى العصور الوسيطه وصبغها باللامركزيّه الى حد كبير يمكن وصفه بأنّه كان هو الآخر متطرّفا فى لامركزيّته( للاستزاده فى التعرّف على النظم السياسيّه الأوروبيه فى العصور المظلمه والوسيطه ينصح بالاطلاع على كتاب الاقطاع والعصور الوسطى فى غرب أوروبا لكلا من كوبلاند و فينوجرادوف.... وكتاب الدوله والامبراطوريه فى العصور المظلمه والوسطى لكلا من هارتمان وباراكلاف)....الاّ أن غياب هذه السلطه المركزيّه فى العصر الوسيط لم يدم طويلا اذ أنّه فى تلك الأثناء كانت هناك سلطه مركزيّه كبيره آخذه فى النمو , ففى أثناء انحلال الامبراطوريّه الرومانيّه التى كان غزو البرابره (وبخاصة البرابره القوطيين) لها بمثابة رصاصة الرحمه التى أطلقت عليها كان الدين المسيحى قد تعدّى طور الظهور على الساحه الأوروبيّه ودخل فى مرحلة النمو القوى وهو حدث وعامل لا سبيل لانكاره أو التهوين من تبعيّاته السياسيه والاجتماعيّه والتى رسمت تاريخ أوروبا ومن ثم العالم حتّى وان اختلفنا فى تفسيرنا لهذا الحدث....ومن وجهة نظرى المتواضعه فان الايمان بنجّار مصلوب من أجل البشر , والايمان بالاتّحاد التام والدائم معه وفيه عن طريق الأسرار المقدّسه التى وضعها لاشك فى أنّه قد اختطف من الناس فى أوروبا قلوبهم وأذهل عقولهم أكثر من أى حادثه أخرى سجّلها التاريخ الأوروبى , والدليل على ذلك بالطبع هو خشية الحكومه الامبراطوريه الرومانيه من هذه الطائفه الجديده وكرهها لها باعتبارها دوله داخل الدوله وهو ماجعل المسيحيّه تنشأ فى ظل الاضطهاد , ولأن المسيحيين الأوروبيين الأوائل قد استماتوا فى الدفاع عن هذا الدين الوليد باعتبار أنّه فرصتهم الوحيده للانتصار فى معركة حياه أو موت مع الامبراطوريه الرومانيّه فقد فشل تنكيل الامبراطوريّه بهم وفشل شلاّل الشهداء وحمّام الدم فى كسر شوكتهم أو الفت فى عضدهم فرفع قسطنطين الكبير فى النهايه الرايه البيضاء بعد أن عجز عن سحقها وآثر التحالف معها والخضوع لها باعلانه اعتبار المسيحيّه الدين الامبراطورى الرسمى متّخذا من روايته الشهيره ( التى ادّعى فيها أنّه قد تلقّى الهدايه الربّانيّه فجأة وبدون أى مقدّمات عندما رأى صليبا طائرا يرتفع فى السماء أمام عينيه فى مواجهة قرص الشمس) مبرّرا وساترا فيه من القدسيّه ما يشفع له انضوائه تحت جناح هذه الطائفه الفتيّه والتى أرغمته على أن تصبح الكنيسه الجديده هى كنيسة الدوله...واذا قال أحدكم لى فى هذا الشأن بأن قسطنطين الكبير قد سمح للعقائد الأخرى بالبقاء بصوره عامه فسأقول له عليك بالرجوع الى كتاب المؤرّخ كانتور تحت عنوان "العالم الوسيط" وتصفّح باب " قسطنطين وتحوّل أوروبا" ”Constantine and the conversion of Europe” لتتأكّد من أنّه انّما سمح لهذه العقائد بالبقاء بصفتها ضربا من الشعوذه فحسب كمرحله تكتيكيّه أولى أتبعها بعدم السماح بأيّة عقيده سوى المسيحيّه فيما بعد . وبهذا أصبحت الكنيسه هيئه قويّه قام كثيرون فى وجهها مرارا دون جدوى بعد أن كانت مضطهده تستجدى الرحمه , وكانت هذه الكنيسه قد بلغت مرحله لا بأس بها من النضج والقوّه قبل انحلال الامبراطوريّه , وعلينا ملاحظة أن تنظيم الكنيسه وملابس المنتمين لسلكها وحتى بعض طقوسها كانت جميعها متماشيه على نسق ما كان متّبعا فى الامبراطوريّه الوثنيّه نفسها من قبل بل ومستقى أحيانا منها (للتأكّد من هذه المعلومه ومطالعة تفاصيل ودقائق التشابه بين تنظيم وطقوس وملابس الكنيسه من جهه والوثنيّه الرومانيّه من جهه أخرى يمكن الرجوع الى كتاب " مدن العصور الوسطى" للمؤرّخ والمفكّر بيرين) “Medieval Cities “ - “Pirenne” ومع بدء الاغداق المفرط والمبالغ فيه للكنيسه فى صورة هبات وعطايا لها وزنها بدء نفوذ الكنيسه فى الاتّساع , والغريب هنا هو نشوء علاقه حميمه بين الكنيسه والبرابره الوثنيين الذين كانوا يبجّلون الكنيسه التى استقطبتهم بابتداع طقوس معقّده ومتعدّدة المراحل والخطوات وتعتمد على التأثير البصرى والسمعى والحسّى لايقاع التأثير النفسى الذى يوصل لحالة النشوه الروحانيّه التى كان هؤلاء البرابره الوثنيين مولعون بالتمتع بلذّتها , ولا يوجد دليل يعضّد هذا الكلام أكثر من أنه ثابت فى جميع كتابات مؤرّخى التاريخ الأوروبّى ( وعلى رأسهم سيدنى بينتر ,لاكروا , وفريدريك رودهاوس) أنه بينما كانت غارات البرابره القوطيين تكتسح أمامها الحكّام المدنيين كان الأساقفه والقساوسه دائما ما يظلّون فى وظائفهم بل وكان القاده البرابره يتبرّكون بهم ويطلبون دعمهم المعنوى والروحانى خلال جلسات طقوس يلفّها الغموض والايحائات المبهمه يتم اقامة شعائرها بكنيسة كل مدينه يقوم البرابره باخضاعها .... ومن هنا أقول أننى أعتقد يقينا فى أن الكنيسه اتّخذت تدريجيا قالب الامبراطوريّه فى بدايات وأواسط العصور الوسطى تمهيدا لملئ فراغ مركزيّة السلطه التى خلّفها انهيار الامبراطوريه الرومانيّه حتّى أصبحت تلك الكنيسه سلطه مركزيّه أشد ضراوه وتطرّفا من الامبراطوريّه مع انتصاف حقبة العصور الوسطى , وهو ما أعتقد أنّه يشبّهنى تماما باتّخاذ سرطان البحر قالب قشرته لينزوى بداخله. ولهذا فأنا أعتقد أنّه يمكننى القول بأنّه مع بداية القرن الثامن الميلادى كانت الكنيسه الرومانيّه هى فى واقع الأمر كل ماتبقّى من الامبراطوريّه الرومانيّه اذ أن أسقف روما وصل تدريجيّا بمضى الزمن الى مركز رئاسى وسلطوى جعل كافة الأساقفه الآخرين يعترفون به بصوره قاطعه كسلطه مركزيّه مهيمنه عليهم أولا ثم على المقدّرات الحياتيّه والسياسيه ثانيا , وأعتقد أن ذلك هو ما أضفى بصوره واضحه وملموسه الجانب العملى والتطبيقى لنظريّة (مدينة الله) التى ابتدعها القديّس أوغسطين ( أو كما يسمى أوجستين أوف هيبو) فى كتابه المسمّى أيضا "مدينة الله" والذى هو فى واقع الأمر عباره عن لاهوت وقصص أكثر منه تاريخ وفلسفه وهو ماأسهم بشكل حاسم فى انتشار الرهبنه بسرعه فى أوروبا , والقدّيس أوغسطين الذى أعنيه هنا بالمناسبه هو الذى كان مدرّسا لعلم البيان وآداب اللاتين القدامى فى ايطاليا قبل اعتناقه للمسيحيّه وليس القدّيس أوجسطين أول رؤساء أساقفة كانتربرى الذى أوفده البابا جريجورى الكبير الى انجلترا لنشر المسيحيه بها وفرض النفوذ البابوى الرومانى عليها (وجب التنويه منعا للخلط) واذا كانت "مدينة الله" التى هى الكنيسه آخذه فى الازدهار فان" مدينة الانسان" التى هى الامبراطوريه كانت آخذه فى التدهور والانقسام على نفسها, ورغم أن الكنيسه وفّرت القوّه الدافعه للمسيحيّه ودعّمتها بجسور التوافق مع الوثنيين القوطيين والبرابره عبر الطقوس الجاذبه للحس الوثنى عندهم فان ذلك كان استباقا للمذهب الميكيافيللى على أى حال ولا يمكن فى هكذا مسائل عقائديّه مصيريّه ترتكز على المعانى الانسانيّه والقيم أساسا أن يكون هناك أى غايه مهما سمت قادره على تبرير الوسيله, وهو ما جعل المفكّر الكبير جيبون (Gibbon) يرفض الاعتراف بمكاسب الكنيسيه التكتيكيّه فى تلك المرحله , بل واعتبر أن مجيئ المسيحيّه كان فى نظره أول انتصارات البربريّه وأكثرها شؤما, بل كان يهزأ بمفاخرة أحد آباء المسيحيّه الأوائل وهو الأب ترتوليان القرطاجنى بأن نجّارا كان دائما جاهزا للرد على أسئله حيّرت عقول أعظم حكماء العصور القديمه(يمكن الرجوع لهذا الموضوع برمّته فى كتاب "الدين خلال خمس قرون" للمفكّر البريطانى الشهير جورج جوردون كولتون) , واذا كان لى أن أقول بأن هذا الازدراء المغلّف بالسخريه كان له ما يسوغه ويبرره فمرجع ذلك الى أن هذا الدين فقد جزءا كبيرا ومهمّا من خصائصه الأصليه مما جعل من قبوله كدين للدوله مدخلا الى ضعف المجتمع وسببا فى وهن الدوله برمّتها رغم أنّه هو ذاته كدين وعقيده قد استمد القوّه من هذا القبول , واعتقد من وجهة نظرى أنّه لا يشفع لهذا الدين أن النجّار(المسيح) الذى ألمح له المفكّر"جيبون" قد حقّق كسبا حقيقيّا للحضاره الانسانيّه عندما اهتم جدّيا بأن يجد أجوبه يكون لها قيمه أخلاقيّه بارزه بصفه عامه على الأسئله التى حيّرت حكماء عصره طالما انحرف التطبيق عن المسار الذى أراده المسيح وعلى عدّة محاور كان من أهمّها قبول التساهل فى اضفاء صبغه وثنيّه يرّاقه على الدين الربّانى بغرض حماية نفوذ الكنيسه وترسيخ سيطرتها على الأفئده مبدئيّا تمهيدا لتنفيذ مآربها السلطويّه عبر اظهار الكنيسه لصوره دعائيّه تمنّى من خلالها أتباعها من بسطاء وعامّة الشعب بتغييرات اجتماعيّه جذريّه شامله على مجتمعات اعتمدت فى سبيل ثباتها على كيان أفقى يعتمد على الفوارق الطبقيّه , وعبر اظهار السلطه الكنسيّه بمظهر الداعى الى نبذ الولاء المطلق والأعمى من عامة الشعب للاقطاعيين, وعن طريق لعب الكنيسه على وتر التسامح من منطلق وعيها بتميّز عقليّة القرون الوسطى (ولو من الناحيه الشكليّه على الأقل) باقتناع العامّه بأن لكل انسان روح يتعيّن عليه أن يلتمس لها الخلاص الذى هو الغايه النهائيّه التى لابد منها لكل كائن حى باعتبارها أعظم واجب عملى فرض على الجميع.....ولكن.....لم يفق الأوروبيون الا والكنيسه التى أفرزتها العصور الوسطى قد أصبحت فى واقع الأمر وسيله لترسيخ الكيان الأفقى المعتمد على الطبقيه مع فارق بسيط وهو اضافة رجال الدين على رأس القائمه التى شملت معهم الاقطاعيين مع تحويل الولاء المفروض للدوله أيّام الامبراطوريّه الى الولاء المطلق للكنيسه التى انتهى بها الأمر الى ربط الفدره على التماس الخلاص بالقدره المادّيه التى تستطيع تمويل الكنيسه فى صورة هبات أو ما شابه ذلك للحصول على المباركه والغفران...وكل ذلك فى مجمله من الواضح أنّه أدّى الى تفريغ المسيحيّه من محتواها الأصلى وقام بتشويهها بفعل الاقحامات والتعديلات والتنقيحات والتطويعات المتعاقبه خلال العصور الوسطى, ولهذا فاننى أشبّه ما حدث بأن الأرض الأوروبيّه اكتسحها طوفان جبّار من التغيّرات السياسيّه والاجتماعيّه ابان انهيار الامبراطوريّه الرومانيه ثم تركت بصفه مؤقّته قاحله وجرداء مع بقائها غنيّه بالأرض البكر التى كان يمكن للكنيسه زرع نبته رائعه بها ولكنّها أدخلت تعديلاتها المذكوره أعلاه على البذره فجعلتها تحمل داخلها عوامل وهن وراثيّه رغم أنّها لو زرعتها كما كانت فى أصلها لكان المحصول أروع مما نراه الآن بكثير. لفهم ماأريد قوله أكثر دعونى أوضّح أن العناصر الرئيسيّه على الساحه الانسانيّه الأوروبيه قبل ظهور المسيحيّه كانت أربعه ...العنصر الأول هو الفلسفه التى احتوت على قدر عظيم من دروس وارشادات الأخلاق ولكنّها كانت فى جوهرها أكاديميّه وبعيده عن مضمار التطبيق العملى فضلا عن قصور امكانيّة وصولها بيسر الى المستوى الفكرى للانسان العادى , أما العنصر الثانى فهو دين الدوله الذى تظاهر به الرجل العادى بوصفه أمرا رتيبا روتينيا رغم أن هذا الدين لم يعمد قط الى تدريس مبادئ الأخلاق أو حتى التظاهر بذلك اذ كان دينا رسميا بحتا فحسب , والعنصر الثالث هو العبادات المختلفه وبخاصة تلك التى كانت من أصل شرقى مثل عبادات ايزيس وسايبيل وسيرابيس ومثرا وتلك الأخيره كانت قد تميّزت بقدر ضئيل من المعنويات بينما اتسمت العبادات الأخرى باباحيّه صريحه, والعنصر الأخير كان اليهوديّه التى كانت قويّه فى ايمانها بالوحدانيه ونفورها من عبادة الأصنام كما أنها كانت قويّه فى تضامن شعبها اجتماعيا وان تميّزت بالعنصريّه وضيق الأفق والتعصّب اذ كان بالنسبه لهم اله قبلى صديق لبنى اسرائيل فحسب وكاره لمن هو ليس من أصل يهودى , فجائتJehovaيهوه التعديلات والتحويرات التى تم اقحامها على المسيحيه فى العصور الوسطى بأوروبا لتصهر هذه العناصر الأربعه فى بوتقه واحده لها قدرة جذب أكبر عدد من المريدين والأتباع , اذ دئبت كنيسة العصور الوسطى على محاولة استيعاب هذه العناصر بصوره انتقائيّه ليس فقط على أساس أفضل مافيها من فكر وانما أيضا (وهو خطأفادح) على أساس مافيها من عامل جذب للانسان العادى , ومما شجّعها على المضى فى هذا أن النسيج الذى أنتجته كانت العناصر الأربعه فيه ليس فقط متمتّعه بامكانيّة قبول النسيج لها بل كانت متآلفه فيما بينها حقا فى اطاره , ولهذا فان تلك العقيده الجديده للأسف تأثرت بمكنونات العناصر السابقه لها بدلا من أن تؤثر هى فيها , وأخذت عنها بعض نواحى ضعفها العقائدى بدلا من انتقاء ما هو قوى فيها فى سبيل ايصال العقيده الجديده الى مستوى العامه ونشر معرفتها بين الناس قاطبة بدلا من أن ترفع مستوى العامه لتفهّم سمو ماجاء فى أصولها قبل التعديل...وبهذا بدلا من أن يرفع الفكر العقائدى من مستوى العامه لايصالهم لمصافه تعيّن على هذا الفكر العقائدى الرفيع أن ينزل من عليائه لينتصر, عامدا فى ذلك الى التوفيق الى حد ما بينه وبين الآراء الفجّه المغرضه , فقبلت كنيسة عصور أوروبا الوسطى أن يتم تطعيمها بعادة عبادة أو على أقل تقدير تقديس الصور والتماثيل التى مقتها الآباء المسيحيون الأوائل , ولا يفوتنى هنا أن أشير مثلا الى أن أوريجين (الذى تتلمذ على يد كلمنت السكندرى واستشهد والده ليونيداس أثناء اضطهادات الامبراطور سفيروس التى أضطرت مدرسة اللاهوت بالاسكندريه الى اغلاق أبوابها ) كان دائما يؤكّد على أنه لا يوجد مسيحى بلغ به الجهل أن يؤمن بأنه يستطيع أن يبتهل الى الله عن طريق تأمل صورة ما أو الخشوع أمامها وهو ما جعل علاقته تسوء بالأسقف ديميتريوس اذ كان مصرّا على تفسير العهد القديم (وبخاصة سفر التكوين) على أساس فلسفة أفلاطون القائمه على ثنائية العقل والماده.......ومن ناحية أخرى فقد نقلت الكنيسه الى المسيحيّه روح حماسيّه متطرّفه لا تتفق مع الأخلاق المتسامحه التى نادى بها المسيح , فقد تسلل من اليهوديّه للمسيحيّه تعصّبا لا سبيل معه الى التسامح اذ أن المختارين الذين اصطفاهم الله (اليهود) كانوا يؤلفون جانبا من الانسانيّه أما الباقون (الأمم) فان الله لم يشملهم بعهده , ولذلك كانت الكنيسه على استعداد لتبنى الفكره الامبراطوريه الهادفه للسيطره على العالم ولو بالقوه اذا اقتضت الضروره ذلك وهكذا تبنّت الكنيسه فكرة العالميّه, ومن ناحية أخرى فقد استمالت اللمسه الوثنيّه تعاطف البرابره مع الكنيسه بدليل استبقائهم للأساقفه والقساوسه فى مذابحهم مع بناء علاقات ودّيه معهم رغم خلع البرابره لكل الحكّام والقضاه الرومان أثناء اجتياحاتهم , وبهذا ضمنت السلطات الأسقفيه والكهنوتيّه تعذّر القضاء على سلطاتها نظرا لدعمها من قبل البرابره وتماسكها الشديد وقوّتها الروحيّه , وامعانا فى تأصيل وترسيخ مبدئ العالميّه الذى أشرت اليه أعلاه فقد فضّلت الكنيسه تكليف القديس جيروم الذى عاش متنسّكا فى احدى صوامع فلسطين بمراجعة واعتماد نسخة الكتاب المقدّس النهائيه التى تم ترجمتها الى اللاتينيه ثم اعتمدتها بعد ذلك كالنسخه الموحّده المعترف بها فى العالم ومن ثم حلّت هذه النسخه اللاتينيه تدريجيّا محل النص الأصلى باعتبار أن اللاتينيه كانت هى اللغه المألوفه لدى كافة شعوب غرب أوروبا المثقّفه بينما تم الاحتفاظ بالنصوص الأصليّه فى مأمن داخل الأديره أو فى السكرستيات مع الملابس الكهنوتيّه والأوانى المقدّسه وان ظلّت بعيده عن متناول كل من يريد أن يطايق الأصل مع النسخه من جموع عامّة الناس. ثم بدئت الكنيسه فى مرحله أخرى وهى التأسيس لمبدئ عصمة الكتاب المقدّس من الخطأ , وهو مبدئ لا اعتراض لى عليه , ولكن الاعتراض يبرز وبقوّه عندما تتبع الكنيسه تلك الخطوه بأخرى مكمّله لها تتمثّل فى تفويض الكنيسه تفويضا نهائيا وحصريّا فى مسالة تفسير نصوص الكتاب المقدّس التى اعتبرتها الكنيسه حقّا خالصا لها ولا يمكن مراجعتها فيه بل ولا يمكن الأخذ بالنص مجرّدا وانّما يتم الأخذ بالتفسير , وهو مايقلب المعادله بالنسبه لى رأسا على عقب , فاذا كان القديس توما الأكوينى قد عرّف الكتاب المقدّس بأنه كتاب الّفه ووضعه الله فان الله هو الذى له القدره على تفسير معانيه ليس بالكلام فحسب كما يستطيع الانسان فعله بل بالأفعال أيضا , وهو ماترتب عليه كنتيجه تلقائيه أن الكتاب المقدّس لا يمكن البتّه أن يتضمّن أقوالا كاذبه فى المعانى الحرفيّه وعليه كان لزاما على جميع المسيحيين أن يؤمنوا بكل ماورد فى الكتاب المقدّس باعتباره كلام الله ليس فقط فيما يتعلّق بشئون الاخلاق والايمان (فهذه أمرها هيّن) ولكن فيما يتعلّق ايضا بما هو أصعب فى اثبات صحّته وضمان عدم زعزعة مصداقيّته ألا وهو مايتعلّق بمحتويات الكتاب المقدّس من ناحية الأحداث التاريخيّه وحقائق الطبيعه , فاذا قال مثلا أحدهم أن صموئيل لم يكن ابن كنعان لترتب على ذلك تلقائيا أنّه يقول بأن الكتاب المقدّس كاذب مما يتعارض مع ايمانه ولو بصوره غير كلّيه أو غير مطلقه أو عن طريق غير مباشر , ومن ثم يقع ذلك الشخص تحت طائلة الاتّهام بالهرطقه , واذا قام أحد العلماء باكتشاف حقيقه طبيعيّه تتعارض مع ما هو مذكور بالكتاب المقدّس فقد تم وصمه تلقائيّا بتكذيب الكتاب المقدّس والهرطقه كما حدث مع جاليليو عندما تعارضت نظريته الفلكيّه التى تثبت أن الأرض ما هى الا أحد الأجرام السماويه التى تدور فى فلك معيّن مع النص الواضح فى المزامير : أيضا تثبتت المسكونه لا تتزعزع "العهد القديم-مزامير 1:93" , ومن ناحيه ثانيّه أدّى هذا الافتراض الى ازدواجيّه أقلقت الكنيسه للتوفيق بين الحرفيّه والتفسير حتى لا يمكن تكذيب الأولى أو التنازل عن تكييف الثانيّه لأغراض الكنيسه , حيث تعيّن على الكنيسه اتخاذ حرفية النص أساسا ومن ثم بناء التفسيرات الروحيّه عليه,وبناء على ذلك فان سفر التكوين عندما يتحدّث فى اصحاحه الثالث عن شجرة الحياه فان عدم القدره على انكار الحقيقه النّباتيّه لهذه الشجره أو الحقيقه الجغرافيّه الخاصّه بوجودها فى الفردوس الأرضى قد يكبّل التفسير الروحى بأنّها ترمز الى الحكمه أو المعرفه , ولكن الكنيسه هنا اعتمدت على التأثير الضئيل للرمزيّه فى التفسير على تمسّك عامّة الناس بالمعنى الحرفى للنص , وهو تكتيك كان فى الواقع قصير النظر اذ نجح مؤقّتا فى البدايه ولكنّه تم احراجه مع نمو الثقافه والوعى الفكرى تدريجيّا فى أوساط العامّه الأوروبيين مما أثبت أن هذا الأسلوب حمل بين طياته عوامل عطبه ذاتيا , أما الناحيه الثالثه (وهى الأخطر) فقد أدى هذا التوجّه الى فتح الباب على مصراعيه لتدخّل المآرب الشخصيّه والمصالح الدنيويّه لرجال الكنيسه فى الزج بالتفسير فى الاتّجاه الذى يوافق أغراض غير روحانيّه كلّما دعت الحاجه لذلك بعد أن نصّبت الكنيسه نفسها واصية على الايمان المسيحى ومقدّراته , وليس أدل على ذلك من أن البابا أنوسنت الثالث عندما كتب يطالب الكنيسه اليونانيّه بالطاعه لكنيسة روما فانّما بنى مطالبه أساساعلى مثلين فسّرهما برمزيّه مقحمه وفجّه , أولهما عندما ألقى القدّيس بطرس بنفسه فى البحر دون ابطاء ليلحق بالمسيح عند صعوده (العهد الجديد-انجيل يوحنا-اصحاح7:21) وثانيهما عندما سار بطرس لحظة فى مناسبه سابقه مع المسيح فوق الماء(العهد الجديد-انجيل متّى-اصحاح14) فتنبّأ البابا على هذا الأساس بالسياده على الجنس البشرى قاطبة مادام الشرح الذى أقحمه هو على الكنيسه قد فسّر "مياها كثيره" بما معناه "العالم أجمع" مع تركيزه على الحفاظ فى نفس الوقت على طرح أى شك حول الوصفيّه الحرفيّه للحدث الحركى الذى أتى به بطرس فى الحالتين وهى معادله لا أهضمها على أى حال. أما عن اقحام الكنيسه لنفسها كطرف وسيط بين الفرد والرب فقد تحوّر فى النهايه الى أن ثبت فى أذهان الناس بأن الكنيسه مفوّضه الهيا وترتّب على ذلك اعتبار الكنيسه أن من يخالفها الرأى فقد جدّف وهرطق وحق عليه الموت, وبادرت الكنيسه الى اضفاء لون معتم وقاتم ومريع على شروحات وتفاسير نار الجحيم وعذاب جهنّم دون أن تجد غضاضه فى اقحام الكثير من موروثات الديانات الأخرى , بل وبادرت الى ابتداع مذاهب غريبه فى نبوءات نهاية العالم وروّجت لتنبؤات الأب ترتوليان المخيفه عن عذاب الجحيم باعتبارها تنبؤات تسرى على مناهضى الكنيسه وقامت بافراز كوادر متخصّصه فى هذا المجال الترويعى مثل القدّيس فرنسيس الأسّيسى وبرتولد أوف ريجنسبورج الفرنسيسكانى, وهو ماجعل (حسابيّا) تقدير عدد من ظفروا بخلاص نفوسهم واحد فى العشرة آلاف مسيحى ناهيك عن أن الأطفال الغير معمّدين ولو أنّهم أبرياء فقد وجب عليهم الذهاب الى الجحيم , بالاضافه طبعا لكل من كان غير مسيحى , وهو ما يذهب بغالبيّة الجنس البشرى الى الجحيم, وهو فى نفس الوقت مايتنافى بصوره جذريّه مع الطبيعه المتسامحه والرحيمه للتعاليم التى أتى بها المسيح. أمّا أخطر ما أفرزته العصور الأوروبيّه الوسيطه وظل عالقا بالمسيحيّه حتّى يومنا هذا فقد كان التساهل الغير مبرّر مع تطعيم المسيحيّه بأفكار معتنقى ديانات وثنيّه كانت الكنيسه قد انتصرت عليهم بالفعل كالتيوتون والكلت والسلاف , بل وعندما لاحظت الكنيسه فى تلك العصور بأن قتل الأطفال كان مسلّما به قانونا فى بعض الحالات من قبل قاطنى فريزيا غرب أوستفاليا ومن قبل سكّان أيسلندا فانّها تساهلت معهم , بل أنّها باركت طريقة عبادة الوثنيين فى جزيرة ريجن الألمانيّه ببحر البلطيق والمعروفه باسم طريقة سانت فيتوس والتى تضمّنت تقديم ضحايا بشريّه من حين لآخر لتمثال يسمّى "سوانتوفيت" , والأدهى من ذلك كان توصية البابا جريجورى الكبير للمبشّرين الذين أوفدهم للوثنيين الانجليز بضرورة التساهل معهم فى السماح باقحام شعائرهم وبعض معتقداتهم فى كنائسهم اذ تم السماح بتدشين المعابد القديمه الوثنيّه ورشّها بالماء المقدّس مع الابقاء على احتفالياتهم وتقاويمهم المستوحاه من مناسباتهم الوثنيّه ....وهو نفس الطريق الذى سار فيه الفاتيكان فى العصور الحديثه وقد كان أكبر دليل على ذلك هو غض البابا الحالى لبصره عن الممارسات الوثنيّه المستوحاه من ديانات الأجداد والتى أقحمت على كاثوليكيّة كثير ممن عاينهم بنفسه ابان زيارته الأخيره الى كوبا وبعض دول أمريكا الوسطى فى سبيل الحفاظ على هؤلاء الناس فى رباط مع الكنيسه مهما كان هذا الرباط مجدولا من ألياف كان من المفترض أن تلفظها الكنيسه. <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Arabisc بتاريخ: 26 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 فبراير 2003 سلام عليكم الموضوع ده من المواضيع الممتازة للعزيز محبط . و له علاقة وثيقة - في رأيي - بإشكالية العلمانية و فصل الدين عن الدولة المطروح في أكثر من موضوع آخر و لأني غير متخصص فلن استطيع مناقشة التفاصيل التاريخية , و لكن الملاحظ و الذي يدعو لتأمل هو ظاهرة العصمة الكهنوتية التي لا تقبل النقاش و التي أفرزت بالتالي نفور من وجودالسلطة الدينية و ظهور العصيان و الاصطدام .. هل نأخذ عبرة من التاريخ ? سلام عليكم ولو أنا إذا متنا تركنا .... لكان الموت غاية كل حي و لكنا إذا متنا بعثنا .... ونسأل بعدها عن كل شى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الطفشان بتاريخ: 26 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 فبراير 2003 بعض التعليقات السريعة قد تختلف الاديان في اصلها و رسالتها و لكن تجد انه عندما تبتعد قليلا لتأخذ نظرة اكثر شمولية، ستجد ان فهم و تطبيق البشر للدين متشابه جدا، و ان اختلفت مجتمعاتهم و ازمانهم مثلا الكاثوليكية فيها تقديس شديد للقديسين، و ووضعهم في موضع الشفاعة و التقرب لهم و الدعاء لهم كوسيط لله و كذلك الكثير من الصوفية عندنا يجعلون الاولياء و قبورهم و موالدهم نفس الشئ تماما السلفية الاسلامية هي العودة الى الاساسيات، و كذلك البروتستنتية اطاحت بالبابا و السلك الكهنوتي، و عادت الى الاساسيات اليهود بعد مرور 1200 سنة من عهد موسى أغرقوا في القوانين و التحريم و الطقوس و كتبوا التلمود و الشروح عليه حتى طغى هذا على اساس رسالة التوحيد و الاستقامة و كذلك الكثير من المسلمين انشغلوا بالتفريعات و تفريع تفريع التفريعات، و نسوا التوحيد الصرف، و التقوى و خشية الله متمثلة في انعكاسها على سلوك الفرد و المجتمع دين السيخ، بدأ بفكرة التسامح و التقوى و التعايش، دبون طقوس و لا رموز، ثم جاء المعلم العاشر Govind Singh بعد مؤسس الدين، و اخترع لهم العمامة و عدم قص الشعر و لبس ملابس داخلية معينة و "غويشة" مميزة (رجل او امرأة!) و خنجر و حولهم من فئة مسالمة الى ميليشيات مسلحة محاربة الهندوسية دين مسالم، يفرض على معظم اتباعه ان يكونوا نباتيين لان قتل اي روح شئ محرم. ثم نفس هذا الدين يتحول الى ذريعة لقتل الانسان المخالف في العقيدة، سواء سيخي او مسيحي او مسلم المسيحية ايضا تناست رسالة المسيح "باركوا لاعنيكم احبوا مبغضيكم، من ضربك على خدك الايسر فأدر له الاخر"، و قام الباباوات باعلان غفران الخطايا لمن يسفك الدماء باسم المسيح في الحروب الصليبية (يعني مقننة!) ثم اتت محاكم التفتيش لتعكس التسامح عجبي لكم يا بشر! الشعب اراد الحياة و القيد انكسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابو حلاوه بتاريخ: 27 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 فبراير 2003 من فترة كنت قرأت مقال عن القديسين في المنطقة التي اعيش فيها في فرنسا و الاحتفالات التي تقام لهم ... و كيف ان معظم تلك الاحتفالات ليست سوي امتداد لعادات وثنية تتناقلها اجيال بعد اجيال و ينطبق الحال علي العديد من اولياء الله الصالحين في مصر ... و مولد سيدي فلان و مولد سيدي علان ... فالنظام الاقتصادي و الاجتماعي يحتاج بشدة لذلك النصب المقدس... ... البني ادم واحد في كل مكان بغض النظر عن دينه او شكله او لونه .... الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن لا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الطفشان بتاريخ: 27 فبراير 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 فبراير 2003 عندك حق يا ابو حلاوة موضوع القديسين فعلا يشبه الى حد كبير ما يفعله غلاة الصوفية من تعلق بالاولياء و القبور الفرق هو ان في الاسلام هذه العادات مغضوب عليها و دخيلة عليه، اما في الكاثوليكية، فهي مقننة و من الدين نفسه و الكنيسة تحض عليها و هذه العادات هي جزء من ما نقمه الاصلاحيون البروتستنت في القرن ال 16 و ادى الى انشقاق المسيحية الغربية الى قسمين و ساضرب مثال من الغرب و مثال من الشرق و كلاهما في معرض الصراع مع المسلمين: سنتياجو ماتاموروس فتح المسلمون الاندلس بداية من عام 711 م في عام 813 م، في شمال غرب جزيرة ايبيريا (اسبانيا)، ادعى احد الناس انه رأى ضوء يلمع في مكان غير مأهول عندما ذهب اليه وجد عظام القديس جيمس الكبير و جيمس (يعقوب) الكبير هو احد حواريي المسيح، يقال انه ذهب للدعوة في ايبريا، و لكنه عاد الى القدس و سجن بها من قبل الملك هيرودس، و قتل و تقول الاسطورة ان جثمانه ذهب الى اسبانيا عن طريق معجزة! و بنى ملوك الاسبان كنيسة و ضريح على القبر المزعوم، و سمي المكان باسمه سنتياجو دى كومبوستيلا Santiago de Compostela (يعني القديس دييجو نجمة الحقل) و هي مدينة مشهورة الى الان، و اسمها في كتب التاريخ الاسلامي شنت ياقوب (Saint Jacob) في عام 844 م انتصر الاسبان على المسلمين، و عزا بعض القساوسة هذا النصر الى القديس جيمس، الذي اتى و ساعدهم في قتل المسلمين و سمى من ذلك الحين سانتياجو ماتاموروس Santiago Matamoros و معناها القديس دييجو قاتل المسلمين! و في القرن العاشر، غزا المنصور ابن ابي عامر، اقوى حكام الاندلس المسلمين مدينة سنتياجو دي كومبوستيلا، و خرب المدينة، و لكنه ترك القبر و الكنيسة، و لم يمسهم بسوء و الان هناك ناس من اصول اسبانية اسم عائلاتهم ماتاموروس، و هناك مدينة في المكسيك على الحدود بنفس الاسم ايضا رمح المسيح عندما بدأت الحملة الصليبية الاولى على المشرق الاسلامي، وفدت جحافل الصليبيين عبر اوروبا الى القسطنطينية ثم اسيا الصغرى، ثم حاصروا مدينة انطاكية (الان في تركيا) زعم احد الرهبان انه رأى في المنام رمح المسيح و هذا الرمح هو ما يقال انه طعن به في جنبه بعد ما صلب ثم قال هذا الراهب ان الرمح موجود في المكان الفلاني، و طلب من الجنود ان يحفروا في الطين فوجدوا رمح قد خبأه من قبل و قالوا للجنود ان هذا هو الرمح المزعوم و انه علامة على النصر على المسلمين فتحمس الجنود و فعلا فتحوا المدينة و ثبت لاحقا ان الرمح مكذوب، و اعترف الراهب بهذا، هو و الامراء الذين ساعدوه الشعب اراد الحياة و القيد انكسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
c'est la vie بتاريخ: 12 ديسمبر 2004 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 ديسمبر 2004 للرفع.. ألقاك في عصف الذهول المر .. تجتاز الفجاج السود , مخبولاً شقيا .. مالذي سدد في قلبك سكيناً .. وبعينيك سؤالاً .. أخرس الدمعة .. وحزناً آبديا .. { فاروق شــوشة }.. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان