سمـــاء

[الآسر]

تسللت أشعة شمس الصباح في صمت لتلامس خدودها الرقيقة وتغمرها بدفئها ونورها.. تستحثها علي النهوض

فتحت سمـاء عينيها الصغيرتين

تثائبت في رقة .. نهضت وأمسكت بدميتها التي أصبحت ابنتها وصديقتها منذ وفاة امها من عام

- يلا يا بوسي .. اصحي بقي الشمس طلعت .. انتي كسولة قوي

ذهبت الي غرفة والدها المجاورة .. أبصرته نائما علي ظهره مثل ألأمس .. نادت عليه .. لم يجب.

تركته وذهبت لتغتسل وتنفض عن وجهها الصغير بقايا النعاس ولتكلم صديقتها المياه بحديث الصباح مثل كل يوم .. كما علمها والدها

- أنا صحيت يا ميا .. أنا نشيطة قوي .. جيت علشان أصحيكي انتي كمان

عادت الي والدها .. وجدته ما زال محتضنا فراشه .. مستسلما لسلطان النوم .. يسجنه كيفما يشاء

قفزت بجانبه علي فراشه في شقاوة .. تداعب شعره في رقة .. تلعب بيديها في شاربه في طفولة.. تهز رأسه في قوة

- اصحي يلا يا سي بابا .. أنا صحيت بوسي وصحيت الميا وبيسألو عليك

- يلا اصحي بقي .. أنا جعانة قوي .. التلاجة فاضية خالص وانت بقالك يومين نايم

جرس المنزل يدق .. تفتح الباب .. يطالعها وجه عم حلمي صديق والدها

- بابا فين يا سمــاء

- نايم جوه يا عمو حلمي .. تعالي

يدلف الرجل الي الشقة .. يدلف الي الغرفة .. يحتضن سمـــاء في حنان

-أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .