الآسر بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 تتك تتك .. تتك تتك صوت مميز لكل من يرتاد المترو - مترو الأنفاق - يتأصل هذا الصوت داخل الفرد ويصبح أسمه الرباعي في نهايته تتك وكعادتي اندفعت بقوة القصور الذاتي في محطة رمسيس داخل احدي العربات وسط جحافل الحلفاء والأعداء الحلفاء : من يحاولون اقتحام المترو الأعداء : من يريدون الهروب من الجحيم وبعد ان استقر بي المقام في بقعة ما .. مساحتها ربع متر في ربع متر .. هبت عليا رياح التأمل من جبال الخيال وذهبت مع صديقاي .. عقلي و عيني .. أتابع واقع الناس ووقائع الحياة .. أنظر الي هذا التابلوه المرسوم باحساس حقيقي .. بقدرة الاهيـة لا مثيل لها .. قد لا تتناسب الألوان .. يأتي الأسود ممثلا في شاب ملابسه متسخة .. صبي ميكانيكي .. يجلس جوار الأبيض متمثلا في فتاة رقيقة متأنقة تفوح منها رائحة العطر فترقص جنبات المترو لأنه يحمل هذه المخلوقة. شاب في العشرين .. يترك شعره ليسابقه في عمره .. طويلا منسدلا وعليه ذلك - الجيل - واقف في خيلاء .. يسخر من كل ما حوله .. لا يعلم أي مصير ينتظره في هذا العالم القاسي .. لا ينظر حوله .. ورائه .. أمامه .. ينظر فقط تحت قدميه ويعيش اليوم. إمرأة عجوز تقف جوار مقاعد الجالسين .. تستحث بعينيها من يرق قلبه ليجلسها مكانه .. قلوب قاسية .. كله مطنش مشهد آخر .. زاوية أخري .. رجل في العقد الخامس .. الوجه أسمر .. السشعر أشيب .. العرق يتصبب علي جبينه حبيبات لامعة .. يمسك في يده كيس صغير به شيء ما يعــود به الي بيته .. ربما كيلو فاكهة .. لا يمكن كيلو لحم أو كيس خبز فقط ! الشقاء ينحت بأزميله في قسمات هذا الوجه .. ما يبقي علامات للزمن والتاريخ . جزء آخر في اللوحة .. أمين شرطة مسن يتجاوز الستين .. يمسك بأحد المجرمين الشباب وفي يد كلا منهما الكلابشات .. لا أدري لماذا يستكين هذا الشر في يد هذا المسن .. ما هي االعلاقة بينهما .. بإمكان هذا الشاب القوي أن يضرب هذا المسن ويهرب .. وعل الرغم من هذا يتبادل معه الحديث في ود .. يدخنان السجائر سوية في صداقة غريبة .. وليدة يوم واحد .. ذلك اليوم الذي يستلمه من قسم ويسلمه الي آخر .. أنظرو هناك .. خلف هذا الضخم .. شاب وفتاة يمرحان معا .. تحاول جاهدة عيناهما أن تقول كلام .. لكن قلبيهما فيهما حديث آخر من الزيف والمكر والخداع .. لا مجال للحب ولا الصداقة .. أصبحت عادة في مجتمعنا .. رغبة غير مكبوتة من الجنسين .. حوارات تافهة ونهايات مؤسفة . ما هذا؟ ماذا يحدث؟ توقف المترو.. توقف الزمن .. جحظت العيون .. انخلعت القلوب .. انفتحت أبواب المترو .. يراها البعض أبواب الجنة .. دلفت مسرعة راقصة ومعها تابعتها .. إمرأة سمينة نوعا ما .. ترتدي بدلة رقص وعليها عباءة رقيقة .. اذا ما جاز تسميتها عباءة .. وقفت تنظر الي تابعتها في حنق وتصيح بها " أنا لازم أغير العربية المعفنة دي كل شوية تعطل وكده هنتأخر علي الفرح " ترد تابعتها في خبث " لا يا أبلتي هنلحق ان شاء الله .. وبعدين لما يشوفوكي هينسو اسمهم " انطلق الرجال في بسالة يحسدون عليها .. يتزاحمون حول الراقصة .. يقتربون .. يجحظون .. يحنقون علي زوجاتهم في المنازل .. ينسون حياتهم وما فيها .. انتشر الخبر رويدا رويدا في كل عربات المترو .. لسان المصريين .. أعتقد أن أحد أسباب تأخر هذا الشعب .. لسانه .. فهو يتكلم أكثر بكثير مما يعمل في كل محطة يتوقف فيها المترو يتزايد عدد المعجبين .. ينقص الأكسجين .. النساء تغادر العربة في غضب وغيرة .. وأنا ما عدت أحتمل .. أختنق .. غادرت معهم العربة وذهبت الي أخري دلفت الي احدي العربات في نعومة ويسر .. أين الحلفاء والأعداء!! جلست فيها بمفردي ... وحيدا ... تتك تتك ... تتك تتك ************************************************** IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 تك تك تك دقات رتيبه هادئة وسط حروفك تحمل ملامح وطن كل يرسم بقلمك فى طابعه ولونه نعيشهم من خلال رؤاك الدقيقة الحالمة الرقيقة المحلله كثيرا والواعيه اكثر اشكر عينك الواعيه وحسك الدقيق ونقلك الراقى الذى جعل من صورة يومية دليلا فى خارطة وطن دمت بكل الخير عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
شاعرالرومانسية بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 سبتمبر 2005 اخى الفاضل ،،، الاسر سطورك ترسم لوحة رائعة الاوصاف ... دقيقة المعنى كأنها ريشة رسمت لنا بها لمحة من لمحات حياتنا اليومية بما فيها من اسقاطات ضمنية لحالة وفكر الشعب البسيط تقبل منى خالص شكرى .. ولقلمك كل التقدير،،، http://www.postpoems.com/members/sha3r_elromansya/ حتى وأنت بعيد..حبيبى *** حتى وأنت مش معايا قولى مين غيرك داريبى *** حتى لو فى هواك أسايا مع خالص شكرى وتقديرى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الآسر بتاريخ: 10 سبتمبر 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 سبتمبر 2005 شكرا لكما جزيلا بنت مصرية جدا وشاعر رومانسي جدا علي تقديركما لي كلنا نحب هذا الوطن كلنا نطمع له في المزيد اننا عجينة هذا الوطن و رغيف تلك الأمسيات نتفاعل معه ونأكل منه أحيانا نشبع وأحيانا أخري لا.. نجوع مجاعات فكرية و عصرية وطموحات وحزن و فرح فهيا معا الي المزيد ************************************************** IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان