إيه رأيك يا افوكاتو المنتدى .. الكلام ده قانونى

[achnaton]

عملت جدع .. واستلمت السرير بدرى بعد مشاهدتى للمؤتمر الصحفى للمستشار ممدوح مرعى رئيس المحكمة الدستورية العليا .. ففكرنى بالمرحوم بإذن الله .. سبع الحق وسيف العداله المستشارمحمد عوض المر ..رئيس المحكمة الدستورية السابق .. قلت اقرأ له سورة يس قبل ما أنام .. ومن ساعتها وانا صاحى .. با فكر .. تعداد المحروسة حاليا أعتقد 72 مليون نسمه .. نقول نصفهم او اكثر شوية بلغوا سن الرشد يعنى ممكن ينتخبوا ويدلوا باصواتهم .. دى واحدة ..

المستشار ممدوح مرعى رئيس اللجنة العليا للانتخابات أعلن أن الرئيس مبارك قد فاز فى الانتخابات حيث حصل على ستة ملايين و316 الفا و784 صوتا من بين سبعة ملايين و305 الفا و36 شخصا هى عدد الاصوات الصحيحة فى هذه الانتخابات .

ومعنى هذا أن الذين اشتركوا فى هذه الانتخابات حوالى 20% .. وبالتالى اللى انتخب السيد الرئيس الحالى ليواصل الجلسه .. أقل من عشرين فى المائه ..

فإذا كانت أنتخابات نقابة المكوجية بتاعة شعبولا .. أعادوا فيها الانتخابات لأن اللى حضروا الجمعية العمومية اقل من ثلث الآعضاء ..

فهل خلا دستورنا من تحديد حد أدنى للمصوتين .. ؟؟ والقانون الدستورى بيقول إيه .. وهل خلا أيضا من هذا ..

وفيه احد الزملاء كتب انه ممكن اللجوء للقضاء الدولى لتوضيح قانونية هذه الأنتخابات فهل هذا يجوز .. إيه رأيك يا بروفسير محمود ..

[الأفوكاتو]

الأخ العزيز إخناتون,

تسألنى يا عزيزى فى أمور قانونية, تخص نظام لا يعترف بالشرعية القانونية, و قدسيتها.

و لكنى سأحاول.

أولا:

فعدد الأصوات التى حصل عليها مرشح الحزب الوطنى, و التى تم تقديرها بحوالى 6 مليون صوت, لم تكن كلها صحيحة, بل أغلبها كانت مضروبة, و الكل يعلم كيف, و أين.

ثانيا:

و عدد اصوات من لهم حق الإنتخاب و المقدر ب 7 مليون صوتا, ليس صحيحا, لأن كثيرا من أصحابها لم يكلفوا خاطرهم بالمشاركة فى هذه المسرحية, كما أن هناك عديد من الأفراد الذين لهم حق الإنتخاب لم يتمكنوا من الحصول على البطاقات الإنتخابية فى بعض الدوائر.

هذا, و قد نص القانون المادة 76 المعدلة الآتى:

ويعلن انتخاب رئيس الجمهورية بحصول المرشح على الأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة ، فإذا لم يحل أى من المرشحين على هذه الأغلبية أعيد الانتخاب بعد سبعة أيام على الأقل بين المرشحين الذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات ، فإذا تساوى مـع ثانيهما غيره فى عـدد الأصوات الصحيحة اشترك فى انتخابات الإعادة ، وفى هذه الحالة يعلن فوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات الصحيحة.

و فى البلاد المتحضرة, حيث يكون عدد من لهم حق الإنتخاب محسوبا إحصائيا بدقة, و التى تكون الأصوات المدلاة صحيحة, و غير مضروبة, فإن هذه المادة تبدو صالحة, و معقولة.

و لكن فى ظل الظروف التى نعرفهما, و تعايشنا معها خلال فترة الإنتخاب المسرحى, فإن هذه المادة هى نجدة من السماء لإضفاء شرعية على أمور لا شرع فيها و لا قانون.

و لكن يبدوا أن هذه اللعبة التى لعبها النظام قد تم تنفيذها على نفس نمط إختيار بوش فى ولايته الثانية, و لكن الفرق هو أن التسجيل فى جداول الإنتخاب فى أمريكا ليس إجباريا, و فى الحقيقة, فقد نجح بوش يالحصول على ما يعادل 19المائة من عدد الأمريكان الذين بلغوا سن التصويت, و لكن الثغرة فىالدستور الأمريكى تكفلت بنجاحه.

و نظرا لأن دستورنا ليس به ثغرة واحدة, لأنه كله ثغرات, فقد تغلب الحزب الحاكم على هذه المشكلة بالطرق المشروحة أعلاه.

و السؤال عن القانون الدستورى سؤال مألوف, فالقانون الدستورى هو الدستور, و يقال عن محاولات تفسيره, أو نقده, بأنها " القانون الدستورى", أى كل ما تعلق بالنص الدستورى, و و تشكيل المحاكم الدستورية, و إختصاصاتها, و أحكام هذه المحاكم الدستورية الخاصة بتفسير مواد هذا الدستور.

و أخيرا,

لا جدوى للإلتجاء إلى جهات دولية, فالدساتير هى أمور خاصة بالدول المستقلة, و التى لا تخضع لوصاية دولية, و لا يمكن إسقاطها إلا فى حالات الغزو, و الإحتلال, كما حدث فى العراق و أفعانستان,

و هذا مستبعد فى حالتنا, لأن أمريكا و إسرائيل يسعدهما أن يستمر النظام الحالى على قلبنا حتى يتم إبتلاع بقيةالضفة الغربية الفلسطينية, و يتم تقسيم العراق إلى دويلات نفط موالية لأمريكا, و صديقة لأبناء عمومتنا.

أرجو يا عزيزى أن ترجع إلى سريرك, و تمتنع عن قراءة الصحف المصرية, و تنسى الموضوع لمدة أسبوع, و هذه هى وصية زوجتى الطبيبة, التى تتحفنى بهذه النصيحة كل مساء.

و مساء الخير.

تم تعديل 10 سبتمبر 2005 بواسطة الأفوكاتو