اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

كاترينا و هشاشة الحضارة الأمريكية


mhesham

Recommended Posts

أكتب هذا المقال بعد أسبوعين من وقوع إعصار كاترينا الذى ضرب ولايات الجنوب الأمريكية.

شاهدت أمس تحقيقا تليفزيونيا لهيئة الإذاعة البريطانية ( BBC ) ، تجول فيها المراسل فى طرقات مدينة نيو أورلينز المنكوبة و صورت الكاميرات الجثث الطافية على سطح الماء الآسن فى قلب المدينة ، و جثث أخرى قد كومت أمام بعض البيوت بعضها مغطاة و بعضها مكشوفة ، و رأينا صورا لعدة جثث على جسر رئيسى بالمدينة و على جانب الجسر عشرات من سيارات الشرطة و الحرس الوطنى الأمريكى ، و تقدم المراسل بجوار هذه الجثث و سأل أحد الضباط الواقفين على الجسر :

- لماذا تتركون هذه الجثث ؟ إنها هنا منذ أكثر من عشرة أيام ؟

- نحن هنا فى مهمة إغاثة للأحياء.

- لكن ألا يستحق هؤلاء الموتى شيئا من التكريم بدفنهم ؟

- بالتأكيد ، و لكننا هنا فى مهمة أخرى.

فى صور أخرى مروعة ، اكتشف الجنود دارا للمسنين فر العاملون فيه بعد الإعصار و تركوا المسنين يلقون حتفهم غرقا فى فراشهم. فى لقطة أخرى رأينا رجلا فى السبعين من عمره يرفض الجلاء من المدينة و يصرخ قائلا : لن أترك بيتى ، أنا هنا لحماية الشيئ الوحيد الذى أملكه فى الحياة ، عليكم بتفجير المكان لإجلائى عنه.

و فى لقطات أخرى شاهدنا مجموعات من القوات مدججة بالسلاح تتنقل من بيت لبيت ، و المراسل يعلق على المشهد أنه شبيه جدا بما نراه فى بغداد. فى الواقع بعض هذه القوات تم استدعاؤها من العراق. و نقل المراسل خبرا عن وفاة عدة أشخاص بعدوى الكوليرا و بانتحار ثلاثة من عمال الإغاثة بسبب المناظر البشعة التى شاهدودها.

إذا سمع أحد قبل يوم إعصار كاترينا صباح 29 أغسطس بهذه الصور المأساوية لظن أن البلاد قد تعرضت لهجوم نووى أو لحرب بيولوجية.

إن المفاجأة بحجم الدمار كانت تامة على جميع المستويات. و أعتقد أن حجم المفاجأة وحده كان آية من آيات الله تبارك و تعالى. إن الشماتة ليست من خلق المسلم ، و لكنى هنا أشير إلى أن كارثة كاترينا كأنها غيمت على الأمريكيين على جميع المستويات بشكل غاية فى العجب و سأشرح هذا بعد قليل.

لقد رجعت إلى أخبار الشبكات الإخبارية الأمريكية الرئيسية فى اليومين السابقين للإعصار ، و فوجئت بأن توقعات الاعلام كانت بإعصار سيسبب بعض الخسائر و لقد قرأت بعض النصائح و التعليمات للمواطنين لمواجهة أخطار الإعصار فوجدتها مضحكة بالقياس لما حدث بعد ذلك. كانت التعليمات من عشر نقاط تنصح المواطنين بالتأكد من تعبئة سياراتهم بالوقود و بحمل البطاقات الائتمانية و وثائق التأمين على الأثاث و المبانى و بحماية الواجهات الزجاجية بألواح خشبية " زيادة فى الاحتياط ".

لقد كان الخطر الداهم يزحف باتجاه الساحل الجنوبى و تزداد سرعة الرياح و تتضاعف ، و الموت قد بدأ يحصد مئات و ربما آلاف الأرواح و لم يكن أحد يدرك حجم الكارثة التى تضرب ثلاث ولايات فى آن واحد ، و كان رئيس الولايات المتحدة يستمتع بإجازته السنوية فى مزرعته الخاصة. و برغم قوة البنية التحتية للاتصالات الأمريكية فإن مفاجأة الإعصار ظلت مخبوءة عن عامة الناس بل و عن الحكومة و المؤسسات المختلفة أو بتعبير أدق ظلت مغيمة على الجميع.

و حتى فى اليوم التالى للإعصار لم تصدر كلمة واحدة عن الرئيس الأمريكى ، و صرحت شركة بل ساوث للاتصالات أنها ستحتاج لأيام لإعادة الاتصالات الهاتفية للعمل الكامل و صرحت حاكم ولاية لويزيانا أن هناك خمسة قتلى و العدد مرشح للزيادة. بل و بلغ الأمر أن صرح رئيس الطيران المدنى فى ولاية لويزيانا روى ويليامز بأن المطار الدولى لمدينة نيو أورلينز ( مطار لويس آرمسترونج ) مفتوح و جاهز لاستقبال السياح كالمعتاد برغم بعض التلفيات التى خلفها الإعصار كما هو منشور على موقع الـ CNN بعد الإعصار بيومين كاملين. كانت هذه التصريحات الساذجة يتم اصدارها فى الوقت الذى كانت فيه مئات – و ربما آلاف - الجثث ممدة فى البيوت و الشوارع و المستشفيات و على سطح الماء.

كيف ظل حجم الكارثة غير معروف على هذا النطاق العجيب حتى بعد الإعصار بيوم كامل و يومين كاملين ؟

إن الحضارة الأمريكية التى تسعى الآن لقيادة الانسانية قد تعرت و تكشفت أمام الجميع بمساوئها و محاسنها و هنا نرصد ملامح هذه الحضارة فى وقت الأزمات ، فالأزمات هى المحك الحقيقى لقيم هذه الحضارة و صلابتها و قوتها.

أولا : أول إشارة إلى ضعف و خواء الحضارة الأمريكية بدت فى الأخبار الأولية التى بدأت تخرج من الولايات المنكوبة و حملت معها أخبار انتشار السلب و النهب و أعمال السطو و الاعتداء و الاغتصاب ، و نشرت الشبكات الاخبارية روايات بشعة عن اغتصاب الأطفال فى الأماكن العامة و نشرت أخبارا عن تصدى عصابات المجرمين لطلائع قوات الإغاثة و اطلاق النار عليها. و أصبحت مدينة نيو أورلينز خارجة عن القانون و عاث فيها اللصوص و المجرمون فسادا ، و تقطعت سبل الاتصال لأجهزة الشرطة و فر أكثر من ربع قوات الشرطة إلى خارج الولاية ، و لم تنزل قوات لفرض الأمن بالمدينة حتى صباح اليوم الخامس للإعصار ( الجمعة 2 سبتمبر ) و ذلك بعد استدعاء قوات عائدة من العراق قالت عنها حاكم الولاية أنها صدرت لها الأوامر بالقتل ، و أطالت فى التهديد بخبرة هذه القوات العائدة من العراق و تمرسها فى التعامل مع " الإرهابيين ".

لقد قرأت مقالات عديدة تتهكم على همجية العرب و المسلمين بسبب أعمال السلب و النهب التى تلت سقوط بغداد إبان الغزو الأمريكى منذ عامين ، و كانت تلك فى أعقاب حرب و فى أعقاب سقوط نظام الطاغية صدام حسين الذى أذاق الشعب العراقى ألوان الهوان. أما فى حالة اعصار كاترينا فكنا نتصور أن يثير شفقة الناس بعضهم على بعض لا أن يكون أول رد فعل هو السطو و اغتصاب الأطفال على مرأى من الناس فى بعض الطرقات. لقد وفرت الحكومة الفيدرالية بعد ذلك حوالى خمسين ألفا من القوات المختلفة لحفظ الأمن فى ولاية لويزيانا وحدها و هى أكثر من القوات الأمريكية المنتشرة الآن فيما يعرف بمثلث الموت فى المناطق السنية بالعراق.

ثانيا : ضعف إدارة الأزمات كان واضحا من الوهلة الأولى و لم يتبين حتى هذه اللحظة العلاقة الدقيقة بين حكومة الولايات المنكوبة و الحكومة الفيدرالية المركزية فى حالات الأزمات. بعد مرور أسبوع على الكارثة كانت عناوين بعض الصحف الرئيسية : من هو المسئول بالضبط عن إدارة هذه الأزمة الكارثة ؟ ( Who is exactly in charge ? ).

لقد دفع هذا الارتباك بعض النواب فى الكونجرس ليتساءلوا : كيف سيكون رد الفعل إذا اضطررنا لإخلاء مدن بعد هجوم نووى أو بيولوجى ؟ ، لقد شاهدنا أفلاما و تحقيقات عن هذا السيناريو المخيف و لكن الآن على أرض الواقع لم نر إلا هذا التخبط. لقد صدرت عن الحكومة المركزية تقديرات متباينة جدا عن حجم المشكلة و لقد طلب الرئيس بوش فى اليوم الخامس للكارثة عشرة مليارات دولارا لتغطية تكاليف مواجهة الكارثة ، و بعدها بثلاثة أيام فقط عاد و طلب 51 مليار دولار لنفس الغرض. و كذلك صدرت توجيهات متباينة عن الأولويات فى التعامل معها مما يكشف عن فقدان أسليب محددة للتعامل مع هذه الأزمات الضخمة و التى من المفترض أن تكون متوقعة فأمريكا منطقة معرضة دائما لمثل هذه الأعاصير.

ثالثا : ظهر على السطح مجددا الحديث عن التفرقة العنصرية ، و تعالت صيحات تندد بالحكومة المركزية و تتهمها بالتقاعس لأن سكان الولايات الجنوبية من السود ، لقد بلغ سوء الظن ببعض سكان نيو أورلينز من السود أنهم رفضوا الجلاء عن مساكنهم المتهالكة لاعتقادهم أن المسألة لا تعدو أن تكون مؤامرة من البيض للاستيلاء على مساكن السود بالمدينة. و قد أظهر استطلاع للرأي اليوم أن غالبية الأميركيين من أصول أفريقية يعتقدون أن ردة فعل الحكومة الأمريكية كانت ستكون أسرع لو أن غالبية المتضررين كانوا من البيض.

فى تحقيق للواشنطن بوست أمس ذكرت أن مدينة نيوأورلينز كانت دائما مقسمة بين أحياء البيض الغنية جدا و أحياء السود المتهالكة التى تفوح الآن منها روائح تحلل الجثث و السموم و الكيماويات فى المياه الآسنة. زار كاتبا التحقيق الأحياء الغنية للبيض – مثل الحى الفرنسى و الحى التجارى و منطقة الحدائق – فصدما بالمفارقات الشديدة التى شاهداها ، حيث شركات الحراسة الخاصة و مخزون وجبات الجمبرى و الكحوليات ما زال يتم تقديمها ، و قال أحد السكان من هذه الفئة إننا نعيش فى شبه مخيم ترفيهى وسط غابة من العفن و الفقر ... و الموت. و قد لاحظا أن أول خدمة لإعادة توصيل الكهرباء فى المدينة أمس اقتصرت فقط على هذه الأحياء.

لقد دافع وزير الخارجية الأمريكى الأسبق كولن باول عن مزاعم التفرقة العنصرية و لكنه أقر ان غالبية الاميركيين من أصول أفريقية لم يحصلوا على الحماية اللازمة لأنهم فقراء وليس لأنهم سود. و هى على أى حال نوع آخر مقيت من التفرقة بين سكان البلد الواحد.

و عموما ، فسواء كان بعض التقاعس بسبب التفرقة العنصرية أو بسبب فقر غالبية سكان ولايات الجنوب ، فإن هذه الشروخ فى بناء الحضارة الأمريكية كفيل بإضعاف قواعد هذه الحضارة.

رابعا : اتضح مع بدء و تزايد جهود الإغاثة قوة و فاعلية الجمعيات الأهلية و التى كان لها دور قوى و سريع فى الوصول إلى المتضررين الذين تم اجلاؤهم إلى ولايات أخرى ، بل و قام بعض المتطوعين باستضافة عائلات المنكوبين فى بيوتهم و على نفقاتهم الخاصة. إن المرونة التى تتمتع بها هذه الجمعيات جعلتها تتخطى القيود الروتينية للأجهزة الحكومية و تتفاعل على أرض الواقع مع الأزمة بطريقة ناجحة.

لقد أعلنت منظمة الصليب الأحمر أنها بحاجة ملحة لأربعين ألف من المتطوعين ليريحوا آلاف المتطوعين الذين أنهكتهم جهود الاغاثة خلال الأسبوع الماضى و أعلنت أنها قامت حتى الآن بإنشاء 650 ملجأ فى 23 ولاية و قدمت حتى الآن أكثر من ستة ملايين وجبة غذائية.

خامسا : أظهرت كارثة كاترينا الوجه القبيح للسياسة الأمريكية ، ففى غمرة هذه المأساة الانسانية ما زالت الاعتبارات و المكاسب السياسية هى شغل السياسيين الشاغل. و من الممكن من أجل مكاسب سياسية صغيرة و من أجل نقاط قليلة فى استطلاعات الرأى أن يتضرر آلاف المنكوبين و تزداد معاناتهم.

فقد نقلت وكالات الأنباء عن وجود توجه عام فى التحقيق فى أسباب الاهمال التى أدت إلى بطء و تأخر جهود الإغاثة و مثل هذا التحقيق كان سيساعد فى تلافى الأخطاء الجسيمة التى حدثت فى الأسبوع الثانى للكارثة ، و لكن مستشارى الرئيس بوش رأوا أنه ستكون هذه ضربة سياسية له و أنه ينبغى اجهاض هذه الصيحات بأن يطلب هو شخصيا هذا التحقيق و أن يترأسه بنفسه و قد كان.

نشرت شبكة الـ NBC تحقيقا مثيرا عن شركات المقاولات التى لها علاقات قوية بالرئيس بوش و أنها قد سارعت إليه لمنحها عقود إعادة اعمار ولاية لويزيانا و أن مفاوضات طويلة تمت من خلال جو آلبوف مدير حملة الرئيس بوش الانتخابية و أنه بالفعل قد أعطى الضوء الأخضر لشركتين بالبدء فى أعمال البناء على امتداد الساحل الجنوبى و الشركتان هما مؤسسة مجموعة شو ( Show Group Inc. ) و الثانية شركة هاليبورتون التى كان نائب الرئيس ديك تشينى رئيسا لها و التى منحت عقودا خرافية فى غزو العراق. لقد خرجت هذه الشبكة الاخبارية على موقعها على الانترنت بعنوانها الرئيسى " كلُُ يعمل لحسابه الخاص ". و قد أثارت التوقعات المالية لمقاولات إعادة الإعمار لعاب هذه الشركات فالخسارة الاقتصادية الفورية الناجمة عن اعصار كاترينا بأكثر من 100 مليار دولار. و قدر خبراء الاقتصاد فقدان 400 الف وظيفة بسبب الاعصار. بينما قدر بول غيتمان الرئيس التنفيذي لـ"إيكونومي دوت كوم" Economy.com خسائر الإعصار الذي دمر نيوأورليانز واجتاح مناطق ساحل الخليج بـ175 مليار دولا ، بينما تقدر مقاولات إعادة الإعمار بأكثر من 300 مليار دولار.

و قد رفض الحزب الديمقراطى المشاركة فى لجان التحقيق بشأن الكارثة لأن هذه المشاركة ربما تقيل عثرة الرئيس بوش الحالية و تساعده فى تدارك شعبيته المتدهورة.

هذا المستوى اللاخلاقى للسياسة الأمريكية يثير كثيرا من التنساؤلات عن القيم التى يرتكز عليها الفكر السياسى الغربى عموما و الأمريكى خاصة.

سادسا : إن غياب الحديث عن البعد الدينى أو الغيبى فى هذه الكارثة يعكس الفجوة الهائلة بين الدين الذى يراه الأمريكيون و الحياة اليومية لهم ، فهما أمران بينهما عازل ضخم و حجاب سميك. و للأسف الشديد فإن عدوى هذا الفكر النكد تنتقل إلى بلادنا و لقد سمعت أحد المذيعين الأغبياء فى التليفزيون المصرى يتكلم عن غضب الطبيعة الشديد الذى أصاب أمريكا.

لطالما تحدث العلمانيون من بلاد المسلمين بتشكك فى قصص الأولين التى حكاها القرآن و تساءل بعضهم باستنكار كيف يقضى على حضارة كحضارة عاد بالريح ، و ها هى منطقة ضخمة ( حوالى 90 ألف ميل مربع أو ما يقارب مساحة بريطانيا ) تسوى فيها البيوت بالأرض و يشملها هذا الدمار الهائل بفعل رياح و أمطار استمرت لساعات قليلة و ليست لأيام كاملة كما حدث مع قوم عاد ( سخرها عليهم سبع ليال و ثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) ... حسوما يعنى حاسمة ، حسمت الأمر كله.

( إن بطش ربك لشديد).

" و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون "

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذنا العزيز (م هشام)

اسمح لي أولا أن احييك على هذا المقال الرائع

ثم اسمح لي أن اختلف معك من حيث المبدأ

فتسمية (الحضارة ) الامريكية فيها نوع من المبالغة

فالحضارة كما نعلم جميعاً لابد أن يكون لها شقين و دعامتين

لاغنى لاحداها عن الاخرى

الأولى مادية

والثانية روحية

وإلا فهي ليست حضارة بالشكل الذي أفهمه كانسان مسلم عادي

هي مجرد (علو في الارض)

وهو ما كانت تفعله الكثير من الأمم البائدة

بداية من عاد قوم نبي الله هود

ومرورا بثمود قوم نبي الله صالح

وانتهاءاً بالحضارة اليونانية ثم الرومانية ثم الهلنستية

والتي قامت على ركائزها (المادية والفكرية) الحضارة الغربية الحديثة

واختلافي في اطلاق تسمية حضارة على (العلو) الامريكي

يجعلني لا استغرب ابداً سرعة زوال هذا العلو والتمكين

ذلك ان لله - كما تعلم - سنن وقوانين تحكم كونه

ومن تلك السنن أن من أخذ بأدوات لعم او صنعة او حرفة واتقنها

فهو لابد أن يعلو شأنه و يحوذ قصب السبق في مجاله

وهو ما فعلته وتفعله الحضارة الغربية كل يوم منذ عقود متوالية

فهي اوجدت نظام ودولاب لينتظم الناس والشعوب فيه

واستعمرت واحتلت أغلب لدان العالم المعروف ردحاً كويلا من الزمن

امتصت فيه خيراتها وثرواتها

وظلت تتغذى على خيرات تلك البلاد بل ودماء سكانها الاصليين

كما هو الحال في ملايين العبيد السود الذين تم شحنهم الى مزارع القطن والقصب في الجنوب الامريكي لعقود وعقود

http://www.pbs.org/wnet/slavery/experience...st_pic1_new.jpg

وباتالي فلا تستغرب ما تراه حول السلب والنهب والاغتصاب

ألم تسمع بما حدث من سرقات وسطو وقت انقطعت الكهرباء (بعض الوقت) عن مدينة نيويورك .. في الصيف قبل الماضي

http://al-moharer.net/moh145/amayra145.htm

فهذه الانتهازية صفة أساسية في الوعي الامريكي العام

الم تشاهد برامج فكاهية تجد فيها الضيف (والضيفة) مستعد لاكل الديدان او خلع كامل ملابسه من اجل عشرة دولارات او مائة .. وماذا تنتظر من شعوب ليس في قاموسها كلمة (حياء) أو (عيب)

فما نراه طبيعي ومتسق مع المقومات الفكرية للحضارة الغربية الانتهازية

ولك تحياتي

1.png
رابط هذا التعليق
شارك

أؤيد أخي هادي و أخي mhesham

فأساس "الحضارة" الأمريكية هو المصلحة ، فهم أناس قدموا من بلاد مختلفة و من أصول مختلفة يجمعهم شئ واحد هو المصلحة. و ظل هذا الأصل فيهم و في أبنائهم و أحفادهم. لذلك لا ترى لكلمة الوطن معنى حقيقي عند الأمريكان (إلا في الشعارات). فهو يولد في مكان و ينشأ في مكان آخر و يدرس في مكان ثالث ، ثم يعمل في مكان رابع و يظل متنقلا بين الولايات المختلفة و لا يهمه ذلك طالما يبحث عن مصلحته. و لعل هذا الأصل أحد أسباب "علوهم في الأرض".

أما الإيمان فهو بعيد تماما عن الحضارة الأمريكية ، أو الغربية عموما. و هو من أول الأشياء التي لمستها عندما جئت أمريكا. إيمان الأمريكان إيمان بالأسباب فقط ، و لا يفكرون لحظة في المسبب.

أما العنصرية فهي موجودة طبعا ، و أنا أرى أن هناك اتفاق ضمني بين البيض على كره السود و النظر لهم نظرة احتقار دونية ، و هناك اتفاق ضمني بين السود على كره البيض لأنهم ينظرون تلك النظرة لهم ، مهما ادعى البعض علانية من أجل سياسة أو خلافه.

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...