مرحلة إعادة الكرامة للشعب المصري

[زيزو]

هل من الممكن أن يستمر الوضع كما هو؟ وهل من الممكن أن يكون فكر جمال مبارك، الذي سيسود المرحلة القادمة، فيه أي جديد لمصر وللشعب المصري؟

لا أظن. والحقيقة، فقد وقعت في وقت سابق في هذا الفخ وظننت أنه قد يكون مختلفًا عن والده. ولكني كنت مخطئًا، ووضح ذلك في هذه الأيام. فالعصابة التي إستولت على البلد أصبحت تمثل مراكز قوى لا يستطيع حتى مبارك نفسه التخلص منهم. ودفاعهم المستميت عن بقائه في السلطة بأي ثمن ثم توريث الحكم لجمال مبارك دليل قطعي على أنه راعي الفساد الأول في مصر، فأي تقدم ممكن أن يأتي في دولة يعمها الفساد وأصبحت بلا قانون غير قانون الغابة هذا الذي أصبح هو قانون مصر الوحيد؟

فلا يهم البرنامج يا سيادة الرئيس غير المنتخب غير المحبوب. طالما لا يوجد حق لن يوجد تقدم ولا خير. وأظن أنه من واجبنا كمصريين يحبون مصر أن نفعل كل ما نستطيع من أجل تغيير هذا النظام والتخلص من الفساد والفاسدين ومحاكمتهم وجعلهم عبرة لغيرهم.

هل تلاعب مبارك بإرادة الشعب؟

الحقيقة، أظن أنه فعل ما هو أسوء من ذلك بكثير، فقد ألغى إرادة الشعب تمامًا، فهو لا يحتاج لأن يزيفها أو يتلاعب بها. فبلد كأوكرانيا إستطاعت أن تقف ضد التزوير... أما نحن، فنحن حتى لا ندرك ما نحن فيه، ولا أقصد القلة القليلة المثقفة، ولكن مجموع الشعب، الذي يستطيع أن يغير.

إعادة الكرامة للشعب هو أمل التغيير

الفلاح البسيط، والعامل الفقير، والمرآة الأمية، هم أقوى حلفاء الحكومة، التي هي السبب المباشر في ما هم فيه من أوضاع متردية. كيف هذا؟ هل هذا خطأ الحكومة، أم خطأ المعارضة التي تركت هذه الفئة من الشعب المصري بدون نصير أمام بطش الحكومة وأنصار الحكومة من فاسدين وسارقين وتجار مخدرات؟

لماذا هناك شعوب تقول لا بينما نحن نقف مكتوفي الأيدي صامتين وهناك من يقول: أدينا عايشين! فهل الحياة بدون كرامة شئ يستحق أن يفرح الإنسان به؟ فأين القيم؟ أين كرامة هؤلاء الناس؟ فهل نتوقع من مثل هذا الشعب المستضعف أن يفعل أي شئ؟ وهل من الوارد أن يفعل مبارك أي شئ من أجل هؤلاء؟ لن يحدث.

هناك فرق بين الرضا والقناعة، والإستضعاف والهوان. وإن كان الرضا مطلوب، فالإستضعاف لا، وللآسف هناك خلط يحدث في مجتمعنا بين الإثنين. فهل على المستضعف الذي لا يأخذ حقه أن يكون قانعًا ولا يجد تعليم أو فرص أن يكون قانعًا؟ هل عليه أن يكون قانعًا أن عليه أن يتنازل عن كرامته وينافق رئيسه من أجل "لقمة العيش"؟ لا والف لا.

في رأيي هناك حاجة ماسة للمصري أن يستعيد كرامته وإرادته. فلا يوجد إرادة بدون كرامة، ولكن هناك عوامل عديدة أيضًا تساعد على ضياع إرادة هذا الشعب. فهل من جد وجد في مصر؟ أم أن كل شئ يخضع لمعايير المحسوبية والوساطة والنفوذ... وكم من شاب قتلت إرادته بسبب إزدواجية المعايير فلا يجد لعمله أي عائد ولا لإجتهاده، ويجد غيره يحصل على ما كان هو أحق به منه لأسباب غير موضوعية وظالمة؟

كلمة: انا ماشي جنب الحيط الشهيرة لا تعني الا أن من يقولها لا توجد لديه لا كرامة ولا إرادة. فما أخذى أن يتصف إنسان بهذه الصفات، خاصة إن كان مؤمنًا يعلم أن ما يصيبه بأمر الله وحده.

إن كنا نريد التغيير، فعلينا أن نتكاتف حتى لا يفرض علينا قلة من أصحاب النفوذ قوانينهم، قوانين الغابة، مهما كثر نفوذهم وبطشهم. وعلينا أن نبحث كيف نتكاتف من أجل نصرة المظلوم، وإعادة الأمل والكرامة والإرادة لكل مصري، وعدم تركه فريسة لأنصار الحزب الوطني. فإن كانت هناك قوى للجبابرة، فيجب أن يكون هناك قوة للحق، ولا يمكن أن تأتي هذه القوة الا بالتكاتف، ويجب أن يكون هدفنا أن يحصل كل مصري على ما يستحقه من إهتمام، ورعاية، وأمل في المستقبل، والا سنظل دائمًا شعب بلا كرامة، لا يبالي لشئ وتحكمه حتى المماليك!

فهل من الممكن أن تتبنى أحزاب المعارضة الدفاع عن شكاوي المواطنين وحمايتهم من الظلم؟ هل تستطيع تبني تعليمهم أن آدميتهم مهما وكرامتهم لا يجب أن تهان؟ أظن أن هذا هو الطريق، فلا تهم الجماهير ولا يفقهون شيئًا عن الفصل بين السلطات ولا يعنيهم. يجب التواجد بين الناس أولاً وإكتساب ثقتهم وإكسابهم ثقة بأنفسهم.