باك تو سكوول!

[Sherief AbdelWahab]

عجلة الحياة

المصريون : بتاريخ 17 - 9 - 2005

بدأت عجلة الحياة تدور في مصر ، بعد الانتخابات الرئاسية التي تركت البلد تمور بحركة سياسية غير مسبوقة لمدة 19 يوماً ، ويمثل بداية العام الدراسي يوماً هاماً في حياة الأسرة المصرية ، فملايين الطلاب(20) مليون طالب تقريباً يذهبون إلي كافة المراحل الدراسية المختلفة ، وهنا أتساءل ماذا كان دور النظام السياسي والرئيس الذي انتخبه الشعب وأصبح أميناً ومسئولاً عن مستقبل هؤلاء الطلاب ونوعية تعليمهم ، ما أراه هو حيرة المواطن المصري وتحمله لعبء تحمل مسئولية تعليم أولاده في ظل انسحاب شبه كامل من جانب الدولة من العملية التعليمية .

فاليوم الأول من العام الدراسي لم نعد نري الفرحة في وجوه الناس ولا في وجوه أبنائهم ، المدارس الحكومية تواجه النقص الحاد في التجهيزات والبني التحتية ، وفي أعداد المدرسين ، وفي ضعف مناهج التعليم ، وفي نوعية المدرسين الذين يعطون الطلاب معني التربية ، والمدرسون اليوم مهتمون بالدروس الخصوصية ومجموعات التقوية التي تعطي في المدارس وهي شبه إلزامية ، ولم نكن نسمع أبداً عن مدرس في مدرسة حكومية يعطي دروساً لطلابه ، لقد كان ذلك عيباً يشين المدرسين .

الأسرة المصرية هي الضحية في غياب نظام تعليم لا يضعها في اعتباره ، فهو يراها مجرد مصدر للنصب عليها والحصول علي أموالها وابتزازها ، والأرقام التي تنفقها الأسرة المصرية في الدروس الخصوصية تصل لأكثر من 4 مليار جنيه .

ماذا فعل الرئيس المنتخب لكي يجعل تعليم الناس أكثر جودة ، ومدارسهم أكثر نظافة ، ومدرسيهم أكثر أخلاقا واحتراماً لقيمة العلم ، وماذا فعلت الحكومة ، تغير نمط انتخاب الرئيس ولكن ظل الرئيس هو نفسه لم يتغير ، وظلت الحكومة كما هي لم تتغير ثقافتها ، ولم يتغير شخوصها ، ولم يتغير مسلكها ،فهي –أي الحكومة - كالمدرسين في المدارس اليوم تفكر في كيف تستغل الشعب والمواطن المسكين وتبتزه وتتاجر به وعليه ، لدرجة أن الحكومة والنظام السياسي بدلاً من خدمته لشعبه وقيامه علي أمره فهي تقوم علي المتاجرة به وتوظيفه لتحقيق مآربها الخاصة .

فبدون الشعب المصري العريق وهو شعب بالملايين وماشاء الله يضاف إليه كل سنة مليون شخص مواليد جديدة ، ومليون خريج تقريباً لسوق العمل ، بدون هذا الشعب ماذا كانت الحكومة والنظام السياسي والرئيس المنتخب ستفعل ؟

لن يكون لهم قيمة ولا معني ، لذا فمن طالب بإلغاء كلمة الشعب وخدمته والقيام علي أمره له حق ، وتقريباً الحكومة مشغولة بنفسها وأعضائها ومكاسبهم والبيزنس الخاص بهم وأولادهم ، بينما الشعب المسكين يلهث ليقوم هي بخدمة نفسه والقيام علي أمر نفسه .

نظام سياسي يتاجر في مواطنيه ، هل رأيتم ذلك في العالم كله ، نريد أن نعرف ميزانية التعليم في مصر وكيف تنفق ؟ ومن يراقبها ؟ وماهي الاجراءات التي اتخذها السيد الوزير المحترم لمواجهة العام الدراسي ؟ وماهي الاجراءات التي اتخذها وزير التعليم العالي ؟ وهل سيشهد أبناؤنا الطلاب في الجامعة حلاً للمشكلة الأزلية وهي ممارسة حقهم في انتخاب اتحاداتهم الطلابية بشكل حر ونزيه ، وهل سيتغير النظام الجامعي ليكون رئيس الجامعة بالانتخاب وعمداء الكليات بالانتخاب وهل يلغي الحرس الجامعي البغيض لتختفي مظاهر العسكرة في الجامعة ولنخلق جيلاً يمكنه المشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي ، وهل ستتغير اللائحة الطلابية لتعود إلي تقاليد لائحة 76 التي عشنا نحن في ظلها ولم نر أي عسكري أو شرطي في الجامعة ، كنا نراهم بملابس مدنية وهم يختبئون حتى لا يعرفهم أحد .

التعليم في مصر هو قاطرة النهضة والتقدم ، فكيف يمكن أن نقدم تعليما وفق معايير الجودة العالمية في ظل نظام جامعي مستبد ، وفي ظل القضاء التام علي حق الطلاب في حقهم للمشاركة في قضايا أمتهم السياسية والمجتمعية .

علي النظام المصري والرئيس المنتخب أن يعلم أن الديموقراطية ليست فقط في اختيار شخصه الكريم وإنما في ميكانزمات وبنية النظام كله وعلي رأسها الجامعات والمدارس .

لا أري شيئاً يتغير حولي ، العام الدراسي الجديد هو نفسه تكرار للعام الماضي مع تراجع مؤكد في كل البني ومستوي المدرسين والمناهج ، ومن ثم فمصر تواجه أزمة بنيوية مركبة تحتاج منا لنضال لا يتوقف لفك مركبات الاستبداد والتخلف التي عششت في بنية هذا النظام ولا بد من تفكيكها والقضاء عليها .

معركة النضال مع قوي الرجعية والاستبداد والتخلف هي معركة مستمرة وشاملة وفي كل المجالات عبر الوعي بضرورة المغالبة والمدافعة التي لا تتوقف وبإصرار لا يهزه الخوف ولا الانشغال ولا المشاغلة ولا التلويح بحطام الدنيا .

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=4753&Page=1

خلص الكلام