اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

فرش الملايه لهيكل على روز اليوسف


Recommended Posts

هيكل .. أستاذ التنويم السياسى

رغم حلاوة أسلوب الأستاذ هيكل وبلاغته وجاذبية لسانه التى لا تقل عن رشاقة قلمه.. إلا أن الاستسلام لما يقول يصيب العقل بحالة أشبه بالتنويم المغناطيسى، حتى يصل للنتائج التى يريدها هو، مهما كانت عكس الحقائق وضد مجريات الأحداث. أطل علينا الأستاذ مرات عديدة فى قناة الجزيرة، وفى آخر مرة داعب المذيع قائلا أنه مخلوق نهارى «وحضرتك جايبنى فى عز الليل، فإذا نمت منك أرجوك أن توقظنى برفق.. من فضلك». وطبعا لم ينم الأستاذ واستيقظت كل حواسه، رغم أنه سوف يكمل عامه الـ82 يوم الجمعة القادمة، استخدم قدراته الخاصة حتى يبدو طوال الوقت محللا محايدا وناصحا أمينا.. ولكن كثيرا مما قال تجرد من الحياد والموضوعية.. وتدخل «وعيه» و«لا وعيه» فى تقديم صورة إيجابية حول ذاته، وسلبية حول الآخرين. 1 الاستئذان والعودة بلا استئذان استأذن الأستاذ فى الانصراف، فى مثل هذه الأيام منذ عامين واستخدم أسلوبا جعل الناس يضربون كفا بكف، ووصلت بعض التعليقات إلى حد التندر لأنه قال: «فقد استقر عندى أن الاستئذان فى الانصراف وجب»، ثم عاد يقول: «الانصراف نيتى وليس الاختفاء، بمعنى أنه الابتعاد وليس الغياب». هذه هى طريقة هيكل، وهذا أسلوبه، يلعب بالكلمات كيفما يشاء ويشكل الجمل مثل قطعة الصلصال، لكن حين تدقق فى المعانى تتوه وتحتار، فإما أن تستسلم وتسلم له عقلك منذ البداية حتى يمكن قبول ما يقول، أو أن تفكر قليلا فيسقط البناء الوهمى الذى يشيده هيكل فوق أرضية من رمال. استأذن هيكل فى الانصراف عن الكتابة ولم يستأذن فى العودة إلى الكلام.. مع أن الكتابة فى الأصل كلام، والكلام هو الصورة الناطقة للكتابة، لكن هيكل يستطيع أن يضع غشاوة على ما يريد، ويستطيع أن يصعد بأحداث لا تستحق إلى قمة الإثارة والتشويق، مثلما استأذن ثم عاد دون استئذان، حدثان لا يستحقان المبالغة لكنه نجح فى استغلالهما للعودة إلى الأضواء والدخول إلى بؤرة الأحداث من جديد. 2 «قراءة التاريخ» و«كتابة التاريخ» الثغرة الفادحة فيما يقوله هيكل وما يكتبه هى الخلط المتعمد بين «قراءة» التاريخ وبين «كتابة» التاريخ، رغم أنه يقول فى كتابه «سنوات الغليان» «كتابة التاريخ ليست صناعتى ولا أنا مدعيها، وليس من باب التفاخر أن أقول إن قراءة التاريخ حقى لأنها حق كل مهتم بالشئون العامة». لكنه يكتب التاريخ ويقرأه بالطريقة التى يريدها للوصول إلى النتيجة التى يريدها، حتى لو اضطر إلى اختلاق أحداث لم تقع أصلا أو يضخم فى أحداث صغيرة ويجعلها كبيرة.. الأمثلة كثيرة منها ما ذكره أثناء حرب الخليج الأولى بأن دولة أفريقية أرسلت طائرة حربية إلى مطار القاهرة تسأل عن مكان الحرب للحصول على ملايين الدولارات، ثم تأكد أن هذه معلومة من محض خيال هيكل ولم تحدث أبدا.. لكنه أراد أن يدلل على أن الحرب ضد العراق كانت من قوات أشبه بالمرتزقة فاختلق وقائع كاذبة للوصول إلى هذه النتيجة المضللة، والمعنى الخفى وراء ذلك هو المساس بالدور المصرى فى حرب تحرير الكويت. السؤال هنا: كيف يقرأ هيكل التاريخ وهو يعترف فى حوار صحفى: «أنا لم ألق ورقة، وأنا مستعد أن أقول أنه لم تمر علىَّ وثيقة دون أن أحصل على إذن بأخذ صورة منها، وكان معروفا أننى مؤتمن»؟!. 3 غريزة تصفية الحسابات لا ينسى هيكل أبدا خصومه ويظل يلاحقهم مدى الحياة فى كتاباته وتحليلاته.. ولم ينصف هيكل أحدا غير الرئيس عبدالناصر الذى اعتبره صديقه لأن الصداقة تأتى كما يقول «عندما يجد اثنان نفسيهما منجذبين سواء بحكم تلاقيهما الفكرى أو بحكم عناصر الكيمياء الإنسانية». وغير عبدالناصر لم يسلم أحد من غريزة الانتقام وتصفية الحسابات عند هيكل: فهو مهندس عملية 15 مايو ويقول بعض رجال عبدالناصر أن هيكل وضع أعناقهم فى سلسلة حديدية وجرهم وسلمهم للسادات.. وظل هيكل بعد ذلك يتغنى بالسادات وشجاعته الأدبية. كتب هيكل عن السادات: «كان هائلا بأكثر مما يستطيع أن يصور أو يصف أحد»، «كانت قراراته مزيجا من الهدوء والحسم»، «كان السادات صادقا ولم يكونوا صادقين.. كان يتصرف على سجيته، سجية مصرى أصيل، مفتوح القلب والعقل معا». وبعد ذلك تحول السادات فى نظر هيكل إلى النقيض.. السادات «الأول» كان بطلا وشريكا له.. السادات «الثانى» كان منحرفا.. وإذا كان لدى هيكل «ساداتان» فكم «هيكل» لدينا نحن؟! الفريق أول محمد فوزى وزير الدفاع الأسبق.. ناصبه هيكل العداء ولم يترك مناسبة إلا وشوه صورته وألحق به الضرر، قد يرجع السبب إلى أن فوزى اختار عزبة هيكل بالذات لإجراء مشروع تدريبى عليها فى حرب الاستنزاف، وعندما شكا هيكل لعبدالناصر قال له: «كلم فوزى»، فرد هيكل: «دا كشر وأنا مبحبوش»، ولم ينس هيكل لفوزى ذلك. أحد الضباط الأحرار كان يتحدث مع مراسل صحيفة عربية، وعندما جاء ذكر هيكل قال بغضب: «أوقف التسجيل دا هيكل هو اللى خرب مصر وعبدالناصر والناصرية معاهم»، ورفض الحديث. سامى شرف فوجئ بعد سجنه فى قضية مايو أن هيكل حصل على الأوراق التى كان يكتبها بخط يده وتركها فى مكتبه الشخصى بعد أن دخل مكتبه وهو مسجون وأخذ ما يشاء من أوراق، استخدمها فى كتبه ومقالاته، وبعد أن رمى برجال عبدالناصر فى السجن كتب يقول: «إن قيادة أنور السادات على طريق عبدالناصر، هى الممثل الشرعى لحركة الثورة الوطنية والقومية فى المرحلة الراهنة، وظنى أن هذه القيادة وتأييدها إلى آخر المدى هى العاصم الحقيقى فى هذه الظروف من جاهلية اليمين المتخلف وجهل اليسار المغامر». وسبحان مغير الأحوال.. لم يترك هيكل نقيصة إلا وألحقها - بعد ذلك - بالسادات، ولم تسلم من ذلك والدته التى تندر عليها بسبب لون بشرتها.. ولكن هذا هو هيكل ويا ويل من يناصبه العداء! 4 ماذا يريد الآن؟ يتعمد هيكل تسليط أضواء مبهرة على الجوانب السلبية فقط، ومن يراقب تحليلاته يرى أنه لا يتحدث إلا عن «زمن التراجع العربى» ويتعمد تعميما مخلا لما يراه «هزائم مصر المتتالية» و«تسييل جزء من رصيدها التاريخى لتسديد الفواتير»، وغيرها من الألفاظ والعبارات التى يجيد هيكل تشكيلها مثل قطعة الصلصال.. منطقه الوحيد هو توالى انكسارات مصر والعرب منذ انتهاء الحقبة الناصرية.. ولا يفسر الأحداث الجارية إلا فى هذا السياق. وجوهر منطق الإسناد عند هيكل فى منتهى الخطورة، فهو يجيد ذكر عبارات على لسان الآخرين من زعماء ورؤساء وسياسيين ومفكرين بغرض إضفاء صفة الحقيقة المطلقة على تحليلاته كعالم ببواطن الأمور. وإذا لم نقرأ ما يقوله هيكل فى ضوء التحليل السابق فسوف نغرق فى بحيرة مترامية من الأقوال المرتبكة والمتعارضة والمتنافرة فى أحيان كثيرة: فعندما يتحدث عن رفض مصر إقامة قواعد عسكرية يقول: أن الحاجات اللى بتزعله من مصر هى أن نقول أنها رفضت القواعد العسكرية.. طيب هل حد طلب منكم تقديم قواعد عسكرية حتى ترفض؟ وهذا طبعا كلام فيه استخفاف بموقف وطنى يجب التأكيد عليه، مع الوضع فى الاعتبار عدم إنكار الضغوط الأمريكية على مصر فى هذا الشأن.. وهو أمر يقلل هيكل من قيمته. وهو لا يرى فى الدور الذى لعبته مصر فى غزة سوى أنها تفعل ما يريده شارون وتخضع لمشيئته.. وفى مقابل «التحقير» من دور مصر هو «يعظم» فى دور إيران لأنها سوف تخطف ألف عسكرى أمريكى من العراق كل يوم، وطبعا الأمريكان خافوا منهم لأن «الطبطبة» على الظهر معناها أن تتحسس جيبك.. هذا ما يقوله هيكل. وعندما كان هيكل يجيب عن سؤال بشأن المراحل التاريخية التى جاء فيها زعماء مصر.. تحدث عن عبدالناصر وأنه يمثل الطبقة الفقيرة والسادات الذى جاء فى ظروف مختلفة، ثم فجأة قال عن الرئيس مبارك: «أنا زعلت والله لما شوفته من غير كرافت، وفكرت آجى النهارده من غير كرافت أبقى مساير للموضة، حاولت والله وفشلت علشان أبقى ماشى مع العصر». وضحك. لم ير هيكل فى الديمقراطية التى تعيشها مصر والحراك السياسى»الهائل سوى «الكرافت» الذى لم يلبسه الرئيس وهو تحليل غير جاد لما يحدث واستخفاف بتجربة فيها النزاهة والحياد والشفافية وأمور أخرى شهد بها الجميع. وعرج بعد ذلك لإنكار الإنجازات التى حدثت فى مصر، فلم ير شيئا إلا أن مصر قامت «بتسييل» أرصدتها المادية والمعنوية ورصيدها التاريخى، «ومحدش يقول إنه فيه إنجازات خارقة. محصلش للأسف»، هكذا قال هيكل. أصبحت علاقة التنمية بالكرافت بالرصيد التاريخى بالحملة الانتخابية للرئيس وغيرها من القضايا أشياء متداخلة عند هيكل.. الهدف من وراء ذلك هو اختزال كل ما حدث فى السنوات الأخيرة والتقليل من أهميته وتشويه صورته.. ويعتمد فى ذلك على مقدمات مخلة ليصل إلى نتائج أكثر خللا.. ويغلف ذلك التحليل السياسى الفاسد بأسلوب براق لا يستطيع أن يصنع مثله إلا هيكل. إننا أمام محنة الجاذبية المثيرة لأحاديث هيكل، الجاذبية التى تعتمد على «التنويم السياسى» الذى يشد المتلقى إلى قاع ناعم ورقيق، يشبه خيوط العنكبوت التى لا تشعر بها الفريسة إلا بعد أن يضيق حولها الخناق. الجاذبية المثيرة لأحاديث هيكل هى التى لعبت دورا مؤثرا فى «التنويم السياسى» لعقل الأمة فجعلت الهزيمة نكسة.. وبنفس هذا التوجه يقف هيكل شاهدا على العصر!!قى إلى قاع

كرم جبر

~~~~~~~~~~~~~~~

هو ولا مؤخذه مين كرم جابر ده :) هو مش بتاع كوره لاعيب باين :sad:

"نحن شعب ينتحر -بمزاجه- إنتحاراً جماعياً ببطء كين

~~~~~

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

~~~~~

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42){النساء}

رابط هذا التعليق
شارك

مقاله 2

~~~~~~~~~~~~~~~~~

مفاجأة هيكل فى الانتخابات الرئاسية

تعامل هيكل مع الانتخابات بإيجابية حين كان اليوم التالى لها غامضا والأفق بعدها معتما.. وهاجمها عندما تبنى مرشح الحزب الوطنى برنامجا واضحا لفترة انتقالية لا يختلف جوهريا عما طالب به! الأستاذ محمد حسنين هيكل يدهشنى بنفس المقدار الذى يستحوذه عليه فى قلبى، وفى عقلى أيضا. وأظن أننى لست وحدى الذى يشعر كما لو أن عقله مقسوم إلى جزءين عندما يقرأ هيكل أو يسمعه بعض تلاميذه، خصوصا غير المباشرين، يشعرون بذلك. بعضهم لم يعملوا معه فى «الأهرام»، لأنهم التحقوا بهذه المؤسسة بعد فترة قصيرة على خروجه منها. فقد وجدوا فى «الأهرام» ما يدل عليه مهنة وتنظيماً وعقلاً. ولمسوا بعد ذلك الفرق الكبير بينه وبين كل من جاء بعده. وبعضهم يختلفون معه فى الاتجاه بدرجة أو درجات، ولكنهم يتفقون معه فى منهجه العقلانى. وتعلموا منه، ومن طريقته فى التحليل، الشىء الكثير أو القليل. ولأننى واحد من هؤلاء وأولئك، لا أملك إلا أن أقف مندهشا فى بعض الأحيان أمام بعض ما يقوله من لا أملك إلا أن أقف محترما عقله ومنهجه ومهنيته وطريقته. هذا الموقف، الذى قد ينطوى على ازدواج، وقفته مرات كثيرة. ولكننى لم أكن أبعد عنه فى أية لحظة مثلما كنت يوم إعلانه الانصراف عن الكتابة. شعرت بأن فى هذا الانصراف خسارة كبيرة، وعبرت عن هذا الموقف فى مقالة قصيرة، وفى دراسة أكبر، ثم فى كتاب «هيكل بين الجريدة والكتاب» الصادر عن «دار مصر المحروسة» فى يناير 2004. ولذلك وجدت، مثل كثيرين غيرى، فى إطلالته التليفزيونية الفضائية تعويضا عن خسارة انصرافه عن الكتابة. قد لا يكون التعويض كاملا لأن الكتابة يمكن أن تقرأ فى أى وقت بخلاف الإطلالة الفضائية التى توفر فرصتين فقط لمتابعتها عند البث ثم وقت الإعادة. وحرصت، مثل كثيرين، على متابعة إطلالات هيكل قدر الإمكان. ووجدتنى مقسوما تجاه معظم ما يقوله مثلما كنت إزاء كثير مما كتبه. ولكن الأمر بدا مختلفا بشأن حديثه عن الانتخابات الرئاسية الذى أجراه معه الإعلامى المتمكن محمد كريشان فى «الجزيرة» مساء يوم هذه الانتخابات وقبيل إغلاق لجان الاقتراع. كانت هذه إحدى مرات نادرة لم أجدنى مقسوما تجاه ما يكتب أو يقول، بل مختلفا معه ليس فقط فى الرأى - وهذا أمر طبيعى ومعتاد - ولكن أيضا فى المنهج والطريقة. وهذا أمر لم يكن معتادا. فكان الاتفاق فى المنهج وطريقة النظر إلى الأمور وعقلنتها يتوازى عادة مع الاختلاف فى الرؤية والاتجاه، الأمر الذى يقسم العقل إلى قسمين. فى هذه المرة لم يكن ثمة قسمة، بالدرجة نفسها على الأقل لأسباب فى مقدمتها أن ما قاله الأستاذ فى حديث يوم الانتخابات بدا لى متعارضا مع ما سبق أن طرحه هو شخصيا قبل هذا اليوم بأقل من ثلاثة أشهر فى المحطة الفضائية نفسها. فى طرحه السابق، كان هيكل أقرب إلى طبيعته، قدم ذهنه سعيا إلى رؤية مستقبلية تنطلق من الانتخابات الرئاسية عبر مرحلة انتقالية إلى نظام ديمقراطى كامل تقدمه مصر نموذجا لديمقراطية تستطيع بلاد العرب بناءها اعتمادا على نفسها وحفاظا على استقلالها وإغلاقا لطريق يحاول «الخواجة» أن يمر عبره للتدخل فى شئونها. فى طرحه السابق، قدم ما يمكن اعتباره أساسا جيدا لتفكير مبدع انطلاقا من منهجه العقلانى وطريقته الإيجابية فى النظر إلى الأمور وخبرته بأوضاع مجتمعنا المصرى وأحوال بلادنا العربية ومعرفته بأن الديمقراطية الكاملة لا تبنى بين عشية وضحاها، وإدراكه أن معوقاتها تشمل مشكلات موضوعية ثقافية وإجرائية وليست فقط قيودا سلطوية. فى طرحه السابق، توقع أن يفوز الرئيس حسنى مبارك بفترة رئاسة أخرى رأى فيها ما يمكن أن نجعله فرصة لمرحلة انتقال إلى الديمقراطية الكاملة، وقدم ما يمكن اعتباره ملامح عامة لهذه المرحلة ركز فيها على تغيير الدستور واقترح بضعة إجراءات فى هذا المجال أهمها تشكيل ما أسماه مجلس أمناء الدستور. ويذكر الأستاذ أننى تحدثت معه عقب هذا الطرح مباشرة. كان موضوع حديثنا، الذى دار فى منزله الريفى فى «برقاش»، هو إمكانات بناء توافق وطنى حول رؤيته هذه. فى ذلك اليوم كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس فى القاهرة، حيث هبطت على الجامعة الأمريكية، وتقمصت دور المعلم الذى يلقى دروسا ومواعظ فى الديمقراطية ويحث التلاميذ على أن ينهلوا من منابع يعرف كثير منهم على الأقل أنها جفت منذ أن وضعت الولايات المتحدة مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية فوق مبادئ نظامها الدستورى حتى قبل أن تتحول إلى دولة للهيمنة الكونية. شاهدنا - معا - فى إحدى غرف منزله عبر شاشة «سى. إن. إن» المحاضرة، وشعرنا - معا - بالإهانة ليس فقط بسبب ما ورد فيها، ولكن أيضا للطريقة التى ألقيت بها. كان الأمر مقرفا، ولكنه كان مثيرا فى الوقت نفسه لمشاعر وطنية تجد فى تسريع العملية الديمقراطية طريقا وحيدا لمنع مثل هذه الوزيرة من تكرار دروسها الزائفة وسحب الذرائع التى تتذرع بها سعيا إلى التدخل فى شئوننا. وكان هذا فى حد ذاته حافزا على التفكير جديا فى الانطلاق من رؤية هيكل لبناء توافق وطنى على خطوات البناء الديمقراطى. لم يكن الأستاذ متفائلا. كان تقديره أن الحزب الوطنى الحاكم لن يقبل مثل هذا التوافق لأنه تعود على الانفراد والاحتكار، وأن المعارضة بقديمها وجديدها لن تقدر مثل هذه المبادرة لأنها تعودت على الكلام وليس على العمل. وكان بعض أطراف المعارضة قد عمد إلى تصعيد الهجوم إلى مستوى غير مسبوق فى ذلك الوقت. وكان واضحا أن بعض هذا البعض يستلهم وحيه من دروس كونداليزا على الرغم من شعوره بخيبة أمل لأنها لم تقل أكثر، أو بالأحرى أقوى وأعنف مما قالته. ومع ذلك قال الأستاذ، فى نهاية الحديث، أنه يأمل فى أن يحدث ما يدل على غير ذلك. ووعدته بأن أعود إليه فى هذه الحالة. وقد استمزجتُ، فى ذلك الوقت، آراء بعض الأصدقاء فى صفوف المعارضة فلم أجد استعدادا يذكر إلا لدى قليل منهم كان القيادى الناصرى الأستاذ أحمد عبدالحفيظ أكثرهم حماسا. ولم تمض أيام حتى كان الرئيس حسنى مبارك قد قدم ملامح مبادرة جديدة خلال الخطاب الذى ألقاه فى مدرسة المساعى المشكورة، وأعلن فيه عزمه الترشح لفترة جديدة. فقد قدم الملامح الأساسية لبرنامجه الانتخابى فى مجال الإصلاح الدستورى والسياسى. وبالرغم من أن هذه الملامح لم تصل إلى حد تغيير الدستور بكامله، على النحو الذى طرحه هيكل، إلا أنها شملت أهم ما ينبغى استبداله فيه سعيا إلى الحد من صلاحيات رئيس الجمهورية وتدعيم دور مجلس الوزراء، وتحقيق التوازن بين السلطتين التنفيذية والتشريعية عبر برلمان أكثر قدرة على التشريع والرقابة، فضلا عن إلغاء قانون الطوارىء وتعديل نظام الانتخاب بما يتيح للأحزاب السياسية فرصا أكبر. وكان إعلان هذه الملامح، التى تبلورت أكثر فى برنامج مبارك الانتخابى، تعبيرا عن توجه جديد فى الحزب الوطنى يرمى إلى جعل الانتخابات الرئاسية التعددية الأولى منصة انطلاق جديدة ونقطة تحول فى النظام السياسى المصرى فى آن معا. أكثر من ذلك، أشار مبارك شخصيا فى الخطاب الافتتاحى لحملته الانتخابية فى حديقة الأزهر إلى فترة الرئاسة القادمة باعتبارها مرحلة انتقال إذا شرفه الشعب بأن يقوده فيها. وعلى هذا النحو كان الإصلاحيون فى الحزب الوطنى يقتربون من الرؤية التى طرحها هيكل دون أن يكون لديه أمل فى أن أيا من أطراف العملية السياسية فى مصر يمكن أن يقبل بها ناهيك عن أن يتحرك باتجاهها. ولذلك كان مفترضا، وفق المنطق البسيط وحسب المنهج العقلانى الذى يتميز به هيكل، أن يصبح تقديره لموقع الانتخابات الرئاسية فى التطور الديمقراطى أكثر إيجابية مما كان عليه عندما طرح رؤيته بشأن فترة الانتقال. ولهذا كله جاء حديثه يوم الانتخابات مفاجئا أكثر مما بدا مدهشا. فقد أصبح تقديره لانتخابات يفضى فوز مبارك فيها إلى فترة انتقال لتحقيق إصلاح دستورى أشد سلبية مما كان عليه تقويمه لهذه الانتخابات قبل أن يلتزم المرشح المرجح فوزه بهذا الإصلاح. تعامل الأستاذ مع الانتخابات بشكل إيجابى عندما كان اليوم التالى لها غامضا لا تضيئه شمعة. ثم تعامل معها بشكل سلبى عندما أصبح اليوم التالى لها أكثر وضوحا تضيئه الأنوار. تحدث هيكل فى يوم الانتخابات عن أنها لا تمثل البداية الصحيحة لحالة احتقان سياسى قال أنها كانت تقتضى شيئا آخر تماما، بعد أن كان يرى فيها بداية ممكنة لفترة انتقال تحقق التغيير المرغوب. ولذلك ربما كان الأستاذ محمد كريشان الذى حاوره فى هذا الحديث أحد من فوجئوا، فسأله قائلا ما معناه أنك قلت من قبل أن مصر تحتاج، وأنه لا مانع لديك من التجديد للرئيس مبارك على أن تكون هناك مرحلة انتقالية توضع فيها ترتيبات جديدة، فلماذا لا نعتبر أن ما يجرى يقود إلى ذلك؟ واعترف بأننى لم أفهم إجابة الأستاذ على هذا السؤال، وأن هذه هى المرة الأولى التى أجد نفسى فى هذا الموقف. لم أفهم إجابته فى عمومها. كل ما استخلصته هو أنه لو كان هذا ممكنا لما كان هناك داع لتغيير دستورى. ولم أفهم تحديدا علاقة ذلك بنقده لطريقة تعامل حملة مبارك الانتخابية مع عهدى عبدالناصر والسادات. لكن ما يصعب فهمه أكثر، حتى الآن على الأقل، هو لماذا كان تقدير هيكل للانتخابات الرئاسية أفضل فى وقت لم يكن ثمة شىء واضحا فى الأفق بعدها، ثم بات تقويمه لها أسوأ عندما أخذ هذا الأفق فى الظهور وبطريقة لا تختلف فى جوهرها عما طالب به وإن تتباين معه فى الدرجة. وهذه هى، فى الواقع، المشكلة الكبرى فى حديث للأستاذ ملىء بالنقاط التى تحتاج كل منها إلى مناقشة مستفيضة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر الظروف الملائمة للإصلاح الدستورى، والعوامل الدافعة إلى إساءة الأدب وخصوصا قوله (محدش ممكن يسىء الأدب تجاهك إلا إذا أنت اديته المبرر). ولأن مناقشة حديث الأستاذ يوم الانتخابات قد لا تنتهى، فليكن ختامها تذكيرا بمن أساءوا الأدب تجاهه دون أدنى مبرر إلا إذا كانت غيرتهم من تفوقه المهنى عليهم مبررا مشروعا لإساءة الأدب. ومازال بعضهم يسىء الأدب تجاه هيكل حتى الآن. فعقب حديثه السابق الأكثر إيجابية عن الانتخابات الرئاسية المصرية، أساء البعض الأدب فى ردهم عليه، أو بالأحرى عبروا عن أنفسهم تعبيرا طبيعيا لأنهم لا يحتاجون إلى من يعطيهم مبررا لإساءة الأدب. كما شهدنا شيئا من ذلك عقب إعلانه الإنصراف عن الكتابة من جانب بعض من لا يضاهى سوء أدبهم إلا تدنى مستواهم المهنى. وإذا كان الأستاذ قد نسى، فليتفضل بمراجعة مناقشتى لهم فى الفصل الأول فى كتاب «هيكل بين الجريدة والكتاب».

د. وحيد عبدالمجيد

"نحن شعب ينتحر -بمزاجه- إنتحاراً جماعياً ببطء كين

~~~~~

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

~~~~~

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42){النساء}

رابط هذا التعليق
شارك

يا باشا خالى اللى يتكلم يتكلم هو من امتى روزاليوسف بتتقرى اصلاً ويطلع مين كرم بطيخة دة علشان يتكلم على هيكل هو بس تلاقية عايز يعمل فرقعة اعلامية علشان المجلة الجديدة اليومية اللى منزلنها تتشهر بس برضة مافيش فايدة هاتفضل مجلة مالهاش قيمة ولا حد بيعبرها

رابط هذا التعليق
شارك

كل ما هنالك يا أستاذ KANE أنهم عاوزين ينولوا رضا الريس المنتخب و الريس المنتخب مستقبلا جمال ، فهيكل فضح الحكاوي الخايبة عن الانجازات و الضربة الجوية في حديثه على قناة الجزيرة و بين أن الانجازات في مصر هي أقل انجازات بين الدول الشبيهة بل و التي كانت أقل منا في التنمية خلال تلك الفترة ، يعني من الاخر حسني هو التلميذ الخيبان بين الرؤساء و الانجازات لما تقارن مع بلاد مثلنا أو أقل مننا خللا نفس الفترة نجدها لا انجازات و لا يحزنون

و من هو كرم جبر و لا التاني اللي اسمه وحيد عبدالمجيد أصلا عشان يتكلموا على الأستاذ هيكل ، هو حد يعرفهم ، المشكلة ان الناس دي فاكرة ان احنا لسة في الستينات و ان مفيش غير الجرايد و المجلات و التلفزيون اللي تبع الحكومة ، ميعرفوش ان مجلتهم دي مجلة خيبانة محدش بيثق فيها و لا بيقرأها و معروف عنها النفاق و مش مستوعبين ان الناس أصبح عندها و عي و بتتفرج على القنوات الفضائية و بتفتح النت

يلا خلي اللي يتكلم يتكلم ، خليهم يكلموا نفسهم

رابط هذا التعليق
شارك

الله يرحم أيام فاطمه اليوسف و احسان عبد القدوس و صلاح حافظ .. و حتى عادل حموده ..

كانت روز اليوسف مشاغبه بحق .. و مشاكسه للنظام دوما

الآن .. اصبحت ( حكوميه ) تماما .. بلا مخالب و لا أنياب ..

ثم من ( كرم جبر ) هذا - و هو من منافقى الحكومه مع وحيد عبد المجيد " المبرراتى " ليتحدثوا عن الأستاذ !! ..

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

كرم جبر : فوجئنا به رئيس تحرير روزا ، شخص لزج يضع باروكة على رأسه وقرر تحدي الشعب المصري كله بتقديم برنامج في اي بي على قناة الفشل الرباعي الشهيرة بالمحور ، كمذيع لا يملك الحد الأدنى من مقومات العمل الإعلامي من ثقافة وحضور ، بل إنه يعمل على فرض أجندة مجلته بالقوة على الضيوف ..

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

وهذا حديث هيكل الذي حرك كل هذا ال××××

(نقلاً عن الأسبوع)

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

محمد كريشان: مع كل انتخابات في العالم فما بالك إذا كانت تعددية وتجري لأول مرة تبرز علي السطح كل القضايا والمشاكل التي ظلت بلا حل أو مؤجلة، أو تحتاج إلي معالجة فورية وسريعة بمجرد ظهور النتائج وانتهاء بهرج الحملات الانتخابية. حول مجمل هذه القضايا في مصر تحديدا في ضوء الانتخابات الرئاسية التي جرت في السابع من سبتمبر يسرنا أن يكون ضيفنا في هذه التغطية الخاصة الأستاذ محمد حسنين هيكل.. أهلا وسهلا..

هيكل: أهلا بيك أستاذ كريشان.

كريشان: أستاذ.. مفترض الآن أن العملية الانتخابية (عملية التصويت) شارفت علي الانتهاء إذا تحدثنا بلغة الأرقام، ما هي الأرقام التي في ضوئها سواء كانت نسبة الاقبال التي يفترض فيها المرشح الأكثر حظا، ما هي الأرقام التي يمكن للأستاذ هيكل أن يعتبر أن هذه العملية ذات مصداقية، لاسيما وأن تجربة البلدان العربية مع الأرقام التي تتجاوز ال90 ومصر من بينها بالتأكيد تجربة معروفة؟

هيكل: خليني أقول (حاول هيكل تخفيف جو الحوار فقال): خليني أترجاك في حاجة مهمة وهي إنني مخلوق نهاري، وحضرتك جايبني بالليل في عز الليل بالنسبة لي فإذا نمت منك أرجو منك أن توقظني برفق من فضلك.

كريشان.. إذا نمت مني بداية فأنا فاشل!

هيكل: بداية عاوز أقول ملاحظتين في الأول من ناحية الصورة العامة، أولا أن المشهد اللي احنا شفناه في الأسابيع الأخيرة في مصر أنا بعتقد أنه مشهد حراك سياسي وفكري لا بأس به أبدا،. وبعتقد إن ناس كتير شاركوا وناس كتير تفرجوا وناس كتير أدوا الأدوار، فمن الناحية السياسية بعتقد أن ما جري في مصر في الأسابيع أو الثلاثة شهور في الواقع الماضية هو علامة حيوية عائدة، ونبض نستطيع أن نسمع ايقاعه دي أول حاجة، الحاجة التانية للانصاف أيضا أن هذا المشهد لا تراه في اللحظة الراهنة في العالم العربي إلا في مصر، وشهادة لمصر حقيقة أن هذا يجري فيها وبتكلم في وسيلة خارج مصر، لكن عارف أن كلامي بيرتد تاني علي مصر، لكن المشاكل أن الانتخابات دي علشان تواجهها واحنا كنا بنسميها حالة احتقان سياسي، واقع الأمر أنها موجودة في كل مكان في العالم العربي، لكن بس في القاهرة علي الأقل في هذه اللحظة هي بتناقش بهذه الدرجة من الحيوية، وحتي بهذه الدرجة من العصبية بعتقد أن هذه مسألة لابد وأن تسجل في البداية، عايز أقول وأنت حضرتك بتسألني عن الأصوات، وأنا جاي اتكلم والأصوات لم ينته فرزها، والتصويت لايزال مستمرا ومع ذلك أنا قابل. قابل وأنا رجل ظللت صامتا طول العملية الانتخابية لأني بصراحة وأمانة لم أكن أعتقد أن هذه الانتخابات هي البداية الصحيحة لحالة احتقان سياسي يواجهها هذا البلد، وفي رأيي أنها كانت تقتضي شيء آخر تماما، لكن هذا موضوع فات وقته، لكن عدد الأصوات في اعتقادي ما بيهمنيش قوي.. لا بيهمني عدد الحضور.. ولا نسب الحضور ولذلك بجازف وأكلم قبل ما تظهر نسب الحضور وأنا (لما بقول) ما بيهمنيش (لا تعني الاستهانة) لكنها ليست ما أعلق عليه أكبر قدر من الاهتمام.. إذن عدد الأصوات وعدد الحضور أنا هنا بفرق بين حاجتين مهمين جدا حساب الأرقام وحساب القيمة، الأرقام هتتبدي النهاردة، بكرة هيروح وزير الداخلية يقولها لرئيس الدولة أو لرئيس لجنة الانتخابات ويعلنها علي الناس. أنا بعتقد أنه ده كله كلام من منظوري يستكمل شكليات، وقد يستكمل حسابات أرقام، لكنه لا يستكمل حسابات القيمة. حسابات القيمة في اعتقادي سوف تظل معلقة لفترة طويلة حتي تتضح أمامنا جميعا النتائج، العملية أو المسار اللي هاتخده شكل الحوادث في الأسابيع والشهور وربما السنة القادمة.. أنا لا أخفي أنني قلق ويمكن ده السبب اللي خلاني طول الفترة اللي فاتت مش راضي أدخل في التفاصيل، المهرجان اللي حصل في مصر اللي حضرتك شفته، وأنا شفته وتابعته باهتمام واعتبره في كل الأحوال دليل حيوية، أنا قد لا يكون لي رأي فيه، لكن ساعات قوي يخطر لي أنه أقرب إلي تشبيه المهرجان هو أقرب ما يكون بتلاقي ناس عاوزين يعملوا حاجة يعني مختلفة، فرحوا وزيطوا وسهروا بالليل واللي أكل أكل، واللي شرب شرب، واللي شهد شهد واللي وقف وقف، كل حد عمل اللي عايز يعمله، لكن هنا فيه فواتير وحقائق سوف تتضح بعد فترات، إن كنت بتكلم عن حساب القيمة وليس حساب الأرقام.

أنا (أري) أن تعديل مادة من الدستور أو الاقتراب من مادة من الدستور ، الدساتير لا توضع في نهاية المراحل، الدساتير توضع في بدايات المراحل. في بدايات المراحل السياسية وليس في آخرها أو في المنتصف. لأن الدستور بيعمل إيه؟.. إذا أخذت مثلا تشكيل المهرجان أو الحفلة أو الكرنفال، أو اللي تحب حضرتك تسميه فأنا مستعد أقول إن الدستور في التشبيه قريب شبه جدا من حياتنا، ساعات نتصور أن الحياة السياسية بعيدة عن حياة الأفراد.. واقع الأمر أن الحياة السياسية مجتمع كبير لكن العينة الأساسية فيه هي الإنسان الفرد. الدستور لما تيجي تقرب منه، زي ما علي سبيل الأمر في الزواج إن كنا بنتكلم عن الأفراح والحاجات دي كلها، الدستور هو لحظة توافق، الفرق بين الدستور والقانون إيه؟

الدستور هو أن أمة، مجتمع بحاله يلتقي علي حياة مشتركة، يضع لها قواعد ويوفر لها أسباب النجاح، وبعدين تدخل القوانين تنظم مين بيتصرف إزاي. ولذلك مهم جدا الدستور ما يجيش في لحظات الشقاق، ما يجيش في لحظات الأطراف فيها بتتخانق، ما يجيش في أوقات طوارئ لأن الدستور بالطبيعة وأن تنظم إرادة طوعية، لأن الدستور لا يمكن أن يبني علي إرادة طوعية من جميع الناس، أنهم يلتقوا في هذا المكان علي هذه الأرض، في هذا الوطن وأنهم بيقيموا حياة مشتركة وفق قواعد متفق عليها وقابلين بها وعارفين التزاماتها، وبالتالي هم بيقبلوا الحياة الطوعية مهمة جدا.

كريشان: لكن أستاذ لماذا لا يكون تعديل المادة (76) الذي سمح بهذا الحراك الجيد الذي وصفته هو مجرد بداية إذا فرضنا صحة ما يقال الآن، إنه بعد الانتخابات سوف تجري تعديلات دستورية عديدة علي الدستور المصري تسمح بصفحة جديدة، هنا يكون هذا التعديل بداية...

هيكل: أنا هنا عايز أقول إيه، إذا كنت شايف أمامي حالة احتقان سياسي، فما معني أن يصل بلد إلي ما وصفه كل العالم تقريبا أن احنا في حالة احتقان سياسي، فاحنا نيجي ناخد مادة في الدستور غير شرعية في واقع الأمر وهنا دي المسائل المهمة، فأنت عايز تؤسس لحياة جديدة علي موضوع مختلف عليه، متقوليش في الدساتير، الدساتير ما تتعملش بالطريقة دي، بما أن الدساتير بتعبر عن إرادة الشعوب، فلو شفت مقدمة الدستور الأمريكي (تجدها تقول) نحن الشعب، نحن الأمة، نحن البشر مجتمعين هنا فيه الإرادة الحرة،. وعايز أقولك إن ساعات لما حد ييجي يقرب للدستور في وقت أزمة أنا بخاف لأن هذه ليست لحظة توافق، دا مش قانون ممكن اختلف واتفق عليه، هذا دستور، كأني داخل علي عقد زواج، أنا لما كنت في الأول بتكلم بقول نحن في حاجة إلي دستور جديد لأنه فيه شرعيات سابقة لأسباب مختلفة وأنا مش عايز أناقشها دلوقتي،. لكن فيه شرعيات سابقة وقعت وجات شرعية جديدة وأنا كنت بتصور وقلت هذا الكلام وقلته مباشرة وقلته كتابة بمعني أن لما جه الرئيس مبارك بدأ عهده كنت بقول وتشرفت بأني قلت له ده مباشرة وكتبت مجموع مقالات لم تنشر في وقتها، لكن مؤكد اطلعوا عليها قلت فيها اننا في حاجة إلي عقد اجتماعي جديد وإلي دستور يؤسس من جديد لأن الدساتير لا ترقع. لما ييجي حد يجوز إذا قلت ان الدساتير عقد زواج، يبقي واضح أمامي أن الناس تيجي تعقد عقد الزواج وهي عارفة ما تقدم عليه وهي راضية به سعيدة، متهللة، لكن ما يجوش متنكدين ومتخانقين مع بعض وعندهم مشاكل الدنيا والآخرة ويعملوا عقد زواج، أنا أخشي وأنا بكلمك علي حساب التكاليف وحساب الفرح بعدما يخلص تاني يوم، اني قد اكتشف والله واحد في وقت أزمة راح جاب مأذون لابس شيخ، لكن مش متأكد أنه شيخ ولا لأ. وجاب ورقة والشهود اللي معرفش دخلوا وعملوا إيه، والهيصة اللي تعملت والحاجات التي تكسرت. بكره الصبحية ولا أقصد به التوقيت لكن بعد هذه العملية فيه فواتير كتير جدا، قطعت عهود ملهاش حدود.

كريشان: لكن عفوا هذه الفواتير هل يمكن أن يسهل الايفاء بها، إذا ما بنيت شرعية جديدة، بمعني أنه عندما شككتم في الشرعية القائمة، أو أنها شرعية منقوصة.. إذا انتهي هذا الحفل وظهرت النتائج، وهناك رئيس لأول مرة في مصر ينتخب انتخاب مباشر مع منافسيه ألا تمثل هذه شرعية جديدة تجعل امكانية دفع الفواتير أفضل من دفع سابق؟

هيكل: لأ، لأن علي هذا الوضع ليس عندي جديد، بمعني إذا أخذت مثال الزواج تاني، وأنا آسف لأني عاوز أحطها أمام الناس بوضوح علشان المسائل تبقي واضحة.

كريشان (مقاطعا): ومثال الزواج جيد علي العموم.

هيكل: كويس، إذا أنت أخذت مثال الزواج، عايز أقولك إيه، الناس عادة تتزوج، وهي في سن الصبا، وتوقع عقود الزواج وهي في سن الشباب، فإذا جات بعد سنوات طويلة توقع، تسميه الناس توافق، والمسألة (تصبح) صحبة وأنس، يعني لحد ما المسائل... يعني

لكن الدساتير بيحطها وأنا أخذت مثال الزواج الأمة في مرحلة جديدة متجددة بشكل أو بآخر بتحط دستور بتعلن مستقبل، لأن كان فيه جواز كان فيه فترة طويلة والشرعيات اللي فاتت الزواج له خمسين سنة موجود بدأت يوم 23 يوليو وتغيرت. محدش يقول لي بعد خمسين سنة جواز إنني أنا جاي أعمل عقد جديد ودي مسألة مهمة جدا، بالنسبة للأفراد يجوز. الشعوب تقدر تعمل كده، لأن الشعوب عندها أجيال متجددة، مفيش حد بعد هذه المدة يجي يقولي والله أنا هرمم في عقد الزواج.

كريشان: نعتبر أن هناك عقد زواج مؤقت لفترة مقبلة، حضرتك قلت في فترة من الفترات إن مصر تحتاج وأنه لا مانع لديك من التجديد للرئيس مبارك علي أن تكون هناك مرحلة انتقالية تسن فيها قوانين وترتيبات للمرحلة المقبلة، لماذا لا نعتبر أن ما يجري هو زواج مؤقت لمرحلة انتقالية؟

هيكل: شوف ده لو جائز ماكانش يبقي فيه داعي لعقد زواج، المشكلة أن إحنا واصلنا نظام 23 يوليو بمراحله المتعددة وبعتقد إنه وصل إلي آخر شوط وأنه لابد للعقد الاجتماعي اللي قامت عليه 23 يوليو وتغيرت شرعية، وأنا (هنا) عاوز أقولك حاجة روعتني في الحملة الانتخابية للرئيس مبارك، وأنا بعتقد أن هذه غلطة كبيرة جدا، وأنا بعتقد أنه مش هو المسئول عنها إنما المسئول عنها الحملة الانتخابية بتاعته، لما يتقدم لي إعلان، وهذا الإعلان بيقول لي إيه، لما ييجي حد يتقدم أو يقدم برنامج جديد فهو يقدم برنامج للمستقبل، لكن لما ييجي إعلان ويقول لي إيه، وريني عصر عبدالناصر، ولا يظهر من عصر عبدا لناصر إلا سنة 67 'النكسة' ووريني عصر أنور السادات، فلا يظهر من عصر أنور السادات سوي مظاهرات الطعام وحادث المنصة،. وبعدين يوريني عصر مبارك كأنه انفتاح جديد.

كريشان: هذا كان فيلم وثائقي يعني؟

هيكل: أيوه فيلم وثائقي أنا شفته بنفسي وروعني، لأني حسيت في هذه اللحظة إنني أمام نظام هو بنفسه بيشيل جذع الشجرة.

كريشان: الذي هو يقف عليها.

هيكل: اللي هو فرع من فروعها، ولذلك أنا كنت بقول إن الرئيس مبارك موجود ما كنت أتصوره هو أن تؤسس لشرعية جديدة وتيجي تعملي فترة انتقال ويتقدم جيل جديد يعقد عقده لحياة مختلفة ومتجددة، بمعني أن حد عجوز مثلا ولا أي حد تاني ما يجيش يجوز دلوقتي عيب يعني، مينفعش، أنا أطلت، لكن الشعب حاجة تانية، لأن الشعب تتجدد أجياله باستمرار بما يسمح له باستمرار دائم يمكنه طول حياته الممتدة للأبد، أنا عندي عمر، كل فرد عنده عمر والمشكلة اني أخشي أن احنا أردنا أن نحل المشكلة بعقد، والعقد ليس سليما وليس صحيحا، ولن يحل شيء خصوصا لو أنت بصيت (ليٌî) لما قلت الرئيس مبارك يتفضل يجدد، لاحظ أني قلت حاجة مهمة جدا، الراجل معنديش اعتراض عليه أبدا، والراجل ده رئيس الدولة وعندما احترام كبير جدا للأوضاع اللي بترسمها دساتير حتي لو كان لي رأي في الدساتير، لكن لما تكلمت قلت أتمني لما يوصل لسن الثمانين وأظن أن هناك سيناريو قريب من كده وأنا قلق يعني يستني سنتين وفي هاتين السنتين يعمل انتقال اللي أنا تمنيت أن يعمله، ويمكن تكلمت مرة في الجامعة الأمريكية من حوالي ثلاث سنين، بمعني أنني أنا قلق جدا وأنا حاسس أن هذا التعديل في هذه المادة بهذه الطريقة في هذه الظروف، أنا أخشي أنه يقود البلد لأسباب كثيرة من الشك.

كريشان: قل جدا بمعني أن الانتقال لجيل جديد يكون لابنه، الكثيرون يعتقدون ويشيرون جدا وبإلحاح الواثق مما يجري أن الرئيس مبارك يريد شرعية شعبية من خلالها قد تسمح له الأوضاع أن تنتقل السلطة وبأصول....

هيكل: هذا ضمن أسباب القلق، عايز أقول فيه بعض الناس الطرح اللي بتقوله حضرتك وارد، أنا شخصيا لم أكن أصدقه ولا أزال أشك أنه ممكن لأن الرئيس بنفسه نفاه، والابن اللي حضرتك بتتكلم عنه نفاه، وأنا شايف فيه حاجات أمامي بدأت تقول إن هذا السيناريو موجود، وفيه شواهد وفيه شهادات أخري بتقول إنه مش موجود، لكن أنا قلق جدا، من حاجات، تعالي بص للحاجات اللي حاصلة في البلد، وأنا اللي حاصل في البلد زي ما كنت بقولك مايجيش حد في منتصف العمر، واحنا 'متخنقين' ويعمل دستور، البلد فيها حالة احتقان، والبلد فيها قوي كتير، قوي بتتخانق وحتي القوي المؤيدة كلها لها طلبات، عايز أقولك أنه مثلا لو تيجي تشوف مفيش حد، كل اللي بيأيده لهم استحقاقات كتير قوي جاية وأنا خايف أن فواتير هذه العملية كبيرة قوي، لكن هارجع معاك تاني للكلام اللي أنت بتقوله، أنا أصدق الرئيس أن الكلام ده مش وارد.

كريشان: ومصر ليست سوريا؟

هيكل: والرئيس قال كده بالضبط، فمصر ليست سوريا، لكن أنا بشوف أشياء واسمع كلام الرئيس أدلي به لجريدة كويتية (السياسة) وفي هذا الحديث عمل مشكلة كبيرة قوي لأنه رفع في الطبعة الأولي من الأهرام ورفع في الطبعة الثانية، وقالوا إن الكلام اللي نشر في هذه الطبعة دردشة من الرئيس مع المحرر، لكن في هذه الدردشة الرئيس بيقول إن ابني زيه زي أي حد وأنه من حقه ومحدش يقدر يمنعه ولا يحجر عليه كمواطن، وأنا سمعت هذا الكلام، واستغربت هذا الكلام لأن له دلالات، عايز أقول إيه؟ إن أكثر حاجة ممكن تزعج شعوب أنك في السياسة ممكن تخبيء نواياك، وفي السياسة ممكن حاجات كتير قوي تعملها، لكن فيه مسألة مهمة لا أحس الناس بيخدعوا أو يغرر بهم ودي من الفواتير المستحقة. لما يقولك مفيش حساب قيمة هيبان النهاردة، القيمة كلها مؤجلة، هذا منها أيضا، لأن هنا سوف يتضح سيناريو ما هو قادم، أما الرئيس في السنتين الجايين دول يقدر يعمل انتقال بالبلد، بعمل عقد اجتماعي جديد، وأما نلاقي نفسنا، شفت بعض اللي بيكلموني عن النظام، بيقولوا ما كان فيه بوش الأب وبوش الابن، وكان فيه روزفلت العم، وروزفلت ابن الأخ. فيه حاجة مهمة جدا ممكن نؤسس عائلات سياسية في نظم جمهورية لكن لا نستطيع في نظم جهورية أن نؤسس عائلات ملكية.

كريشان: لكن أستاذ هيكل علي افتراض والسيد جمال مبارك انه رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني، إذا استطاع بطريقة توصف بديمقراطية سلسلة، ان يصبح هو رئيس الحزب الوطني وهو كأي مواطن مصري بامكانه أن يترشح، ليصبح هو السيناريو المحبوك.

هيكل: لا .. لا أنا مش عاوز أطول في النقطة دي لكن أنا كل اللي بسمعه عن هذا الشاب كله لصالحه، بسمع كتير حتي من أقرب الناس إلي ويمدحولي في مزاياه، لكن هذه قضية وهذه قضية ثانية، بمعني انه علي سبيل المثال روزفلت 'الثاني' كان ابن أخ روزفلت الأول وبينهم عشرين سنة فيه رؤساء تانيين، واحد جه سنة 1904، وواحد جه سنة 1930، بمعني ان وأنت في السلطة ثم يمهد لحد تاني وسلطة الأب موجودة وماثلة في كل خطوة، أنا كنت باتمني ومازلت لو كانت فيه صلاحية العمل السياسي أنا موافق جدا ووالله موافق، بمعني ليس خلفا لابوه، يبني رصيد لنفسه في حياة سياسية أنا شايفها متجددة وتيجي رياسة تانية وبعدين هو يقدم نفسه للناس ويطلع، لكن مهما فعلنا، ومهما قلنا ففي هذه اللحظة في ظل سلطة الأب يظل الابن وريث:

كريشان: من بين الحراك الجيد الذي أشرت إليه أستاذ هيكل في البداية هناك ظاهرة لافتة للانتباه بشكل غير مسبوق في الساحة المصرية، شخصية الرئيس أو مؤسسة الرئاسة، أصبحت محل انتقاد في كل الصحف بشكل غير مسبوق، من شكل الرئيس إلي لبسه ومكياجه إلي ابنه إلي زوجته إلي ثروته الشخصية إلي كل الحاجات التي كانت في فترة من الفترات لا يمكن 'الحديث فيها' هل يحسب للنظام أم عليه، هل هناك اهتزاز في هيبة مؤسسة الرئاسة؟

هيكل: هاجاوبك علي ده وأرجوك تديني فرصة لان دي مسألة مهمة جدا، أنا كنت دايما بقول من 67 في واقع الأمر انه أنا أمام مشكلة شرعية، لان شرعية النظام الذي قام حتي 5 يونيو اعتقد تعثرت جدا بنكسة 67، وبعدين كان فيه رهان وإحنا في الحرب، وبعدين رهان الرئيس السادات كان علي السلام وأيضا رهان السلام لم يقم، الرئيس مبارك في اعتقادي كان مفروض ييجي يعمل حاجة تانية لكن هذا الانتقال طال 24 سنة وبعدين الناس حبت في الأول تديله فرصة، وأعطوا له فرصة في الحقيقة، الناس قدرت انه جاي بعد مشهد دموي في هذا البلد، جاء بعد مشهد البلد فيه مهددة بحرب أهلية، وناس داخلين في الشوارع وسلاح بيتكدس واغتيالات ورئيس الدولة قتل وسط جيشه .. فكل البلد خشيت ووقفت جنبه وكانت هذه شرعيته، وأنا بعتقد ولا أزال بعتقد أنه ليست لديه أي شرعية غير شرعية قيادة مرحلة الانتقال، محدش يقول لي انجازات ولا ضربة أكتوبر، الضربة الجوية الأولي محدش يقولها لي ودي أقدر أكلم فيها لو تحب يعني لكن عايز أقول ضربة أكتوبر في أحسن الأحوال جزء من العمل الوظيفي .. والانجازات بتساءل ومستعد أسأل كتير قوي عن الانجازات وحجمها، وفي أي مدي وما هي مقارنة بآخرين، لكني في كل الأحوال بعتقد انه جه في ظرف شديد الدقة، وكان عنده قدرة وقوة أعصاب والانتظار والمسائل اجتازت هذا وأظن انه كان عاقل جدا مع البلد، والبلد كانت كريمة جدا معه.

ومشينا فترة .. لكن هنا حصل إيه، الانتقال تحول لبقاء، بقاء مدة، بقاء مدتين، ثلاثة، أربعة، وأدينا إحنا داخلين علي الخامسة، وهنا بدأ يبقي فيه قلق عند الناس، وتكلمني عن اللهجة وليه عليت؟ أنا حزين ان اللهجة عند الناس عليت قوي، وأنا متحمس ان أناقش الرئيس سياسيا، ومتحمس يعمل مكياج، ما يعملش مكياج، يقدم نفسه للناس بالطريقة اللي هو يراها مناسبة .. قد أكون أنا معترض، أنا لما شفته لأول مرة طالع في الحملة الانتخابية في الأزهر، وشفته كيف يتصرف ومفيش 'كرافت' ومفيش مش عارف إيه وبيعمل إيه، ووراه مين والكلام ده كله، والله فكرت اكتب مقال أقول فيها ارفعوا أيديكم عن الرئيس، وبختام الحملة الانتخابية كنت مستعد أكتب ارفعوا أيديكم عن مصر، لأنه ليه بقي اللهجة عليت لأن بقي فيه اصرار علي البقاء من جانب، وفيه رغبة في التغيير من جانب آخر.

كريشان: لماذا ارتفعت اللهجة هذه نقطة مهمة ولابد أن نقف عندها؟

هيكل: تفتكر فيه مثل في الأدب اليوناني، الفلاسفة اليونانيين بيتكلموا علي امبراطور حد بيكلمه بيقوله: لماذا ترفع صوتك؟ فقال له: لكي تسمعني، المشكلة إن إحنا مشينا لفترة طويلة في البلد دي وإحنا الشرعية بتمتد، انتظار بيطول تغيير وتجديد حقيقي تفرضه الظروف، شوف عاوز أقولك إيه الرئيس مبارك جه، ولم يكن في حاجة لقانون الطوارئ، عايز أقولك ان هذا البلد موجودة فيه كل القوانين وأنا كتبت هذا الكلام موجودة فيه كل القوانين اللي احتاجها الاستعمار البريطاني علشان يحكم هذا البلد، موجودة كل القوانين اللي احتاجها النظام الملكي لكي يضبط، النظام الحزبي لكي يضبط. جمال عبدالناصر لكي يؤمن الثورة، أنور السادات لكي يحمي السلام، كمية من السلطات، والبلد قاعدة في النهاية حتي تعيش حياة طبيعية، الظرف بتغير، والحرب الباردة بتخلص، وما يجري في العالم يؤثر علينا، وبعدين يبقي فيه مسألة مهمة جدا إنه قعدنا نقول ان تكاليف الحروب آخرت الآمال، طيب الحروب خلصت وأنت محاربتش، ومش هتحارب علي أي حال في المدي المنظور، طيب أنا عاوز أعيش في جو طبيعي، قعدنا لفترة طويلة وتقريبا فيه عقد شبه مكتوب، شبه متعارف عليه، الناس بيتكلموا كما يشاءوا، والسلطة تتصرف كما تريد، وظل هذا الاتفاق غير المكتوب ماشي لفترة طويلة، فما يحدث عادة ضاقت به الصدور، فالناس بدأت تتكلم.

كريشان: لكن عفوا مشيت بسقف عدم المس برئيس الجمهورية..

هيكل: أنا مش بدافع عن ده، أنا ضده وأنا ما بستعملوش ولا أرضاه، وأنا مرات والله ساعات بيألمني، لكن عاوز أقول حاجة، محدش يمكن يسيء الأدب تجاهك إلا إذ أنت أديته المبرر، في كل الأحوال مش مبرره، لكن عنده عذر بلاش يبرر، لا يïسمع، أنا راغب في إصلاح اقتصادي وسياسي، واجتماعي، وبعدين راغب في تغيير في حياة أخري، راغب في أن أعيش تحت قوانين عادية ومش قانون طوارئ، محدش يقولي خلصت من الطوارئ بسبب الطوارئ وبسبب الحروب، فيه طوارئ بسبب الإرهاب، كل الدنيا معرضة للي إحنا متعرضين له، ولكن الناس كلها بتواجهه، بتحطه في ظروفه الطبيعية، ولا تستنفر كل قوي الدولة علشان تواجهه، خاصة إذا كانت الدولة عندها ترسانات من قوانين، فأنت بتطلب والقوانين موجودة وصارمة، والحياة السياسية شبه متجمدة والناس في الانتظار، وبعدين بيتكلموا وأنت ما بتردش، وبعدين تبدو أمامهم ويرجع تاني للأسف الشديد تبدو بعض المفارقات بين ما يقال وما يجب ومنها الموضوع اللي حضرتك لمسته وهو موضوع التوريث، خلي بالك ان إحنا بدينا هذه الأزمة والاحتقان اللي إحنا فيه دا ابتدي مع تصرفات كثيرة تجري في المجالات الاقتصادية والمالية وقصور في الخدمات وكذا .. وكذا .. وبعدين داخل كمان فيها موضوع التمديد والتوريث، تفتكر أنت الشعار الأول الذي ارتفع والذي أتي بالمادة 76 من الدستور كان هو قضية التمديد والتوريث وبعدين أنت بتنفي والناس بيلاحظوا أشياء أخري غريبة.

كريشان: الناس تبدو غير مقتنعة بهذا علي كل الأحوال...

هيكل: أنا أتمني 'أنه ما يحصلش' لأنه هيدخل بالبلد في مشكلة كبيرة جدا، عاوز أقولك فيه مظاهر أنا باشوفها وأسكت علي سبيل المثال سوف أعطيك عدة نماذج، جه مرة يتغدي معايا ضيف بريطاني مهم وجاء معه السفير البريطاني السابق جون سواير اللي بعد كده راح ممثل لرئيس الوزراء في العراق، وأنا بسأل الضيف اللي جاي لي أنتو بتعملوا إيه بالضبط مع الحزب الوطني، فقال قدام السفير أنا هسألك سؤال صريح وجاوبني عليه وأنت أسألني سؤال صريح وأجاوبك عليه، قلت له خلاص.

كريشان: واحدة بواحدة.

هيكل: كنا في بيتي في الريف وأنا بديت أسأله حزب العمال بيعمل إيه مع الحزب الوطني، قال لي وأنا بقول السفير الانجليزي كان موجود وشايف وسامع وهو في الحقيقة لم يشترك في المناقشة لأنه مش مفروض يدخل فيها .. فقال لي والله هم طلبوا يعرفوا تجربة حزب العمال، لأن التجربة بدت لهم تجديد حزب من الداخل كما لو أن توني بلير انقض بالباراشوت علي الحزب وخده وقالوا عاوزين يدرسوا التجربة دي، فاحنا 'والكلام للضيف البريطاني' اعطناهم كل الفرص اللي تحقق الموضوع ده .. ولما رحت لندن مرة سألت فقالوا راحوا مش عارف إيه و'ناس' من أمانة التثقيف و... لكنهم اهتموا بقسمين 'في تجربة حزب العمال' قسم الدعاية والقسم اللي بيسموه العمليات القذرة، وحتي لما شفت في التليفزيون أخيرا رئيس حزب الوفد مثلا تعرض لموقف استفز فيه فقال كلام .. فقلت الله دا يظهر 'ابتسامات من كريشان وهيكل تربط ما بين ملف العمليات القذرة وما حدث' ولما لقيت منصة وقعت بمرشح قلت إيه ده هم بيشتغلوا في العملية دي ولا إيه.

طيب ده مشهد أركنه علي جنب لكن له دلالته، لكن بتلاحظ إيه؟، تلاحظ انه كلما بدت علامات شبه رئاسية علي حد يختفي، بمعني انه فيه ناس في يوم من الأيام، يمكن أنا معتقد فيه خطأ في التقديرات، لأني معتقد ان المرحلة القادمة ليست مرحلة رجل واحد علي أي الأحوال، ولا ينبغي أن تكون مرحلة رجل واحد، بيطلع مثلا المشير 'محمد عبدالحليم' أبو غزالة بصرف النظر ينفع ولا ماينفعش.

كريشان: تردد اسمه...

هيكل: وبعدين يختفي، يطلع اسم عمرو موسي وبعدين تلاقي أن عمرو بدت له بعض الشعبية فراح الجامعة العربية، خرج من المسار الطبيعي في الإدارة المصرية إلي الجامعة العربية، وبعدين الحاجة الغريبة جدا فيما أسمع وأنا معنديش..

كريشان (ضاحكا): اسم هيكل لم يتردد؟

هيكل: معقول أقول علي تجديد .. جدد شباب بلد وتتكلم علي راجل عنده 80 سنة .. إزاي ياراجل، معقول ياراجل، أنا بشوف الكلام ده أنا باشتكي جدا أن العمر طال جدا في ممارسة السلطة، أنا مستعد أقبل من الناس الكبار في السن أنهم يبدو آراء، يقولوا اللي عايزين يقولوه، لكن لا يقبل ولا يعقل أنهم يتكلموا علي مستقبل بعيد مش ممكن، ما تصدقش، مفيش بلد ممكن يتحمل ده، اللي تحمله الاتحاد السوفيتي وقع، ومع ذلك فعمرو موسي تردد اسمه راح الجامعة العربية، الغريبة ان اليومين دول وأنا بتكلم عليها مجرد سمع وأرجو ألا يكون صحيح، مدة عمرو موسي هتخلص في مارس الجاي، ومجلس الجامعة لازم يختار واحد في مايو الجاي، وتقريبا فيما يتردد يقال له 'لعمرو موسي' إذا لم تقبل بالتجديد فهذا المنصب سوف يضيع من مصر، وأنا علي فكرة يعني مش عاوز المنصب ده لمصر وكفاية كده، أخذناه اكتر من خمسين سنة، وبعدين يطلع واحد مثلا زي عمر سليمان وأنا مش عاوز أدخل في المشاكل دي كلها، لكن يبان ويتردد اسمه، فيغرز في موضوع غزة، وفي الموضوع الفلسطيني.

أنا وكل الناس عايز أصدق اللي بيتقال لي والله العظيم وصادقا عاوز أصدق، لأني باعتقد أنه مهم جدا أن مسار التقدم الطبيعي لهذا البلد يسير في مجراه ولا يعترض بحاجات صغيرة، لأن في حياة الأوطان ده كله مش عاوز أبدا نقف في يوم من الأيام وقعنا في التجربة اللي محدش يقدر يقع فيها .. والله أنا أعرف أن حلم ممكن يتحول لكابوس، لكن عمري ما أعرف أن كابوس يتحول إلي حلم، الكلام ده ماينفعش لأنك أنت هنا عندك مسار تطور .. يعني....

كريشان: من بين المسائل أشرتم قبل قليل لموضوع الانجازات وتضخيم الانجازات، هناك في نظر البعض علي الأقل تورم في موضوع الوعود، يعني الوعود الانتخابية، عندما يأتي الرئيس مبارك ويتحدث عن ألف مصنع جديد وأربعة ملايين فرصة عمل جديدة ويتحدث عن 80 ألف وحدة سكنية جديدة ويتحدث عن 2 مليون أرض زراعية جديدة، ما يكتب في تعليق الصحف المصرية واضح، أنتم لم تحققوا هذا طوال 24 عاما فكيف لكم ان تحققوه في ست سنوات، وبعضهم تساءل: نريد أن نعرف من يطلق هذه الوعود، حسني مبارك الرئيس، أم حسني مبارك مرشح الحزب الوطني، نريد أن نعرف؟

هيكل: أنا كنت بقولك من شوية علي إعلان أفزعني لأنه بين كما لو أنه العصر الراهن، لحظة مبارك هو حرب مع لحظة أنور السادات قبله وحرب مع لحظة جمال عبدالناصر قبله، وأنا باعتقد أنه ده ممكن يكون هو وافق عليه، ليه؟ .. لأن فيه عندي مسألة مهمة قوي أنا خايف أن نكون خرجنا، الإمام الخوميني لما شفته مرة في باريس قبل ما يروح إيران (عام 1979) بدا يتكلم معايا عن الشيخ شلتوت شيخ الأزهر السابق في الستينيات، واتكلم عن تقريب المذاهب، لكن وهو بيتكلم قالي أنا قلق جدا من فقهاء السلطان، أنا عايز أقولك ان السلطان استبدل فقهائه بدكاترة السلطان.

الوفد، وحزب الوفد أنا بعترف بهذا لأن دي مسألة مهمة قوي .. حزب الوفد في حملته الانتخابية قدم نفسه أنا معرفش الراجل وعندي رأي في تاريخ الوفد لكن أنا علي الأقل الناس قدموا أنفسهم في شكل محترم، بمعني جه قدم نفسه كخليفة لمصطفي النحاس، وخليفة لسعد زغلول، لم يقدم نفسه معارضا، ولا متمردا علي مصطفي النحاس، لأن النحاس دخل الوزارة لا علي الدبابات الانجليزية، ولا بالكتاب الأسود لأنه كان فيه فضائح، لكن قدم مصطفي النحاس باعتباره رمز الوطنية الصلب في مرحلة من المراحل، والفرق في الحملة بين الاثنين أن حملة الوفد اديرت من داخل البيت الوفدي، لكن حملة الحزب الوطني مع الأسف الشديد اديرت 'بواسطة' اللي بيسموه الحرس الجديد، الحرس القديم، وده كله، أنا مش موافق علي الحرس، لكن في كل الأحوال الحرس اللي طلع قدامي بيعمل كل هذه الحملة .. حرس لا علاقة له بالتاريخ ولا بالمستقبل، دا حرس بيتكلم علي هذه اللحظة كأنك بدل البيت الوفدي اللي بيدافع عن نفسه، بصرف النظر بأي كفاءة، لكنه لم ينكر جذوره، عندي ناس في الحزب الوطني تنكروا لأساس شرعيتهم وهم في السلطة اللي لم يدخلوا فيها إلا بسبب هذه الجذور.

هنا في الإطار الأخلاقي حتي مستعد أقول الرئيس مبارك ماشافش الكلام ده، لكن عندي مع الأسف الشديد من الظواهر الموجودة في المجتمع المصري فقهاء السلطان ودكاترة السلطان.

كريشان: هل هذا ما يفسر بروز بعض المقارنات في الصحف المصرية بين مبارك وعبدالناصر والسادات، وبعضهم ذكرها في أشياء كثيرة منها اللبس والشياكة إلي كايرزما ...

هيكل: (متسائلا بتهكم) مين اللي لبسه أحسن .. الرئيس السادات يكسب.

كريشان: لما بيتكلموا عن الرئيس مبارك وانه شال 'الكرافت' تكلموا عن عبدالناثر أنه كان انيقا دون أن يستورد من الخارج ولا من آخر صيحات الموضة.

هيكل: أنا حتي ده مش عاوز أدخل فيه لأن كل واحد منهم بيمثل مرحلة، أنت كنت موجود في مرحلة، عند جمال عبدالناصر تخجل انك تركب عربية كبيرة، تخجل أن تجيب بدلة مستوردة من الخارج، القيم الموجودة والضاغطة علي كل أفراد المجتمع فيها نوع من .... جمال عبدالناصر لم يداري، جمال قال: أمثل الفقراء وأمثل الطبقة المتوسطة وليس أكثر وأنا ده مستعد أفهمه، أنور السادات جه في ظروف مختلفة لازم أكون منصف معاه، والرئيس مبارك جاي في ظروف تانية مختلفة في جو فيه انفتاح، فيه استهلاك .. لابس كرافت مفيش مانع، أنا زعلت والله لما شوفته من غير كرافت، وفكرت أجيلك النهاردة من غير كرافت علشان أبقي مساير للموضة 'ضاحكا' حاولت والله وفشلت علشان أبقي ماشي مع العصر .. فأنت بتتلكم عن الوعود الموجودة عن ناس يكادوا يكون غير مثقلين بشيء لا بالتاريخ ولا باللي جري ولا باللي حصل، لما تيجي تتكلم عن الانجازات وكنت متوقع أنك تسألني هذا السؤال لأنه أنا باعتقد أن الانجاز اللي حصل في العشرين سنة الماضية في مصر علي المستوي السياسي إحنا تكلمنا فيه كفاية، علي المستوي الاقتصادي، أنا قدامك فيه أرقام وأنا مش هزود فيها قوي، لكن أنا هجيب الأرقام معتمدة علي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما وردت في التقرير الاستراتيجي للأهرام، وأنا لا أحب الاستشهاد إلا بأرقام مسنده، والحاجة الغريبة أن هذه الأرقام تتكلم علي النمو في عدد من البلدان في العشرين سنة الماضية كأنها بالضبط تجيب علي سؤالك.

الأرقام بتقول إيه، المغرب علي سبيل المثال، مش راح أقول أمريكا ولا حد أبدا هتكلم عن المغرب، ناتجها القومي سنة 1982 كان 4،15 بليون دولار، زاد في العشرين سنة اللي فاتت بنسبة 183 % ، معقول. تونس قدامي كان أكثر من 8 % زاد بنسبة 06،208 % ، بمقياس العالم العربي في هذه الفترة من 29 ل 67 بليون زاد بنسبة 126 % يعني ما أنجز في مصر أقل مما أنجز في المغرب، وتونس. إذا أنا وضعت الصين يبقي الصين زادت في الناتج القومي 438 % ، كوريا الجنوبية 712 % ، ماليزيا زادت 285 % ، تايلاند 301 % . محدش يقول لي كان فيه إنجازات خارقة، محصلش للأسف. حصل حراك لمواقع الثروة وأنا موافق علي بعضه ومعنديش اعتراض، بمعني اللي إحنا شفناه حصل عدة حاجات:

الحاجة الأولي عندك أرصدة مادية ومعنوية أنت سيلتها تسييل، لما حد يقول لي إنه والله في حرب الخليج إحنا استفدنا بدورنا في إعفاء قدره 30 بليون دولار مع العلم أن النفقات العسكرية اللي إحنا تكلفناها دفعت ضمن تكاليف الحملة ما هو الأمريكان مش هيدوني حاجة ببلاش، يعطوك شيء في مقابل شيء، قبلت بتسييل جزء من رصيد مصر التاريخي، وبعدين موارد أصول في القطاع العام راحت القطاع الخاص، فيه عملة كانت موجودة بره وجات حولت فلوس، عايز أقولك أنه في تقرير البنك المركزي المصري بيلفت النظر لحاجة غريبة جدا، بتكلم عن الناس اللي بيشتغلوا 'العمالة والبطالة' بتكلم علي ظاهرة لوحظت خلال 95، 96، 97، وهي ظاهرة العمالة الهامشية يعني الناس اللي واقفين علي الناصية بيبيعوا فول، ومناديل ورق (عددهم) ستة مليون، الناس دول كانوا بيستوعبوا في الخليج، بعد ضرب الخليج المسائل تغيرت كتير قوي وبقي عندي فائض لما حد يقول بقي عندي ستة مليون ده عمل حقيقي، أقول له لا ده مش عمل حقيقي، ممكن يكون مليون منهم عمل حقيقي، وعلي أي حال أنا بتكلم عن أوضاع بدا فيها لبعض الأحوال شيء من الرواج، لكن هذا الشيء سببه كان إنك قمت بتسييل بعض الأرصدة التاريخية وبعض الأرصدة الاقتصادية المتراكمة في هذا البلد، أنت لما تيجي تقولي إنك بتصدر كهربا، مش عارف إذا كان دا كويس ولا وحش؟

أنا عايز أقول إنك لغاية النهارده أنت عايش علي إيراد قناة السويس وعلي اكتشافات البترول السابقة، وأنا عارف إنك عامل عندك كهربا كتير قوي، عامل انطلاق في إنتاج الكهربا، لكنها ناتجة من احتراق البترول بتاعك، وأنت بتعمل محطات حرارية، لكن تعالي احسب التكاليف وأنا أقولك التكاليف. (وبدا هيكل مستفهما وهو يقول) بلد زي مصر تصدر غاز وهو بلد فقير في مصادر الطاقة، مصادر الطاقة اللي عندي محدودة، وأنا محتاج لها في أجيال قادمة، مقدرش أروح أسد عجز ميزانيات ولا عجز دخل بأني أبيع وأسيل موارد، موارد مستقبلية لا أملكها. أنا معملتش ده مع الغاز للأسف الشديد أنا عملت عقد لمدة 15 عام مع بعض البلدان زي مثلا (إسرائيل) أنا لما عملت اتفاقيات الغاز كان سعر المتر المكعب حوالي دولار و... النهارده بقي ستة (دولار) وأنا بايع بأسعار تبدو ثابتة ولمدد طويلة، الطاقة عمالة تطلع في العالم كله، كيف يتأتي لأسباب سياسية أو لأي أسباب تانية، أولا اقتصادية أنا بصدر غاز وأنا أمامي إيران وهي بلد بتحاول تقول للعالم كله والله أنا بعمل طاقة نووية لأني لا أستطيع أن أطمئن (لهذه الطاقة غير المتجددة) وأنا أصدر غاز علشان أحل مشكلة في الموارد فالنسب بتقول لي مفيش حاجة معجزة، ومش عاوز أدخل في نسب طويلة لأني عندي أرقام كتير قوي لكن أنت بلد بتواجه مشكلة اقتصادية حقيقية.

كريشان: لكن المفارقة أستاذ هيكل أن هذا أيضا يترافق مع حديث طويل وعريض علي موضوع الفساد، ملف الفساد ربما لا توجد دولة عربية لا تعاني من هذا الإشكال لكن يبدو أن في مصر أصبح ظاهرة مقلقة، البعض أشار إلي أن موضوع الفساد لم يرد ذكره في الحملة الانتخابية للرئيس ومع ذلك فالرئيس مبارك في الإسكندرية صرح بأن الإصلاح لا يكتمل إلا بمحاربة الفساد، هل الفساد في مصر أصبح ظاهرة مزعجة بدرجة كبيرة خاصة أن الكل يتحدث ­ ويجب أن نكون صريحين ­ عن الرئيس وعائلة الرئيس ودوائر قريبة من الرئيس في ملفات طويلة عريضة تتعلق بسوء استغلال النفوذ؟

هيكل: شوف أنا عايز أقولك بأمانة، فيما يتعلق بالرئيس وبأسرة الرئيس أنا أرد نفسي، بأرد نفسي تأدبا، وأرد نفسي لأن رئيس الدولة بالنسبة لي رجل له مقام، وإذا أنا أو أي مواطن لقي حاجة فأمامه مجلس الشعب أو أي جهة أخري، لكن أنا حزين لكل اللي بيتقال وأنا شايف إنه فيه مظاهر حقيقية، إحنا كنا من شوية بنتكلم عن قطاع البترول وأعلم حالة في قطاع البترول معنديش مناقشة فيها. في شركة اتعملت برأسمال 750 مليون دولار وبعدين خسرت كل رأس مالها وبعدين بيعت للبنك الأهلي بمكسب يزيد علي سعرها الأصلي، وبعدين جه محافظ البنك الأهلي وهو فاروق العقدة وقال هذه الأسهم أنا مش عايزها عندي، فراحت البنك المركزي وبعدين هو نقل للبنك المركزي فقال أنا كمان مش عايزها عندي فنقلت للهيئة العامة للبترول، لكن هذه وغيرها فيه قضايا، هذا ملف أنا بيجرحني جدا لأنه...

كريشان: محرج في الحقيقة.

هيكل: بتحس أنه فيه ناس...

كريشان: علي الأقل في بلد مثل مصر توجد صحافة تتحدث عن هذا الموضوع...

هيكل: أنا من أنصار أن الصحافة تنشر كل ما تستطيع لكن علينا حاجة مهمة قوي أن نتأكد ونتثبت مما نقول، لأن إحنا بنقول حاجات مرات، وأنا صحفي وحياتي كلها في الصحافة، اللي يخشي منه مرات في عملية الجموح وأنا أرفع صوتي لكي تسمعني، وهم والله عندهم عذر، لأن الناس فاض بيهم، ونتصور إحنا أن الناس بيتكلموا ويشعروا أن كلامهم منعكس علي قرار، ما يبقاش زي مستشفي المجانين، الناس من ورا الأسوار يصرخوا وبيخبطوا.

كريشان: أستاذ هيكل أشرت في بداية اللقاء إلي الفواتير التي تنتظر الجميع، أهل العريس إذا عدنا لتشبيه حفل الزفاف، هل من ضمن هذه الفواتير استحقاقات علي مصر، أن تدفعها في ملفات هامة عربية وإقليمية؟

هيكل: طيب خليني أجاوب بطريقة غير مباشرة، تعالي نبص علي خريطة المنطقة وأنا لا أمل نصيحة مرة قالها لي جنرال ديجول رئيس فرنسا الأسبق إنه إذا أردت أن تتكلم في السياسة بص علي الخريطة، الخريطة بتقول لي حاجة مهمة جدا أن العالم العربي حتي حرب أكتوبر كان مركز ما يمكن أن يسمي بالشرق الأوسط، وفي أطراف هذا المركز كان فيه دول الطوق (تركيا.. إيران.. إسرائيل، وباكستان علي أي حال) اللي حصل مركز الثقل باستمرار من سنة 52 كان موجود في العالم العربي من أول القاهرة لدمشق لبغداد، اللي أنت عايزه، وبعدين النهارده العالم العربي مطرود في كل موقع فيه، لما أنا أبص للعراق، بريمر في آخر يوم وهو ماشي من العراق مضي في آخر يوم له، وهنا الفرق بين القانون والدستور الشرعية، بمعني أن الشرعية قد تكون رضا والدستور سلطة، الشرعية، لما تعمل قانون هي في إطارها القوانين هتيجي برضا الناس وقبولهم حتي لو كانت تختصم منها، لكن ممكن سلطة احتلال تطلع قانون، بريمر قبل ما يمشي طلع قانون بنقل كل ملكية الدولة العراقية تقريبا كلها. أنا قاري مقاله في 'التايمز' يوم 12 أغسطس اللي فات، كتبها مدير تحرير 'التايمز' وأنا كان نفسي كل العالم العربي يقراها بتقول: احنا دخلنا مع الإنجليز واحنا محتلين تلت العراق، لكن بريمر مضي في آخر يوم وأخد كل الجوايز، كل بترول العراق لصالح الشركات الأمريكية، وأخد الموارد وخد التجارة الخارجية، وفي آخر سطر في المقالة، يقول مدير تحرير 'التايمز': 'إن ده استعمار في أبشع صورة' ، طيب سوريا هي النهارده محاصرة بصرف النظر عن أي شيء تاني، أنا مش معجب باللي جاري في دمشق، وفيه التوريث، أنا كنت معجب بحافظ الأسد، علي الأقل بصموده أنا متعاطف جدا مع سوريا ولبنان وهو بلد في منتهي الأهمية في العالم العربي، مين بيحكم في لبنان دلوقتي؟!، حد يقول لي لحود، اللي بيحكم مع الأسف الشديد شيمون بيريز، عن طريق 'تيري رود لارسن' مندوب الأمم المتحدة الموجود، الطرف الآخر في اتفاقية أوسلو وهو تلميذ نجيب ومخلص جدا. لبنان معقولة يخلص من (رستم) غزالة مدير المخابرات العسكرية السورية يقع في .... طيب.

القضية الفلسطينية، أنا نفسي واحد مخرج سينمائي يكتب الأيام الأخيرة لعرفات ونهاية عرفات وأنا والله لم أكن أعرفها مع الأسف، لغاية ما أخيرا قابلت حد أنا عارف إنه عارف بيشكي لي حاجة، وما يجعلني أصدق هذه الرواية إني عارف مين ده ومش عاوز أقول علشان ما أحرجوش يعني، لكن عرفات أحس أنه سمم، فنادي اتنين من رفاقه عندي أساميهم وقال طالوني هذه المرة، وإداهم الكشوفات اللي عنده بتاعة السلطة، وبعدين واحد منهم قال له طيب سبنا نعمل زي اللي اتعمل مع خالد مشعل ونحاول نجيب الترياق زي ما حصل، فالراجل قال لهم مش هينفع لأن خالد مشعل كان في ضيافة الملك حسين، والملك حسين اعتبر أن تسميم خالد مشعل في عمان إهانة له، فلما وقف وتخانق مع الإسرائيليين ما كانوش عاوزين يزعلوه، عندهم علاقات كويسة. فعرفات هنا بيقول وأنا هنا عايز كاتب قصة يتفضل فيها بيقول لهم، أنا مش في ضيافة حد للأسف الشديد، وبعدين يطلبوا منه إذا كانوا يكلموا حد في العالم العربي، قال: مش هيعطوهم حاجة وعرفت فيما بعد وسألونا الإسرائيليين مع بعض الدول اللي عندها تكلم. راح فرنسا، أقنعوه كان عايز يموت في المقاطعة، مع أني أنا زعلان منه جدا في حاجات، لكن الأيام الأخيرة في (حياة) عرفات فيها دراما العالم العربي كله. علي أي حال عرفات راح باريس وأنا أعرف أن الفرنساويين سألوا عدد كبير من الدول علي السم بما فيهم إسرائيل والإسرائيليين قالوا معندناش فكرة، لكن ليس هناك في العالم العربي من يعرف أن هذا الرجل مات مسموما، وكله ساكت، محدش حتي بيحتج، سؤالك اللي أنت بتتكلم عليه، العالم العربي لم يعد لديه استحقاقات، أليس غريبا، بتتكلم عن استحقاق إيه أنت اعطيت كل اللي عندك، أنت النهارده إسرائيل ألم يلفت نظري ما جري في غزة وأنها قررت من طرف واحد أن تنسحب في سياق لعبت فيه دور مش بطال، لكن مش هو ده الموضوع، شارون عمل خطته من ساعة ما جه بالضبط وهو الراجل اللي حط جدول أعمال في المنطقة، ونحن جميعا تابعنا، محدش يقول لي حاجة تانية تابعنا أن الانسحاب من غزة من طرف واحد ولن اتفق مع أحد، وده معناه إيه؟

طلع من غزة، وأخلي المستوطنات، خلص برنامج استيطان زي ما هو عايز، خد كل الزعماء الفلسطينيين اللي مش عاوزهم كلهم شالهم، اللي بالصاروخ، واللي بالسم، واللي... وترك من يريد أن يتركه وبعدين قرر أنه من طرف واحد سوف يخرج لأن غزة ببساطة عبء هو لا يتحمله وأنت بتتكلم عن مليون ونصف مليون بني آدم، قنبلة موقوتة هو مش عايزها، وأنا قلت من بدري في حديث تليفزيوني مع واحد من أقطاب النظام الجديد دلوقتي قلت في حديث تليفزيوني معه من عشر سنين أنا نفسي مصر تستعد ليوم تستيقظ فيه فإذا هي مسئولة عن قطاع غزة وقد كان.

كريشان: برضاها أم...

هيكل: فيه أمر واقع الآن، هو شارون اتفق مع حد، شارون قرر من جانب واحد.

كريشان: لكنه أرسل من يفاوض المصريين ويتفق..

هيكل: أبدا هو اتخذ قراره، وأنت ذاهب علشان تتكلم في الترتيبات اللي ممكن لها رد فعل عليك، وعواقب عليك، لكن ما معني أن يتصرف طرف من الأطراف بدون حساب لحد، ده معناه أنه لم يعد يخشي من حد، الحاجة التانية أنا فعلت ما أشاؤه وانتوا تفضلوا..

كريشان: هل لعبت مصر دور في الانسحاب من غزة...

هيكل: بمعني؟

كريشان: هل مصر مجبرة علي دور....

هيكل: أعتقد أن مصر عندها مسئولية أدبية تجاه قطاع غزة، لكن هذا كان ينبغي أن يكون في إطار حل حقيقي لمشكلة فلسطين، لأنه أمامي (أديش لاين) وهو واحد من أهم الأساتذة في إسرائيل، وهو خريج اكسفورد، كتب مقالة قايل فيها إن غزة هي آخر حدود الضفة الغربية وأن (مستعمرة) عاليه أدوميم بتطبق علي القدس، وهيسيب شوية يقع هنا وهنا. اللي فيها كثافة سكانية هو مش عايزها، لكنه أخذ كل ما يريد أن يأخذه بقرار منفرد من جانبه.

تعالي بقي في الاستحقاق، أنا أعتقد وأنا قلت لك إن مركز الثقل اتنقل من قلب العالم العربي إلي أطراف الشرق الأوسط، احنا مقبلين علي معركة تصفية النظام في سوريا أنا شايفها أمامي، وعلي وضع مختلف تماما في لبنان، وعلي وضع لحصار إيران لأنه مطلوب أن إسرائيل تحتفظ بالاحتكار النووي في المنطقة، وأنا أعتقد أن الوقت فات قوي، عاوز أقولك إن حملة بوش الأخيرة في المدة التانية جه وقت كنا نتكلم علي أن بوش هيعمل مفاجأة في أكتوبر وأنه هيضرب إيران.توجيه ضربة جوية لها، وأظن أن الإيرانيين بلغوا الأمريكان وهذا تم عن طريق الأتراك أنه إذا حصلت ضربة فسوف تواجهون علي الأقل أنه فيه ألف عسكري من القوات الأمريكية في العراق سوف يتخطفوا كل يوم، والأمريكان راجعوا حساباتهم. عايز أقول إن مجتمع الدول اللي فيه ليس، 'الطبطبة' علي الظهر، لما حدد يطبطب علي ظهرك لابد وأن تتحسس جيبك.

كريشان: إذن أفهم أن مصر إذا جيء بكل هذه الفواتير أمامها بعد الحفل الذي نحن فيه إما غير قادرة علي الدفع، أو غير قادرة لتقول لا لدفع بعض الفوائد؟

هيكل: بص أنا مش عايزك تحرجني أكتر من اللازم وأنا بقولها لك أنا عندي الشجاعة أقول كل شيء، أو عندي التهور أقول كل حاجة، لكنه أيضا يعز عليٌ أن أقف في موقف صدام بهذا الشكل تضيع فيه المسافات بين مصر السياسية ومصر التاريخية، بمعني أن الإدارة الحالية الموجودة في مصر لا تعنيني في شيء، لكن أنا أخشي باستمرار أن أتجاوز الحد فإذا بي أنتقل من مصر السياسية إلي مصر التاريخية، مصر التاريخية تعني لي كتير قوي، تعني بالنسبة لي وطن يستحق قوي أكتر من اللي حاصل فيه يستحق قوي ألا يعامل بمنطق الوراثة، حتي لما يقال التوريث ألاقي أيه، لا يمكن أن تبدأ دول، وتنتهي قبائل، وبعدين عائلات، وفرع من عائلات.. مش ممكن أبدا.. فإن مصر التاريخية غالية جدا عندي، مصر السياسية قابلة للتغيير ماليش دعوة بيها وممكن أنا اختلف لكن هارجع لسؤالك وأعتقد أنه من الحاجات المهمة جدا أن اللي حصل في مصر خلال الفترة اللي فاتت بالتأكيد أنه لأول مرة من زمن طويل ظهر بالحركة اللي أنا شايفها قدامي أن المجتمع أقوي من نظام الحكم. أنا عارف أن نظام الحكم يتصور أنه يستطيع أن يطوق هذه الحركة، وعارف أن تعديل المادة 76 أن المهندسين اللي عملوها كانوا يتصوروا منطق الدائرة وأنهم يخشوا في الدائرة، ويجروا كل الناس في الدائرة وأنه والله عاوزين دستور جديد إلي تعديل الدستور، إلي مادة واحدة في الدستور إلي وعد أنه فيما بعد أنا عارف ده، وينبغي أن يلاحظ، والحياة السياسية المصرية، دبت في أوصالها قوة. القضاء، أنا ببص للقضاء أنا هنا بقول إن القضاء لم يتطفل علي موضوع الانتخابات، والقضاء طلب منه أن يغطي العملية، فدخل وبدأ شباب فيه ورجال ممتازين بيتكلموا، وبدا القضاء.. القضاء المدعو إلي تغطية العملية لا يريد أن يغطي، وبدأ يطلع نادي القضاة، ونادي القضاة في مصر علي سبيل المثال، وزير العدل لسوء الحظ ­ ليس وزير العدل الحالي ­ أنا بتكلم عن النظام المصري، وزير العدل عنده بشكل أو بآخر ولو حتي بالتفتيش القضائي عنده سلطة علي القضاء. وبعدين عندك في القضاء نظام صارم، الأقدمية فيه بتلعب دور مهم زي الجيش تقريبا، لما تيجي نادي القضاة الحياة اللي فيه هو المجال اللي بتتحرك فيه مجتمع القضاة بعيدا عن نفوذ وزارة العدل وبعيدا عن 'المراتبية' اللي حصل في (داخل) القضاة أنهم رفضوا يكونوا غطاء لأي خطأ، وبعدين رفضوا وبشدة تعديل المادة (76) يا أخي المادة اللي احنا عدلناها مناقضة لمادة أخري في الدستور، أنا بتكلم مع واحد من أحسن رجال القانون في البلد، أول إمبارح، بيقول لي فيه مادة في الدستور 68 بتقول، إنه لا يمكن إصدار قرارات لا يجوز الطعن فيها.

كريشان: محصنة.

هيكل: محصنة ومع ذلك الناس وقفوا وتكلموا ولكن أنا أمام وضع من أغرب ما يمكن، الراجل قال أنا أمام مادة خنثي فلا هي ذكر ولا أنثي، وأنا مش عارف أعمل فيها إيه، أتعامل معاها إزاي.

طيب القضاء طلع وأنا شايف مشهد هايل في القضاء، شايف الشارع المصري، شايف فيه حركة زي 'كفاية' مش لأن الحركة فيها قد إيه، وفيها إزاي، أنا في الإنترنت أنا من أكثر الناس اللي يقرالهم النهارده، أنا بقرا لحد معرفوش. فيه ظاهرة في الإنترنت المجتمع اللي احنا مش شايفينه أمامنا فيه واحد بكتب باسم مستعار، اسمه بهية معرفش مين بهية دي، لكن والله أنا بطلب من مكتبي يدوني مقالات بهية كل ما تطلعلها مقال أنا بقراه، باعتبار وباحترام أكبر مما بقرا لأي صحفي في أي جريدة.

فيه حياة، فيه شباب طالع، فيه مجتمع بتنضج فيه حياة وبالتالي لما تقولي مصر عندها استحقاقات تقدر ولا ما تقدرش، معرفش، ترضي ولا ما ترضاش معرفش، لكن عايز أقول حاجة واحدة أساسية إن فيه مقاومة داخل البلد بتقول لي ترضي ولا ما ترضاش.

كريشان: نتحدث في نهاية هذا اللقاء عن متابعة أو رصد الولايات المتحدة لكل هذا المشهد المصري، ولفترات كان هناك ضغط شديد علي مصر، والإصلاح.. والإصلاح.. وقضية الداخل والخارج، وكل هذا الجدل، ثم أصبح في فترة من الفترات فيه نوع من الصمت والتفهم تحول الآن في نظر البعض إلي نوع من التواطؤ والتفاهم، هل برأيك هذه الفواتير، ونحن بدأنا بالفواتير، وننهي بالفواتير.

هيكل ضاحكا: فواتير الفرح.

كريشان: هل هذه الفواتير لعبت الولايات المتحدة فيها، بمعني أنه معندهاش مانع أن 'الزفة' ينفق فيها كل ما ينفق، ويصرف فيها كل ما يصرف طالما معروف أن هذه الفواتير سوف تدفع، ومعروف من يدفعها؟

هيكل: شوف عاوز أقولك إيه، هنا بيتقال لي علي سبيل المثال، صورة العالم اختلفت بما فيها الحاجات اللي بتزعلني قوي في مصر، حد يقول لي يا أخي والله احنا رفضنا القواعد الأجنبية. (والسؤال): هل طلب منك إعطاء قواعد أجنبية حتي ترفض؟ مش عفة من الأمريكان، (لكن) ثبت أن النظام الدفاعي كله تغير، بعدما سقط الاتحاد السوفيتي لم يعد هناك قواعد، آه فيه قواعد موجودة في حتت زي ألمانيا مثلا، فيه قاعدة في كازاخستان علشان الصين، حوالي تلات أو أربع قواعد، لكن الباقي كله مكاتب متقدمة، مواقع متقدمة، إما لتسهيلات وإما لعمل اللي أنا عايز أقوله أن هم ما طلبوش قواعد، لكن كل ما طلبوه في كل بلد عربي حصلوا عليه.

بتكلمني عن فواتير، الأمريكان ببساطة كده زي كل إمبراطورية، لكن لا يريدوا أن يحملوا أحدا علي ظهرهم بمقدار ما تضعف النظم المحلية، بمقدار ما يتنمر الأمريكان، الإمبراطوريات عايزة ناس يخدموها مش هي اللي تخدمهم، عايزة ناس يشيلوها مش هي اللي تشيلهم، فأنت الوضع اللي عندك وعند العالم العربي كله، الأمريكان لا يهمهم الإصلاح، فهو ليس شاغلهم، ولا عايزين قواعد ولا حاجة، اللي عايزينه في التسهيلات وفي الحقوق والامتيازات حصلوا عليه، ومش محتاجين حاجة، فطلبات الأمريكان لا تحملهم بأثقال هم مش عايزنها وهم بيعملوا عدة حاجات، نوع من إبراء الذمة، نمرة واحدة نحن غير مسئولين عن ده، والحاجة التانية معندوش مانع أن يبتز لأنه معندوش مانع، أنت عارف بيت الشعر بتاع المتنبي 'أبا الدرداء هل في الكأس فضل أناله'، فهو إذا كان فاضل بقية فدي مكافأة، لكن مع الأسف محدش بيطلب منك للأسف إدينا كل حاجة مبكرا.

كريشان: هل نجحت في هذا الابتزاز تحديدا مع مصر؟

هيكل: أنت برضه عايز، شوف أنا عايز أريحك، أنه مع الأسف نجحت في كل مجال أرادته ولسبب بسيط جدا حتي في إسرائيل، إنت جيت في يوم وقلت إن 99 % من أوراق الحل، أي أوراق المستقبل في يد أمريكا ولذلك تلاحظ شارون لم يتفاوض مع الفلسطينيين، لكنه تفاوض مع أمريكا، راح تفاوض مع بوش في الانسحاب المنفرد ووافق له عليه. يا أخي أنت فوضت الأمريكان وقلت إن عندهم 99 % من أوراق المستقبل، والآخرين راحوا تفاوضوا معاهم، بتلومهم. إذا كان عندهم 99 % من أوراق الحل وأنت حتي بقناعتك الداخلية بتقول 99 % فأنت إما مقتنع بها، وإما أنك تراها ضرورية وفي الحالتين بتدي أعظم ما عندك.

كريشان: في الدقيقتين المتبقيتين عندما تستيقظ مصر من المهرجان الانتخابي وتري الملفات المفتوحة داخليا وخارجيا، ما هي الفاتورة مرة أخري التي تستطيع مصر أن تتعامل معها بفطنة وحنكة أكبر من بقية الفترات؟

هيكل: شوف أنا عايز أقولك حاجة، وهاقولها بوضوح وهو ده اللي كنت بقول عليه نتيجة القيمة وليس عدد الأصوات، عدد الأصوات والحضور وده كله وزير الداخلية يقوله، زي ما هم عايزين، لكن فيما يتعلق بحساب القيمة ماذا سنفعل وبأي قدر من الحكمة سوف نتسلح خلال السنتين الجايين، نعتبرهم تمهيد لانتقال سلمي للسلطة أو نعرض هذا البلد لمخاطر لا لزوم لها.

كريشان: لماذا سنتين، ولماذا لا نعتبرها ست سنوات؟

هيكل: هقولك حاجة إذا كان سيناريو التوريث صحيح فسوف يحدث ­ وهذا متداول مع الأسف الشديد ­ سوف يحدث مع بلوغ الرئيس سن الثمانين؟ وبعدين أنا بتمني أن الرئيس عند سن الثمانين، عاوز أقولك إن الإلحاح حتي طريقة الحملة حتي شيل الكرافتات، طريقة الإلحاح فيها، ما كانش واحد بيتكلم عن مدة جديدة، مدة جديدة مضمونة، لكن بدا هنا فيه نوع من الاستمرارية سواء كانت بالتوريث أو ببقاء النظام كما هو، وأنا بعتقد إن ده بقي مستحيل، واللي بتمناه أن السنتين الجايين يصبحوا هم فترة الانتقال إلي شرعية دستورية حقيقية، بمعني دستوري.

كريشان: شكرا لك أستاذ محمد حسنين هيكل.

تم تعديل بواسطة KANE

"نحن شعب ينتحر -بمزاجه- إنتحاراً جماعياً ببطء كين

~~~~~

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

~~~~~

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42){النساء}

رابط هذا التعليق
شارك

الهجوم السعران علي هيكل فكل الجرايد القومية لعنه الله عليها

انا اريت في الاخبار مقالة ... معفنة

معفنة اوي كاتبها واحد اسمه اسماعيل سعيد معرفوش الصراحة بس لو كان نازل هدية مع العدد كنت بهدلته ضرب

المهم المقالة دي من العربي بتدافع عن هيكل :

المدرعة الثقيلة.. وفرد المشاة:

الأستاذ والمارينز

من الطائرة وعبر التليفون المحمول تحدى الأستاذ الكبير عماد الدين أديب الصحفى محمد حسنين هيكل أن يمتلك شجاعة الإفصاح عن تفاصيل علاقته مع الرئيس محمد حسنى مبارك وإذا لم!! فإن الأستاذ الكبير سيتكفل بإعلان ما يعرفه فى هذا الصدد!

وأبدأ بتفويت حكاية المحمول من داخل الطائرة فربما كانت مصممة على غير تصميم الطائرات التى يركبها العامة من أمثالنا عندما يعلنون عليهم وبأوامر مشددة إغلاق المحاميل وكل ما تصدر عنه ذبذبات حتى لا تسقط بمن فيها.. وربما كانت قبيل الإقلاع!.. ما علينا.

وأشهد ويشهد معى كل الذين يعيشون الحقبة أن الصحفى محمد حسنين هيكل لم يترك وسيلة إلا وحاولها للاقتراب من الرئيس باحثا عن أى مكان فى جواره الرئاسي، أو مكانة فى مسيرة مجده التاريخي، ولما وجد الصحفى أن الأبواب موصدة وأنها راحت عليه منذ زمن طويل كان قريبا فيه مكانا ومكانة من رؤساء درجة عاشرة ابتداء من رؤساء وزراء مصر كالنحاس باشا وصدقى باشا ونجيب الهلالى وأسماء أخري، إلى رؤساء جمهوريات كمحمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وآخرين، جالسهم وحاورهم وصادقهم كشارل ديجول وفرانسوا ميتران، وجواهر لال نهرو، وماوتسى تونج، وشو إن لاي، ونيكيتا خروتشوف وخلفائه، حتى أندربوف وجون كنيدى وكالاهان وغيرهم... ناهيك عن أدباء ومفكرين وفلاسفة من مصر ومن سائر أنحاء الدنيا، وبعضهم كان يأتى ضيفا على هيكل فى الأهرام وفى منزله.

وبعد الأبواب الموصدة نقر هيكل على النوافذ، فانغلقت زجاجا وشيشا حتى انسدت كل الخروم، فإذا به يلجأ إلى المماحكة بمقالات ست كتبها عام 1981 ولم تنشر وقد قرأتها بالمصادفة فلما لم تفلح المماحكة لجأ إلى المناوشة بتسريبات فى جلساته حتى وصل إلى الانتقاد العلنى على شاشات التليفزيون، إذ ربما يحنو عليه المقام الرئاسى الرفيع بنظرة رئاسية تغنيه عن سؤال اللئيم، وعن الدوخة فى دور الوثائق، ومصادر التاريخ ومراجعه وأوراقه ومذكراته، ليجد ما يقتات به فى شيخوخته وما يطعم به أولاده حتى لا يبيتوا بدون عشاء.. خاصة أنه من المعلوم الموثوق أن النظرة الرئاسية طيلة ربع القرن المنصرم كم أغنت من بشر وكم أعفت من حساب وكم رفعت من حضيض!، وربنا يلطف فى السنوات الست المقبلة فلا تقع نظرة الرئيس إلا على فقراء شعبه.

وفى المقابل وبدون أى مقدمات ولا طرق أبواب ولا نقر نوافذ ولا مماحكات ومناوشات، استطاع الأستاذ الكبير عماد الدين أديب أن يأتى بالرئيس ليجلس أمامه فى مواجهة لعدة ساعات، وأن ينقل التليفزيون كف الأستاذ الكبير وهى تربت على كتف السيد الرئيس عازما عليه أن يتفضل أولا، وأن يكون مؤتمنا على دخول قدس من أقداس القوات المسلحة، لم يدخله مدنى من قبل.. ثم أن يكون مايسترو لسيادته فى الحوار الطويل ينقله من حكاية لأخري، ومن واقعة لغيرها حتى وصل به إلى نقطة قطع أى نسب تاريخى أو سياسى أو حتى إنسانى بينه وبين كل المراحل التى سبقته من تاريخ المحروسة!

وبينما امتلك الأستاذ الكبير عماد الدين أديب شجاعة المواجهة ورمى القفاز فى وجه هيكل متحديا إياه أن يفصح عما كان، فإن الصحفى التزم الصمت خوفا من الفضيحة ووجلا من قدرة الأستاذ الكبير الذى يبدو أنه قرر أن يقلع وينزل!

وأصل حكاية القلعان والنزول هى أننى ومعى زميلى يحيى قلاش كنا فى زيارة منذ سنين للصحفى أحمد بهاء الدين بمكتبه فى الأهرام، وجلسنا أمامه، بينما كان ينتظر فى صالون جانبى بالحجرة نفسها كل من محمد مساعد الصالح ومحمد الرميحي، وكانا منشغلين عن حديثنا بحديث آخر. وجاءت السيرة وفيها ورد أن المقام الرئاسى الرفيع يؤكد أنه إذا كان هيكل لديه القدرة على أن يكتب مقالا أسبوعيا فإن الأستاذ الكبير سمير رجب لديه القوة على أن يكتب عدة مقالات كل يوم، ثم قال الصحفى أحمد بهاء الدين إن المقام الرئاسى الرفيع منبهر بالأستاذ رجب الذى ما إن تحدث حسب الرؤية الرئاسية معركة تتصل بالرئاسة وسياستها ومواقفها حتى يقلع وينزل المعركة دون أن يطلب منه وأنه ما من معركة صغيرة أو كبيرة إلا قلع ونزل فيها.

وبدماثته وهدوئه سألنا الصحفى بهاء الدين عما إذا كنا نعرف معنى يقلع وينزل فتفذلكت وقلت إنه عندنا فى الأحياء الشعبية يقف البلطجى وسط الشارع ويشفط لتر سبرتو أحمر ثم يخلع ملابسه دفعة واحدة، وينزل عاريا فى أقرب بئر مجاري، ويخرج وقد غطى جسده بطبقة من محتويات البئر، وقد كسر زجاجة السبرتو وقبض على عنقها، وجرح صدره جرحا سطحيا تسيل منه الدماء، ثم ينادى متحديا أى شارب من ثدى أمه أن يقترب منه أو يمنعه من السلب والاعتداء!

وأذكر وتذكرون واقعة المعركة الوهمية التى اخترعها الأستاذ الكبير سمير رجب مع الصحفى أحمد بهاء الدين ووجه سبابه له، ثم ختم بأن عمد إلى تحويله من علم إلى نكرة، فأشار إليه بأنه أحمد بهاء الدين عبد العال!!، مؤكدا أنه لا قدسية لأحد بعد الرئيس.

إننى أعترف مسبقا بأن هذه السطور مغامرة كبرى خاسرة على أكثر من ناحية، فأنا خسران خسران، لأن الصحفى هيكل وإن كان قوة فإنه ليس سلطة، أى لا يملك أن يمنحنى صرة ولا عمولة ولا علاوة، ولا يستطيع أن يكرمنى بوظيفة محرر أو مدير تحرير ولو فى صحيفة محدودة التوزيع، ولا حتى بوظيفة فى دار سينما أو مطعم أو فندق، أو يتوسط لى عند أصحاب جلالة ولا أصحاب سمو ولا معالى شيوخ! ثم إنه حرق جسوره مع الحكم، وربما يلحق بكل من يتجرأ ويذكره بالخير ما لحق بآخرين عادوا إلى عيالهم بلابيص!

ومن ناحية هيكل فإنه بالحتم سيغضب غضبا شديدا من هذه السطور ومن كاتبها، كما غضب من قبل من العم السعدنى الكبير، وقد عرفت الحكاية مباشرة من عمنا محمود السعدنى بحضور الصحفى هيكل، وبحضور أساتذة منهم عادل حمودة وعاصم حنفى وآخرون ذوو وزن معنوى وسياسى كبير، وكان ذلك منذ عدة سنين فى النادى النهرى عندما جمعنا عشاء سعدناوى حافل بالطواجن واحتدم حوار حول ما يحدث فى إيران وموقفها من مصر، وأراد السعدنى الكبير، شفاه الله وأعطاه الصحة، أن يلطف الجو فحلف بأبغض الحلال ثلاثا أنه ما قرأ كلمة محترمة بعد قراءته لهيكل، وأن هيكل ثروة قومية هائلة، وأن له مواقف عظيمة، منها موقفه مع السعدنى نفسه، ثم التفت إلى هيكل وقال: فاكر يا عم هيكل حكاية السودان.. فاكر عندما حدث انقلاب هناك وذهبت أنا إلى الخرطوم وسألنى الصحفيون السودانيون عن سبب الموقف العدائى للقاهرة مما يجرى فى السودان، بدليل ما يكتبه هيكل وموسى صبري. ورددت بسرعة: أصل هيكل وموسى صبرى أولاد كذا!

ورد الصحفى هيكل: لا أتذكر يا محمود..

واستطرد عم محمود أنه فى اليوم التالى وجد الصحف السودانية تنشر ما قاله بنصه كمانشيت رئيسي.. واستكمل: وعدت للقاهرة ووجدتنى منقولا من روزا إلى الأهرام فتلبسنى الخوف والقلق من موقف هيكل، غير أننى ذهبت وقابلته وبادرته: طبعا أنت زعلان منى علشان الشتيمة بتاعة السودان؟! ورد: شتيمة إيه يا محمود أنا مش زعلان من الشتيمة ولكن لأنك وضعت اسمى مع موسى صبرى فى عبارة واحدة!

ويقول عم محمود: عندئذ ضحكت وحبكت القفشة فأقسمت أنه من المرة المقبلة سوف أشتم هيكل وحده!

إننى أعلم علم اليقين أن الصحفى محمد حسنين هيكل يقول كلمته ويمشي، وأنه إذا أراد فإنه يسلخ خصومه سلخا نظيفا بدون قطرة دم، وإذا شاء فإنه يتركهم يشوون أنفسهم بأنفسهم!

أما الأستاذ الكبير عماد الدين أديب فأظن أنه سيغضب غيرة على مهنة الصحافة، عندما يجد مبتدئا مثلى لا يجيد استخدام معايير المنطق السليم، حيث إن من يغامر ويضع سيادته مع هيكل فى سياق واحد، فإنه يقع فى أخطاء جسيمة، منها أن وزن الأستاذ الكبير يرجح وزن الصحفى هيكل، وأن المؤكد الذى يعرفه كل الذين شاهدوهما على الطبيعة أو على شاشات التليفزيون، يعرفون أن كفة الأستاذ الكبير ستطب، بينما تتشعلق كفة هيكل فى الهواء وربما تنكسر مسطرة الميزان أو هى انكسرت بالفعل.

ثم إنه لا مجال للمقارنة بين مدرعة ثقيلة وبين فرد مشاة، مدرعة أنفق على تصميمها وتسليحها وتدريبها وينفق على تطويرها وتموينها بمقدار ما أنفق وينفق على مدرعات ودبابات ومدفعية وطيران جيوش بأكملها.. أما فرد المشاة فهو لا ينكر عصاميته، وأنه جابها من تحت جدا، وأنه لا يملك سلاحا سوى خراطيش حبر سائل، وأنابيب حبر جاف، يطلق منها قلمه الحروف. ناهيك عن أن المدرعة صممت للمنازلة فى ميادين الإعلام الورقى والرقمى والإعلان والسيما والتليفزيون والمطاعم والفنادق والبورصات ومجالات أخرى لا مجال لها!

وأدخل فى الموضوع!!!

والموضوع كما أظن لخصه الأستاذ الكبير أديب فى عبارة لعن فيها الحزب الوطنى أو كأنه قال: فى ستين داهية الحزب الوطني، ولا أدرى هل يقصد الحزب كفكرة وكمكاتب، أم كقواعد جماهيرية بالملايين تعبأ وتفرغ عند اللزوم، أم كقيادات ما دون مستوى قيادة لجنة السياسات، أم الحزب كله حتى قمة رأسه؟.. ما علينا لأن المهم ليس الحزب كما أظن، وليس مصر كلها كما أعتقد، المهم هو أن الصحفى هيكل نبش ونقب وبحث وأفصح عن بعض أخطر ما هو مسكوت عنه فى تاريخ المنطقة، عندما عرض لظروف نشأة وتمكن أسر ملكية ثلاث، هى العلوية فى مصر، والهاشمية فى الحجاز والعراق والأردن، والسعودية فى شبه الجزيرة.. ثم عطف على ذكر قدس أقداس الأسرة السعودية وهو مؤسسها عبد العزيز بن سعود ودور الإنجليز ومن بعدهم الأمريكان فى سيرته وسيرة أسرته العطرة، وما كان يدور فى كواليس الأبناء مع المؤسس، ثم والأخطر هو الذهب المصري.. ثروة مصر الذهبية أو الخمسة وثلاثون مليون جنيه ذهب جورج وفكتوريا التى راحت فى صناديق وسحارات إلى هناك صندوقا بعد صندوق وسحارة وراء سحارة، لينفقها جلالته على استقرار حكمه، بينما المعلن هو أنه حكمها بسيفه وبالمذهب الوهابى ثم أذلت مصر بما ادعى عليها من هبات النفط السعودي.

وكان معنى كلام هيكل الموثق بوثائق ومصادر درجة أولى هو إعادة تقييم شرعية آل سعود، وإعادة رد الاعتبار إلى مصرنا المحروسة وشعبها العظيم الذى نهبت وتنهب ثروته.

وأظن أن المدرعة التى صممت ودربت وسلحت وطورت وتمونت وتمولت كان منتظرا منها أن تقلع وتنزل، ليس دفاعا عن حسنى مبارك وحزبه، وإنما لرد الهجوم عن آل سعود، ولأن فرد المشاة كان مجهزا بوثائقه ووقائعه، فقد تحولت كلماته وخراطيش وأنابيب حبره، إلى راجمات صواريخ وقاذفات قنابل تنسف بعض ركام الزيف والصمت الذى غطى حقائق التاريخ والجغرافيا. والخطير الكارثى أن يكتشف الذين صمموا وسلحوا ومولوا أن المدرعة فشنك.

ثم إن..

إن الصحفى هيكل رد فى عجالة سريعة على ما أراد المذيع أديب أن يكذبه فيه، وهو القناة السرية التى امتدت بين السادات وبين أمريكا، واستدرج أديب الرئيس مبارك ليؤكد أن شيئا من ذلك لم يحدث، وإذا بالصحفى يفعل معهما ما فعله من قبل مع الملك الحسن الثاني، ولم يفطن المذيع إلى خطورة جر شكل المحلل السياسى والمؤرخ المتمكن الذى أشار إلى أسماء من كانوا مسئولين عن تلك القناة السرية.

ثم إن الكارثة الكبرى التى تنتظرنا جميعا هى أن تتكرر حكاية الذين يقلعون وينزلون بعد الذى عاناه الوطن من طيبى الذكر سناجق وأغوات الصحافة القومية، الذين تفتح ملفاتهم الآن، وكان لهم شرف أنهم فسدة محليون مقدور عليهم، أما الآخرون الذين بدأوا يخلعون لينزلوا الآن فهم بان آراب ومنهم من هو عابر للقوميات ومدربون أكثر من المارينز المصريين إياهم، ولديهم القدرة ليس على هبر لحم الوطن وإنما على فرمه، وفرم من وما فيه، وإذا لم تصدقونى فانظروا إلى الأوزان والأفعال.

http://www.al-araby.com/articles/977/050918-977-lst01.htm

الظلم ظلمات يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

هؤلا الناس أكيد مهابيل ، فالهجوم المفضوح على الأستاذ هيكل أصبح واضح جدا و بشكل مخزي مما جعل المواطن البسيط يتسأل عن سببه و بالتالي يعرف مغزى الحوار الخاص بالأستاذ هيكل على قناة الجزيرة و يقف احترام و يصفق له ، فشكرا لهم أن جعلوا اللي معرفش يعرف و اللي مشافش يسأل ، شكرا لهم أنهم زادوا من وعي الشعب المصري و زادوا من فضيحة الانجازات و الانتخابات :D

رابط هذا التعليق
شارك

في خضم هذا الهجوم ويادوب بعد حديث هيكل لقناة الجزيرة عن الإنتخابات .. قام عمرو أديب بإستضافة أخوه عماد أديب وسأله على اللي قاله هيكل : فعماد رد وقال إذا كان هيكل بيقول إن 24 سنة حكم كفاية قوي .. فأنا بأقوله إنت دلوقت في الثمانين من عمرك وبتتكلم في السياسة وإنت عندك 19 سنة .. فأظن كفاية قوي كلام لحد كده .. وبعدين يا أخي ده الريس عنده صحه أحسن مني ومنك ..

وإذا كنا نتفق أو نختلف مع هيكل .. إلا إن هذا الأسلوب من بوبيهات السُلطة هو عار عليهم .. ولكن تقول إيه عن ناس ماعندهاش دم ولا إحساس أساساً .. فمهما مسكت خرزانة ونزلت ضرب فيهم .. فمش هايحسوا لإنهم فقدوا الإحساس منذ أن باعوا أنفسهم وأرتموا في أحضان السُلطة من أجل المال .

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

معروف أن آل أديب من ( كلاب السلطه ) .. و قد تناسوا و هم يتحدثون عن ( الأستاذ ) بمثل هذه الصفاقه .. أنه ( لا يحكم ) .. بل ( يفكر ) .. و التفكير لا يتقيد بسن أو جنس أو عقيده .. لا حد له و لا نهايه .. بل من يتوقف عن التفكير و ابداء الرأى و الجدل و المناقشه أعتبره ميتا بالفعل ..

لكن من ( يتحكم ) فى مصائر الشعوب .. و يحدد مواقفها و اختياراتها لابد .. لابد من أن يكون له ( عمر افتراضى ) .. انها سنه الحياه ..

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

المسألة مش كلاب سلطة ولا حاجة، إطلاقا

المشكلة في المنطق المغلوط الفاضح. ما علاقة مدة حكم الحاكم بمدة كتابة الكاتب؟ لا علاقة على الإطلاق.

يعني أنا قصدي أقول أنه يمكن تملق الحاكم بشتى الطرق، ولكن بطريقة كهذه تهين عقليتنا وتعتبرنا متخلفين لا نفقه شيء فهذا لا يطاق.

ولكن العيب على الجمهور المتفرج الذي يسمح لهذه المهزلة بالاستمرار وعدم الرد عليها. وأكرر: عدم الرد على الأسلوب الغير منطقي على الإطلاق، لا على التملق.

والسلام.

رابط هذا التعليق
شارك

برغم عدم ترتيب حديثه التليفزيوني مثل كتاباته ، إلا أنني أعترف أنني معجب بأفكار هيكل و بشجاعته. أعجبت بتلك الأفكار:

  • لا شرعية للنظام الحالي
    شرعية النظام الذي قام حتي 5 يونيو اعتقد تعثرت جدا بنكسة 67 ، وبعدين كان فيه رهان وإحنا في الحرب ، وبعدين رهان الرئيس السادات كان علي السلام وأيضا رهان السلام لم يقم، الرئيس مبارك في اعتقادي كان مفروض ييجي يعمل حاجة تانية لكن هذا الانتقال طال 24 سنة وبعدين الناس حبت في الأول تديله فرصة ... وأنا بعتقد ولا أزال بعتقد أنه ليست لديه أي شرعية غير شرعية قيادة مرحلة الانتقال ... الانتقال تحول لبقاء، بقاء مدة، بقاء مدتين، ثلاثة، أربعة، وأدينا إحنا داخلين علي الخامسة.
  • لا انجازات للنظام الحالي
    محدش يقول لي انجازات ولا ضربة أكتوبر ... ضربة أكتوبر في أحسن الأحوال جزء من العمل الوظيفي ...
    المغرب ، ناتجها القومي سنة 1982 كان 15.4 بليون دولار، زاد في العشرين سنة اللي فاتت بنسبة 183% ، معقول. تونس قدامي كان أكثر من 8% زاد بنسبة 208.6%  ، بمقياس العالم العربي في هذه الفترة من 29 لـ 67 بليون زاد بنسبة 126 % يعني ما أنجز في مصر أقل مما أنجز في المغرب، وتونس. إذا أنا وضعت الصين يبقي الصين زادت في الناتج القومي 438 % ، كوريا الجنوبية 712 % ، ماليزيا زادت 285 % ، تايلاند 301 % . محدش يقول لي كان فيه إنجازات خارقة ، محصلش. حصل حراك في مواقع الثروة.
  • النظام يهدر الثروة
    أنت عايش علي إيراد قناة السويس وعلي اكتشافات البترول السابقة، وأنا عارف إنك عامل عندك كهربا كتير قوي... لكنها ناتجة من احتراق البترول بتاعك ... بلد زي مصر تصدر غاز وهو بلد فقير في مصادر الطاقة ... مقدرش أروح أسد عجز ميزانيات ولا عجز دخل بأني أبيع وأسيل موارد ، موارد مستقبلية لا أملكها. أنا معملتش ده مع الغاز للأسف الشديد أنا عملت عقد لمدة 15 عام مع بعض البلدان زي مثلا إسرائيل ، أنا لما عملت اتفاقيات الغاز كان سعر المتر المكعب حوالي دولار و... النهارده بقي ستة (دولار) وأنا بايع بأسعار تبدو ثابتة ولمدد طويلة ، الطاقة عمالة تطلع في العالم كله ، كيف يتأتي لأسباب سياسية أو لأي أسباب تانية.
  • مبدأ النظام فيما يخص المعارضة
    تقريبا فيه عقد شبه مكتوب ، شبه متعارف عليه ، الناس يتكلموا كما يشاءوا ، والسلطة تتصرف كما تريد.
  • وأد الصف الثاني
    كلما بدت علامات شبه رئاسية علي حد يختفي ... بيطلع مثلا المشير 'محمد عبدالحليم' أبو غزالة ... وبعدين يختفي، يطلع اسم عمرو موسي وبعدين تلاقي أن عمرو بدت له بعض الشعبية فراح الجامعة العربية ... وبعدين يطلع واحد مثلا زي عمر سليمان ... فيغرز في موضوع غزة وفي الموضوع الفلسطيني.
  • تخبط الحملة الانتخابية
    لما ييجي إعلان ويقول لي إيه ، وريني عصر عبدالناصر، ولا يظهر من عصر عبدا لناصر إلا سنة 67 'النكسة' ووريني عصر أنور السادات، فلا يظهر من عصر أنور السادات سوي مظاهرات الطعام وحادث المنصة،. وبعدين يوريني عصر مبارك كأنه انفتاح جديد... حسيت في هذه اللحظة إنني أمام نظام هو بنفسه بيشيل جذع الشجرة ... اللي هو فرع من فروعها.
  • تعديل الدستور
    الدساتير لا توضع في نهاية المراحل ، الدساتير توضع في بدايات المراحل. في بدايات المراحل السياسية وليس في آخرها أو في المنتصف.
  • التجديد و التوريث
    إذا كان سيناريو التوريث صحيح فسوف يحدث ، وهذا متداول ، مع الأسف الشديد  سوف يحدث مع بلوغ الرئيس سن الثمانين ...
  • سياسة أمريكا
    كل ما طلبه الأمريكان في كل بلد عربي حصلوا عليه. الأمريكان ببساطة لا يريدوا أن يحملوا أحدا علي ظهرهم ... الأمريكان لا يهمهم الإصلاح ... ولا عايزين قواعد ولا حاجة ، اللي عايزينه في التسهيلات وفي الحقوق والامتيازات حصلوا عليه... فطلبات الأمريكان لا تحملهم بأثقال هم مش عايزنها وهم بيعملوا عدة حاجات ، نوع من إبراء الذمة، نمرة واحدة نحن غير مسئولين عن ده ، والحاجة التانية معندوش مانع أن يبتز لأنه معندوش مانع، أنت عارف بيت الشعر بتاع المتنبي 'أبا الدرداء هل في الكأس فضل أناله'، فهو إذا كان فاضل بقية معندهمش مانع يشفطوها ، لكن مع الأسف محدش بيطلب منك للأسف ، إدينا كل حاجة مبكرا.

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

اليس كل ما يقوله هيكل هو ما نقوله هنا فى المحاورات من سنوات؟

ليس هذا نقدا لهيكل, و لكن هيكل ليس السوبرمان الذى يتخيله البعض, فهو مثل غير, يفكر, و أنت تفكر, و نحن نفكر, وهم يفكرون, و الجميع يفكر, فالفكر ليس حكر على شخص واحد.

الفرق بيننا و بين هيكل هو أن هيكل يستعمل بلاغته لتمجيد عهد عبد الناصر, بينما نحن ننقد الأوضاع بحثا عن مستقبل أفضل, لنا و لأولادنا من بعدنا.

تحياتى لكل من شارك.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أسامة أنور عكاشة

هكذا تكلم الأستاذ!

لسنا من حواريى الأستاذ وإن تشرفنا زمنا بأن نكون من قرائه وما زلنا حتى الآن نصغى إليه ونستمتع بتحليلاته وآرائه العميقة التى تضرب فى جذور الحقائق.. ونعتقد عن إيمان واقتناع فكرى وليس عن دروشة أو اتباع أعمي.. إنه أهم كاتب سياسى عربى فى العصر الحديث على الأقل فى القرن العشرين!

ولقد فاجأنا الأستاذ منذ شهور باعلان استئذانه من الكتابة واعتزامه الخلود إلى الراحة.. وكان السبب فى رأيى وصوله إلى درجة من الملل والقرف مما يحدث حوله واحساسه بأن الأوضاع بلغت من الانهيار حدا لا يجدى مع الصراخ ولا حتى الهمس فى الأذان.. لكن المصرى الغيور الكامن تحت جلد الرجل لم يستطع أن يقسر نفسه على الصمت.. وهو يشاهد الكوميديا السوداء تمعن فى عبثيتها على مسرح الوطن.. وقرر أن يتكلم بدل أن يكتب.. وفضل منذ البداية أن يتكلم من خلال فضائية مصرية. فكانت أحاديثه على شاشة دريم التى استمرت إلى أن نقلت القناة على الهواء خطابه الشهير فى الجامعة الأمريكية الذى قطع شعرة معاوية على علاقته بالفضائية.. وكان اصراره على الادلاء بشهادته شفاهة لكل المصريين ومنهم ملايين لا تستطيع القراءة وراء قبوله لعرض فضائية الجزيرة الشهيرة والتى تشاهد بكثافة فى مصر بالذات لتكون منبرا يواصل فيه الادلاء بشهادته.. ليس فقط فى تحليل الماضى وتجذيره.. وإنمابالتحذير والتنبيه للاخطار التى تحيق بالحاضر والمستقبل.

إذا فكلام هيكل فى الجزيرة والذى تابعه المصريون كل خميس بشغف وانتباه هو استمرار لم بدأ الحديث فيه من فترة طويلة.. وكان حديثه منذ خطاب الجامعة الأمريكية يتمحور حول أزمة النظام الحاكم فى مصر.. وكلنا نذكر أنه حذر فى قاعة الاحتفالات بالجامعة الأمريكية منذ عامين من حالة التيبس والتخشب التى أصابت مفاصل النظام السياسى نتيجة بقاء السلطة مجمدة فى يد رئيس للجمهورية يشرف على نهاية عقده السبعين.. ثم نصح الرئيس بأن ينظر نظرة واقعية موضوعية لما سيأتى بعده وفقا لضرورة حتمية لا مفر منها.. وقيل إن هذا الحديث الصريح قد أغضب الرئيس وبطانته فتدخلوا لدى صاحب دريم ليتوقف عن بث هيكل فضائيا.. لكن الأستاذ كرره عبر نافذة فضائية أخرى بنفس المضمون.. وحتى آخر حلقة.. تلك التى عرضت يوم الخميس السابق على اجراء الانتخابات الرئاسية.. الأمر الذى اعتبره اعلامى كبيرا التحق بالدائرة الاعلامية للرئيس مؤخرا.. فرصة يبث منها ليمسك بخناق هيكل ويفجر معه خصومة اعلامية ترفع أسهمه أسهم الاستاذ عماد فى البقاء بدائرة المرضى عنهم غير المغضوب عليهم من المعارضين وبالتالى يمكنه الفوز بما وعد به من مكافآت ومشروعات ولم لا وهو يهاجم الرجل المكروه لديهم كراهية التحريم!

وكانت الفرصة أن يهلل متصايحا فى حديث له بفضائية الأوربت من خلال برنامج القاهرة اليوم مستنكرا أن يطالب الأستاذ هيكل الرئيس مبارك بالاكتفاء بأربع دورات رئاسية حفاظا على صحته وعلى ضمان أن يشغل المنصب الرفيع والخطير رئيس أصغر سنا وأقدر صحيا على الاضطلاع بمهامه الجسام. نفس الكلام الذى يكرره طوال الشهور الثلاثين السابقة.. ولم يلاحظه الأستاذ عماد إلا الآن فانبرى يعاير الاستاذ هيكل بسنه ويطالبه.. فى محاكمة مغلوطة.. بأن يكف هو عن الكتابة والحديث فى الصحف والفضائيات إذا كان يريد من الرئيس أن يعتزل الحكم ثم اتهمه بأنه حانق على مبارك لأنه لم يقر به إليه ولم يجعله مستشارا له..

استفزنى ما قاله الأستاذ عماد أديب.. كما استفز كثيرين ممن استمعوا إليه.. وكان وجه الاستفزاز ليس الهجوم على شخص الأستاذ كما حاول عماد أن يصور الأمر.. فهيكل قد تعرض لحملات كثيرة منذ عهد السادات وطوال عهد خلفه وتكسرت النصال على النصال كما يقال.. وإنما كان وجه الاستفزاز هو مجافاة الحقيقة وعكس المنطق واستخدام تكنيك الغمز واللمز فيما يتصوره نوعا من شطارة الحوار وبهلوانيته.. ووجدت نفسى أطالب الاستاذ عمرو أديب صاحب القاهرة اليوم بأن أداخل برد على الأستاذ عماد.. وفى ذكاء صحفى وأمانة موضوعية يتحلى بها عمرو.. دعانى للادلاء بمداخلتى التى رددت فيها على الخلط البين الذى وضح فى كلام عماد وجعله يضع عيشة على أم الخير فى تلفيقة منطقية عجيبة.. فما هى صلة رئيس جمهورية يتحمل مسئولية بلد بأكملها ويتخذ أخطر القرارات التى تمس الملايين من المواطنين مما يستوجب اللياقة الصحية والذهنية التامة. ما هى صلته بأى كاتب مادته هى ابداعه وآراؤه وأفكاره الخاصة.. وإذا أخطأ فيها فلن تنصب عواقب خطأه إلا عليه وقلت للأستاذ عماد.. أن الحاكم يمكن أن يطالب باعتزال الحكم خاصة إذا قضى فيه زمنا كافيا طويلا أما الكاتب فلا يمكن أن نطالبه بالاعتزال والكف عن الابداع.. وإلا كان لنا أن نطالب جارسيا ماركيز كاتب كولومبيا العظيم بالاعتزال لأنه بلغ من العمر عتيا ومرض بالسرطان.. ومع ذلك فما زال يكتب.. ويبدع.. ويمتع كما يجوز إذا كتب عظيمنا نجيب محفوظ عملا الآن أن نطالبه بالكف بسبب السن! وهذا أمر مضحك ويتم عن تعمد واضح للمغالطة.. تم تساءلت عن حكاية المستشارين التى زعم عماد أن ابعاد هيكل عنها هو سبب حنقة على مبارك.. وهل يطمع من كان فى حجم محمد حسنين هيكل أن يكون مستشارا لحاكم؟.. أليس هو من أعتذر لعبد الناصر عن قبول الوزارة وقبلها تحت ضغطه.. ثم قدم استقاله للسادات فور توليه مؤكدا فى خطاب الاستقالة على أن ما كان يقبله من عبدالناصر لن يقبله من غيره؟.. وأسرها السادات فى نفسه.. وبعد حرب أكتوبر نشب بينهما الخلاف الذى انتهى بترك هيكل للأهرام.. وعزوفه عن تولى أى منصب بديل للترضية.. واشترى دماغه وتفرغ للكتابة وانجاز مشروعه الذى قدم من خلاله أغزر وأهم وأشهر كتبه؟

.. وبعد انتهاء مداخلتي.. اتصل الأستاذ عماد من طائرة كان يستقلها فى طريقه لأبوظبى أو لفرنسا لا أعرف بارك الله فى سفرياته وأعماله وقدم مداخلة جديدة يرد بها على مداخلتي.. وكان عصبيا فى رده لدرجة وصلت لحد التجديف فى حق الحزب الوطنى إن شالله يولع الحزب الوطني.. معلهش غلطة لسان سيسامحه عنها الحزب أو يحاسبه وتمسك الأستاذ عماد بمقولة إنه لا يوجد إنسان مقدس وفوق النقد.. جميل جدا.. وأنا اتفق معه تماما وإن كنت أسأله: لماذا إذا هاجمت هيكل لأنه انتقد الرئيس مبارك ولم يعتبره ذاتا مقدسة لا تمس؟.. سيقول إن هناك أقلاما أخرى فى صحف معينة تسب الرئيس وتشتمه بفجاجة وفظاظة.. ونحن نوافقه أيضا.. وأيضا نسأله: لماذا تركت هؤلاء ومسكت قافية هيكل.. رغم أن كل كلامه عن الرئيس كان يتسم بالموضوعية وعدم الاسفاف والتعبير المهذب المحترم؟ الإجابة الوحيدة المنطقية أن الأستاذ عماد استكبر أو كما يقال نشن على الراس الكبيرة وتشعلق برقبة عملاقة يتمنى أن يطاوله! لأن المسألة كما أسلفت ليست لوجه الحقيقة بقدر ما هى جلبا للحظوة وحلاوة القرب.

وأنا أتمنى للأستاذ عماذ أن يهنأ بتمام الحظوة وبكل حلاوة القرب.. وأعاتبه لما قاله خلال مداخلته العصبية متسائلا فى دهشة مش عارف الأستاذ أسامة أنور عكاشة واخد منى موقف ليه؟.

وعماد يعلم جيدا أن مشاعرى تجاهه ايجابية تماما.. وقد كدنا أن نكون أصدقاء.. وسبق للرجل أن حاورنى على شاشة الأوربت مرارا خلال أزمات كثيرة فى برنامجه على الهواء الذى اعتزله منذ شهور..

وهناك قدر كبير من الاعجاب أكنه لشخص عماد وديناميكيته وموهبته الاعلامية.. أما ما حدث أخيرا فهو خلاف فى الرأى من النوع الذى لا يفسد للود قضية كما يقال.. وجوهرالمشكلة حقيقة أننى أنزعجت كثيرا لمحاولة التعرض لقيمة رمز من رموزنا الوطنية والفكرية مثل الأستاذ هيكل ليس لأنه مقدس وليس لأنى من مريديه.. ولكن إيمانا بضرورة الحفاظ على قيمنا فى نظر جيل لم يتح له لظروف كثيرة أن يعاصر ما عاصرناه.. فأولا وأخيرا ليس الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حاجة لمن يدافع عنه.. فتاريخه.. ومكانته على خريطة الصحافة العالمية.. وانتاجه المتفرد الذى أغنى المكتبة السياسية العريقة بمؤلفات ستظل مراجع تؤرخ فى جهد تحليلى موثق لحقبة صعود وهبوط المد القومى التحررى فى المنطقة الممتدة من جبال أطلس إلى جبال كوس وسفوح الهيمالايا.. تلك هى المسألة ولا أظن أن أحدا فى العالم العربى والشرق الأوسط يجهلها أو يتحداها.

أسامة أنور عكاشة

~~~~~~~~~~~~~~

العربي

"نحن شعب ينتحر -بمزاجه- إنتحاراً جماعياً ببطء كين

~~~~~

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

~~~~~

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42){النساء}

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأفوكاتو .. أنا أتفق معك فى حريه التفكير بالقطع .. و فى حريه ابداء الرأى ..

و اتفق معك أيضا أن ( هيكل ) ليس سوبرمان ..

لكن لاحظ أنه لم يدعى أبدا أنه كذلك ..

و الأهم .. انه ناصرى ربما لأنه أقتنع بأفكار عبد الناصر ليس غير هذا ..

ثم اننا لا ننتبه لشئ هام للغايه ..

أن ( هيكل ) هو بحق نموذج للجورنالجى ..

و ناصر أخذ من هيكل .. و ليس العكس .. عبد الناصر كان المستفيد ..

ليس سوبرمان بالطبع .. و لكنه رجل محترم .. واسع الثقافه .. ثاقب الرؤيه .. محكم التفكير ..

ائتنى برجل يحمل كل هذه الصفات فى مثل هذا الزمان !

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ العزيز مينا,

بداية, قلت أنى لم أقصد نقده,

ثانيا, تركيزى كان ينصب على أن كل كلمة قالها هيكل قد تم قولنا لها فى هذا المنتدى, و كان هذا هو سبب ردى عاى الموضوع,

أشكرك على تعليقك المتحضر, و تمنياتى لك بوقت سعيد معنا.

تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذي الأفوكاتو

أتفق معك ... لكن يميز هيكل الشجاعة في طرح أفكاره هذه في برنامج تليفزيوني بدون الخوف من أحد. و أرى أننا ينبغي أن نحسب له هذه الشجاعة.

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا يا عزيزى شواشانك على تعقيبك, أتفق معك فى الرأى,

كما أشكر كل اصحاب الرأى الحر فى هذا المنتدى, لأن الرأى الحر هو سبيلنا الوحيد للحصول على حياة أفضل للشعب المطحون.

تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

بداية لابد أن نعلم جميعًا أن هناك حكمة تقول " أن هناك من يزين الكرسى وهناك أيضأ من يزينه الكرسى وهذا هو حال جميع المناصب لدينا فى مصر . فلا تستعجب أن ترى هؤلاء الخائفين على مناصبهم يستجدون الرضا فى أى وقت من الحاكم حتى لايلقى بهم كعساكر الشطرنج

فمن هو "مصطفى مرعى " هذا الذى يكتب فى روزا اليوسف ويتحدث عن أديب السياسة هيكل ويتهمة بالنحت اللغوى الذى يعد ميزة تحسب له لا عليه ويقول أنه يزيف الحقائق أو يدعى ما لايحدث ليثبت أن أعلم الناس.أين كان مصطفى مرعى عندما كان الأستاذ هيكل فى العلمين يغطى أحداث الحرب العالمية الثانية أعتقد أن عمره كان -40 أو يزيد

لاداعى للخوف من صوت الرصاص .. فالرصاصة التى تقتلك لن تسمع صوتها

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...