اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عن تلك المهزله .. نتكلم ( 1 )


Recommended Posts

( 1 ) استهلال :

معلق أنا على مشانق الصباح ..

و جبهتى – بالموت - محنيه ..

لأننى لم أحنها حيه ..

.................................

يا أخوتى الذين يعبرون فى الميدان مطرقين ..

منحدرين فى نهايه المساء ..

فى شارع الأسكندر الأكبر ..

لا تخجلوا .. و لترفعوا عيونكم الى ..

لأنكم معلقون جانبى .. على مشانق القيصر ..

فلترفعوا عيونكم الى ..

لربما .. اذا التقت عيونكم بالموت فى عينى ..

يبتسم الفناء داخلى ..

لأنكم .. رفعتم رأسكم .. مره

( 2 ) تمهيد :

انفض المولد .. و انتهت فصول المسرحيه العابثه السخيفه التى عشنا معها مرغمين ، نشاهدها فى تأفف ، و نغالب النعاس الذى ينقض علينا بلا هواده من فرط الملل و الكآبه .. انتهت .. بعد أن طالت فصولها أكثر مما يجب .. و يستحب ! .. انتهت .. ليحق للمشاهدين - الذى تحولوا لأبطال أغريقيين تحملوا عبث دام طويلا و فصول مسرحيه لا يريد مخرجها أن تنتهى بهذه السهوله - .. يحق لهم أن يسألوا .. و أن يجاب عن تساؤلاتهم .. يحق لهم أن يتكلموا .. و لو حاول الجميع أن يجعلهم عمى .. بكم .. خرسى .. طوال الوقت المديد ! ..

( 3 ) ألف سؤال و جواب :

خطر لى أن أجعل صيغه الحديث على هذه الصوره التعيسه .. – مادمنا نعيش فى تعاسه بلا نهايه ! - .. صيغه ( السؤال و الجواب ) .. السين و الجيم ! .. ان كل حياتنا لو تلاحظ تبدأ و تنتهى بالسين و الجيم .. المخبرون يملأون الشوارع و الأزقه مصابون بعقد نقص لا تنتهى تجعل كل من يقع تحت أياديهم الغليظه و عقولهم المتخشبه ضحيه معذبه .. يتفنن المخبر منهم فى تعذيبها عن طريق السينات التى لا تنتهى و من المفترض بالطبع أن تقابلها جيمات مقهوره خاضعه ..

الأساتذه فى الفصل .. لا يهتمون بالمعرفه و لا بالعلم و لا بالحوار مع التلميذ بقدر اهتمامهم – السيكوباتى – بعصره حيا .. و التفنن – أيضا – فى تعذيبه نفسيا بألف سؤال .. و بدنيا بألف عصا ( التى هى لمن عصى ! ) فى حاله عدم الاجابه بالقطع على تلك الاسئله الجباره ! ..

ان حياتنا كلها يا أصدقائى سين و جيم .. حتى عندما تحاول أن تستخرج أوراق روتينيه تحتاجها فى مجالك المهنى .. لابد أن يتفنن – لثالث مره أذكرها – الموظف البيروقراطى فى تحويل حياتك الى ما يشبه الجحيم .. دمغات .. طوابع بريد .. تصاريح .. امضاءات .. دور خامس .. مبنى على يدك اليمين .. مكتب الأستاذ عبد السلام .. و لا يخلو الأمر بالطبع من اكراميه بسيطه لزوم الدخان و تربيه العيال ! ..

سألت نفسى .. اذا كانت كل حياتنا سين و جيم .. فلماذا لا نلعب اللعبه الشيقه تلك سويا ؟ .. لماذا لا نعذب بعضنا البعض قليلا .. لكن ظنى أنه عذاب يفضى الى شئ مفيد فى النهايه .. يصل بنا – كما نحلم – الى بر الأمن و الطمأنينه .. بر يسمونه ( الحقيقه ) ..

السؤال الأول : لماذا ( 7 سبتمبر ) ؟ .. هل يريد فعلا النظام الحالى الديمقراطيه ؟ .. و لماذا لم يفعلها طوال ربع قرن ؟ .. لماذا الآن .. و الآن فقط ؟

الاجابه الأولى : سؤال شيق بالتأكيد .. و عنكبوتى التفاصيل .. ممتلئ بألف علامه استفهام .. و الحق انها تساؤلات منطقيه .. فهذا النظام الذى يتشدق بالديمقراطيه الآن .. و بالعمليه الانتخابيه النزيهه .. و بتعديل الدستور .. و بالحدث التاريخى .. و بكل هذا النباح الذى يطلقه كلاب السلطه .. لم يتحرك قيد أنمله طوال ربع قرن .. أبقى فى كل تلك السنوات المديده الحال على ماهو عليه .. قوانين عرفيه .. اجراءات تعسفيه .. حاله موت سياسى .. ركود حزبى .. دوله مخابرات و أمن ( الجيش جسد النظام و المخابرات عقله و الداخليه يده الباطشه بالطبع ) .. لم يفكر لحظه واحده و هو يرهب أصحاب الرأى أو يعتقل الناس بلا سبب أو يزور الانتخابات أو يسرق قوت الشعب أو يسمم المواطنين أو يلقى بكرامه المصرى فى تراب الدول الأجنبيه و النفطيه .. لم يفكر لحظه واحده فى الديمقراطيه و النزاهه و الشفافيه ! ..

ان ما أعرفه عن الديمقراطيه انها عمليه جوهريه .. جذريه .. تأتى من الأعماق .. و تفتح الباب على مصراعيه لكل القوى السياسيه .. فتحتك و تتفاعل و تفرز لنا الأفضل .. فهل فعل النظام هذا ؟ هل حاول أن يفعله ؟ و عندما أتى بالجديد الآن .. هل كان جديدا فعلا .. أم انها ديكتاتوريه حمقاء تتشبث بكرسى الحكم من خلال ديمقراطيه زائفه .. مزوره .. و النظام الحالى – كما تعرفون – له باع طويل جدا .. و قذر جدا جدا .. فى عمليات التزوير و التشهير و التدمير أيضا !! ..

لماذا الآن ؟

الواقع ان المتأمل للخريطه السياسيه فى الفتره الأخيره .. و التفاعلات الدوليه و العربيه المتأججه مع الربط بينها و بين الواقع السياسى و الاجتماعى المصرى سيكتشف الحقيقه بدون أى معاناه .. الحقيقه التى اراها أمامى واضحه جليه .. و لا يراها – مع الأسف – الكثير من أهل بلدى البسطاء الطيبين !

حسنا .. السيناريو جرت تفاصيله كما يلى :

منذ ان وقعت أحداث 11 سبتمبر و أمريكا ( القوه العظمى الوحيده و المهيمنه على أرجاء المعموره شرقا و غربا شمالا و جنوبا ) قررت أن تغير قواعد اللعبه .. و تم الاعلان الشهير عن ( الحرب ضد الارهاب ) و ذاع قول بوش المرعب ( من هو ليس معنا .. فهو بالتأكيد ضدنا ! ) الذى يذكرك على الفور بفتوات الباطنيه و ليس رؤساء الدول .. المهم .. لقد تغيرت الأحوال و تبدلت الأفكار و وضعت الخطط بسرعه البرق دون أن يشعر العرب بأى تغيير بالقطع .. كالعاده لم يفطنوا الى أن قواعد اللعبه السياسيه تغيرت الا بعد فوات الأوان ..

ما حدث بسرعه خاطفه هو سقوط دولتين مقابل برجى التجاره .. و فوجئ الحكام العرب بالوحش الأمريكى يكشر عن أنيابه و يهدد بالويل لمن لا ينفذ رغباته و أوامره ..

تزامن هذا التحول الأمريكى مع شئ مهم للغايه يحدث داخل أروقه النظام المصرى .. هناك مجموعه سياسيه جديده طفت على السطح الاعلامى .. يتزعهما ( جمال مبارك ) .. سميت بالحرس الجديد .. و كان لابد من وجود ( حرس قديم ) – ثلاثى الهم الأزلى : الشاذلى / سرور / صفوت الشريف ، حرس عتيق يحاول بأقصى قوته أن يدافع عما تبقى له .. و وسط هذا الصراع المحتدم يظل الرئيس قابعا فى مكانه الخالد بمصر الجديده يسيطر على الشارع من خلال الداخليه و يتعامل مع العالم الخارجى بواسطه المخابرات .. و خاصه أن رئيسها هو رجل محنك يعتمد عليه ، و هو (عمر سليمان ) الذى يعرف كل شئ .. و يمسك بمعظم ملفات مصر الخارجيه على نحو يجعل دور رجل مثل ( أبو الغيط ) هامشيا الى حد مفزع !

الآن لكى لا تتوه الحقائق ، برزت ظاهرتان أساسيتان .. أسباب النشوء مختلفه .. الأهداف مختلفه و ربما متضاربه .. لكن التوقيت ربما يكون واحد

الظاهره الأولى : تصميم أمريكى مباغت على التغيير فى منطقه الشرق الأوسط ، للقضاء على مسببات الارهاب و دوافعه " من وجهه نظر صقور الادراه الحاكمه "

الظاهره الثانيه : تصميم مصرى أكيد ( نابع من النظام لا الشعب ) على الاستمرار فى الحكم " و خاصه ان هناك قوى شبابيه تصعد و نيه حقيقه فى التوريث للابن و لا داعى لأى اهتزازات أو ضغوط .. فالوضع يحتاج استقرار حتمى لاتمام العمليه بنجاح "

واقع الأمور .. و ظواهر الأحداث ستجعل التصادم قادما لا محاله .. فالقوى متنافره و الظواهر مختلفه .. لكن فاتتنا أشياء هامه ! .. و الذى حدث و فاجئ الجميع أن ( صفقه ) ما جرت بين الاداره الأمريكيه و النظام المصرى .. و بدلا من التصادم .. حل الوئام و الوفاق ..

ماذا حدث ؟

عرض النظام المصرى مطلبه الأساسى و الوحيد .. و هو – ببساطه – الاستمرار فى الحكم و التشبث بالكرسى حتى يتم الاعداد الكامل لسيناريو الانتقال العائلى من الأب الى الابن بلا منغصات أو مفاجآت غير ساره .. بمعنى آخر .. كل ما طلبه النظام هو ( استمرار الرئيس ) .. و غض البصر عن الانتخابات الرئاسيه القادمه – و ربما مباركتها أيضا ! – حتى ينال الرئيس 6 سنوات جديده .. و هى فتره كافيه تماما لتنفيذ السيناريو المتفق عليه مسبقا ..

و كان الرد الامريكى بالموافقه المبدئيه .. و لكنها موافقه مشروطه بالقطع .. فمن أجل تحقيق هذا الهدف لابد من تنفيذ الآتى :

1-المسانده الكامله لكل توجهات الادراه الامريكيه و تدعيم مواقفها السياسيه و خاصه فى منطقه الشرق الأوسط و تحديدا العراق " فقد ظهر أن التدخل العسكرى وحده لا يجدى و لابد من تدعيم دبلوماسى و سياسى من دول لها ثقل فى المنطقه "

2-توطيد العلاقات الاقتصاديه و الدبلوماسيه مع اسرائيل و فتح قنوات جديده للحوار معها و انهاء حاله السلام البارد و التطبيع الميت الذى دام فتره ليست بالقليله

3-الحفاظ على الشكل الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسيه القادمه و اتاحه الفرصه للأحزاب السياسيه و قوى المعارضه للتعبير عن نفسها و آرائها

و لأن النظام المصرى لا يملك مقومات الاستمرار من الداخل بل من الخارج .. و لأنه يخضع لأوامر الاداره الأمريكيه و ليس الشعب المصرى و لأنه – و هذا هو الأهم – يريد الاستمرار بشده .. كان لابد من تنفيذ المطالب الأمريكيه و لو كانت مكلفه أو قاسيه ! .. نلاحظ اذن أن أشياءا حدثت فى أوقات متقاربه مع بعضها و مع موعد الانتخابات الرئاسيه ، و كانت كالتالى :

1-الشكل الديمقراطى : اعلان الرئيس فى فبراير مبادرته ( التاريخيه كما أطلق عليها ) من أجل تعديل الدستور ( بعد أن كان رافضا بشده ) و اتاحه الفرصه لأكثر من مرشح فى المنافسه على الرئاسه ( و كان هذا مطلبا من مطالب الاداره الأمريكيه )

2- العلاقات المصريه – الاسرائيليه : فتح قنوات اتصال حيويه مع الجانب الاسرائيلى من خلال عدد من الزيارات و اللقاءات الى الدوله العبريه ، ملفت للنظر حقا ، قام به الوفد المصرى برئاسه رئيس المخابرات العامه الرجل الغامض ( عمر سليمان ) .. و صور اللقاءات التى بثتها كل الفضائيات و القنوات ( باستثناء المصريه بالطبع ) كانت تبين مدى حميميه العلاقه بين الطرفين ! .. ( كانت هدف الزيارات على المستوى الرسمى التفاوض بشأن غزه و ربما كان هذا صحيحا لكن غزه لم تكن الملف الوحيد الذى حمله سليمان للجانب الاسرائيلى )

3-اطلاق سراح ( عزام عزام ) الجاسوس الاسرائيلى فى خطوه مفاجئه و بشكل بدا سهلا يسيرا بعد أن كان الرفض التام و الحازم هو الرد المصرى على أى محاوله اسرائيليه لفتح الموضوع سواء مباشره أو من خلال أمريكا " كان الرئيس مبارك يتعلل دائما بفكره احترام القضاء "

4-التوقيع على اتفاقيه الكويز بين مصر و أمريكا – باشتراك الجانب الاسرائيلى – بعد أن كان هذا الموضوع غير قابل للمناقشه أيضا فى فترات سابقه

5-مد خطوط أنابيب الغاز لاسرائيل لفترات طويله المدى

6-الاتفاق على تأمين الحدود المصريه الفلسطينيه من خلال نشر كتيبه من الجنود المصريين قوامها 750 فرد

7-استقبال وزير الثقافه ( المصرى ) لسفير ( اسرائيل ) فى مكتب الأول ، و هى سابقه مرعبه و تعد الأولى من نوعها تؤيد بالطبع فكره ( التطبيع الثقافى مع اسرائيل ) و هى فكره يرفضها المثقفون المصريون و العرب الذين مازالوا يحترمون انفسهم

( و كانت كل هذه مطالب الاداره الأمريكيه بخصوص اسرائيل )

8-ارسال دبلوماسى مصرى مرموق – بدرجه سفير – الى قلب العراق لتيكون نواه علاقات دبلوماسيه و سياسيه مع النظام العراقى الجديد ( و كان مطلبا ملحا من الاداره الأمريكيه )

على أن هذه المطالب لم تتحقق بتلك السهوله و السرعه التى كانت تبتغيها الاداره الحاكمه فى البيت الأبيض .. فمن جهه .. كان بعضها مكلف سياسيا الى حد كبير – و خاصه فى وقت حرج كالانتخابات – و من جهه أخرى كان المطلب الخاص بالشكل الديمقراطى ( ثقيل الظل ) و (سخيف بشكل مرعب ) بالنسبه للنظام المصرى .. و خاصه أن من مشتقاته اتاحه هامش من الحريه للشارع السياسى .. و اطلاق حريه الجماهير فى التعبير عن آرائهم و لو بالمظاهرات و فتح الباب بشكل عام – و لو كان مواربا – للمعارضه التى طلت أعواما محبوسه فى حجره ضيقه .. مظلمه .. ممتلئه عن آخرها بالفئران و العقارب و الثعابين ! .. ثم أن فكره ( التعديل الدستورى ) لم تكن وارده فى ذهن المجموعه الحاكمه على الاطلاق .. و شئ كتعدد المرشحين يهدد بالطبع سلطه مراكز القوى العتيقه ( الحرس القديم ) الذى بدأ فى السقوط حاليا كذباب لا يقوى على الطيران ..

و المتابع للساحه .. يجد ان العلاقات ( المصريه / الأمريكيه ) كانت فى أسوأ حالاتها فى الفتره السابقه للانتخابات ( من بدايه العام ربما ) و بدا واضحا أن الاداره الأمريكيه لا تحبذ القاء النكات فى أوقات الجد .. و انها مصره على تنفيذ مطالبها فى سبيل تحقيق هدف النظام المصرى الأسمى .. البقاء ثم البقاء ثم البقاء .. و كان ظاهرا أيضا أن النظام فى مأزق .. هل يوافق على كل الشروط .. هل يماطل .. هل يناور فى حدود !

فى نفس السياق نجد أن الرئيس لا يزور أمريكا – زيارته السنويه – فى شهر أبريل و يرسل بدلا منه أحمد نظيف الذى لا يستطيع بالطبع – بسبب خبرته السياسيه المحدوده و عدم قدرته الواضحه على اداره الأمور – أقول أنه لا يستطيع أن يتحمل عبء زياره كهذه ..

و قبل الانتخابات بفتره ليست بالقليله .. فوجئنا بالجانب الأمريكى يتدخل فى الشأن المصرى بصوره لم يعتدها النظام من قبل من خلال قضيه أيمن نور .. و أزمه ( المعارضه المصريه ) بشكل عام .. و سمعنا أن الادراه الأمريكيه فتحت قناه اتصال هامه مع الأخوان المسلمين و ظهرت كوندليزا اعلاميا لتصرح ان أمريكا لا تمانع فى أن يصل المتأسلمون الى سده الحكم ..

ثم وجدنا – أخيرا - ( عمر سليمان ) – القائم بأعمال المخابرات و الخارجيه و الممسك بكل الملفات الحساسه من الارهاب الى القضيه الفلسطينيه و من العلاقات الاسرائيليه الى العلاقات الأمريكيه - .. وجدناه يذهب لملاقاه الصقور فى زياره تم التكتم على أخبارها و ما دار فيها

( و ان كنا نستطيع التخمين بالطبع انها زياره لتلطيف الأجواء و وضع النقاط على الحروف و اكمال عقد الصفقه و توقيعه .. و خاصه أن سليمان رجل موثوق به للغايه من الجانبين .. المصرى و الأمريكى )

كل هذه الأحداث تمت فى سرعه خاطفه .. و بدا و كانها حوادث منفصله .. الا أنه يمكنا الآن استنتاج العلاقات فيما بينها .. ( ضغوط أمريكيه لتركيع النظام و اجباره على الرضوخ لمطالب الصقور اذا ما أراد تنفيذ مخططه )

و أخيرا – و بعد شد وجذب طال – اكتملت الصفقه .. و كانت كالآتى فى صورتها النهائيه :

1-يحصل النظام المصرى على ما يريد ( البقاء فى الحكم و تنفيذ السيناريو المعد الخاص بالتوريث ) فى مقابل أن ينفذ كل شروط الاداره الأمريكيه .. و قد نفذ النظام الشروط جميعها – بأمانه بالغه – و باركت أمريكا خطوات النظام كما هو متفق عليه أو على الأقل لم تعارض

2-غلق باب الاتصال بشكل قاطع و نهائى مع المعارضه المصريه بكافه ألوانها – و خاصه الأخوان ( و كانت وسيله ضغط أمريكيه لا أكثر )

3-عدم ارسال أى مراقبين دوليين .. اذ أن النظام المصرى أوضح للجانب الأمريكى أنه سينفذ كل ما يريده و فى المقابل يترك يده حره طليقه فى العمليه الانتخابيه بلا أى قيود تنغص عليه الحياه و تعكر الأجواء

و تمت الصفقه .. و أعلن الرئيس ( المبادره التاريخيه ) .. و هللت الحناجر .. و دقت الطبول .. و أشرفت الدوله ( الحزب الوطنى ) على العمليه الانتخابيه منذ البدايه الى النهايه .. منذ المرحله الأولى : تهيئه المسرح و اعداد الممثلين ( المرشحين ) الى المرحله الاخيره : حشد مرشحى مبارك و تكديسهم فى وسائل المواصلات ( العامه ) لنقلهم الى مراكز الاقتراع !

غير أن النظام .. و الاداره الأمريكيه .. و المرشحين ( الورق ) نسوا فى غمره التفاعل مع أحداث تلك المسرحيه الهزليه أشياءا هامه :

1-أن المارد خرج من قمقمه .. و هذه هى الايجابيه الوحيده فيما حدث .. ان الضغط الأمريكى .. و الحركه الديمقراطيه – و لو كانت شكليه – التى فعلها الرئيس .. و باب المعارضه الذى فتح مؤقتا من أجل الانتخابات و الأمر الأمريكى .. جعل الشعب المصرى يهتم – و لو جزئيا – بالسياسه .. و كان مغيبا فى الفتره الطويله الماضيه .. ظهرت حركات مدنيه .. و مظاهرات اجتاحت الشوارع .. و هتفت بكل ما يجيش به صدرها رغم هراوات جنود الأمن المركزى و كردونات الرعب و ( سفاله ) رجال الداخليه ، و يخطئ النظام ( أكبر خطأ ) اذا ظن أن ( ريما ستعود الى عادتها القديمه ) بعد مرور الهوجه و انتهاء العاصفه .. و ان الأمن يمكنه أن يحل أى مشكله كما كان يحدث فى الماضى .. و أن أى مظاهره ستخرج سوف ( تضرب بالجزمه القديمه ) أو أى صوت ينطلق ( يكتم حتى الاختناق ) أو أى قلم يكتب ( يكسر هو و يد صاحبه و عنقه ) ..

الحقيقه أن الأمور تغيرت كثيرا .. و المظاهرات ستظل تخرج .. و الصوت سيظل يصرخ .. و القلم سيظل يكتب .. مهما فعل النظام .. و مراكز القوى العتيقه تحديدا فيه .. لقد فتح النظام الباب للمعارضه .. فتحه نتيجه ضغط قادم من وراء المحيطات .. و ظنى أنه لن يستطيع أن يغلقه أبدا .. و مهما حاول أو فعل !

2-أن الابتزاز الامريكى لن يتوقف أبدا .. فالاداره الأمريكيه تعلم انها فى مركز قوه حقيقى .. و النظام يعلم بدوره انه لا يملك الا الاذعان .. و لا يقل لى

أحدكم أن الرئيس مبارك يمكنه الآن أن يتحدث و هو واقف على أرض صلبه لأن الجانب المصرى – قبل الأمريكى – يعرف كل شئ عن الصفقه المشبوهه التى تمت فى الخفاء .. ( دفنوه سويا كما يقولون ) و اعذرونى لاستخدام الألفاظ الشعبيه أكثر من مره – و لكنها تسعف و توجز ! ..

3-أن المرشحين الورق انكشفوا أمام الجماهير .. و الكل يعلم انهم ليسوا الا دمى .. أدت أدوارها على مسرح العرائس و قبضت الثمن .. سواء نقديا(مرشحو الأحزاب التافهه ) أو من خلال وعود بمقاعد برلمانيه ( الوفد ) .. أيمن نور له قصه منفصله ربما نتحدث عنها فى وقت لاحق .. لكنه لم يشذ عن الجمع .. فكان مثلهم ( دميه ) لا أكثر و لا أقل !

ما أريد قوله كخاتمه لهذه النقطه – التى طالت أعلم و لكنها تستحق الاسهاب – أن مصر ( بعد 7 سبتمبر ) ليست هى مصر ( قبل 7 سبتمبر ) و أتحدث هنا عن ( الجماهير ) .. عن ( الشعب ) .. عن ( شهوه التغيير ) و ( شبق الحريه ) الذى اخترق روح المجتمع المصرى و ملأ جوانبه و أركانه ..

اما أى شئ آخر .. فلم يتغير أبدا .. و لم يتزحزح قيد أنمله .. النظام هو النظام .. الداخليه هى الداخليه .. دوله المعتقلات هى دوله المعتقلات .. الحكم الديكتاتورى هو الحكم الديكتاتورى .. و هذا بالطبع للأسباب التى تحدثنا عنها باسهاب و تفصيل لازمين ! ..

**************************** ( سبتمبر 2005 ) – للحديث بقيه ان أراد الرب و عشنا ...

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

مينا ..

اردت ان اسجل اعجاب بما تكتب ..

او بمعنى آخر ...

اردت ان اسجل مرة اخرى اقتناع بما يسطره قلمك واعلم انه نابع من عقل واع ..

اردت ان اؤكد على قولك ..بالطبع مصر بعد 7 سبتمبر لن تكون ابدا هى مصر قبل 7 سبتمبر ....ابدا .

لكن ؟؟

ككل سين وككل جيم ...

يبدأ السؤال .....ثم يأتى بعده الجواب .

والجواب هذه المرة سوف يأتى بعد روية ...لكنه جواب شاف..يتم تحضيره فى العقل اولا قبل تسطيره او النطق به ...

سوف يأتى جواب شاف ...غير مشوش ..

اعطنى مهلة ...

دع وقت ...للوقت .

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

                   

                    ****************************          ( سبتمبر 2005 ) – للحديث بقيه ان أراد الرب و عشنا ...

                                       

     

الم يحن يا مينا ان تكمل ما بدأت؟؟؟؟!!!!!

لا

==================================

كل شيىء لابد ان يكون بسيط ولكن ليس ابسط....من اقوال اينشتين

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ مينا,

تحية لك لمقالك الذى لخص, بل فصّل الوضع الحالى للحكومة الحالية.

و رغم أن كل ما ورد فى مقالك قد تناولته أقلام زملاء قبلك, إلا أنك نجحت فى رسم صورة شاملة جامعة لما يحدث.

جميع سيناريوهات الإدارة الأمريكية كانت مكشوفة.

جميع ردود فعل الحكومة المصرية كانت متوقعة,

و لأن الإنسان المصرى البسيط ليست لديه القدرة على فهم الأمور المعقدة( والفضل لحكومتنا فى تحقيق ذلك), إعتقد سادتنا فى قصورهم العاجية أن ما يحدث وراء الكواليس, و بدون إخطار الشعب, هو سر مكنون.

و لكنهم نسوا أن فى مصر أحرار يفكرون, و يلاحظون, و يستخلصون من الأحداث مدى تورط الحكومة المصرية فى مؤامرة أمريكية, تهدف إلى السيطرة الكاملة على الشرق الأوسط و بتروله, و تعطى لإسرائيل ضمان بأن توسعاتها سوف تستمر, تحت ستار إستقرار أمن المنطقة, و محاربة الإرهاب.

لن أعلق على سياسة أمريكا, فقد فضحها الأمريكيون أنفسهم , الذبن كشفوا كل الاعيب اليمين البوشى, و دفعه, بحماقته, لأمريكا نفسها إلى حافة الفناء.

أحيى أخى مينا مرة أخرى لتقديمه هذه الكبسولة السهلة البلع, لعل من يتعاطيها يستمتع بمزيد من وضوح الرؤية.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أعزائى

Salwa

Sos

الأفوكاتو

.........................

شكرا جزيلا على التفاعل و الرد ..

بخصوص سؤالك يا سلوى .. لا أدرى كنهه .. هل هو ( لكن .. هل سنستطيع اجبار النظام على التغيير .. أو الاعتراف به ) .. الأمر صعب بالقطع .. و لكن ان كانت هناك اراده .. فهناك طريق لا محاله ..

sos .. الحقيقه انى تقاعست عن كتابه الحلقه الثانيه مباشره بعد الانتهاء من الأولى .. و كنت سأتحدث فيها عن العمليه الانتخابيه نفسها و ما جرى من مهازل يوم 7 سبتمبر .. لقد وجدت الوقت يمر بسرعه .. و الأيام تلهث كعادتها .. و بدا لى أن الحديث عن يوم الانتخاب نفسه قد مضى وقته .. لكن يمكن أن أنتقل لما بعد هذا اليوم .. و ربما نكتفى بهذا القدر .. كنت كل ما أهتم به هو توضيح صوره الصفقه المشبوهه .. و قد حدث .. أعتقد هذا ..

الأفوكاتو ... فى الواقع لم أكن أعلم أن كل كلامى قد تناوله زملاء هاهنا .. لقد وجت أن افضل بدايه لى فى المنتدى ( كان الموضوع المشاركه الأولى ) هو الحديث عن الصفقه المصريه الأمريكيه .. و يكفينى أنى لخصت الموقف بأكمله كما تقول .. و قدمت ( كبسوله سهله البلع ) .. أرجو هذا حقا

تحياتى لكم جميعا من جديد .. و كل سنه و انتم طيبون ....

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الغزيز مينا,

لم يكن ذكرى أننا ناقشنا بعض ما طرحته فى الماضى إنتقادا أو إنتقاصا من قيمة ما ذكرت, بل مجرد تأكيد على أننا فى هذا المنتدى قد تناولنا فى الماضى, جميع مشاكل مصر المحلية, و العربية, و الدولية. و سوف نستمر فى مناقشتها.

و لم نتناولها من زاوية واحدة, بل من عدة زوايا, و مقال سيادتكم قد أضاف رؤية إيجابية أخرى, من زاوية أخرى, مسلطة الضوء على بعض الأركان التى ربما لم تكن واضحة من قبل.

كل عام و أنتم بخير, ومشاركاتكم ستزيد الخير خيرين.

تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 113
      هل صدمكم العنوان ؟ .. آسف ، لا تؤاخذونى فلست أنا من أطالب بهذا ... إنه كلام عالم .. عندما يتكلم .. يسكت الجميع .. يستمعون .. يصدقون .. ويسلِّمون تسليما فلقد عثرت على تسجيل صوتى ، لاأعرف بالضبط إن كان درسا أو فتوى لأحد أقطاب السلفية المعروفة باسم الوهابية (نسبة إلى التحالف السياسى الدينى بين محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب) .. إنه تسجيل لسماحة الشيخ بن عثيمين ، يصف فيه عامة الناس بأنهم لا عقل لهم ولا تفكير .. فعقلهم وتفكيرهم لا يتجاوز أقدامهم .. ويدعو فيه الناس إلى أن يتركوا السياس
    • 21
      زملائي الأعزاء .... بعد أن مرت فترة ليست قصيرة علي بدء تلك "الفكرة" و ليست الحملة .. فهي كحملة فعلية لم تخطو بعد خطواتها الجدية المرجوة منها ... و لكن أجد انه منطقيآ يجب أن نقوم بأول تقييم فعلي لها ... و الي ما وصلت اليه حتي تلك اللحظة ... مازال هناك حلقة ناقصة و هي الخاصة بالترجمة الألمانية .. و بالرغم من ان لدينا نص اولي هنا و نص منقح قام به الفاضل حسام يوسف بواسطة صديق له .. و لكننا لسنا واثقين تمامآ من صحته .. بالأضافة ان للأسف الزملاء المتواجدين في ألمانيا ليسوا متفائلين تمامآ بصدي تلك
    • 153
      ما حدث بالأمس من مصادمات في التحرير + الحملة الإعلامية الشرسة على مواقع الانترنت الإخبارية + أنباء انسحاب الجيش من ميدان التحرير وترك مسؤولية حماية المتحف والمنشئات الحيوية للجان الشعبية تجعلني أتوقع أننا في خضمّ حملة منظمة من فلول النظام السابق لاستعادة السيطرة على الأمور ... خصوصا بعد أن ضاقت الحلقة حول أعناقهم وبدأت الرؤوس الكبيرة منهم تتساقط الصبر والصمود هما الكفيلان بإنجاح الثورة في هذه المرحلة
    • 9
      صباح الحرية على الجميع منظر جميل ويوم عيد بكل المعاني عاشته مصر في يوم 19 مارس ولا عزاء للمغتربين المهم .. حبيت أفتح موضوع نتكلم فيه عن نتائج الإستفتاء ، ثم نتكلم أيضا عن ماذا بعد في بداية الموضوع لازم الكل يتفق أننا سنحترم نتائج الاستفتاء لأنها عبرت عن الإرادة النهائية لشعب مصر. - عاوزين نحلل النتائج -عاوزين نقول توقعاتنا للمرحلة المقبلة - عاوزين كمان نعرف سلبيات الإستفتاء التي ينبغي تلافيها في المرات القادمة، وأهمها بلا شك حرمان المغتربين من الإدلاء بأصواتهم تابعونا
    • 23
      (( فصبر على حقد الحاقدى فئنا صبرك قاتلوه فنار تئكول نفسها ان لم تجد احد تئكوله )) :lol: :blush2: :P gsm:: أيها السادة وجدت اليوم أحد الأشخاص يكتب بيت الشعر بهذه الطريقة .. أخطاء املائية وأخطاء في كلمات البيت نفسه هو طبعا يقصد بيت الشعر : أصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله مش عارف أنا لوحدي في الموضوع ده ولا ايه ؟ بس انا شايف ان مستوانا في اللغة العربية سئ جدا .. والأجيال الجديدة أسوأ حروف بايظة و أخطاء نحوية .. الخ يعني كفاية تتفرج على جلسة
×
×
  • أضف...