اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عن ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن


mohamed

Recommended Posts

ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة ما يسمى ب"الإعجاز العلمي في القرآن" ولا أدري هنا ما هي المعجزة، فالمعجزة-كي تسمى معجزة-لها 3 شروط :

1- أن تكون المعجزة خارقة للعادة غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية.

2-أن تكون المعجزة مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين.

3-أن تكون المعجزة سالمة عن المعارضة، فمتى أمكن أن يعارض هذا الأمر ويأتي بمثله، بطل أن تكون معجزة.

وهذه الشروط لا تنطبق على ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن وسوف نأتيه إليه.

كما هو معلوم لنا جميعا أن الله إختص كل رسول بمعجزة على شاكلة ما برع فيه قومه من فنون، فقد كانت معجزة موسى في قوم برعوا في السحر، ومعجزة عيسى عليه السلام إحياء الموتي وإبراء المرضى في قوم أتقنوا الطب، وإذا كان العرب أهل فصاحة وبلاغة وإستطاعوا ان يطوعوا اللغة فقد كانت معجزة النبي هي القرآن، ومعجزة القرآن كانت معجزة بلاغة ولا شيء سوى ذلك.

نعود لما سمي بالإعجاز العلمي في القرآن، ولنرى هل تنطبق عليه شروط المعجزة أم لا؟؟

فبالنسبة للشرط الأول يتضح لنا بجلاء أن ما يعتمد عليه المفسرون في إثبات "إعجاز" القرآن ليس بأمر خارق للعادة وإنما هي مجرد ظواهر طبيعية موجودة منذ خلق الله السموات والارض وخلق آدم.

أما الشرط الثاني فغير موجود بالمرة أيضا، فأين هو التحدي أو التكذيب من الطرف الآخر؟؟ إذا كان موسى قد تحداه السحرة بعصيهم وحبالهم وإذا كان قوم عيسى قد تحدوه بأن يحي الموتى ويبرأ الأكمه والأبرص والأعمى، وإذا كان الرسول قد تحدى العرب في أن يأتوا بعشر سور مفتريات، فأين التحدي هنا فيما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن؟؟!!!

نأتي للشرط الثالث والأخير-وهو لب الموضوع من وجهة نظري-فالشرط الأخير يفترض أن تكون المعجزة سالمة من المعارضة، وهذا الشرط لا يتوافر في العلم

فالعلم لا يحمل لنا حقائق ثابتة وما كان ثابت علميا بالامس صار اليوم نسيا منسيا وأثبتت النظريات الحديثة خطاه ولا ندري هل سيأتي من بعدنا ليثبتوا خطأ ما اعتقدنا انه ثابت علميا

المشكلة في الإعجاز العلمي في القرآن هي وصفه بالعلمي. العلم، كما أفهمه، هو سلسلة مع عمليات الأخطاء المتتالية. يبدأ المرء بأي فرضية، ثم يأتي بعده من يثبت انحرافها عن الواقع، ثم يقدم ثالث فرضية جديدة أقرب لتفسير الواقع، وهكذا. هو عملية مستمرة لتصحيح المسار، على عكس الحقيقة المطلقة التي يحويها النص المقدس.

النص المقدس يحوي حقيقة مطلقة (بالطبع في نظر من يؤمنون به) لذلك لا يجوز ربط ما هو متغير بما هو ثابت أي لا يجوز تفسير القرآن الثابت والمطلق بما هو متغير لذلك لايجوز أن نقول بأن هناك إعجاز علمي في القرآن، لان شروط المعجزة لم تتوافر فيه ولأن القرآن معجزته كانت البلاغة فقط.

إن مشكلة الإعجاز العلمي هي محاولة ربط القرآن بعلم البشر. وفي التاريخ عدد من الأمثلة على القوانين أو النظريات التي ظنها البشر صحيحة وأثبت آخرون من بعدهم خطأها أو قصورها.

ماذا لو ثبت خطأ نظرية استخدمت لإثبات الإعجاز؟ (وهو أمر لو نفينا احتماله نكون قد ظننا أننا أوتينا العلم كله) هل سيقاوم دارسو الإعجاز الاكتشافات الجديدة ويتهمون أصحابها بالضلال؟ هل سيرجعون في كلامهم ويرون أنهم هم المخطئون؟ وما هو تأثير ذلك على جمهورهم في الحالتين؟وما هو تاثير ذلك على مصداقية القرآن؟؟!!!

إعتراضي أن يحاول أحد العلماء المؤمنين بالقرآن ربطه بنظريات البشر عن طريق ما يرى هو أنه المعنى المقصود.

رابط هذا التعليق
شارك

كلام منطقي جدًا...

لكن الحقيقة، إن القرآن لم يفسر كليًا، وبه من المعاني ما يتم إكتشافها مع تقدم العلم، وهنا الفرق بين القرآن والكتب التي كتبها البشر. فعندما يقول لك الخالق إنه العليم وإنه أنزل هذا الكتاب فأنت تتوقع منه أن يتفق مع الحقيقة ولا يكون به خرافات، والإعجاز العلمي كما يسمى ليس الا تنزيه القرآن عن الخرافات وتوافقه مع ما توصل اليه العلم وعدم التعارض، ووجود الكثير من المعاني التي لم يتم إستكشافها بعد.

طبعًا النظريات كلها قابلة للتغيير، لكن هناك أشياء تم إثباتها بالفعل بما لا يقبل الشك. والإنسان بجتهد، ليصل الى الحق... وهناك دائمًا مساحة للخطأ، وعندما يكون لديك كتاب أنزل في وقت كان فيه الكثيرون يظنون أن الدنيا على قرن ثور كبير وتحدث الزلازل عندما ينقلها من قرن للآخر، فإتفاق القرآن مع المنطق وعدم إحتوائه على لمثل هذه الخرافات في حد ذاته دليل على المصداقية، وعندما يحتوي على الكثير من الإشارات إلى أشياء لم يتم إكتشافها الا في القريب فهذا دليل أكبر على المصداقية...

ومن قال لك أن أسلوب القرآن غير قابل للشك؟ فهناك من يشكون فيه مثلما قيل لسيدنا موسى أن ما جاء به مجرد سحر...

نفس الآيات قد تزيد البعض إيمانا والآخرين كفرًا...

ولكن بعكس الأديان السابقة، التي يتركها الكثير لعدم إتفاقها مع المنطق والعقل، يدخل الكثيرون إلى الإسلام لإتفاقه مع المنطق والعقل، وقد تكون كلمة إعجاز فعلاً غير دقيقة.

وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ

أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ

فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ

فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ

فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...