النائب العام يعترف بالفساد

[الأفوكاتو]

عندما قرأت هذا الخبر, سالت نفسى:

أليس هذا إعترافا بأن سلك النيابة فاسد؟

ثم سألت نفسى مرة أخرى:

هل استيقظ النائب العام فجأة ليرى تجاوزات أعضاء النيابة؟

ثم سألت نفسى مرة ثالثة,

لماذا هذا التوقيت لإصلاح البيت, هل له صلة باقتراب إنتخابات مجلس الشعب؟

سأترك لكم الإجابة على هذه الأسئلة, و إليكم الخبر:

النائب العام لأعضاء النيابة :

ضرورة احترام كرامة المتهم والتفتيش الدوري علي السجون

كتب خالد أمين :

أكد المستشار ماهر عبدالواحد النائب العام ضرورة مراعاة احترام كرامة المتهم خلال التحقيق معه في النيابة والابتعاد عن الاساليب والعبارات التي تتضمن امتهانا لكرامة الانسان.

شدد في تعليماته للمحامين العامين واعضاء النيابات المختلفة بمناسبة بداية العام القضائي الجديد علي ضرورة عدم استخدام العنف ماديا او معنويا مع المتهم للحصول علي الاعتراف مع سرعة التصرف في أمر المتهم باخلاء سبيله او حبسه احتياطيا.. مع مراعاة حق المتهم في ابداء أوجه دفاعه.. وتوفير الضمانات القانونية له.

اكد ضرورة العمل في انجاز التحقيقات في حوادث الجنح والجنايات مع الاهتمام بالقضايا التي تمس الأمن القومي والاقتصادي والاجتماعي وتساهم في محاربة الفساد في صوره المختلفة ومنها قضايا العدوان علي المال العام.. والرشوة.. والاعتداء علي الاشخاص او البيئة.. وقضايا شئون الاسرة والقضايا الماسة بالطفل.

شدد علي ضرورة الا يكون اصدار اوامر الحبس الاحتياطي الا في الاحوال التي يجوز فيها ذلك قانونا وبالقدر الذي تقتضيه مصلحة التحقيق وتوافر مبرراته.. وانه لايجوز مطلقا اساءة استعمال هذه السلطة.

اضاف انه يجب علي المحامين العامين التفتيش المفاجئ علي اعضاء النيابة التابعين لدائرة عملهم لمراقبة ادائهم في العمل والتعامل مع المتهمين والشهود وجمهور المتقاضين بما يتفق والقانون.

كما تطرق النائب العام الي التفتيش الدوري علي السجون حيث اكد علي إجراء هذا التفتيش مرة علي الاقل كل شهر وعلي نحو مفاجئ وتحرير تقرير بما يسفر عنه التفتيش من ملاحظات وفقا لما تتضمنه التعليمات العامة للنيابات.

قال انه يجب القصد ( لم أفهم ما يقصده بهذه الكلمة, رما يقصد كلمة" القصر") في انشاء علاقات من أي نوع كان بين اعضاء النيابة والافراد حفاظا علي مهابة رسالة النيابة العامة وقدسيتها.. واستزادة لثقة المواطنين في تجرد اعضاء النيابة وبعدهم عن الميل والهوي وشدد علي ضرورة عدم تقديم القضايا لجلسات المحاكمة الا اذا ترجحت فيها ادلة او قرائن الاتهام فيها مع مراعاة الأحكام المقررة قانونا في شأن اثر التصالح والصلح في انقضاء الدعوي الجنائية في بعض الجرائم.

[ابو حلاوه]

الراجل ...... بيقول ما معناه بالبلدي خليكوا محترمين وادوا شغلكم بذمه ....... الغريب ان مهنة النائب العام نفسها في مصر اتهزت سمعتها بعد ما تولاها ناس اثيرت عليهم الشبهات فيما بعد زي ماهر الجندي مثلا ...... اللي اتهف مش عارف كام سنه بتهمة الرشوة و الرشوة كانت ايه مش عارف كام بدلة و كام اكلة كباب حاجة تكسف صحيح .... بعد كل الللي عمله ايام الريان و شركات توظيف الاموال للحكومة صحيح اخرة خدمة الغز علقة

[Alshiekh]

بس الخبر ماقالش ان النائب العام بيقول الكلام ده بناءْ على توجيهات الاب ام الابن !

كان لازم يوضح علشان نبقى عارفين اذا كان بيتصرف بوازع من ضميره او بالتوجيهات مثله مثل باقى الافاضل اللى بيشتغلوا بالزمبلك.

انه يجب القصد ( لم أفهم ما يقصده بهذه الكلمة, رما يقصد كلمة" القصر") في انشاء علاقات من أي نوع كان

هو يقصد الاقتصاد فى تكوين صداقات بين اعضاء النيابة وضباط الشرطة ويمكن كمان الافراد من باب التقليل من انشاء علاقات قد تحيد بعضو النيابة من او يلتزم الحياد مجاملة للصداقة.

[الأفوكاتو]

تحيتى للدكتور أبو حلاوة, و أخى محمد لتعليقهم على هذا الخبر المحزن, الذى يكشف عن مدى تدهور أداء قوم نعتبرهم الصف الأول من حماة حقوق المواطن, و لكننا نكتشف أنهم أول من ينتهكونها.

[Alshiekh]

عزيزى الاستاذ الافوكاتو

بعد ان اصبحت كليات الحقوق هى الملجأ لضعاف المجموع فى الثانوية العامة

وبعد ان اصبح خريجو كليات الحقوق يقفون على ابواب وسلالم المحاكم يعرضون خدماتهم

وبعد ان أختفى المثل والقدوة لطالب الاعدادى والثانوى الذى يحفزه للتطلع لأن يكون محامى مشهور يصول ويجول ويزلزل صوته جنبات المحاكم ، أو أن يكون وكيل نيابة محترم يرتعد كل من بقسم البوليس من اقل رتبة حتى المأمور عندما يروه فى تفتيش مفاجئ يكشف فيه انتهاكاتهم للأبرياء ، أو أن يكون قاضيا محترما لايخضع لسلطان او حاكم او وزير وينتشى طربا عندما ينصف مظلوما ليهتف له من قلبه " يحيا العدل " ، أو ان يكون مثله وقدوته عضو مجلس نواب يصول ويجول ويحاسب الحكومة ، عندما تختفى كل تلك الامثلة ، ولا يتبقى سوى محامى انتهازى او نصاب ، فمن تعتقد سيتطلع للالتحاق بكليات الحقوق ليصبح بمساعدة المعارف وكيل نائب عام كل همه ان تزداد علاقاته العامة حتى يصبح من علية القوم وبعدها فلتذهب العدالة فى الف سلامة. او ان يكون لاحول له ولا قوة وينتظر على سلم المحكمة يعرض خدماته على اللصوص والبلطجية.

[الأفوكاتو]

أخى العزيز محمد,

لقد لخصت أس المشكلة فى هذه الكلمات الواضحة.

و لكن سرطان الفساد قد إنتشر ليشمل جميع المواقع الحساسة, التى تتحكم فى مصائر الشعب. ففضلا عن ما نعرفه عن إنحراف النيابة, و تسيب بعض القضاة, و سيطرة الرشوة على جهاز الشرطة فى جميع مستوياته, و خيانة بعض المحامين لشرف المهنة, فإن هذا المرض طال جميع الفئات الأخرى.

و الخطورة أن الفئات التى ذكرتها عاليه هى الفئات المنوط بها حماية حقوق المواطن فى جميع مراحل حياته, و عندما يجد المواطن أنه أصبح عاريا بدون غطاء قانونى شرعى يحميه, فسوف يفقد الأمل فى أن ينال حقوقه المشروعة بالسبل القانونية الشريفة, و سوف يلجأ إلى الخروج عن الشرعية القانونية, دفاعا عن نفسه, و رغبة فى البقاء.

سيلجأ المواطن إلى الكذب, و إلى الخداع, و إلى الرشوة,

و لأن المواطن هو الإنسان العادى الذى نراه فى الشارع, وفى المقهى, ووراء مكاتب الحكومة, و فى عيادات الأطباء, وفى مكاتب المحاماة, و فى صفوف الجيش, و فى مجلس الشعب, و فى الجامعات, فإن الكذب و الخداع و الرشوة ستجد طريقها إلى كل هؤلاء,

و ربما يفسر ذلك مدى تفشى الفساد, ليس فقط فى الجهاز الحكومى, أو فى القضاء, أو فى الشرطة, أو فى المحاماة, بل أصبح الفساد مرض يصيب "الإنسان المصرى", لأن الحصن الذى يحميه من كل هذه الأمراض, قد إنهار.

لقد فقد القانون فى مصر فعاليته, فالقانون ليس مجرد وثيقة يصدرها مجلس الشعب, و لكن القانون هو أسلوب حُكم, و أسلوب حياة.

وأسلوب ممارسة تطبيق القانون( الحماية, المنع, الردع, العقاب ) تتوقف على حسن أداء جميع العناصر المشاركة فيه, و أسلوب أدائها.

فإذا كان القانون يحصن المواطن بدواء شاف, فإن فيه خير,

و لكن تحصين المواطن ضد أمراض المجتمع بإعطائه رشفة من ماء لا تشفى, و لا تطهر, أو إإذا كان الدواء ساما , فإن المواطن المطلوب تحصينه ضد الفساد, سيكون أول مروج له, حيث تنتقل عدوى مرضه إلى المحيطين به.

هذا هو ما يحدث لمجتمعنا اليوم, و بدون وقفة حازمة, ورقابة صارمة , من "الشعب كله", فإن هذا السرطان سوف يتغلل إلى أن يشل الحياة تماما فى بلدنا المحبوبة, المنكوبة بالفساد و المفسدين.

تحياتى لجميع من شارك فى هذا الموضوع.

تم تعديل 1 أكتوبر 2005 بواسطة الأفوكاتو