وصـــيتي ... قبــل الاعتقـــال

[ENG. BEHAIRY]

وصيتي ... قبل الاعتقال

عبدالكريم الكاتب ( بتصرف)

أبعث إليكم بأشواقي وتحياتي .. قبل سويعات من الاعتقال ..

الذي تأكد لي خبره .. وطار أمره ...

ثلاثون يوما بعيدا عنكم بعد أن كنت معكم على مدار العام ..

ولعل عزائي أن فيكم من سيعوض غيابي ويسد فراغي من اللئام..

لا يخفاكم ما حدث في رمضان الماضي ... فعلى الرغم من كل الجهود الذي بذلتها معكم وكل الأفكار التي صببتها في آذانكم .. فقد رأينا الملايين من كل مكان يرتادون المساجد .. والملايين يرتدين الحجاب .. وكنت وقتها في معتقلي أكتوي بنار الغضب ... فهذا جهد عام مع تلك الفتاة الضائعة يضيع في ليلة القدر ... وهذا الذي ما ترك كبيرة إلا وأوقعته فيها تنزل من عينه دمعة تطفئ غضب الرب عليه ، وتفتح باب التوبة إليه ..

يا شياطين الإنس ...

في خضم غياب فارسكم ، أمامكم دور كبير ..

أريدهم في رمضان لا يعرفون :

سوى السهر حتى الصباح في الخيام الرمضانية ..

والنوم حتى موعد وجبة الإفطار الشهية ..

حتى تمتلء بطــــــونهم وكروشــــهم الدنية..

ثم أتموا عليهم بنعمة البرامج التلفزيونية ...

بتفاهة وهجص ... ورقصة شرقية..

نريد شهوة .. نريد نزوة .. نريد أفكارا إبليسية ..

ولا تنسوا حتى تكتمل التمثيلية ..

اختموا بثكم واخدعوا الضحية بالتلاوات القرآنية ..

يا شياطين الإنس ...

أكثروا من اللقاءات مع الفنانات والراقصات وكل جميلة فتيّة.

حدثوهم عن روحانيات وبطولات ومآثر الشياطين الإنسية

ونضال على عتبات المسارح والمراقص الهرمية..

اشغلوا الناس واشعلوهم بالبرامج والمسلسلات الرمضانية ..

نريد مباريات كروية وأغان عربية وقنوات فضائية ..

استمرار بلا توقف فوقتنا غال وأهدافنا دنيّة ..

يا شياطين الإنس ...

أتريدون أن يدخلوا الجنة التي حرمنا حتى من شم رائحتها النديّة ؟

أترضون لهم توبة تذيب جهودنا الضنيّة ..

أما حذرتكم أن من أدرك ليلة القدر غفر له كل ماضيه والبقية !

لا وألف لا .. خبتم وخسرتم إذا فعلتم وجحدتم منى العطية ..

ألا تريدون للجحيم سكانا ؟ وللدرك الأسفل رعيّة ؟

أما من أحباب لسقر .. والشجرة العظيمة الزقومية ..

أين قلوبكم الميتة .. وعقولكم الشيطانية ..

أما أنت يا حواء ..

فدورك في الأمة فعّال .. فأنت أقوى مخدّر للرجال ..

أعلق عليك الآمال .. فأنت الجواب لكل سؤال ..

نريد سهرة .. نريد رقصة وضحكة ... نريدها باختصار .. إثارة ومتعة لا محال..

يا بني آدم أجمعين ...

اسمعوا فأنا لكم عاقل رزين ، وناصح أمين ..

لا تهتموا في رمضان إلا بأكل سمين ..

ولتنسوا الصلاة لرب العالمين .

وإياكم وقراءة آيات الذكر الحكيم ..

إنه المنكر الأثيم .. لسكان الجحيم ..

لا تتعجلوا بالتوبة فربنا غفور رحيم ..

وامضوا وقتكم فى النوم الوخيم

و تسبيحًا بحمد بشبوش وبنيامين ..

عليهم رحمة الأبالسة أجمعين ..

التوقيع ... إبليس اللعين

تم تعديل 2 أكتوبر 2005 بواسطة ENG. BEHAIRY