اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

داعش عامل دماغ "كبتاجون"


عادل أبوزيد

Recommended Posts

كتب : فاتن الحديدي

كانت مفاجأة مدوية أصابت الأطباء بالصدمة عند تشريح جثة الإرهابى الذى أطلق النار على شاطئ فندق سياحى فى سوسة بتونس يوم 28 يونيو الماضى فقتل نحو 38 سائحا وأصاب ثلاثين.

وقد أشارت نتائج تشريح جثة الإرهابى إلى وجود «الكبتاجون» فى جسده.. لم يكن الإرهابى الذي نفذ المذبحة فى تونس الوحيد الذى تم العثور على آثار الكبتاجون فى جسده، هذا العقار الخطير الذى يندرج تحت قائمة المخدرات أو لنقل المنشطات والممنوعة فى فرنسا منذ الثمانينيات وتستخدمه المنظمات الإرهابية على رأسها «داعش» لإعطاء والشجاعة للإرهابيين لتنفيذ عملياتهم الدامية شديدة البشاعة بدم بارد .

سوريا الآن منتج رئيس لهذا العقار بعد لبنان التى تصدرت طبقا لصحيفة الديلى ميل لمدة طويلة إنتاجه وتهريبه وتوزيعه داخل المنظمات الإرهابية.

البروفيسور جون فرانسوا براجمان رئيس القسم الطبى لمستشفى لابريبوازيير فى باريس ومؤلف أحد أهم الكتب عن العقاقير المخدرة قال إن الكبتاجون هو أحد مشتقات الإمفيتامين، وهو منتج محفز استخدم لفترة طويلة فى فرنسا، حيث كان الطلبة يتناولونه قبيل الامتحانات للمراجعة دون نوم ولمساعدتهم على التركيز لمدة طويلة، كما أعطى الكبتاجون للجنود فى الجيش الفرنسى أثناء تنفيذ مهمات صعبة لمنع الخوف والمساعدة على الشجاعة والإقدام.

والكبتاجون مركب بسيط كيميائيا، يمكن تصنيعه ببساطة، يتناوله الشباب فى الحفلات الصاخبة مثل التى تقام فى إيبيزا أو فى كرنفالات أمريكا اللاتينية، حيث يريد الناس الرقص لمدة ثلاثة أيام دون توقف.

منذ الثمانينيات من القرن الماضى صار هذا العقار محظورًا فى فرنسا باستثناء استخدامه بشكل طبى فى أمراض عقلية متعلقة بالنوم المفاجئ وقوفًا أثناء النهار وفى أى مكان.

كذلك أبناء عمومته من مشتقات الإمفيتامين والريتالين التى يصفها الأطباء لتهدئة الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط الزائد بجرعات محددة ومحسوبة، كذلك اضطرابات الانتباه.

يتناول الإرهابيون فى المعسكرات الكبتاجون بانتظام ليسبب لهم الإدمان الشديد فلا يستطيعون الاستغناء عنه أبدا، كما أنه إضافة لكونه أحد وسائل الإغراء مثل المال والنساء فهو يساعد على تنفيذ المهمات الانتحارية بدم بارد وبهدوء وشجاعة دون خوف، وتحتوى الحبوب التى وجدوها فى أجساد الإرهابيين المقتولين أو المقبوض عليهم على مواد زئبقية مذهبة للعقل، إضافة إلى نسبة قليلة من الهيروين وزجاج مطحون كى تشق طريقها إلى الدم بسهولة.

لا يهتم أمراء الإرهاب الكبار بإدمان هؤلاء الإرهابيين الذين يعتبرونهم مجرد أدوات لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية وترويع الآمنين عن طريق القتل ولا بخطورة العقار على القلب أو كونه شديد السمية ولا علاج منه، لكن المهم أنه عقار يساعد متعاطيه على التحلى بالقسوة والوحشية، وأن الجلادين الذين يظهرون وهم يذبحون يكونون جميعا تحت تأثير هذا المخدر.

اخترع المخدر عام 1963 وشاع استخدامه كمضاد للاكتئاب ولعلاج بعض حالات الفصام كبديل أكثر اعتدالا للإمفيتامين، وتم اعتباره غير قانونى اعتبارا من عام 1986 بعد أن أدرجته منظمة الصحة العالمية كأحد العقاقير المذهبة للعقل والمسببة للجنون.

للكبتاجون تاريخ أسود فى الحرب العالمية الثانية، حيث كان يتعاطاه الجنود وتسببوا وهم تحت تأثيره فى مذابح وأهوال بشعة تندرج تحت جرائم الحروب، كما أن هتلر كان يعطيه لجنوده.

إن أفراد داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية يتناولون عقار الكبتاجون لمساعدتهم على زيادة العنف والقسوة تحت تأثيره دون أن يشعروا أو تتحرك عواطفهم أسفًا على جرائمهم، كما أن النشاط الزائد والإدمان يؤدى فى النهاية إلى الوفاة فحياة هؤلاء لا تهم الأمراء الكبار وموتهم لا يحرك أحدًا.

إن إحباط تهريب أو تصنيع هذا العقار الخطير يعنى إحباط تنفيذ مذابح إرهابية ينفذها مدمنون ومجنونون ويروح ضحيتها أبرياء.∎

 

من مجلة روزاليوسف الأسبوعية

تم تعديل بواسطة عادل أبوزيد
لإضافة مصدر المقال

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...