ســـألوني لمــاذا أحــببتك ؟

[ENG. BEHAIRY]

سألوني لماذا أحببتك

اهتز القلب وأحمر الوجه وتلجم اللسان !!

فقد سألت نفسي هذا السؤال مرات ومرات من قبل !!!

فلماذا أحببتك ؟

و لماذا أنت دون غيرك ؟

و ما الذي جذبني إليك وعرفني بك ؟؟؟

سمعت عنك كثيرًا من محبيك إلا أن صغر سني وجمود قلبي لم يسمح بحب أمثالك !

رأيتهم يتحدثون عنك ...وكنت لا أبالي .. فطالما اختلط الجد بالهزل ، والغث بالثمين

لن أنسى أول مرة تعرفت فيها عليك ، و شعرت فيها بقيمتك فوجدت أن ما يُقال فيك قليل !!

وكأن العين لم تبصر ، وكأن الأذن لم تسمع ، وكأن القلب كان ميتًا فدبت فيه الحياة !!

و تمر الأيام وحبك ينمو في قلبي

فوقت نجاحي أشعر بأن لك منه نصيب..

وفي حزني أشعر بإخلالي فيك وتقصيري معك

فأنت لدى القلب الدافئ واليد الحانية

وأنت موسمي الذى أتطلع إليه

أتلهف شوقًا لأيامك ولياليك ، فمعك تأتى البركات وتتنزل الرحمات ، فأولك رحمة وأوسطك مغفرة وآخرك عتق من النار ، تمامًا كترتيب حروفك راء ، فميم ،

ثم تأتي البقية ( ض ، أ ، ن ) مع العتق كله ..

أنت علمتني العطاء وأنت شهر البذل ، فأدركت حقيقة العطاء وقيمة البذل

فعلمت حقيقة قوله عليه الصلاة والسلام ( أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالاً )

زرعت في المشاعر والإحساس فلا أنام بعد اليوم وجارى جائع ، بعد أن كان يمر أمامي ولا يتحرك له قلبي ، بل تترفع عيناي عن النظر إليه ، فيا إلهي ما أشد قسوة هذا القلب !!

أيقظت في الهمة ، فحولت ثقل العبادة إلى خفة ومسارعة ، وثقة وراحة ،

فكانت أعظم لحظات حياتي ساعةً أتقرب فيها إلى الله

أوجدت في نفسي رقة الطباع فتسارعت الدموع تروي جفافًا حادًا لقلب بائس كسير

كنت أدعو والثقة مزعزعة والقلب لاه ، واليوم أدعو دعاء الواثق اللحوح ،

والله سبحانه وتعالى يحب المُلحين فى الدعاء ، ولا يقبل دعاءً من قلب لاهٍ.

تجئ أيامك لتزيدنا تلهفًا و شوقًا إلى جنة عرضها السماوات والأرض ، وإذا بي أسبح في هذا النعيم الإلهي ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِر) القمر

فيك يا رمضان تغير الكون وأُنزل القرآن ، وفيك ليلة فاقت سائر الشهور والأعوام

حبيبي .. منك استمد السمو والشموخ ، والعزم والإصرار ، والتفاؤل والأمل

ومنك يا حبيبي ...أتزود بالهالة النورانية والطاقة الإيمانية

فقدنا الجمال فجئت تُجدد فينا روعة الجمال و قيمة النظام ، فكل شئ وفق وقت وموعد ونظام

وكثير كثير غير ذلك جعلني أحبك ..وأحبك ....وأحبك ..

أنت رحمة الله الذي أهداني ، ونعمته التى أولانى لنعيش

أحمد الله على نعمه التى لا تُعد ولا تُحصى ، وأنت أحدها

وبعد هذا العمر ، و بعد هذا الحب الذي غمرتِني به.. ماذا عساي أن أقول ؟؟

أأقول :أحبك وأعزك ؟؟؟؟ أحترمك و أقدرك؟؟؟؟؟؟

كــل هـــذا لا يكـــفى !!

ثم لماذا أشعر بمزيج من الرغبة والرهبة يملء القلب ويسيطر على المشاعر ؟

إنها رغبة فيك أيها الحبيب وهي أيضًا رهبة منك !!!

رغبة فقد جعل الله فى كل يوم من أيامك عتقاء ، وأرجو وألح فى الرجاء أن أكون أحدهم

وأشعر بالرهبة ، والحزن والخجل حين أسمع قوله عليه الصلاة والسلام ( ويل لمن أدرك رمضان فلم يُغفر له )

أدعـو الله أن يبــارك لنا فيك وأن يُعيــد علينا أمثال أمثالك علينا

وأن يرزقنـا الهـدى والتــقى ، والتـوبة والإنـابة والقبـــول

فهو وحده سبحانه وتعالى من يجزي الجزاء الأوفى

فإليك يا شهرنا الكريم ...يا حبيبًا إلى القلب

إليك وحـدك دون سائر الشـهور

إليـك كـل هـذا الحب

وإليك أقول

شهر الصيام لقد كرمت نزيلا ::: وشــفيت من كــل القلوب غـليلا

شهر الأمانة والصــيانة والتقى ::: والفـــوز فيه لمن أراد قبــولا

شهر يفوق على الشهور بليلة::::من ألف شهر فضــلت تفضـيلاً

طـــوبى لعبد صح فيه صيامه ::: ودعــا المهيمن بكـرة وأصيــلا

تم تعديل 6 أكتوبر 2005 بواسطة ENG. BEHAIRY

[ENG. BEHAIRY]

فهل عرفت الآن لماذا أحببتك ؟؟؟