المعاناة من الكذب و إخلاف الوعود

[عادل أبوزيد]

ببساطة أنا الأن لست موظفا و أبنائي  كبروا و تزوجوا  و أنجبوا  و ماديا   أعتبر مستور  و لله الحمد و المنة  

 

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

 

مما سبق تستطيع سيدي القارئ أن تستنتج  أني أعيش في هناء و راحة بال  ،  لكن  عندما أضطر إلى التعامل  مع سوق العمل  أفاجأ بأخلاقيات  متدهورة  و أتسائل  كيف يعيش باقي خلق الله في مصر.

 

في الموجة الحارة  الأخيرة  حدث أن تعطل جهاز التكييف في حجرة المعيشة   ... الغرفة التي نجتمع فيها و نتجاذب فيها أطراف الحديث و نشاهد ما يبثه جهاز التليفزيون ،  و تتذكرون  أن معي في البت  بيجة  والدة زوجتي  و عمرها 95 سنة  و صحتها لا تحتمل صدمة حرارية.

 

جاء لنا ثلاث أشخاص  - كل على حدا - لإصلاح  المكيف  و قرروا جميعا  أن هذه هي النهاية.

 

نزلت السوق لأشتري جهاز جديد    و مررت  على كذا شركة  و تواصلت  مع كذا موزع للمكيفات  و لم أجد بضاعة حاضرة   و إنتهى بي الأمر إلى التعاقد مع شركة الشمس  و فرعها  في مكرم عبيد قريب مني  و كان هذا يوم 10 أغسطس  و كان إبني الصغير و زوجته  في زيارة قصيرة للقاهرة  و كان من الصعب علي أن أستضيفهم  علشان الحر و  البيبي الصغير مراد.

 

تعاقدت  على أن يتم التسليم و التركيب  بعد أربعة أيام   .........  الآن يوم 23 أغسطس  صحيح تم تسليم الجهاز من يومين  و لم يتم التركيب حتى الآن

 

سافر إبني و زوجته  و دخلت مع شركة الشمس في دوامة لا نهاية لها من الوعود و إخلاف الوعود   و الأكاذيب بلا نهاية

 

 

في حالتي هذه  ربما تكون مسألة  بسيطة  وسط ما يتعرض له  جمهور الناس في مصر  طوال الوقت  ....  كمية التوتر و الضيق  التي أمر بها  مؤلمة     فما بالك سيدي القارئ  بحالة  أفراد المجتمع المصري الذين  يعانون على مدار الساعة    من الميكلنيكي  و السباك و المحامي  و الدكتور  و المهندس و المقاول  ...... و من السلاسل التي  لا تنتهي من الأكاذيب  و الوعود  و إخلاف الوعود.

 

كيف يعيش  مجتمع   يتنفس الكذب و إخلاف الوعود   ....   كيف يعيش  أطفالنا في  مجتمع  يتنفس الكذب؟

 

في حالتي  تكاد رأسي تنفجر  و لم يتم تركيب المكيف بعد   و مازلت لا أتلقى من الشركة إلا وعود و أكاذيب

[باهى الطائر الحزين]

مع العلم ان شركة شمس

محترمه !!

طبعا هي الموجه الحاره خلت ناس كتير جدا

تركب تكييف لدرجة ان المخازن فضيت وكان

الإنتاج من المصنع للمستهلك في الفتره الماضيه

وبالتالي فيه ضغط علي فنيين التركيب ده غير

النقص فيهم اصلا حتي ان الشركات دربت دفعه

من اصحاب الدبلومات .

لي تجربه مثيره سوف اسردها لكم ...

[باهى الطائر الحزين]

خرب تكييف غرفتي فأضطررت للأنتقال عافيه

الي غرفة ابني

طبعا ما ينفعش ننام مع بعض لأنني مدخن شره

الشركات مخازنها فاضيه وعليك الحجز مسبقا

ومش اقل من اسبوع او ازيد المهم

دخلت علي دو بيزل لقيت شخص عارض ثلاث

اجهزه اثنين وربع حصان 

تلفنته واخدت العنوان رحت لقيت الأجهزه صيني

ماركة ميجا لكن جديده بالكرتونه

اخبرني انه شغال في البحر وجايبها معاه من مالطا

وانها مضنعه لماصفات اوربيه وبالفعل لقيت ده مكتوب

عليها المهم غامرت وكأني بالعب قمار دفعت فيها ٩٩٠٠ ج

وشحنتها علي البيت ..

ركبت واحد عندي مكان الخربان وطبعا الفني جالي بعد

يومين او تلاته مش فاكر وكنت ماسك قلبي بإيدي ..

 

يتبع للتشويق

[عادل أبوزيد]

ذكرت حكاية التكييف كمثال  للمسائل الحياتية التي يتعرض لها الإنسان المصري  و المسئول عنها  هو أيضا الإنسان المصري

 

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

 

بالمناسبة أخيرا تم تركيب جهاز التكييف  مساء اليوم ،  ليتك سيدي القارئ  تحتفظ بقصاصة ورق  و قم فيها بحساب المواعيد التي أخلف أصحابها الوفاء بها   و حساب  المكالمات التليفونية  التي تجريها و يتهرب أصحابها من الرد عليك     ستجد نفسك آخر اليوم ربما تكون ملأت صفحة كاملة

 

قل لي بربك  كيف يحيا مجتمع  يطارد بعضه  لمجرد الوفاء بإلتزاماتهم    ........  

 

كنت قد تفائلت  عندما تحددت الساعة السابعة صباحا  لحلف اليمين أمام الرئيس السيسي  و تصورت أن العدوى  ستسري في المجتمع كله بسرعة   و لكن يبدو أن الأمر    حملة  مكثفة  أو نوبة صحيان  للمصريين كلهم

[Grandma]

مش فاهمة ليه التكيفات كلها باظت في الموجة الحارة دي !!!

جهازين عندي خربوا ... وعند كل معارفي نفس الحكاية 

التعامل مع العمال مأساة ... مافيش اي التزام بكلمة ولا بموعد 

بكره اصلح اي حاجة في البيت علشان ما اتعاملش مع صنايعي

لانه حتى بعد التصليح مافيش يوم و اللي صلحته يرجع يبوظ تاني 

مش عارفة دا سوء مصنعية وقلة تدريب ولا قلة ضمير!!!

[suma]

                       بسم الله الرحمن الرحيم

 

أولا.. اليكم تحية عطرة لأنكم وحشتوني 

 

ثانيا..اعجب من هذا الإندهاش الذي اصاب بعضكم --مع العلم هذا هو الحال مع كل الصناعية .إلا من رحم ربي.ولي مواويل مع الكثير منهم

 

  من يأخذ الجهاز ويركنه عنه ومن يعطي واعيد ولا يفي بها ومن يترك عدة بالمنزل لأطمئن وأدي وش الضيف  --والغريب عندما يتحدثون تجد الادب والذوق---والاكاده انهم لم يعودوا في مهارة الزمن اللي فات --يعني فهلوة وبس.

 

     أجارنا الله تعالى وهداهم--لو أقبل الشباب على المدارس اللصناعية بحب وتعلموا بصدق لإندثرت تلك المشكلة . وتحياتي للمرة الثانية.

 

 

 

                       سومه

 

*من

تم تعديل 27 أغسطس 2015 بواسطة suma

[أبو محمد]

أنشئت - مؤخرا - وزارة للتعليم الفنى والتدريب المهنى

أرجو ألا تتوقف إنجازاتها على مجرد إنشاء صفحة لها على النت

وزارة التعليم الفنى والتدريب المهنى

[عادل أبوزيد]

كعادتنا نحن المصريين  .....  المسئول مش إحنا   حد تاني      يمكن ثقب الأوزون   أو الصهيونية العالمية  ..... إلخ

 

ما سبق كان إستهلالا لابد منه

 

سادتي الأفاضل .... كلنا مسئولون   كلنا نمارس  هذا الفعل  بدرجة أو أخري - إلا مارحم ربي

 

العادي و المفروض إن الواحد يصحى من النوم  متبرمج  على عمله   ... سيذهب للمكتب الساعة كذا  و يقرأ البوستة   و يقوم بالتأشير عليها  ثم يحضر إجتماع  كذا  .... إلخ     و هذا ما يحدث في جميع دول العالم  الصغيرة و الكبيرة

 

الخلاصة  أننا هنا  نلقي الذنب على  حد تاني    هو  العمالة الغير مدربة أو الغير أمينة  فقط    تبرئة لأنفسنا

 

هنا حياتنا الإجتماعية لها أولوية  على العمل  - نفس الشئ  في دول الخليج -  نلتقي بالضيوف وقت العمل    و نسهر في دردشة عائلية    و نصحو متأخرين    و نذهب للعمل  متأخرين  و هكذا دواليك

[Grandma]

الخلاصة  أننا هنا  نلقي الذنب على  حد تاني    هو  العمالة الغير مدربة أو الغير أمينة  فقط    تبرئة لأنفسنا

 

فعلا العمالة في مصر غير مدربة وغير أمينة ودي مشكلة مش مشاكل مصر 

لكن الطبيب و المهندس و استاذ الجامعة و الصيدلي و الاعلامي و اغلب اللي تعليمهم عالي الحمد لله ملتزمين 

و الدليل ان حضرتك مستعجب من احوال هؤلاء ومن كدبهم وعدم وفاءهم بوعودهم 

يعني انت شايف انها حاجة كبيرة و نقيصة تقترب من الاثم ..... يبقى ازاي الكل كدا ؟!!

[عادل أبوزيد]

عندما اقول كلنا مسئولون. فانما ذلك علي سبيل التغليب و ليس التأكيد أننا كلنا مهملين و لا نلتزم

ما سبق كان استهلالا لابد منه

و نفس الشئ عندما نقول أن العمالة رديئة فان ذلك أيضا على سبيل التغليب يمكن فعلا ان تلتقي بعمالة مصرية جيدة ربما تفوق مثيلتها في أوروبا ، و نقطة أخرى فإن أغلب المشاركين في الصالون الثقافي محاورات المصريين يمكن القول أنهم جزء من الصفوة المثقفة creme de la creme

[Scorpion]