ENG. BEHAIRY بتاريخ: 10 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 أكتوبر 2005 (معدل) ســــفراء القـرآن الكريم (1) الشــيخ : محـــــــمد رفـــعـت من أعظم الأصوات التى قرأت آيات الذكر الحكيم في القرن العشرين، وقد جمع الله له بين عذوبة الصوت وشدة الخشوع ودقة الأداء حتى تميز بأسلوب خاص يُميزه عما سواه . النشـــــــأة : وُلِد محمد رفعت، واسمه مركب، في حي "المغربلين" بالدرب الأحمر بالقاهرة يوم الإثنين (9-5-1882)، وكان والده "محمود رفعت" ضابطًا في البوليس، وكان ابنه " محمد رفعت " مبصرًا حتى سن سنتين، إلا أنه أصيب بمرض كُفّ فيه بصره، وهناك قصة لذلك، فقد قابلته امرأة، وقالت عن الطفل: إنه ابن ملوك - عيناه تقولان ذلك، وفي اليوم التالي استيقظ الابن وهو يصرخ من شدة الألم في عينه، ولم يلبث أن فقد بصره. ووهب "محمود بك" ابنه "محمد رفعت" لخدمة القرآن الكريم، وألحقه بكتّاب مسجد فاضل باشا بـ"درب الجماميز"، فأتم حفظ القرآن وتجويده قبل العاشرة، وأدركت الوفاة والده- مأمور قسم الخليفة في تلك الفترة- فوجد الفتى نفسه عائلا لأسرته، فلجأ إلى القرآن الكريم يعتصم به، وأصبح يرتِّل القرآن الكريم كل يوم خميس في المسجد المواجه لمكتب فاضل باشا، حتى عُيِّن في سن الخامسة عشرة قارئًا للسورة يوم الجمعة، فذاع صيته، فكانت ساحة المسجد والطرقات تضيق بالمصلين ليستمعوا إلى الصوت الملائكي الفريد، وظلَّ يقرأ القرآن ويرتله في هذا المسجد قرابة الثلاثين عامًا؛ وفاءً للمسجد الذي بدأ فيه. التكـــوين : لم يكتفِ الشيخ محمد رفعت بموهبته الصوتية الفذَّة، ومشاعره المرهفة في قراءة القرآن، بل عمق هذا بدراسة علم القراءات وبعض التفاسير، واهتم بشراء الكتب وحضور مجالس العلم .وامتاز محمد رفعت بأنه كان عفيف النفس زاهدًا في الحياة، وكأنه جاء من رحم الغيب لخدمة القرآن، فلم يكن طامعًا في المال لاهثًا خلفه، وإنما كان ذا مبدأ ونفس كريمة، فكانت مقولته: "إن سادن القرآن لا يمكن أبدًا أن يُهان أو يُدان"، ضابطة لمسار حياته، وعندما افتُتحت الإذاعة المصرية الخميس (31-5-1934) كان الشيخ أول من افتتحها بصوته العذب، وقرأ: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا"، بعد أن استفتى الأزهر وهيئة كبار العلماء عن حِل ذلك أو حُرمته ؟ فقد كان يحرص على تكريم القرآن ، و يخشى أن يستمع الناس إلى القرآن وهم في الحانات والملاهي ، وقد عرضت عليه محطات الإذاعة الأهلية أن تذيع له بعض آيات الذكر الحكيم، وساوموه فرفض أن يكون القرآن الكريم موضع فِصال ومساومة أو أن يجاور ما يُبث من الأغانى الخليعة ،وهذا كله يُفسر قلة ما سُجل بالإذاعة المصرية ، وجل ما بأيدينا اليوم جاء إهداءً من أهله وورثته ومحبيه. وقد جاء صوت الشيخ رفعت من الإذاعة المصرية نديًّا خاشعًا، وكأنه يروي آذانًا وقلوبًا عطشى إلى سماع آيات القرآن، فلَمَع اسم الشيخ، وعشقت الملايين صوته، بل أسلم البعض عندما سمع هذا الصوت الجميل، ففي ذات يوم التقى "علي خليل" شيخ الإذاعيين، وكان بصحبته ضابط طيَّار إنجليزي- بالشيخ رفعت، فأخبره "علي خليل" أن هذا الضابط سمع صوته في "كندا"، فجاء إلى القاهرة ليرى الشيخ رفعت، ثم أسلم هذا الضابط بعد ذلك. وقد تنافست إذاعات العالم الكبرى، مثل: إذاعة برلين، ولندن، وباريس، أثناء الحرب العالمية الثانية؛ لتستهل افتتاحها وبرامجها العربية بصوت الشيخ محمد رفعت؛ لتكسب الكثير من المستمعين. الأدب و رقة المشاعر : ومع تمتع الشيخ بحس مرهف ومشاعر فياضة، فقد كان - أيضًا - إنسانًا في أعماقه، يهتزّ وجدانه هزًّا عنيفًا في المواقف الإنسانية، وتفيض روحه بمشاعر جياشة لا تجد تعبيرًا عن نفسها إلا في دموع خاشعات تغسل ما بالنفس من أحزان؛ فقد حدث أن ذهب لزيارة أحد أصدقائه المرضى، وكان في لحظاته الأخيرة، وعند انصرافه أمسك صديقه بيده ووضعها على كتف طفلة صغيرة، وقال له: "تُرى، من سيتولى تربية هذه الصغيرة التي ستصبح غدًا يتيمة ؟"، فلم يتكلم محمد رفعت، وفي اليوم التالي كان يتلو القرآن في أحد السرادقات، وعندما تلا سورة الضحى، ووصل إلى الآية الكريمة: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَر"، ارتفع صوته بالبكاء وانهمرت الدموع من عينيه كأنها سيل ؛ لأنه تذكر وصية صديقه ، ثم خصص مبلغًا من المال لهذه الفتاة حتى كبرت وتزوجت. وعُرف عنه العطف والرحمة، فكان يجالس الفقراء والبسطاء، وبلغت رحمته أنه كان لا ينام حتى يطمئن على فرسه ، ويطعمه ويسقيه ، ويوصي أولاده برعايته ، وهو إحساس خرج من قلب مليء بالشفقة والشفافية والصفاء، فجاءت نغماته منسجمة مع نغمات الكون من حوله. كان منزله بالسيدة زينب منتدى ثقافيًّا وأدبيًّا وفنًّيا، وربطته صداقات قوية بأعلام المجتمع رفض أن يستخدمها لأى مأرب سوى أمانة تبليغ هذا الكتاب السماوى غضًا طريًا ، وكان صادقًا مع الله فتركت قراءته أبلغ الأثر على كل من سمعه ، وكان بكَّاءً بطبعه، ويقرأ والدموع تنهمر من عينيه فلا يستطيع السيطرة عليها. مرضــــه و وفـــاته : شاء الله أن يُصاب الشيخ محمد رفعت بعدة أمراض لاحقته وألزمته الفراش، حيث تعرَّض في السنوات الثمانية الأخيرة من عمره لورم في الأحبال الصوتية، احتبس معه ذلك الصوت الملائكي النقي الطاهر ، ومنذ ذلك الوقت حُرم الناس صوته، عدا أشرطة محدودة ، كانت الإذاعة المصرية قد سجلتها قبل اشتداد المرض عليه، ثم توالت الأمراض عليه، فأصيب بضغط الدم، والتهاب رئوي حاد، وكانت أزمة الفُواق (الزغطة) تستمر معه ساعات. وقد حاول بعض أصدقائه ومحبيه أن يجمعوا له بعض الأموال لتغطية نفقات العلاج ، فلم يقبل تلك التبرعات وأصر على بيع بيته الذي كان يسكن فيه " بالسيدة زينب لينفق على مرضه. وشاء الله أن تكون وفاة الشيخ محمد رفعت في يوم الإثنين 9 مايو 1950، نفس التاريخ الذي وُلد فيه، عن ثمانية وستين عامًا قضاها في رحاب القرآن الكريم. قالوا عن الشيخ محمد رفعت : قال عنه الأديب "محمد السيد المويلحي" في مجلة الرسالة: "سيد قراء هذا الزمن، موسيقيّ بفطرته وطبيعته، إنه يزجي إلى نفوسنا أرفع أنواعها وأقدس وأزهى ألوانها". ويقول عند الأستاذ "أنيس منصور": "ولا يزال المرحوم الشيخ رفعت أجمل الأصوات وأروعها، وسر جمال وجلال صوت الشيخ رفعت أنه فريد في معدنه، وأن هذا الصوت قادر على أن يرفعك إلى مستوى الآيات ومعانيها، ثم إنه ليس كمثل أي صوت آخر". ويصف الموسيقار "محمد عبد الوهاب" صوت الشيخ محمد رفعت بأنه ملائكي يأتي من السماء لأول مرة. أما الأستاذ "علي خليل" شيخ الإذاعيين فيقول عنه: "إنه كان هادئ النفس، تحس وأنت جالس معه أن الرجل مستمتع بحياته وكأنه في جنة الخلد، كان كيانًا ملائكيًّا، ترى في وجهه الصفاء والنقاء والطمأنينة والإيمان الخالص للخالق، وكأنه ليس من أهل الأرض". رحمك الله با شبخنا الجليل ، فقد أحببناك وأحببناك وأحببناك وإن لم نسعد برؤياك فإخلاصك وإتقانك وخشوعك وتكريمك لهذا الكتاب الإلهى والدستور السماوى جعل منك إنسانًا آخر . مقطع من تلاوة كريمة للشيخ محمد رفعت عليه رحمة الله الوصلة : تسجيلات للشيخ محمد رفعت عليه رحمة الله المصدر : موقع إسلام أون لاين : مجاهيل و مشاهير ( بتصرف) تم تعديل 10 أكتوبر 2005 بواسطة ENG. BEHAIRY أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان