Alshiekh بتاريخ: 11 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 أكتوبر 2005 جورج بوش: إنه فن الحكم الانتحاري..! توصل ارنولد توينبي منذ 60 عاما في مؤلفه العظيم دراسة التاريخ، الى ان الهدف النهائي لانهيار الامبراطوريات هو «انتحار الحكمة السياسية». وللأسف بالنسبة لمكانة جورج بوش في التاريخ، والأكثر اهمية من ذلك، بالنسبة لمستقبل اميركا، بدا أخيراً كما لو ان هذه العبارة تنطبق على السياسيات التي تتبعها أميركا منذ كارثة 11 سبتمبر. وبالرغم من وجود بعض التلميحات في الآونة الاخيرة الى ان الادارة ربما تبدأ في اعادة تقييم اهدافها، المتبلورة حتى الان في اطار شعارات، المتعلقة بتدخلها العسكري الفاشل في العراق، فإن خطاب الرئيس في 6 اكتوبر كانت ردة لصالح الصيغ الديماجوجية التي استخدمها خلال حملته الانتخابية في عام 2004 لتبرير الحرب التي بدأها هو. هذه الحرب التي دافعت عنها دائرة محدودة من صانعي القرار لأسباب لم يتم الكشف عنها بأكملها بعد، وتم الترويج لها عبر شعارات ديماجوجية تعتمد على تأكيدات كاذبة، قد اصبحت ذات كلفة كبيرة من حيث الدماء والأموال اكثر مما كان متوقعا. وادت الى انتقادات في جميع انحاء العالم، في الوقت الذي جعلت أميركا في الشرق الاوسط وريثة للامبريالية البريطانية وشركية لإسرائيل في القمع العسكري للعرب. وأصبح هذا التصور، بغض النظر عن عدالته من عدمها، منتشرا في العالم الاسلام ككل. غير ان الامر يتطلب اكثر من مجرد اعادة صياغة للاهداف الاميركية في العراق. ان ممانعة الادارة المستمرة لمواجهة الخلفيات السياسية لتهديدات الارهابيين، زادت من التعاطف العام بين المسلمين مع الارهابيين. انه من قبيل الوهم الذاتي ابلاغ الاميركيين ان دوافع الارهابيين تنطلق، بصفة رئيسية، من «كراهية مجردة للحرية»، وان افعالهم هي انعكاسات لعداء فكري عميق. وإذا كان ذلك صحيحا، فإن ستوكهولم او ريو دي جانيرو معرضة للخطر مثل مدينة نيويورك. ولكن، وبالإضافة الى سكان نيويورك، فإن الضحايا الرئيسيين للعمليات الارهابية الجادة كانوا من الاستراليين في بالي والإسبان في مدريد والإسرائيليين في تل ابيب والمصريين في سيناء، والبريطانيين في لندن. إذن فهناك وجود لرابطة سياسية واضحة تربط بين هذه الاحداث: الاهداف هي حلفاء اميركا، والدول التابعة في التدخل العسكري الاميركي المتزايد في الشرق الاوسط. ولا بدّ من التذكير هنا أن الشخص لا يولد ارهابيا، ولكن الاحداث والخبرات والانطباعات والكراهية والخرافات العرقية والذكريات التاريخية والتعصب الديني وغسل الادمغة المتعمد هي التي تشكله. كما انها تتشكل ايضا عبر الصور التي يشاهدها على شاشات التلفزيون، ولا سيما عبر شعوره بالغضب مما يعتبره التشويه الوحشي لكرامة هؤلاء الذين يجمعهم دين واحد من قبل اجانب مدججين بالسلاح. ان الكراهية السياسية العميقة لاميركا وبريطانيا واسرائيل تؤدي الى جذب مجندين للارهاب، ليس فقط من الشرق الاوسط، ولكن من دول بعيدة مثل اثيوبيا والمغرب وباكستان واندونيسيا، بل وحتى دول البحر الكاريبي. في المقابل تجدر الإشارة الى أن قدرة أميركا قد تأثرت بالتعامل مع اتفاقية مكافحة انتشار الاسلحة النووية. فالمقارنة بين الهجوم على العراق الضعيف عسكريا وتجنب كوريا الشمالية المسلحة نوويا، عزز قناعة الايرانيين ان الوسيلة الوحيدة لدعم أمنهم هو عبر الاسلحة النووية، بل إن الأكثر من ذلك جاء عبر القرار الاميركي الاخير بمساعدة برنامج الهند النووي، المبرر، اساسا، بالرغبة في اكتساب تأييد الهند للحرب في العراق وكحاجز ضد الصين، مما جعل أميركا تبدو كمروج اختياري لانتشار الاسلحة النووية، وهذا المستوى المزدوج سيعقد السعي لقرار بناء بالنسبة للمشكلة النووية الايرانية. والى ذلك، فتدهور الوضع السياسي الاخلاقي في العالم يعمق الورطة السياسية الاميركية، لان الدولة التي كانت لعقود طويلة تقف شامخة الرأس، تعارض القمع السياسي والتعذيب وغيرهما من انتهاكات حقوق الانسان، قد انكشفت كدولة تؤيد ممارسات يصعب اعتبارها احتراما للكرامة الانسانية. عمليات التعذيب في غوانتانامو وأبو غريب لم تكشف عنهما إدارة غاضبة، بل كشفت النقاب عنهما وسائل الإعلام الاميركية، فيما اقتصرت استجابة الادارة الاميركية لما حدث من مجرد معاقبة بضعة اشخاص من الذين مارسوا هذه الانتهاكات، ولم يحدث ان اجبر أي من كبار المسؤولين المدنيين او العسكريين بوزارة الدفاع او مجلس الأمن القومي على الاستقالة. ويبدو هنا ان معارضة الادارة الاميركية للمحكمة الجنائية الدولية مسبقا يخدم مصالحها تماما. أضف الى ذلك أن التوجهات الاقتصادية المرتبطة بالحرب، مثل الانفاق المتزايد على الدفاع والأمن، يزيد كل ذلك من تعقيد السياسة الخارجية، التي تعاني اصلا من صعوبات، إذ ان ميزانيات وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي تفوق ميزانيات دول بكاملها، ومن المتوقع ان تزداد هذه الميزانيات، فضلا عن ازدياد العجز التجاري وعجز الموازنة. وفي نفس الوقت تتزايد التكلفة المباشرة وغير المباشرة للحرب في العراق، على نحو فاق توقعات اكثر المعارضين للحرب تشاؤما، الشيء الذي أثار السخرية تجاه التوقعات الاولية للادارة الاميركية. ويمكن القول هنا ان أي دولار ينفق على هذا النحو لن ينفق بالطبع في الاستثمار او الابتكار العملي او التعليم، أي بالجوانب ذات الصلة بالتفوق الاقتصادي الاميركي على المدى البعيد، في عالم باتت المنافسة تشكل سمة من ابرز سماته. يجب ان ننتبه الى حقيقة انه حتى الدول التي كانت معروفة بعلاقاتها الوثيقة مع واشنطن، اصحبت اليوم تنتقد بصورة مفتوحة وعلنية السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ونتيجة لذلك اتجهت دول كثيرة الى استكشاف سبل توثيق علاقاتها مع قوى اقليمية، ولذا يمكن القول هنا ان العزلة الجيوبوليتيكية لاميركا ربما تصبح واقعا دائما وشبحا تواجهه أميركا. وهذا التوجه ربما يفيد الاعداء التاريخيين والمنافسين المستقبليين للولايات المتحدة. ولتقريب هذه الصورة فروسيا والصين تشاهدان ما يحدث عن كثب، وتسخران الحالة التي تعاني منها أميركا. روسيا، على سبيل المثال، تشعر بالارتياح ازاء تحول كراهية المسلمين من موسكو الى واشنطن على الرغم من جرائمها في افغانستان والشيشان، وتتطلع بحرص الى جر أميركا الى حلف معاد للعالم الاسلامي. اما الصين، فتتبع نصائح خبيرها ومعلمها القديم صان زو الذي قال ان افضل السبل للانتصار هو ان تدع خصمك يهزم نفسه. يمكن القول هنا ان فريق بوش ظل على مدى السنوات الاربع السابقة يعمل على نحو نتج عنه إضعاف وضع أميركا عالميا، من خلال إقحامها في نزاعات اقليمية تتحول الى ازمات دولية. لا شك ان أميركا، باعتبارها الدولة الأقوى والأكثر ثراء في العالم، تستطيع السير في هذا الاتجاه ولكن الى فترة محدودة، إلا انها ستصبح معزولة في عالم معاد وأكثر عرضة للأعمال الارهابية، واقل قدرة على ممارسة نفوذ عالمي بناء ومفيد. أميركا ليست في حاجة الى كل ذلك. ولا تزال هناك امكانية لتصحيح الاتجاه الذي تسير فيه الأمور، ويمكن ان يبدأ ذلك بطرح مبادرة متواضعة من جانب الرئيس، لإشراك القيادة الديمقراطية بالكونغرس، في مساع وجهود جادة لصياغة سياسة خارجية بواسطة الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لتساعد في الخروج من الوضع الحالي. يضاف الى ذلك ان مشاركة الحزبين لن تسهل فحسب توضيح تعريف النجاح في العراق، بل تساعد على الخروج من هناك ايضا، ربما العام المقبل. وكلما سارعت أميركا في الخروج من العراق، كلما حرص الشيعة والأكراد والسنة على التوصل الى تسوية سياسية بأنفسهم واتفاق فيما بينهم. ويبقى القول ان سياسة خارجية يصوغها الحزبان الجمهوري والديمقراطي وفي ظل الوضع الراهن في العراق، ستجعل من السهل صياغة سياسة اقليمية اوسع، تركز على نحو بنّاء ومفيد على ايران، وعلى عملية السلام بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني مع استعادة شرعية الدور الاميركي. * مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة الرئيس الأسبق جيم كارتر خدمة غلوبال فيو بوينت، خاص بـ «الشرق الأوسط». -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان