اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أسامة أنور عكاشة لـ «المصري اليوم»: مستقبل مصر دراما معقدة والبطل قد يكون أحد جنرالات الظل


Salwa

Recommended Posts

http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=32354

 

حوار   مجدي الجلاد - وماهر حسن    ٣/ ١٠/ ٢٠٠٦

أسامة أنور عكاشة حالة إبداعية متعددة الإسهامات والإنجازات، بدأ كتاباته بالقصة والرواية، ثم الدراما التليفزيونية والسينمائية.. والمسرح، كما كتب المقال السياسي في أكثر من صحيفة ومجلة حزبية وقومية.. وظهرت في كتاباته الدرامية والسياسية ملامح توجه سياسي مستقل لا ينتمي إلي تيار بعينه، ولكنه متفهم لمقومات كل حزب وجماعة سياسية أو دينية ويكتب عنها إيجاباً وسلباً بوعي كامل.

عكاشة له آراؤه الصريحة بشأن هوية مصر، ويقول إنها تتعرض لهجمة وهابية قوية.. وينتقد الإخوان المسلمين، ويؤكد أن الناس اختارتهم في الانتخابات الماضية كرهاً في الحكومة.. وأنه يتخوف من يوم يصلون فيه للحكم ويقول: «لو حدث هذا فسأحمل حقائبي وأرحل».

وكمؤلف وسيناريست يخوض عكاشة في حواره مع «المصري اليوم» برأيه في الدراما المصرية وتراجعها أمام الدراما السورية ويضع سيناريو قاتماً لمستقبل مصر.. فإما أن يشغل الإخوان الشارع المصري فتعم الفوضي والتنازع علي السلطة، وهنا يتعين دخول الجيش أو يحدث انقلاب إجهاضي.. وفي سيناريو عكاشة لمستقبل مصر أيضاً لا يستبعد مجئ جمال مبارك ليحكم مصر علي مدي ربع قرن.

وإلي نص الحوار:

.. بمناسبة شهر رمضان «وزخم الدراما التاريخية العربية» لماذا لا تكتب هذا النوع من الدراما؟

ـ ليس بالضرورة أن تكون الأعمال التاريخية مكتوبة باللغة العربية الفصحي، وعلي هذا التصور يمكنني اعتبار عملي «المصراوية» عملاً تاريخياً بكل المقاييس ورؤيتنا للأعمال التاريخية رؤية قاصرة، فنحن نتصور أنها مقصورة علي التاريخ الإسلامي وتكتب بالعربية الفصحي أو تكتب عن العثمانيين والمماليك والتتار والصليبيين، في حين يمكن اعتبار الأعمال الدرامية التي تدور أحداثها في القرن الماضي أعمالاً تاريخية، مادام أصبح ماضياً ولذلك أعتبر «المصراوية» عملاً تاريخياً.

.. وكيف تري الأعمال التاريخية المصرية؟

ـ تمت كتابتها بسذاجة واستخفاف واستهتار أو علي مقاس فنان ما.. وهذا ما جعل نقادنا يقولون إن الدراما السورية سحبت البساط من تحت أقدام الدراما المصرية، وهذا صحيح في تصوري فالسوريون وفروا الإمكانات والاستشارات، ونحن عيبنا «الكلفتة» فقط يمكنك الاستدلال علي صحة ما أقول إذا تأملت مسلسلي عمرو بن العاص والظاهر بيبرس، كما أنني أري أن السوريين يقدمون مستوي ممتازا لأنهم يعملون علي نفس القانون الذي كنا نعمل به قديماً، ألا وهو السيادة للنص «أي الموضوع»، ولم يعد لدينا أي أفكار تاريخية جيدة، هل تأملت ملابس مسلسل عمرو بن العاص؟ إنها مهزلة، لماذا؟ لأن المنتج يوفر «ويسترخص».

.. هل تري أن موسم رمضان قد أضر بالدراما المصرية؟

ـ نعم بالتأكيد، هناك تخمة درامية رمضانية ليست لها علاقة بالدراما الحقيقية.

.. ولكنك كثيراً ما شاركت فيها بل إن أعمالك كانت ملمحاً رمضانياً؟

ـ أنا لا أخلي نفسي من المسؤولية، ولك أن تعلم أن الجزء الثالث من زيزينيا تعثر، حيث كان لابد أن أخضع لمطالب الإنتاج، إذ كان يطلب أعمالاً خفيفة.

.. ولكنك خضعت لهذه الشروط بالفعل وكتبت عملين لم يكونا في المستوي الفني الذي اعتدناه في أعمالك وهما «عفاريت السيالة» و«أحلام البوابة»؟

ـ هناك من كان لهم نفس رأيك.. طيب أعمل إيه؟ إذا كانت هذه هي مهنتي ولا مهنة لي سواها.

.. ناقشت فكرة الهوية، وفي بعض الأعمال كان هذا في «أرابيسك» و«زيزينيا» حتي إنك قلت بالحرف الواحد في «زيزينيا» إن المواطن المصري غير نقي الهوية وأنه «كشري»؟

ـ هذا صحيح كما أنني لم أكتف بهذا، فاستأنفت طرح سؤال الهوية في «المصراوية»، ورصدت كيف أن الأتراك شكلوا الأرستقراطية المصرية، والدور الذي لعبه الشوام بين التجارة والفن والصحافة وهذا إبحار في الزمن المعاصر.

.. انطلاقاً من سؤال الهوية وصولاً إلي تقاطعه مع السياسي الراهن ألا تري أن هوية مصر حالياً تشهد استهدافاً؟

- سأنطلق من الإجابة علي سؤالك بمسألة الحجاب وموقفي منه..، أولاً أنا أعترف بحق وحرية أي فتاة وسيدة في ارتداء ما يعجبها من «البكيني» إلي «النقاب» ولست صاحب وصاية إيمانية وأخلاقية علي أحد، ولكن غضبي كان بسبب البعد التآمري في الموضوع لماذا فجأة وفي منتصف السبعينيات بدأت هوجة الحجاب.. وبدأت تيارات وجماعات المتشددين في الظهور.

وهناك من يقول: إنه رجوع للدين بعد نكسة ١٩٦٧م، غير أن أحداً لم ينتبه لموجة ازدهار العصر السعودي، وكان هذا مرتبطاً بظاهرة الحجاب، وكأن هناك جسراً لمحو الهوية المصرية واستبدالها وهذا يحدث ويخطط له بقصد أن ترتدي المصريات الحجاب والرجال يرتدون السروال الباكستاني.

.. لكن لديك ابنة محجبة؟

- لكنها ككثيرات من المحجبات اللائي سايرن صرعة الحجاب، وهناك ضغط اجتماعي باتجاه تقليد النموذج السعودي، فهل كانت أمهاتنا وأخواتنا وزميلاتنا في الجامعة فاجرات لأنهن لم يرتدين الحجاب؟!

- لقد فُرضت علي الشعب ثقافة جديدة، وهي ثقافة الخليج، والإسلام الوهابي لأن هناك ثأراً قديماً.

.. هذا عن الإسلام الوهابي فماذا عن ا لإخوان المسلمين الذين نالوا أقوي فرصة تمثيل سياسي برلماني في مجلس الشعب؟

- هذا التمثيل في البرلمان كان «بمزاج الحكومة» وأنا أعتبر جماعة الإخوان جماعة ذرائعية برجماتية مع احترامي لعقيدتهم الدينية غير أنني لا أميل لتصديق ما يشاع عن أنهم يبغون الإصلاح الديني أو الاخلاق العامة أو مواجهة الانحرافات.

.. وماذا لو وصلوا للسلطة؟

- سنحمل حقائبنا ونرحل بحثاً عن مكان آخر لأن الستائر ستسدل علي أي معني للحرية.. هم الان في مرحلة المساومة وفي انتظار مرحلة التمكين، كأن يقولوا مثلاً «احنا بتوع الديمقراطية» ولا نعترض عليها، كما لا نعترض علي الفوائد البنكية وليس لدينا اعتراض علي السياحة فهي مورد اقتصادي، علي أن يتم تناول الخمور في الفنادق ولا يتم بيعها في الشوارع كمناورة تستهدف إرضاء الرأي العام والنخبة الحاكمة، ورغم استبعاد حدوث هذا وإذا فرض أن حدث، فستكون مرحلة ظلامية بالفعل.

.. ولكننا لسنا ضد حرية الاختيار والشارع المصري اختارهم؟

- الناس اختاروهم كراهية في الحزب الوطني أي كرهاً في زيد وليس حباً في عبيد، كما أن النظام استخدمهم كفزاعة لآخرين ولا تصدق أنهم وصلوا رغم أنف النظام.

والإخوان دائماً ما يقفون إلي صف الحاكم في الأحداث الجسام الكبري، ولا أستطيع أن أنسي كلمتهم حينما تحالفوا مع إسماعيل صدقي حيث قالوا له: «واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صديقاً نبياً» وهذا الشعار رفعه حسن البنا لرجل دولة وصفه التاريخ بأنه كان جلاد الشعب المصري، كما كان حسن البنا وثيق الصلة بالسراي وكان بين الحين والآخر يزور الملك فاروق ويخرج من عنده وهو يلهج بالثناء علي الملك الصالح المؤمن فاروق،

.. من يتابع أعمالك ومواقفك ومقالاتك أو مسرحياتك يقف علي خلطة سياسية يصعب معها الوقوف علي توجه سياسي بعينه، ومرجعية سياسية واضحة، فنجد أصداء لفكر الطليعة الوفدية، ونقف علي نزوعات ناصرية ويسارية ونقف علي الملمح المستقل؟

- لنحدد الأمور أولاً.. فأنا أرفض وصفي بأنني ناصري، ليس تنصلاً من عبدالناصر ولكن لأنه لا يوجد مذهب سياسي دولي أو عربي ذو فلسفة ما باسم «الناصري» فالتسمية خطأ، هناك ماركسية وتروتسكية لأن هذه نظريات، وأنا لا أفضل أن أنسب لاتجاه يحمل اسم شخص، فهذا نوع من أنواع العبودية وأنا دائما ما أفرق بين عبدالناصر الفكرة والرمز وعبدالناصر النظام، عبدالناصر رمز التحرر الوطني وعدو الاستعمار ونصيرالفقراء والمدافع عن فكرة الكرامة العربية، فهذه صفات وطنية نفتقدها اليوم وأنا أحبها لكن دولة عبدالناصر، ونظامه فلي كثير من الاعتراضات عليه.

.. ولكنك تكتب في صحيفة الحزب الناصري «العربي الناصري».

- تلاحظون أنني حينما أكتب في «العربي» فإن كتاباتي تدور في محيط المعاني والرموز الوطنية التي تبناها عبدالناصر ونادي بها عبدالناصر، وهي مقالات ذات طابع تكريمي لأنني أحب عبدالله السناوي وهذا لا ينفي اختلافي واعتراضي علي خطيئتين لنظام عبدالناصر، وهما إلغاء الأحزاب وتأميم الصحافة ومازلنا نعاني من هذين القرارين.

.. في مسرحية «الناس اللي في التالت» قالوا أنك انقلبت علي توجهاتك السابقة وأنك تهاجم الناصريين؟

- الكتاب صدر قبل المسرحية أي عام ١٩٩٤ والمسرحية عرضت في ٢٠٠١ أي أن هناك سبع سنوات فرق توقيت، وقد قلت في مقدمة هذاالكتاب أنه ضد حكم العسكر في كل العالم، وهو نقد لأنظمة العسكر في العالم الثالث.

.. تعاونت مع نجوم كبار في أعمالك الدرامية مثل يحيي الفخراني وفاتن حمامة، وجميل راتب ونور الشريف وسميرة أحمد وسناء جميل وغيرهم كثيرون غير أنك لم تتعاون مع عادل إمام لا في السينما ولا المسرح ولا الدراما؟

- عادل إمام فنان كبير وأنا كمشاهد لأعماله أحبه جدا، وكنا ذات مرة علي وشك التعاون، وكان قد ذكر في أحد أحاديثه الصحفية أن بإمكانه العودة للتليفزيون علي أن يكون العمل من تأليفي، ومن جانبي وتلبية لهذا قدمت له فكرة ومعالجة لأحد الأعمال الدرامية وذهبت له أنا والمخرج المرشح لإخراج المسلسل إسماعيل عبدالحافظ وقرأ عادل المعالجة وأعجبته، وإذ به يقول لي: «يلا بقي دوقنا الحلقات» ويبدو أن نجوميته دفعته لهذا القول، فقد اعتاد أن يكتب له الناس ثم يقرأ ويتذوق فإذا أعجبه الأمر وافق علي العمل وإذا لم يعجبه رفضه وأنا أرفض هذه الطريقة أن أكون كاتب سيناريو «علي الدواق».

.. نعود لكتاباتك الصحفية.. ونسألك: لماذا نجد طعم مقالاتك مختلفاً في كل صحيفة تكتب فيها.. والأهم لماذا توقفت عن الكتابة في «الوفد»؟

- أولاً بالنسبة للوفد فأنا لن أكتب لهم مرة أخري، أولاً تغير موعد ومكان المقال ولما طلبت مجدي سرحان وسألته هل هذا التبويب مؤقت أم دائم، فقال إنه وضع جديد مستمر فوجدت اسمي محشوراً بين عدة أسماء.

.. وماذا عن السقف المحدد لك في الأهرام؟

- مقالاتي هناك تتسم بالطابع الثقافي حتي إنني أنشر فصول رواياتي فيها، وليس للأمر صلة بالسقف السياسي، أسامة سرايا طلب مني كتابة مقال فقلت له لن تستطيع أن تستوعب ما أكتبه في الوفد فقاطعني وقال: بل أستطيع.

.. هل تحتاج مصر لدستور جديد بالفعل؟

- بلا شك نعم ،لأن الدستور هو أولي الأولويات، ونحتاج لدستور جديد يلقي الاحترام المناسب، ويكون دستوراً علمانيا يحفظ حقوق الجميع ويساوي بين المواطنين ويساوي أيضاً بين السلطات، ويؤسس لديمقراطية حقيقية علي النمط الأوروبي.

.. وما الذي تتمناه في الدستور الجديد؟

- المطلوب في صياغة الدستور أن يكون ترجمة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لمواد في الدستور، وأي مواد تؤدي إلي التفريق بين المواطنين يتم شطبها، وأولها أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، هذا بند دستوري لابد من إلغائه ،ومع احترامي للمعني فإن الكثير من دول الغرب مسيحية غير أن مادة كهذه لا وجود لها في دساتير الغرب ولا توجد مادة تقول إن الدين المسيحي هو مصدر التشريع، هذا مع استثناء الفاتيكان والسعودية، وأؤكد نحن في حاجة لدستور مصري جديد وهذا لن يحدث، والقول بأن النظام لم يصدق في وعوده، قول غير دقيق ومزاعم التحول الديمقراطي غير صحيحة والسؤال: هل اكتشفنا فجأة وبعد ربع قرن أننا في حاجة للديمقراطية ..للأسف الكثيرون لا يعرفون أن أوهام التحول الديمقراطي لم تكن سوي كارت يتم اللعب به وقد حقق أغراضه.

.. وما هي توقعاتك بخصوص المادة ٧٦ بانتخاب رئيس الدولة؟ وهل يمكن للمشرعين الوطنيين أن يطالبوا مشرعي النظام بإجراء تعديل آخر عليها؟

- لا.. هم لن يسمحوا بالمساس بهذه المادة، وكذلك لن يتم السماح بمناقشة المادة ٧٧ المتعلقة بمدة الرئاسة.

.. لماذا؟

- أعتقد أن الرئيس مبارك بحكم سنه وبالنظر لحجم مسؤوليات هذا المنصب الرفيع أعتقد أنه لا يتطلع لفترة رئاسة قادمة ويشاع أنه سيتخلي عن هذا المنصب العام القادم، وأن الرئيس القادم سيأتي وفق ما تقتضي به التعديلات الدستورية.

.. ومن سيخلفه إذن؟

- سيناريو التعديلات التي تتم في الخفاء والمناخ الدستوري المتخبط، بل والأجواء المخيمة علي الحياة السياسية في مصر، وأسباب أخري كثيرة تقول إنه لا بديل بعد مبارك إذا تخلي عن منصبه إلا جمال مبارك.

.. وإذا ما حدث اعتراض شعبي في الشارع المصري علي «التوريث»؟

- هذه منطقة خطرة، ولابد أن تكون هناك قوة جاهزة لمواجهة هذا الاحتمال لأنه وارد طول الوقت، لأنني لا أتوقع وقوف أي مؤسسة سيادية مصرية إلي صف الشعب، وإلا لما كان النظام قد نظر لرد فعل شعبي محتمل بكل هذه الاستهانة.

.. وماذا عن النخبة؟

- «سيبك» من النخبة، فهي لا تهمهم، ربما لأنها تفتقد التواصل مع القاعدة الشعبية، كما أن كتابات هذه النخبة لم تعد تؤثر في الشارع، ولا تحقق تواصلاً مع الشارع، ولذلك فإنك تجد النظام لا يهتم ويجعل الجميع يكتبون ما يريدون، فهو نظام يجعلنا نقول ما نريد وهو يفعل ما يريد ويعتبر آراء النخبة وكتاباتهم مجرد كلام في غرف مغلقة.

.. هناك إذن نخبة معزولة، وشعب مغيب وغائب واستثمار للإخوان لإبراء الذمة الدينية، لكنك لم تتعرض للأحزاب من قريب أو بعيد ولم تقيم دورها؟

- ليست هناك أحزاب، لدينا فقط مكاتب عليها لافتات وتصدر صحفاً في بعض الأحيان، لكنها ليست أحزاباً، هي كيانات ورقية خرجت أيام السادات، وليس هناك حزب حقيقي يخرج من أحضان السلطة، وبموافقتها، ولذلك فإنك تري النظام بل والشعب «رموا طوبة الأحزاب».

.. ولماذا اضطرت السلطة للعب بورقة الإخوان؟

- لأنها تريد إثبات عجز الأحزاب، وللتمهيد لقضية التوريث التي أطاحت بأيمن نور «رغم اختلافنا معه».

.. ولماذا أيمن نور تحديداً وليس سواه ممن رشحوا أنفسهم للرئاسة؟

- لأن أيمن يشكل البديل لجمال مبارك وليس للرئيس مبارك.

.. هل معني هذا أن نعدم تحرك وعي الشارع في ظل المشهد الحزبي الراهن ونخبة الغرف المغلقة كما تقول؟

- من سيتحرك معك و«الناس مضروبة علي رأسها بأزمات يومية» وليست هناك شريحة نجت من هذه الضغوط بما في ذلك من نصفهم بأن حياتهم مستقرة مالياً حتي اللصوص يشكون، إذن ليست هناك حركة ما دام أنه ليست هناك أحزاب حقيقية.

.. ألذلك كانت المساعي لتأسيس حزب جديد وهو حزب «الجبهة الديمقراطية» وأنت أحد مؤسسيه، علي ما نري أن مؤسسيه يمثلون نخبة فكرية وسياسية؟

- كنا قد عقدنا الكثير من المناقشات ووجدت -بالفعل- عدداً كبيراً من المثقفين وأساتذة الجامعة ورجال السياسة، فاندهشت، وتوقعت أن يقتصر هذا الحزب علي النخبة، وأن تكون هذه النخبة منعزلة، وهذا ما حدث قديماً لحزب الأحرار الدستوريين الذي ضم نخبة ذلك الزمان ولم يصمد أمام الوفد، ونحن لا نريد حزباً نخبوياً وإنما نريده شعبياً.. ونحن نريد أن نجعل للحزب قواعد من العمال والفلاحين والطبقة الوسطي، ونريد أن نشعب الحركة، إنما الحزب النخبوي لن يحرك سوي ثلاثمائة شخص.

.. في ضوء ما يشاع عن تعديل دستوري، ما أهم البنود التي تري تعديلها واجباً ومهماً في سياق ما يسمي بالإصلاح السياسي، وتوازن السلطات؟

- مطالب القضاة التي تم الالتفاف حولها، وتخفيفها، لابد أن يتم تحقيقها بالكامل ليتحقق الفصل بين السلطات، حيث إنه بدون هذا الفصل لن تكون هناك حياة دستورية سليمة علي الإطلاق، الأمر الثاني يتعلق بضرورة التعديل الجذري للعملية الانتخابية واللجوء للتمثيل النسبي، ونقل سلطة الإشراف علي الانتخابات لوزارة العدل وليس للداخلية، ولا أري أي حرج أو مانع لفكرة وجود لجان دولية للإشراف علي الانتخابات في مصر.

.. ألا يعتبر هذا تدخلاً أجنبياً في شأن داخلي؟

- أي تدخل؟، إن هذا الإشراف لا يختلف كثيراً عن لجوئك لخبير ما في أي مجال من المجالات، مثل الرياضة والاقتصاد والعمارة، كما أن المشرفين علي الانتخابات يتبعون الأمم المتحدة «مدير عام العالم»، أي أنها المنوطة بإدارة العالم بما فيه مصر، وهل حين يعاقبك مجلس الأمن علي أي تجاوز سياسي ستقول «مجلس الأمن مالوش حاجة عندي» وأنا دولة مستقلة؟!

.. إذا كان لن يتم التعرض للمادتين ٧٦ و٧٧ والشريعة الإسلامية ستظل مصدر التشريع الأساسي ونسبة الـ٥٠% عمال وفلاحين لن يتم المساس بها، فعلي أي نحو سيكون التعديل؟

- هم لهم قاموس سياسي ودستوري نجحوا في استحداثه، ومن مفردات هذا القاموس مثلاً تجد كلمات مثل «تعظيم» دور مصر و«تحريك» و«شفافية» فيقول مثلاً «تعظيم دور السلطة القضائية في الدستور»، فتجدهم مثلاً أمام خيارين كليهما مر، إلغاء المجلس الأعلي للقضاء أو تحويل نادي القضاة لكازينو، وفيما يتعلق بالسلطة التنفيذية سيجعل مسؤولية الوزراء أمام مجلس الشعب لا رئيس الجمهورية، وقس باقي التعديلات علي هذا النحو الذي يمكن وصفها بالتعديلات الفنية، يعني لن تغير من طبيعة الممارسة ولن تغير من الجوهر، وكل ما يخص سلطة رئيس الجمهورية وبقاءه مدي الحياة في موقعه لن يتم المساس بها.

.. إذا حاولت استشراف ملامح المشهد السياسي في مصر في المستقبل في أحد أعمالك الدرامية؟

- سيكون أشبه بضرب الرمل، حيث ليس لديك حقائق صلبة تستطيع أن تبني عليها مضامين روائية أو سرداً درامياً، لأن التوقعات ليست محسومة، حيث يمكن أن يأتي جمال مبارك ويحكم مصر علي مدي ربع قرن، وممكن أيضاً أن يشعل الإخوان الشارع المصري فتعم الفوضي والتنازع الدموي علي السلطة، وهنا قد يدخل المشهد أحد جنرالات الظل، كرئيس لمجلس الإنقاذ، ولو أنا الذي أخطط «في الدراما برضه» سأتوقع فوضي مع جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً يتم بمقتضاه تسليم الحكم لحزب الأغلبية ويظل الجيش حارساً علي هذا الوضع، مثلما حدث أيام «أربكان» وأعتبره خارجاً علي النص، ولا تستطيع أن تتجاهل قوة العسكر في أي سيناريو ولا تستطيع تحييد وجودهم، وفي السيناريو الذي أكتبه سأجعل الجيش حارساً علي الدستور، ولكن للأسف قد تتكرر المأساة لأنه ليس لدينا من هو علي شاكلة «أتاتورك»، والناس مازالت تظن أن العلمانية هي مرادف الإلحاد، وأن الدولة العلمانية كافرة وغير مؤمنة وبلا دين، ولا يعرفون أن الدولة العلمانية تعني بأن الحكم فيها مدني وللساسة وليس للعسكر أو رجال الدين، وأن كل إنسان حر فيما يعتقده، وأنه لا وصاية دينية من أحد علي أحد، ولابد أن يكرس الدستور الجديد لهذا المعني، ولابد من حذف الديانة من البطاقة، لأنها دلالة علي التفريق بين مواطن وآخر بسبب الدين، وهو أمر خطير جداً.

 

 

--------------------------------
أسامة أنور عكاشة (27 يوليو 1941 28 مايو 2010 

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

الله يرحمه.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

 

 نحن الآن فعلا وصلنا لهذا 

الرجل رحمه الله عبر عن أن الدراما المصرية سقطت أمام الدراما السورية 

أكيد طبعا 

ولكنها وصلت لأبعد مما كان يقول

إنها أصبحت في الذيل 

أين هي من الدراما السورية كما قال !!

وأين هي أيضا من الدراما الهندية المدبلجة أوالتركية 

لست من هواة متابعة المسلسلات المصرية نهائيا ولكني أكرهها وأمل منها بسرعة 

ولكن أرى أن الدراما الهندية شدت الجميع الآن 

ليس لأنها حسنة في بعض الأحيان

ولكن لأن ما عندنا رديء وسيء ومتبجح وعار على الجيل الحالي من المؤلفين والممثلين 

فلم يعد هناك فكرة أو هدف أو أخلاق 

والمرأة في هذه الدراما المصرية كثيرا ما تشتم بألفاظ قديمة أقلها ( معذرة ) ياروح أمك وصولا إلى اختراع شتائم جديدة مثل شمال 

وطبعا لا تخلو أي حبكة درامية من لطمها على خدها أو جرها من شعرها 

الممثلين في الدرامات الأخرى كلهم شباب وحيوية ونضارة وهيئة 

لكن الدراما المصرية عقمت عن تقديم الجيد في الهيئة والموهبة 

لأنها توقفت منذ زمن بعيد على أشخاص بعينهم انتهت صلاحيتهم 

تحياتي  

 

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

صباح الخيرات..

الاستاذ الفاضل طارق.

اوردت المقال القديم ليس لأنه يتحدث عن الدراما ..فقط,

بل لأنه تنبأ بكل ماحدث ..لاتنسى انه توفى عام 2010...أى قبل قيام ثورة يناير 2011.

سبحان الله..

بعض البشر ..وقليل منهم حباهم الله سبحانه  بنعمة التبصر ورؤية الأشياء أو الحقائق كما هى...بدون أى ظلال تحجبها.

اما الدراما المصرية ..تحتاج فعلا لأصحاء يعيدوا كرامة المرأة فى افلامهم ومسرحياتهم ..

الله كريم.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

مرحبا أستاذة : سلوى 


اسم أسامة أنور عكاشة ارتبط بالدراما والتاريخ ومن ثم قراءة السياسة 


ولكن مش هو بس اللي كان قاريء للواقع والمستقبل لأنه كان ظاهر 


وأن التغيير آت لا محالة والبديل ظاهر 


لكن تخوفه كان بسبب معرفته الحقيقية للإخوان 


والتي لم يكن ليتسنى للكثيرين من أمثالي تصديقها 


ولم نكن لنسمع نصيحة أحد فيهم 


وما وقع كان لابد أن يقع 


لحكمة آلهية 


هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضلة مدام سلوى 

عندي ايمان كامل ان كتابنا و مفكرينا هم أكثر الناس قدرة على استبصار المستقبل و التنبوء به ... لدينا كتاب و مفكرين ورائيين عظماء لا نعطيهم حق قدرهم ولولا ان نجيب محفوظ كرمه الغرب ما منتحته مصر ما يستحقه . 

الرائع اسامة انور عكاشة عاش وتعمق في التاريخ و الواقع المصري و كان لديه قدرة فائقة على ترجمته باسلوب قصصي بسيط و محبب الى قلوب مشاهدي اعماله .. بعبقريته كان يعلم ان الاسلوب الامثال لتوصيل أي رسالة للبسطاء يكون من خلال الحكاية وما يؤكد هذا لجوء القرآن الكريم الى القصص المحببة الى المتلقي .

ولكن برغم ذكاء عكاشة وثقافته التاريخية و الفلسفية و السياسية و الاقتصادية توقع صعود جمال مبارك لسدة الحكم في حين اني اتذكر عندما ناقشني أحد اعضاء المنتديات و هو أخ سوري في موضوع تولي جمال مبارك الحكم عقب والده قلت له بالحرف الواحد ( الشعب المصري مش هيلبس الطرح ) وكان الاخ السوري دائما ما يتهم المصريين بالجهل و الغوغائية واحمد الله اننا خيبنا ظنه . 

 

اما مرحلة الاخوان فكانت شر لابد منه وفي هذا التوقيت بالذات ... البعض كان يجب ان يعرفهم على حقيقتهم حتى نتأكد من عدم صلاحيتهم للحكم اي تأخير كان سيكلفنا كثيرا في المستقبل ... مصر مرت بمراحل صعبة ولكنها مرتبة ومنظمة و لابد منها ... ناس كتير متشائمة لكني من المتفائلين و الحمد لله . 

خير الكلام ما قل ودل وإتكتب بالمصري الفصيح

رابط هذا التعليق
شارك

أسامة أنور عكاشة كاتب سيناريو أهم منه مؤلف روايات وقصص

وكاتب السيناريو الموهوب له القدرة على تخيل واتنباط ورسم المواقف وما يترتب عليها

وحواره هذا يؤيد ما اقول .. "فمعظم" ما قاله تحقق وإن كان قد جانبه التوفيق فى هذه النقطة

.. وإذا ما حدث اعتراض شعبي في الشارع المصري علي «التوريث»؟

- هذه منطقة خطرة، ولابد أن تكون هناك قوة جاهزة لمواجهة هذا الاحتمال لأنه وارد طول الوقت، لأنني لا أتوقع وقوف أي مؤسسة سيادية مصرية إلي صف الشعب، وإلا لما كان النظام قد نظر لرد فعل شعبي محتمل بكل هذه الاستهانة.

 

 

رحمه الله وعوضنا عنه خيرا .. فأنا لا أرى من يمكن أن يوازى موهبته إلا "وحيد حامد"

تذكروا "طيور الظلام"

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...