رنجو بتاريخ: 16 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أكتوبر 2005 بائعو الهواء.. وصنايعية الدوكو :angry: :angry: :ninja: :angry2: بقـلم أسامة أنور عكاشة عبارة درج المصريون زمناً علي ترديدها كلما عنّ لهم أن يصفوا النصاب أو المحتال فيقولون إنه يبيع للناس »الهوا في قزايز«.. فإذا تميز هذا النصاب بخفة الدم والفهلوة قالوا إنه »دهن الهوا دوكو« أي زين لضحاياه شكلاً فارغاً بلا محتوي.. ولا أري أنسب ولا أقرب من هذين القولين الدارجين في التعبير عن الحال الذي تدهورت إليه أمور شاشة التليفزيون وميكروفون الإذاعة في مصر في الموسم الرمضاني الحالي!. * عن الإعلام والإعلان أتحدث الوزير أنس الفقي نجح في إدارة الماكينة الإعلامية خلال معركة الانتخاب الرئاسية بأكبر قدر من التوازن والحياد استطاع أن يتمكن منه وشهد له الجميع بذلك النجاح.. بل وبني الكثيرون آمالاً وتوقعات تهدف، بالقياس إلي ما حدث ـ إلي إعادة التوازن في العلاقة المختلة بين رسالة الإعلام (وهي رسالة خدمية في المحل الأول) واحتياجات »الإعلان« كمصدر دخل يسعي أولي الأمر في ماسبيرو إلي زيادته ومضاعفته.. وإذا كنا لا ننكر أهمية الإعلان كمورد هام يعين علي تنفيذ الخطة الانتاجية للشاشة في مصر، خاصة بعد أن تراكمت مشاكل التمويل عاماً بعد عام وتفاقمت أزمة السيولة في الدولة بعد إقامة مشروعات باهظة التكاليف ولم تحقق عائدات تناسب ما أنفق عليها (مشروع مدينة الانتاج الإعلامي) مشروع توشكي ـ شرق التفريعة.. ومشروعات أخري فاضت أخبار تدهورها أنهاراً علي صفحات الجرائد حزبية ومستقلة (الصحف الحزبية تضم فيما تضم الدور الكبري الثلاث التي يسمونها بالقومية وهي صحف حزبية حتي النخاع إذ تدين كلها بالولاء للحزب الوطني الديمقراطي وترتبط بكوادره ارتباطاً مباشراً ويكاد يكون كاملاً).. وحين تناقضت ميزانية الإعلام وقصرت موارده المحدودة عن تغطية نفقاته.. وصدرت التعليمات.. دبروا حالكم!.. لم يجد أولو الأمر في ماسبيرو بداً من أن ينزلوا السوق للاتجار في السلعة التي ينتجونها!.. وكانت الكارثة.. كانت التجارة الأسهل والتي لاتحتاج إلي رأس مال أو إنفاقات تأسيسية هي بيع الشاشة وبيع الهواء للمعلنين. ودخل التتار بخيولهم وقضهم وقضيضهم ليستولوا علي الساحة ويعلنوا إحتلال الحصن الأمامي في قلعة الإعلام المصري، وكما يبدأ الغيث قطراً ثم ينهمر فقد بدأ الغزو الإعلامي علي استحياء وعلي شكل تسلل وكأنه لص طريد ثم ما لبث أن مكن لجيوشه فأدخلها عبر البوابات والأسوار التي فتحها لهم بمفاتيح الإغراء المادي وشراء كل شيء حتي الألسنة والصفحات المطبوعة والأقلام المعلنة للإيجار، بدأ الغزو الإعلاني بفقرات متقطعة تنحصر في ساعات إرسال الذروة (مباريات الكرة ـ المسلسل العربي ـ الفيلم) وكانت تحوم حول المادة الأساسية المذاعة دون أن تلمسها في البداية ثم تجرأت واقتحمت وفرضت نفوذها حتي أصبحت بحق البقرة المقدسة التي لا يجرؤ مخلوق علي إزعاجها، فضلاً عن المساس بها أو التدخل لتنظيمها أو ترشيدها ثم كانت المرحلة الأخيرة، والتي استمرت حتي الآن.. مرحلة »السداح مداح« أو كما نقول بالتعبير العالمي: مرحلة (سكتنا له دخل بحماره) فإذا بدواب الإعلان تسرح وتمرح بلا ضابط أو رابط وتدوس في انفلاتها إلي جانب ما تدوسه من مبادئ الإعلام السليم في خدمة عقل المشاهد ومصلحته الحقيقية ـ تدوس حرمة الفنون المتصلة بالرسالة الإعلامية وأبرزها فن الدراما التليفزيونية. * ماذا فعل الإعلان بالدراما؟ أذكر حين بدأ القطاع الاقتصادي يفرض الإعلانات علي تتر المسلسلات ليفصل بينه وبين بداية الحلقة يومها ثرنا واحتججنا وملأنا الآفاق صراخاً منددين بجريمة اعتداء الإعلان علي حرم الفن وصمت المسئولون وعلي وجوههم ابتسامات غامضة كابتسامات الجيوكندا أو المعلم بوذا، ولعلهم وقتها كانوا يعرفون ما ستؤول إليه الأمور، وبالفعل لم تمض سنوات قليلة أخري إلا وقد اقتحم الإعلان جسم المسلسل نفسه: بدأ الأمر كنوع من جس النبض بوضع شريحة إعلانية علي أحد المشاهد وحين مر الأمر ولم تقم قيامة أحد عرف السادة المعلنون والسادة المسئولون المتفقون والمتعاقدون أن الوقت قد حان لنزول الأمطار وهطلت الأنواء وأغرقت الإعلانات كل شيء. ثم جد في الأمر جديد وكما يحدث في أي صفقة تتناول مايتصل بالمال العام أو المصلحة العامة بدأ التفكير في السمسرة والوساطة وكان السؤال لماذا يترك الإعلان للتفاهم المباشر بين وكالة الإعلان والقطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ لماذا لا توجدمصالح تتناول جزءاً من الكعكة وتوزع الفتات علي »المتسببين« وكان أن ظهر ممثلو هذه المصالح: ثلاثة أو أربعة من السماسرة المعروفين [أ.ط، م.ب، أ.ش] استولوا علي وكالة خفية منحها لهم سادة ماسبيرو وقسموا فيما بينهم أنصبه الأرباح الناتجة عن السمسرة علي إعلانات التليفزيون، وربما أن رمضان هو الزمن الذهبي للإعلان علي التليفزيون نتيجة لكثافة المشاهدة الرهيبة خلال هذا الشهر وبما أن الدراما التليفزيونية هي أشهي الأطباق علي المائدة وأكثرها استئثاراً باهتمام الملايين المتحلقين حول أجهزة التليفزيون فلابد أن تكون الدراما في رمضان هي الطريدة المطلوبة وهي الصيد الثمين. وبدأت بالفعل معركة ترويض الفن أو بمعني أصح ترويض النجوم لخدمة رسالة الإعلان المقدسة ووضع السماسرة لائحة تضم أسماء أكثر النجوم والنجمات استحواذاً علي إعجاب الجماهير ووضعوا لكل منهم أجراً (سعراً) يوافق حجم الإعلانات التي يجتذبها فكان لأصحاب الأسماء الآتية الصدارة: [يسرا ـ ليلي علوي ـ يحيي الفخراني ـ نور الشريف ـ إلهام شاهين ـ محمود عبدالعزيز ـ نادية الجندي ـ نبيلة عبيد].. وحددت أعمارهم الإعلانية [عمر النجم الإعلاني هو المدة التي يظل فيها قادراً علي جلب الإعلان] ففيهم من انتهي عمره الإعلاني سريعاً وخرج من السباق وفيهم من ظل متقدماً وفيهم من أوشك علي الخروج ولكنه يعافر وبعد أن يحدد السمسار أو وسيط الإعلانات النجوم والنجمات الذين واللاتي يريد أن يقدمهم في رمضان يهرع المنتجون المشاركون والمنفذون للاتفاق مع النجم المنشود ويفتحوا له خزائنهم ليغترف منها ما يشاء.. والنجم أو النجمة يعلم كلاهما أن السن تتقدم وعمر النجومية محدود فيقرروا أن يحصلوا علي ما يستطعون الحصول عليه الآن قبل الغد وبالتالي يهرع كل منهم ليلحق بالموسم فيستأجر مولفاً أو »كويتباً« أو صبي مقص دار سيناريو ليسلق له في زمن قياسي موضوعاً لا يهم فيه مدي الجودة الفنية ولا القيمة الفكرية فقط يصلح ليكون مجموعة من »المناظر« للبطل والبطلة يراهم فيها الجمهور مزركشين مبرقشين عاريات أو كاسيات مهرجين أو مشخصين أو مدهونين دوكو وتصدق المقولة »الموضوعات هوا ومدهون دوكو«. في مسلسل إذاعي يذاع علي موجة الشرق الأوسط بعد الإفطار فوجئ المؤلف بالمسلسل يتمزق أشلاء بفعل الإعلانات ولأنه لم يكن قد أتم كتابة المسلسل فقد أبلغ المسئولين في الإذاعة أنه لن يكمل المسلسل احتجاجاً فاتصلوا به وأبلغوه بلهجة قليل الحيلة أنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً لأن الهوا متباع (تم بيعه بمعرفة القطاع الاقتصادي).. وأسقط في يد صاحبنا وأيقن من صحة القول الدارج بأن الهواء ممكن بيعه، في زجاجات أوفي الإذاعات أو علي الشاشات، الأغرب من كل هذا أن يصرخ الجميع محذرين من تراجع الدراما المصرية أمام الدراما السورية وغداً الدراما الخليجية وبعد غد الدراما الشمال أفريقية.. الجميع سيراهنون علي الفن وسنبقي نحن نراهن علي إيرادات الإعلان. خسرنا القضية لحظة أن تحول جهاز الانتاج الفني في تليفزيون الدولة وإذاعته إلي تاجر وسمسار يسعي وراء نقود الإعلان وسنظل نخسر طالما لم يتم عجزنا عن فك الاشتباك بين رسالة الإعلام والقيمة الفنية والدراما المحترمة وبين الإعلانات.. وستتحول الدراما المقدمة في رمضان كما هي الآن إلي كليبات دراما إعلانية أو إعلانات »متعاصة دراما«. * ياهنانا ياهنانا جات لنا نيرفانا حقق التليفزيون المصري انتصاره الأكبر علي القناة الفضائية إياها التي درج علي اقتفاء أثرها من أيام الدكتور البلتاجي وبدأالأمر باستنساخ برنامج القاهرة اليوم الذي تقدمه قناة الأوربت في نسخة يقدمها ما سمي بالبيت بيتك (نفس الاسم كان لفقرة تقدم في برنامج القاهرة اليوم وصدر قرار من د. البلتاجي بنزع ملكية الفقرة) ثم كمن التليفزيون المصري في »الدرا« منتظراً أن يتلقن كل ما تلفظه الأوربت.. قبل نيرفانا تلقف البيت بيتك الشيف حسين الإمام وقلد ديكور القاهرة اليوم وطريقة التقديم وكأنه مش الكبير ولا الرائد بل تحول إلي تلميذ بليد لا يكف عن النظر في ورقة إجابة من يجلس بجواره ثم جاء موعد الضربة الكبري ورحلت عن شاشة الأوربت اللوزعية حكيمة زمانها وأوانها الأخت نيرفانا التي أفعمت مشاهديها في الأوربت بفيض من ثقافتها وخبرتها ومعارفها الهائلة التي اكتسبتها بصفتها مصرية تطيع ولي الأمر، وكانت دائمة الفخر بجنسيتها المصرية (ربما علي رأسها بطحة من سنوات خدمتها الطويلة في الكويت ولازال الإخوة هناك يذكرونها بكل خير) واختلفت السيدة نيرفانا مع أصحاب الأوربت وتبادلت معهم تحية الوداع (لا يعرف أحد من الذي ترك الآخر) الذي يعرفه الجميع أن السيدة العزيزة قفزت بالباراشوت من طائرة الأوربت لتتلقفها الأيدي الحنون في ماسبيرو (يقال والعهدة علي الراوي أن نيرفانا استعانت بمراجع مهمة في الدولة لتنصرها علي القوم الظالمين وتعطي تعليماتها بالاستعانة بالمذيعة العبقرية في برنامج البيت بيتك ومنحها نفس الأجر الذي كانت تتقاضاه هناك وفي قول آخر ـ والعهدة علي الراوي أيضاً أن السيد محمود بركة ملتزم وصاحب البيت بيتك وعد بتعويضه عن الراتب الخيالي الذي تتقاضاه الوافدة التي أطاحوا من أجلها بالرقيقة جاسمين طه زكي والمقدمة صاحبة الحضور والثقافة ياسمين عبدالله (لأنهم ياعني ماكانوش في الأوربت). والحقيقة أنني أريد أن أسأل الأستاذ أنس الفقي كيف حدث ما حدث ولماذا؟ وهل كان مضطراً أم مختاراً في الإتيان بالسيدة الأعجوبة وما رأيه في مشاعر مقدمات برامج كثيرات في التليفزيون المصري أكثر منها قدرة وألمع ذكاء وأعمق ثقافة حين يرونها. وقد حلت فوق ظهورهن جميعاً بالأمر المباشر.. وهل يمكن إذا كان هذا هواختيار ملتزم البرنامج ومنتجه وحده أن يبيع التليفزيون بناته ويستقبل أي وافدة ثم الاستغناء عنها من فضائية عربية لم تستطع تحملها؟ أما الإخوة المساندون والمعاونون الذين أحاطوا بالسيدة نيرفانا (بأوامر أيضاً) إحاطة السوار بالمعصم وكأنها شمس وهم كواكب فأريد أن أسألهم بصراحة أسأل العزيز محمود سعد والقدير معتز الدمرداش والمبشر تامر أمين: بذمتكم انتوا مرتاحين؟؟ http://www.alwafd.or 16\10\2005 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان