ENG. BEHAIRY بتاريخ: 17 أكتوبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أكتوبر 2005 (معدل) القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي من مواليد مركز المنشأة محافظة سوهاج عام1920م ، وهو منحة إلهية ونبتة مباركة من عائلة القرآن وعاشقيه ، علمًا وحفظًا وتلاوة ، فوالده القارئ الشيخ صديق المنشاوي ( الذي ذاع صيته في أنحاء مصر والوجه القبلي معلماً وقارئاً ومجوداً للقرآن وله تسجيلاته النادرة بإذاعة سوريا ولندن والتي تذاع للآن )، وعمه الشيخ أحمد السيد . التحق بكتاب القرية وعمره أربع سنوات ورأى شيخه أبو مسلم فيه خيراً كثيراً لحسن خُلقه ، وسرعة حفظه ، وحلاوة صوته ، فكان يشجعه ويهتم به ، فأتم حفظه قبل أن يتم الثامنة من عمره ، فأصطحبه عمه الشيخ أحمد السيد معه إلى القاهرة ليتعلم القراءات وعلوم القرآن ، وعند بلوغه الثانية عشرة درس علم القراءات على يد شيخ محمد مسعود الذي انبهر به وبنبوغه المبكر ، وأخذ يُشيد به ويقدمه للناس ، وانتشر خبره وذاع صيته بمحافظات الوجه القبلي وسوهاج بصفة خاصة. حين علم المسؤلون بالإذاعة تلك الموهبة الفذة عرضوا عليه التقدم لإختبار الإذاعة فرفض ، وقال: لا أريد القراءة بالإذاعة ولست بحاجة لشهرتها ، فما كان من مدير الإذاعة وقتها ولكثرة ما سمع إلا أن أمر بأن تنتقل الإذاعة إلى حيث يقرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي ، ففوجئ الشيخ وكان يُحيي حفلاً رمضانياً في قرية إسنا بأن الإذاعة أرسلت مندوبها لتسجل تلاوته ، فكانت تلك أول حادثة من نوعها في تاريخ الإذاعة ، وتم اعتماده بعدها قارئًا رسميًا بالإذاعة . لم يلتحق الشيخ محمد صديق المنشاوي بأي معهد للموسيقى كما يظن البعض ، إنما تعلم علوم القرآن وفنون التجويد والقراءات ، عرض عليه أحد الموسيقيين تلحين القرآن فرفض وقال له : يا سيدي لقد أخذت الموسيقى من القرآن فكيف تلحن أنت القرآن بالموسيقى ؟ فخجل الرجل وانصرف. وجه إليه أحد الوزراء الدعوة لحضور حفل رسمى قائلاً له: سيكون لك الشرف الكبير بحضورك حفل يحضره الرئيس عبد الناصر ، ففاجأه الشيخ محمد صديق بقوله: ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه لسماع القرآن ، واعتذر عن تلبية الدعوة قائلاً: لقد أخطأ عبد الناصر حين أرسل إلي أسوأ رسله. رغم ذيوع صيته واتساع شهرته إلا أنه كان شديد التواضع ، عطوفًا مُحبًا للفقراء والمساكين ولأهله ومحبيه ، قال لهم ذات مرة أنه يريد عمل وليمة كبيرة لحضور بعض كبار المسؤلين ، فتم عمل اللازم ، وفوجئ الناس بأن ضيوفه جلهم من الفقراء والمساكين . وقد عينته وزارة الأوقاف قارئًا بمسجد الزمالك بعد اعتماده مقرئاً بالإذاعة ، وقد أصيب الشيخ بدوالى المرئ فى سن مُبكرة ، وقد نصحه الأطباء بعدم الإجهاد وخاصة إجهاد الحنجرة إلا أن عشقه لهذا الكتاب الكريم كان أبعد من يُوقف ، وقد وافته المنية في 20/6/1969م ، ولم يتجاوز الخمسين، ويحبه ويأنس بتلاوته اليوم ملايين . كان لا يطلب أجراً من أي إنسان ولكنه يقبل ما يُعطى له كما عوده والده الشيخ صديق السيد ، وقد أثار هذا الأمر انتقاد بعض المقرئين خاصة من مقريء له وزنه وقيمته . لقد سجل الشيخ محمد صديق القرآن بصوته مجوداً للإذاعة ينقصه خمس ساعات تقريباًُ إلا أن الإهمال والعبث وعدم الإكتراث جعلهم يُسجلون عليها برامج أخرى فضاع جهد ضخم وعمل فريد وصوت شجى ، أما فيما يتعلق بالمصحف المرتل فقد نجا من الأيدى الآثمة ، وهو الموجود بيننا مع بعض التسجيلات المتنوعة مع ما كان لدى أهله ومحبيه . وعن رحلته الأولى خارج مصر إلى أندونيسيا وكان مرافقاً للشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد بدعوة من الرئيس الإندونيسي أحمد سوكارنو، يقول الشيخ محمد صديق المنشاوى : لم أر استقبالاً لأهل القرآن أعظم من استقبال الشعب الإندونيسي ، الذي يعشق القرآن ، بل ويستمع إليه في إنصات شديد ، ويظل هذا الشعب واقفاً يبكي طوال قراءة القرآن ، فأبكاني هذا الإجلال الحقيقي لكتاب الله . عُرف الشيخ محمد صديق المنشاوى بأنه القارئ الخاشع ، بكى وأبكى من سمعه ، تسمعه فتوقن بأنه حىٌ بيننا ، جمع بين مكارم الأخلاق ، كما جمع بين عذوبة الصوت وحسن الإتقان ، له صوته الخاص المميز والمؤثر ، يجبرك على الخشوع ، ويدفعك إلى تأمل الأيات ، وأسلم العديد متأثرين بتلاوته ، وقد تأثرهو بصوت الشيخ محمد رفعت وتلاوته وكان يحبه حباً جمًا ، وبإنشاد الشيخ طه الفشنى ، وكان يحب الاستماع إلى القرآن بصوت غيره ممن سبقه أو عاصره . وكل أولاده بفضل الله تعالى يحفظون القرآن كاملاً ، وتميز ولداه صلاح وعمر ( الأول يعمل محاسباً والثاني معيداً بجامعة الأزهر ) بحسن الصوت وجمال التللاوة ، وهما دون ، وشهد لهما الكثير من المتخصصين في علوم القراءات ، وهما يدرسان الآن علوم القراءات استعداداً لاحترافها. ُكرم ومُنح فيه العديد من أرقى وأرفع الأوسمة من الدول والهيئات التى زارها ، ورفع راية بلاده وأمته ، إلا أنه من المحزن والمخزى معًا أنه لم يُكرم رسميًا داخل مصرنا ، فى الوقت الذى نتشدق ونتباهى بمنح الفنانين والفنانات أعلى الأوسمة وأسماها ، وقبل هذا وبعد يظل ما أدخره الله لمن خدم القرآن وحمل القرآن وشدى بالقران هو الجزاء الأوفى : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ، فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) 54، 55 القمر رحمك الله شيخنا الحبيب وأعلى درجاتك فى المقربين وألحقنا بك فى عليين مقطع من تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوى من تلاوات الشيخ محمد صديق المنشاوى تم تعديل 17 أكتوبر 2005 بواسطة ENG. BEHAIRY أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان