اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لعنة الوضع الوسط .. مقال بقلم د/أحمد خالد


مهيب

Recommended Posts

مقال لم أستطع أن أمنع نفسى من الشرود بعد قراءته ... أحسست أن الكاتب يتحدث عنى بشدة ... سأترككم مع المقال .. و أعود للتعليق بعدما تنتهون ...

لعنة الوضع الوسط

بقلم د/ أحمد خالد توفيق

قناة ناشيونال جيوجرافيكس هي أربع وعشرون ساعة من الفن الرفيع الراقي. إنها تريك معجزتين في آن: معجزة الظاهرة الطبيعية، ومعجزة أن ينقل لك إنسان هذه الظاهرة بهذا الجمال . أي انها تريك معجزة تصوير المعجزة !.. من ضمن برامج هذه القناة الأثيرة عندي برنامج اسمه (الذهاب إلى النهايات القصوى Going to extremes).. بطل البرنامج صحفي بريطاني اكتشف في منتصف العمر أنه لم يعش حياته وعلى الأرجح لن يعيشها .. يقول إنه في سن متوسطة، يتقاضى راتبًا متوسطًا، ونجاحه متوسط وبيته متوسط وشكله متوسط .. هكذا قرر أن يطلق العنان لجنونه ويجرب الحد الأقصى من كل شيء : يرتحل إلى أبرد مكان في العالم في سيبيريا وأسخن مكان في العالم في أثيوبيا .. يجرب أكثر البلدان جفافًا وأكثرها رطوبة .. أكثرها ارتفاعًا وأكثرها انخفاضًا .. وهكذا ..

برنامج ذو فكرة ذكية ولا شك، والأهم أنه يجعلك تسترجع حياتك فتدرك انك من المبتلين بالوضع الوسط .. وهذا يجعلك لا تنتمي لأي مكان على الإطلاق .. إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكن الأمر يتوقف على براعتك في التعبير وقدرتك على تهذيب الخدعة الكبرى التي تعيشها..

أنا من الطبقة الوسطى التي تجاهد كي لا تنزلق لأسفل وتكافح كي تصعد لأعلى، فلا تكسب إلا تحطيم أظفارها على الغبار الذي يبطن الحفرة .. لست فقيرًا بحيث أحتمل شظف العيش، ولست ثريًا إلى حد يجعلني اطمئن على أطفالي يوم أموت .. في مقال بديع للساخر الراحل محمد عفيفي يقول: "المانجو تسبب مشكلة ضميرية مزمنة للطبقة المتوسطة، لأن الفرد من هذه الطبقة يمكنه شراؤها مهما غلا ثمنها، لكنه يعرف أن زيادة قطع عدد ثمرات المانجو على المائدة يقابله نقص في عدد قطع اللحم على ذات المائدة !".

عندما أمشي في الأزقة والأحياء العشوائية أبدو متأنقًا متغطرسًا أكثر من اللازم، وأثير استفزاز سكان هذه العشوائيات .. بينما عندما أمشي في بيانكي أبدو دخيلاً مريبًا فقيرًا أكثر من اللازم... عندما يقع تهديد على أحد سكان العشوائيات فإنه يصرخ مناديًا (سوكة) و(شيحة) وسرعان ما يبرز له عشرون بلطجيًا يحملون ما تيسر من (سنج) وماء نار وكلاب شرسة .. هذه هي الحماية الحقة.. بينما عندما يشك (عيسوى) بيه في شيء فإن البودي جارد صلع الرءوس ذوي السترات السود الذين يدسون سماعات في آذانهم يبرزون لك ليقولوا إن الباشا يأمرك بالابتعاد عن هذا الشارع .. فمن يحمي ابن الطبقة الوسطى ؟.. لا أحد ..

عندما تتزوج لن تظفر إلا بعروس من الطبقة الوسطى .. لن تظفر بـ (عطيات) حارة العواطف التي تؤمن أن (ضل راجل ولا ضل حيطة) ولن تتزوج (إنجي) التي رأت فيلمي (إيمانويل) و (قصة أو) عشر مرات .. إن عروس الطبقة الوسطى ابنة الأستاذ عبد الجواد موجه الجغرافيا تؤمن أن الارتباط بك ثمن لابد من دفعه مقابل الظفر ببيت وأطفال .. إنها أنثى الطبقة الوسطى التي تؤمن في لاوعيها بأن الحب خطيئة حتى في ظل مؤسسة الزواج ..

هذا عن انتمائك للطبقة الوسطى، فماذا عن كونك في منتصف العمر ؟... هل تذكر (هيام) أو (رانية) زميلة دراستك التي همت بها حبًا ثم تخلت عنك عند قدوم أول عريس جاهز (لأنها يجب أن تضع مستقبلها في الاعتبار) ؟.. جرب اليوم أن تحب (مروة) أو (هبة) طالبة الجامعة الحسناء ولسوف تتركك من أجل زميلها المفلس (الروش) الذي لا يملك إلا شبابه، والذي يعرف آخر أغنية لتامر حسني، ويعرف كيف يميز بين حلا شيحة وعلا غانم بينما كنت أنت تعتبرهما نفس الممثلة..

هذا عن العمر الوسط فماذا عن الزمن الوسط ؟.. لست في زمن جيفارا والقومية العربية ومؤتمر باندونج ومظاهرات الشباب واجتماعات المثقفين مع سارتر.. لقد ولى هذا الزمن، لكنك كذلك لا تبتلع فكرة العولمة التي هي الأمركة بمعنى آخر .. وما زلت تعتبر توماس فريدمان مغرضًا كاذبًا، وتعتبر بوش دمية في أيدي المحافظين.. وفي الجهة الأخرى يقف ابن لادن والزرقاوي يقدمان لك بديلاً مغريًا من الذبح والدخول بالطائرات في ناطحات السحاب.. فأين تقف بالضبط ؟

هذا يقودنا للتساؤل عن الموقف الوسط .. كنت تصغي لشباب الجماعات الدينية فتبهرك جديتهم والتزامهم والطريقة البارعة التي يجدون بها مخرجًا لأنفسهم وسط كل هذا الحصار .. ثم تصغي للشباب اليساري فتفتنك ثقافتهم وعمق قراءتهم والنظرة العلمية الصارمة التي يخضعون لها كل شيء .. ثم تعود لدارك لتتساءل: من أنت بالضبط ؟

صديق لي يعاني عقدة الوسط هذه، وكان يتوق إلى أن تكون له مغامرات نسائية لكن العمر فاته، قال لي في ضيق: "قبل أن أدخل الكلية كانت تسيطر عليها ثقافة الهيبيز والتحرر وكان جون لينون بطلاً قوميًا، ثم دخلت الكلية في أوائل الثمانينات فخرج أحدهم أمام المدرج وصاح: فليجلس الأخوة في جانب والأخوات في جانب لو سمحتم .. لا نريد أن نحرج أحدًا ... وألغيت كل حفلات الكلية.. وهكذا سيطرت الجماعات الدينية على سني الدراسة، وكان الفتى يقول لزميلته صباح الخير فتأتيه باكية في اليوم التالي تطالبه بإصلاح غلطته !.. هكذا تركنا الجامعة .. هل تعلم ما يحدث في الكليات اليوم ؟.. الزواج العرفي يتم عيني عينك، وهناك طرق عجيبة للزواج مثل أخذ الموافقة على الموبايل أو أن يبلل كل من الطرفين طابعًا بلعابه ثم يلصقه على جبين الطرف الآخر .. الحق إنني اخترت الزمن الخطأ كي أوجد !"

فكرت في كلامه فوجدته يعزف على نغمة لعنة الوضع الوسط التي أتحدث عنها .. وكما قلت من قبل: إن إمساك العصا من منتصفها والرقص على السلم لا يختلفان كثيرًا في الواقع، لكننا نحاول إقناع أنفسنا بأنهما مختلفان ..

من يدري ؟.. ربما أمشي في ذات الدرب الذي مشى فيه ذلك الصحفي البريطاني .. ربما أختفي في الأيام القادمة فيعرف من يسألون عني أنني أستكشف جبال الهيملايا أو الوديان الثلجية في سيبيريا !

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

مش عارفة ؟؟

لالالا يا سيدى الفاضل مهيب ...

لست مقتنعة بثلاثة ارباع هذا الكلام ...

ربما لأنه لم يصور الناس الوسط كما يجب ان تكون ؟؟؟

او ربما لأنه تطرف اكثر من اللازم .......

فأنا مثلا لا اشعر بالزهو وانا اسير فى اى حارة ؟؟

ولا اشعر بالنقص وانا اسير فى بيانكى ( انا كنت اقضى اغلب الصيف فى بيانكى ومش حاتلاقى اى اسكندرانى الا ويقولك انه سبق له راح بيانكى..بيانكى زمان . ) او حتى الشانزليزيه فى باريس ..وازيد عليه ..او حتى وانا حضر مرات كثيرة اوبرا ...او ا تناول الطعام فى افخم مطاعم فى العالم او ..او..او.. ؟؟

مع انى من الطبقة المتوسطة ....

رغم انى فى الفترة الاخيرة لم ارى اى برامج على هذه القناة لكنى من الممكن جدا جدا ان اتفهم طبيعة الاشياء بالنسبة للبعض ....او لبطل الحلقات ..

مسالة الشعور انك فى الوسط .......او انك عادى ....لست مع من ينادون بضرورة تحسين احوال المعيشة كضرورة اساسية ..

ولا مع من يتخذون الحياة كمتاع ولهو مرح ولهم عالمهم ...

وانك تريد ان تعيش اقصى .....كل شئ .

اتفهمها بالنسبة للبعض وليس لأغلبية من فى الطبقة المتوسطة .

تخيل انك عادى وتريد ان تشعر انك تتمنى ان تشعر بالانتصار والزهو ....كبطل سباق السيارات او بطل سباق الموتوسيكلات ....

وتأخذ سيارة لمحاولة التجربة وتسوق على سرعة ميتين وعشرة ....ايه اللى حايحصل ؟؟

مش حايزيد عندك الادرينالين من شدة الانفعال ...لالالا انت ممكن يصيبك اى شئ من شدة الخوف .

ستجد نفسك خائفا رغم عدم رغبتك فى (( الاحساس بهذا الاحساس )) ..

سؤال بسيط ....

هذا الرجل بمحاولته هذه اثبت انه لايعيش كمجرد فرد وسط ....بدليل انه دفع ثمن هذه الرحلات مثلا ......ان كان سافر لحسابه الشخصى ..لكن ؟؟(( بالطبع هذه الرحلات دفعتها القناة المصورة للريبورتاج )) اقصد اقول ان .:

بيع الافكار سهل ....

الكلام سهل ...

الواقع مختلف تماما .....تماما ...

انا عشت فى مصر ثم عشت فى بلاد درجة الحرارة تكون احيانا عشرة تحت الصفر واقل ...

وماهو احساسى ؟؟

مجرد تأقلم ليس الا ...

ثم ان فتاة الطبقة المتوسطة لا ترى الزواج بهذا الشكل ....

بالعكس ....

فتاة الطبقة المتوسطة تجمع فى شخصيتها واحاسيسها كل فطرة الفتاة الريفية وذكاء فتاة اعلى طبقة فى المجتمع مع خلطة جميلة من الثقافة المتنوعة المكتسبة من اجيال سابقة وتعمل لهم عملية غربلة تأخذ الجيد وتترك الردئ ايضا بذكاء انثوى بديع.

لالالالا....مش مشكلتك ان الكاتب تشكل فكره فى زمن ما ويريد ان نتشرب افكاره .

افكاره لا تروقنى من هذه الناحية ..

سبق وان قلت انى حضرت ندوة لسيمون دو بوفوار وسارتر وكنت فى اعدادى وكان هذا عام سبعة وستين .وايضا ...كنت اجلس مع جدى فى قهوة بترو فى الاسكندرية على البحر فى محطة السرايا (( مكانها الآن محل جاتوهات اسمه لابوار )) ..مع توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وكل فطاحل هذا الزمن الجميل .....ورغم وجود البيتلز ايامها كصرعة حديثة الا انى من القلائل الذين لم ينجذبوا تماما لهم ....كنت اذهب للفرجة على افلامهم واشعر انهم مجرد صرعة ...ربما لأنى كنت اميل للاستماع لانريكو ماسياس او فرانك سيناترا ..او ادامو ...او ديميس روسوس مثلا ...

كنت اقرأ لكل كتاب صباح الخير ...احمد هاشم الشريف والطوخى وعبد الستار الطويلة ...وكنت اقرأ كل جديد لأى كاتب فى هذا الوقت ...

ومع ذلك ........وما اريد قوله لك .

لم اشعر ولا اشعر بما يقوله ..........كاتبك المفضل ؟

مين قال له ....يا اما تكون اسلامى متطرف او علمانى متطرف ؟؟؟ لا احد .

ومين قال له ان فيه وسط ؟؟ وليه تختار وسط حاجة بين الاتنين دول بالذات ؟؟

ليه متختارش حاجة مختلفة تماما ....

اسلام معتدل ...

وجزء من علمانية صحية سليمة بدون شوائب ...

اعترض وبشدة على كلمة ان هذا الوضع يجعلك لا تنتمى لأى وضع على الاطلاق .

ومن الذى قسم الاوضاع الى وضعين ؟؟؟

انا لا اجاهد كى لا انزلق لاسفل ...ولا اكافح كى اصعد لاعلى ..

بل انا اكافح كى اظل كما انا ...

وهل الحماية هى فقط .اما بالسنج والمطاوى او بالبودى جارد ؟؟

وبصراحة هذا حديث من الممكن ان يتشعب كثيرا ...

تحياتى ..

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

قد يبدو الأمر للناظر لأول وهلة كما قلت أخى

مهـيب .. .إلا أنــك قــد تصــل معى لغــير ذلـك

فقد عشـت ورأيت طبقـات مختلفة فى أزمنة مختلفة وأماكن

مختلفة فكان مما رأيت فى أوقاتى الأولى وفى طفولتى التى

أتذكرها واسترجعها أفضل من أمسى ما يلى :

أن الطبقة البسيطة كانت تحترم وتعتز بما فوقها لأنها كانت تملك مقومات الحياة الكريمة من إيمان وكرامة وعزة النفس وتعلم أن غيرها لا يتكبر ولا يتجبر عليها ولن يُقصر فى دعمها ومد يد العون إليها ، بل كانت تمتد أياديهم وقلوبهم بالدعاء لسواهم فهم يعلمون أن الخير لدى غيرهم سيصل قطعًا إليهم

أما الطبقة الوسطى فكانت أقدر على المعيشة وأقدر على التأقلم مع غيرها ، فلديها حجم من الطموح والمعرفة والعلم والدين والتربية والنضج يؤهلها للمضى قُدمًا دون أي حزازيات فى أهدافها وللأخذ بيد من دونها واحترام ما فوقها

أما الطبقة الراقية وإن بدت أرقى مكانًا وأعظم حالاً وأكثر تعليمًا ومالاً إلا أنها تعلم أن وجودها وثباتها وامتدادها مرتبط بحجم طموحها الوثاب ، وبقدرتها على الإستفادة مما دونها من طبقات والحفاظ عليهم..ورثت عن أبائها ثروة وعلمًا ومكانة ، تريد أن تُحافظ عليها وتنميها ، فكان فيهم المال والعلم والجاه ، وقليل منهم المتكبر أو المتغطرس أو الممتن على من سواه وبحدود.

ثم تبدلت الموازين وتهدمت القيم وخف الإيمان أو ضحُل و تلاشت التربية أو انعدمت واصبح التعليم شهادة باهتة قد تنفع ولكنها لا تضر ، ونضب معين الثقافة وحب النبوغ والطموح والتطوير ، وبدت بل بدأت سفينة المجتمع تترنح يمينًا ويسارًا ، ولم يكن هذا التغيير وليد صدفة أو حركة طبيعية فى المجتمع ، أو حقبة عادية تعيشها الأمم .

لقد جاءت جميعًا فى مصرنا الحبيبة متوافقة مع إهدار الكرامة ، وهدم القيم ومحاربة الدين والتنكيل بعلمائه ومصادرة الأموال ونهبها بدعوى التأميم ، والإدعاء بالحفاظ على قوت الشعب ، وغيرها .. وغيرها .. ثم تكرر مرارًا بعدها ، ومن ذلك نهب أموال شركات توظيف الأموال والبنوك وودائع المستثمرين وما رافق ذلك من هزائم على كافة الأصعدة ، وتتوالى الأحداث لتأتى مرحلة بيع ما تبقى بعد التأميم .. وتنتهى ببيع الإنسان..

وأشد هذه الهزائم جميعًا وأكثرها سوءً هو هزيمة الإنسان من داخله ، وسحق كرامته ، وانعدام هدفه .. وهو ما تعانيه أجيال بكاملها..نجم عن ذلك ضياع القيم والأخلاق والمعايير والضوابط واختلال الموازين ، فأكثر أغنياء اليوم لدينا جاء ثراؤهم عشوائيًا ، بلا مقدمات ولا مؤهلات ، سوى السلب أو النصب أوالإحتيال ، وكذلك فهناك من فقراء اليوم من كان من أثرى الأثرياء وسلبت أموالهم بعد أن سُلبت كرامتهم .. وهذا يُبرز المتناقضات الحادة التى يُعانى منها المجتمع..

وأنقل لك تجربتى الشخصية وقد نشأت فى الطبقة المتوسطة بأنى لا أجد غضاضة فى التعامل مع كافة فئات المجتمع والسير فى أحقر حواريه أو أعظم شوارعه ، وسواءً التعامل مع أعلى أغنيائه ووجهائه ومثقفيه ، أو أبسط أهله وأفقرهم ، وسواء فى مصر أو فى خارجها ..

كما وجدت أن الطبقة المتوسطة من واقع الخبرة الحياتية هى الأقدر على النجاح والطموح والاستقرار ( نسبيًا ) فى خضم العواصف العاتية التى نعيشها ، وهم أكثر مرونة ونضجًا فى التعامل مع الفئات المختلفة ، سئل أحدهم : أيهم أفضل العلماء أم الأمراء ، فقال : العلماء ، قالوا له : ما بالنا نرى العلماء على أبواب الأمراء ، فقال : لمعرفة العلماء بفضل المال ، وجهل الأمراء بقيمة العلم..

ويوم تكون المعايير فى موضعها فعلينا أن لا نتعالى ولا نحزن ، فالله تعالى يقول ( وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ) ، والرزق ليس مالاً وحده ، وقد يزيد فى هذه وينقص فى تلك ..

تم تعديل بواسطة ENG. BEHAIRY

أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزتى مدام سلوى (المدام المفضلة لدى :angry2: ) ... حسنا .. تلك أول مرة نختلف فيها .. لكن بعض الاختلاف لن يضير أحدا .. ربما على سبيل التغيير نختلف تلك المرة ..

ولك أقول .. انك قد أعطيتى لما قاله الكاتب بعدا و طولا و عرضا و ارتفاعا أكبر مما كان يقصد .. هل قرأتى قصة (نادى القتال) والتى تحولت الى فيلم سينمائى .. كان الكاتب يتحدث عن وضع الوسط .. و الوسط ليس الوسطية .. فشتان بين الكلمتين سيدتى ... كما أن المقال لا يدعو بأى حال من الاحوال للتطرف ..

وضع الوسط هو وضع عدم الاتسام بشىء ان صح التعبير ... اما الوسطية فهى المطلوبة فى كل شيىء بدءا من ديننا .. و انتهاءا حتى بمناهجنا و أفكارنا .. بالطبع ليست الوسطية هى التفريط فى بعض أركان الدين و التمسك ببعضها على سبيل الوسطية مثلا ...

(نادى القتال) كان يتحدث عن الشخص العادى .. الطبيعى .. من هو ؟؟ رقم حساب فى بنك ... ووظيفة و خمسون أو ستون عاما من العمل الروتينى الممل و العلاقات الاجتماعية الخالية من المعنى ثم الموت ... و انا لست بصدد مناقشة قكرة الرواية و معالجة الفوضوية ضد النظام .. لكننى أضرب مثلا على كل هذا ..

لم يقصد الكاتب بأى حال من الأحوال ان المطاوى و السنج هى الحماية ... و بين الأسطر هناك لكنة تهكم واضحة ... كما أنه لم يقصد أن البودى جاردات أيضا شيئا صائبا .. ان هو الا تهكما على واقعنا المرير .. و الذى يجعل من الشخص المحترم الذى يفتقر الى جرأة من تربوا فى الشوارع و أيضا نفوذ من يملوكون النفوذ يجعل منه انسانا متعبا ... مرهقا .. رأى الكثير لكنه لم يستطع تغيير شيء

انه شعور للكاتب حاول أن يبثه عن مسألة أنه و الى هذه اللحظة لم يستطع أن يفهم .. و لا أن يتأقلم .. انك لن تتزوج من فتاة بسيطة حارة العواطف .. تعرف جيدا كيف تسعد رجلها ... كما أنك لن تتزوج من فتاة رومانسية مثقفة تفهمك حين تحدثها عن سومرست موم و معاناة ادجار آلان بو .. انك ستتزوج ابنة الأستاذ عبد الجواد موجه الجغرافيا .. وهى أيضا ستتزوج شاب عادى .. لم يكن يوما بطلا فى التنس .. كما أنه لم ينقذ العالم مرتين على الأقل .. و هو يقصد أيضا لعنة عدم الاتسام بشىء .... التربية المحافظة المؤدبة التى تجعلها تتحرج من أى شيء و تجعل كرامتها تقفز كمحور أساسى لأى ردة فعل

لكن من قال أن هذه قاعدة عامة ... أنتى نفسك يا سيدتى الفاضلة (بأحلامك و روحك و ثقافتك و مبادئك و شخصيتك و تجاربك كما استشعرناها) شذوذ واضح على تلك القاعدة ... الكاتب نفسه بأفكاره و نجاحه (كاتب ناجح , شاعر موهوب , أستاذ دكتور فى كلية الطب) شذوذ لتلك القاعدة ...

ان هى الا رغبة فى الحلم .. فى التحليق .. فى عدم الالتزام بالقواعد و الأفاق التى تميز الطبقة المتوسطة ... ان هى الا نظرة انسان يحيا حياة روتينية للمغامرة ...

زمن متوسط لا يميزه شيء واضح ... سن متوسط .. يفتقد لجرأة و اندفاع الشباب .. ولحكمة و صواب رأى الشيوخ .. انها روح اللون الرمادى ان صح التعبير .... هل تعرفين ماذا تعنى كلمة زمن متوسط فى رأيى .. انظرى الى الثمانيات من هذا القرن ... ماذا كان يميزها ..الأربعينات و الخمسينات .. الحرب العالمية و الثورات العلمية و التجديد و محاولات الفهم و اعادة ترتيب تارخ الانسانية ... الستينات و بداية روح الثورة و التغيير ... الستينات و الأبيض و الاسود .. حيث كانت تبدو كل فتاة كفتاة أحلام و يبدو كل شاب كفارس أحلام ... السبعينات وزمن الموضة فى كل شيء .. فى الثقافة .. فى الملابس .. فى الأجهزة .. فى كل شىء ... و أكتوبر و الحرب ... و نهايات التسعينات و بدايات القرن الجديد .. و التقدم العلمى المبهر الذى خرج من كونه مجرد أخبار و غزا الحياة

لكن مالذى كان يميز الثمانينات .. لا شيء .. و لن يشعر بها الا من هم فى سنى .. حيث كانت بدايات أغانى حميد الشاعرى و ايهاب توفيق و عمرو و هشام تمثل شيئا عن المراهقة ... لن يشعر بها أحد لأنها كانت فترة عدم اتسام بشىء ..

لم يكن المقال الا فضفضة ... وليس حثا على شيء ... فى الفيلم العبقرى (انقاذ الجندى رايان) همس الكابتن و هو يموت لرايان الجندى الذى مات الكثيرون من أجل انقاذه .. همس له : استحق هذا .. عش و استحقه ... أيضا فى فيلم تايتانك عندما اخذ منها وعدا بأن تعيش ... تعيش بكل معان الكلمة ...

هذا ما أقصده بالوضع الوسط ... ما أكبر مغامرة ممكن أن يعشها الأستاذ عبد الجواد موجه الجغرافيا ..و ما أقصى طموح ابنته ؟؟ ابنته متوسطة الثقافة .. متوسطة الجمال و الذكاء و الاحلام ..

انتى ربما سيدتى الفاضلة لم تر فتاة جامعية تسأليها ما اهتماماتها فتجيبك بضحكة عابثة بأنه ليس لديها اهتمامات وكأن هذا شيئا يدعو للفخر ... لكنى رأيت الكثيرات .. و الى الآن مازلت خائفا أن أتزوج فتاة ليس لديها اهتمامات ... ليس هناك شيء تحبه بشدة و لا شيىء تكرهه بشدة ... كل شيىء عندها عادى من الموسيقى و حتى مباريات كرة القدم .. تلك هى الفتاة المتوسطة كما أفهمها أنا .. أنا الذى مازلت أتمنى أنى حين أتزوج .. أتزوج فتاة تجد كلمات تجيب بها على سؤال ما تحب .. تحب شيئا ما بشدة .. حتى لو كان فتح الخزن ... و تكره شيئا ما بشدة حتى لو كان الشعر ..

لكنك لم تحيى تلك الحياة المتوسطة ... أنتى قرأتى و عرفتى و كتبتى و أحسستى و شعرتى و اهتممتى و انفعلتى ... جالست الكتاب و اصطحبك جدك فى يوم ممطر لكى ترى من الاسكندرية ما قد لا يراه ساكنوها ..

ان الكاتب لا يقصد أنه يشعر بالزهو و التكبر حين يسير فى حارة أو بالضآلة و الاحراج حين يسير فى حي راق .. لكنه كان تعبيرا ساخرا على فكرة عدم الاتسام بشىء ...

أرجو أن أكون قد أوضحت قليلا من الصورة ...

مهيب

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

الدكتور ده هايل والله العظيم ..

بس حاسه من بين السطور إنه مبسوط إنه من الطبقة المتوسطة ...

فعلاً حلو إن الواحد يكون من الطبقة المتوسطة اللي عليها أغلبية الشعب ... يحس إنه فيه ناس كثير يفهمهم ويفهمونه ..لأنهم يحييون نفس الحياة ويعيشون نفس العيشة ... أنا حاسه إن اكتر العباقرة والمثقفين و الناجحين في حياتهم من الطبقة المتوسطة !!

بس حكاية الزواج ... أنا لما أقول لحد إن نفسي أرتبط بإنسان .. مثقف .. يقدس العلم والفكر ... وصاحب طموحات عالية .. بيهروني تريقة .. واتهم بالغباء :D !!

ليه هو انتوا ناويين تقعدوا تقرأوا لبعض !! ... لا والا شكلكم هيبقى عامل ازاي وانتوا بتنقدوا قصيدة والا رواية !! ... يا ستي الزواج أعمق من كده بكتير!! ... لما بكرى تتجوزي واحد يقدس العلم والقراءة ..هيغوص هو في الكتب .. ويسيبك .. وتقعدي انتي تتفرجي عليه ... أصل المثقفين دايما جامدين وما عندهمش مشاعر .. !!

ولما تشوفي عيشة الناس اللي ميقروش غير الجرايد بس ... هتقولي يا بختهم :wub: !!

يا ستي اهم حاجه انه طيب وابن حلال وبيصلي وعنده وظيفة بتاكّله عيش .. انما يقرا ومايقراش ... بلا كلام فاضي !!!

بصراحة الناس شككوني في قناعاتي ... وكثيراً ما يجرفنا تيار المجتمع لنؤمن بما يؤمن به !!!

جيجي ...

سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ...

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزتى جيجي.. ورغم أنى سأخرج عن الموضوع لكن اثارتك لفكرة الثقافة و المثقفين أثارت اهتمامى .. و أنا لست أدافع عن المثقفين لأنى أحدهم .. بل لأنى أتمنى أن أصير أحدهم يوما ما ...

بصى بقى يا ستى ... أولا مين اللى قال ان الحياة وظيفة و صلاة و بس ... القصة أكبر و أعمق من كده بكتير ... بس فى الأول .. ايه هى الثقافة ؟؟ هى ببساطة المعرفة ... أو كما عرفها عباس العقاد هى أن تعرف شيئا عن كل شيء و كل شيء عن شيء ... يعنى تبقى تمام فى مجالك و عارفة عنه أكبر قدر ممكن .. لكن فى نفس الوقت تعرفى ولو حاجات بسيطة عن كل ما حولك ..

و الشخص الغير مثقف هو الانسان السطحى ... الذى لا يرى من الأشياء الا أقربها الى أنفه ... و لا يعلم عن الدنيا الا ما يحيط به منها ... مين قال ان الانسان المثقف هيقضيها فى الزواج قراءة فى قراءة .. و يسيبك تتفرجى عليه .. ماهو لو ناوى على كده مكانش هيتجوز من الأصل علشان يتفرغ لكتبه .. لكن الارتباط بانسان مثقف ليه فوائد كتيرة .. توسيع المدارك ... حتى قرارته فى حياته هتبقى أكثر حكمة و عقلانية و موضوعية ... باختصار أعتقد أنه يكون شخص يعتمد عليه ... بالطبع لا أهمل أن يكون طيب و ابن حلال و بيصلى .. و طبعا محدش قال ان الشخص المثقف بيكون شرير و ابن حرام و لا يصلى

المفروض ان ثقافة أى انسان بتتحول رغما عن أنفه الى سلوك ... و الثقافة تحضر ... و الثقافة علم .. و الثقافة حكمة و معرفة..

لكن صورة المثقف اللى شعره منكوش و لبسه مبهدل و قاعد يقرا ليل نهار دى صورة الاعمال الدرامية السطحية اللى مش بتشوف فى واحد زى أينشتاين مثلا غير انه راجل شعره منكوش .. أما الفيس بريسلى فهو النجم الوسيم

انتى قولتى على لسان الناس ان اهم حاجة انه يبقى طيب و ابن حلال و بيصلى و معاه فلوس ... لكن يقرا و ميقراش بلا كلام فاضى ... و أنا فعلا باستعجب ان بعد 1426 سنة من ساعة ما سيدنا جبريل ظهر لسيدنا محمد p1.gif و قاله (اقرأ) باستعجب ان فى ناس لحد دلوقتى بتقول على القراءة كلام فاضى ... مع ان مفيش دين ولا منهج بشرى حتى حث على القراءة و المعرفة و التأمل فى ما خلق الرحمن مثل الاسلام .

ان من قرأ فى السيرة عرف كيف قاد الرسول الدعوة و ادارها و نشرها بذكاء و عبقرية ... أما من لم يقرأها فلا يسمع الا أن رسول الله كان عظيما .. لماذا؟؟ لا يعرف

ومن يقرأ فى الفقه .. سيعرف ان جمهور العلماء اجتمع على أن ترتيب الصلوات مهم و يجب الحفاظ عليه مع الحفاظ على صلاة الجماعة .. أما من لا يقرأ فسيعرف كيف يصلى .. لكنه لن يعرف ماذا يفعل اذا كان فى المسجد و أقام الامام صلاة ما و لم يصل هو الصلاة التى تسبقها .. هل يصلى مع الامام .. أم يصلى معه بنية الصلاة الفائتة .. أم يصلى معه ثم يصلى الصلاة الفائتة بعدها .. أم .. أم ..

من قرأ فى التاريخ سيتعلم أن ما نعايشه الآن هو صراع أديان بحت و ليس صراع حضارات .. و أن الحروب مفهومها اختلف لكن أهدافها كانت و ستظل كما هى ... و من لم يقرأ فى التاريخ لن يحب وطنه الا بدافع التعصب الأحمق و الانتماء المفتعل

من يقرأ فى العلم سيعرف أن ثقب الأوزون ما هو الا ظاهرة كونية تتكرر كل فترة زمنية طويلة تصل الى 500 سنة و يختلف اتساعه من ضيقه أما من لم يقرأ فسيظل يتحدث عن تلويث ثقب الأوزون كأنها حقيقة مسلم بها لمجرد أنهم سمعوه يتحدث عن هذا

وهكذا .. تجدين عزيزتى أن الثقافة مهمة للغاية ... فى أحد المنتديات الأخرى من التى لا تجدى فيها الا كلمة (مشكووووور أخوووووى) كان هناك موضوعا يتحدث عن حادثة حدثت هنا فى السعودية من فترة ... هى جريمة أقدم عليها أخ و قام بتعرية زوجة أخيه و محاولة اغتصابها ... جريمة قد تحدث فى أى مكان فى العالم .. وليس لها أى دلالات خاصة سوى أنها جريمة نكراء ... لكن أحد المعلقين العباقرة قال تعليقا غاية فى الغرابة ... قال بالحرف .. أنه والله ما فعلها غير الموساد الملاعين !!!!

هل علمتى فتاتى ماذا تعنى كلمة ثقافة و ما أهميتها ؟؟؟

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...