اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

العروس المستعصية


مهيب

Recommended Posts

مقال قرأته فى موقع اسلام أون لاين .. يناقش قضية غاية فى الأهمية و الخطورة و بشكل واقعى صادم

كتب أحمد زين

العروس المستعصية

بين الحين والآخر أرجع إلى أوراقي الخاصة المتناثرة أجمعها وأحاول أن ألملم خواطر ومشاعر فترات عمرية متلاحقة.. فأضحك مع قصاصة صحفية، أو أذرف الدمع مع خاطرة آسفة، أو أراجع هدفًا لم يتحقق ووسيلة نافعة لم تنفذ.. وحين وقعت عيناي على ما قرأت أو جمعت من قصاصات وخواطر عن مواصفات "فتاة الأحلام" لدى الأدباء والشعراء وجدت صورة مثالية رومانسية إنسانية رفيعة عن تلكم الفتاة الملتزمة .. المتدينة.. رقيقة المشاعر.. فهي دومًا مرهفة الأحاسيس، عذبة الصوت.. حلوة اللسان، واسعة العلاقات الاجتماعية، موسوعية الثقافة، أصيلة النسب، راضية بالقليل، متوكلة على الله. باختصار: أسد العرين إن غبت وبلبل العش إن حضرت.. وضحكت فلم أكن آنذاك على وعي بفقه الواقع المرير

فإذا استرسلنا في الحكاوي لن ننتهي؛ ولكن الملاحظ أن أنماطًا عجيبة من الناس بدأت تظهر في مجتمعاتنا:

أ- نموذج العروس "المشروع": فبعض الأهالي يعتبر ابنته مشروعًا مربحًا؛ فيسعى لارتباط ابنته بأفضل "المثمنين"!! وإجراء مزايدة مغلقة "المظاريف" لاختيار على من يرسو المزاد؟ ومعنى مغلقة المظاريف أن يتمهل أهل العروس في الرد كذا شهر.. والخاطب المسكين لا يعلم أنه أحد المتقدمين الذين تجرى المفاضلة بينهم، ويا ليتها مفاضلة أخلاقية أو دينية أو حتى ذات بعد مستقبلي.. ولكن القبيح أن تكون مفاضلة لما في جيبه حاليًا.

ب- نموذج "العروس الدمية": التي تحب خطيبها بصدق لكنها تستجيب لضغوط أهلها بطلبات مرهقة لا يطلبونها بأنفسهم لكنهم يقدمون ابنتهم لتبتز هي خطيبها، والأهل في هذه الحالة يزكون الفتنة ويصعبون الخيار فمقولات مثل: "هي التي تريد"، "هل تغضبها أم تدخل السرور على قلبها.." ، "هل هي غالية عندك؟"- كفيلة بألا يكون أمام العريس خيار!!

ج- نموذج العروس "المستكشفة": وهي تلك التي تريد أن تعرف ما أقصى قدرات العريس فيدفعها الأهل – أو تفعل من تلقاء نفسها- إلى إرهاقه بالمطالب الكمالية وكل مرة "إما هذه وإما لا.." وحين يستجيب مرة وراء الأخرى – حبًا في البنت- يعرفون أن البئر ما زال مليئًا فيفكرون ما الذي بقي لنغترف من البئر!!

نماذج.. نماذج… نماذج ..

ماذا يفعل الشاب إزاءها؟؟

الشاب الذي تستعر المشاعر داخله، وإذا تجاوزنا الإشباع المادي بكل سعاره الحالي!! فإننا أمام جفاف الروح في عالم الدولار والبورصة سنقف مشفقين على شاب تعدى الثلاثين ولم يرتبط عاطفيًا وقضى بضعة عشر عامًا منذ بلوغه وهو يكتفي من العواطف بسماعه عنها … والأزمة الحقيقية مع الشباب الملتزم الذي يمنعه دينه من تفريغ هذه المشاعر – النفسية منها والمادية- تفريغًا بهيميًا لكنه يدخرها.. والسؤال إلى متى يدخرها؟ ومن تستحق عناء الادخار؟ إذا كانت مستعدة للتضحية به في سبيل مطلب مرهق تعثر تنفيذه، إذا كان ينحت في الصخر ويخوض لجج البحار ويأكل الشوك كي يصل إلى زهرة حياته، فيجد عنصر الشر في مغامرته (المجتمع) يصده عنها ويرهقه بمطالب مذهلة معجزة..

وأفهم جيدًا أن يتم إنهاء الارتباط من جانب أهل الفتاة لعيوب شخصية قادحة أو فروق اجتماعية فادحة أو أي نوع من التقويم الجاد، ولكن أن يتم التفريق بين قلبين – أزعم أنهما قد ارتبطا وتعلقا في معظم الحالات- بسبب نوع الغسالة أو تكاليف حفل الزفاف فهذا مالا يُفهم؛ خاصة إذا كان الشاب رجلاً حقيقيًا يطمئن الأهل وابنتهم في كنفه.

حالة من الفوضى العارمة تسود، وعدم وجود أسس تقويم ومبادئ انتقاء؛ أدى بالأمر إلى ما وصفه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم "فتنة في الأرض وفساد كبير" صدقت يا رسول الله وما فتنة أعظم من تلكم التي تناقلتها الصحف أن بنتًا لم تتعد الثالثة والعشرين تزوجت أربع مرات دون علم أهلها .. زواجًا عرفيًا وهي تقيم بين ظهراني أهلها الذين لا يعلمون عنها شيئًا.. أين أمها تلك التي استأسدت على من رغب ابنتها في الحلال؟.. ألم تلحظ تغيرًا ما جسديًا أو نفسيًا أو عاطفيًا أو ..على ابنتها ؟ أم تراها في وادٍ آخر غير ابنتها وإذا كان الأمر هكذا فلم لا تتركها تختار شريك حياتها ليبدآ سويًا حياة عامرة.. كفاحًا ونضالاً، فشلاً ونجاحًا!

وأي فساد أكبر من أن تلتهب عواطف الفتى والفتاة خمسة عشر عامًا لا تجد متنفسًا، والمرجل يغلي وقد سُدَّت فوهته، فالانفجار بالفتنة والتعبير بالفساد هو ما يفسد المرجل ويفجره.

واللافت للنظر أن هذه النماذج القميئة تظهر في شريحة غير قليلة في مجتمعاتنا، وهذه الشريحة هي التي تعيش بين نارين: الرغبة في التسلق لطبقة أعلى (وربما كان ذلك بواسطة ابنتهم المتعلمة المرغوبة).. ونار الخوف من السقوط درجة إلى طبقة أقل وأدنى اجتماعيًا وماديًا.. وهذا – في رأيي- ما يجعل عريسًا مقبولاً ماديًا، ينتظره مستقبل مرموق يُرفض لا لشيء إلا لأن أهل العروس يخشون من المغامرة معه، وهم يريدون صفقة حاضرة بمبدأ Cash & Carry.

والشاب يصارع، نعم يصارع، بل ويقاتل ويطاحن حتى يتزوج ..فبين إعداد مادي ضخم والالتحاق بأكثر من عمل، والتضحية بإكمال دراسته مثلاً أو استغلال نقوده في مشروع تجاري وبين اختيار صعب في ظل تعثر العلاقات الطبيعية بين العائلات وتقلص مساحات الأهل والمعارف، وتشتت الذهن في أسس الاختيار وعدم وجود الناصح الأمين الذي يرشح ويزكي ويقود زمام الموقف، ومن جهة أخرى الصراع والمفاوضات مع أهل الزوجة حول المطالب المادية، ومن جهة ثالثة إرضاء الأم والأخت في ظل غيرتهما من حماته المستقبلية، وكذلك ضغوط العمل وغيرها.. فمتى يعمل على التقارب مع مخطوبته؟.. ومتى يقيس فيها مشاعرها تجاهه؟.. ومتى يعمل على إثراء ثقافتها؟.. ومتى يتعاونا سويًا للتخلي والتحلي الخلقي والثقافي والاجتماعي؟.. ومتى.. ومتى..

النماذج الإيجابية موجودة.. لا ننكرها وإن ندرت، ونحن بحب نثق في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :"الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين"، فما زال هناك من ينتهج نهج "شعيب" عليه السلام فيختار القوي الأمين ولا يجد غضاضة في أن يخطب "موسى" لابنته، وما زال هناك من يزوج ابنته بالقرآن، وما زال هناك من يشتري رجلاً ويأمره بالتماس "خاتم" ولو من حديد، ولا يزال نموذج الفتاة التي تشارك في المجتمع بخدرها الطاهر وتنتقي من إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها بغض النظر عما سيضيفه إلى رصيدها البنكي، وما يزال.. وما يزال.. ولكن تغوُّل النموذج السلبي وهيمنته، وانتقال العقلية الاستهلاكية إلى أشرف العلاقات الإنسانية (الزواج) حوَّل الأمر لدى البعض إلى كابوس رهيب.

من فضلكم.. كفانا اتهامًا متكررًا للشباب بالعبث واللهاث الدائم وراء الجمال فحسب وإغفال قيم الدين والتربية والأخلاق، بينما الواقع يصرخ فينا ..إن شبابًا كثيرين يتطلعون إلى "ذات الدين" ولكن كثيرًا ما لا تُطبَّق عليهم: إذا أتاكم "من ترضون"..

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

مقال قرأته فى موقع اسلام أون لاين .. يناقش قضية غاية فى الأهمية و الخطورة و بشكل واقعى صادم

كتب أحمد زين

العروس المستعصية

بين الحين والآخر أرجع إلى أوراقي الخاصة المتناثرة أجمعها وأحاول أن ألملم خواطر ومشاعر فترات عمرية متلاحقة.. فأضحك مع قصاصة صحفية، أو أذرف الدمع مع خاطرة آسفة، أو أراجع هدفًا لم يتحقق ووسيلة نافعة لم تنفذ.. وحين وقعت عيناي على ما قرأت أو جمعت من قصاصات وخواطر عن مواصفات "فتاة الأحلام" لدى الأدباء والشعراء وجدت صورة مثالية رومانسية إنسانية رفيعة عن تلكم الفتاة الملتزمة .. المتدينة.. رقيقة المشاعر..  فهي دومًا مرهفة الأحاسيس، عذبة الصوت.. حلوة اللسان، واسعة العلاقات الاجتماعية، موسوعية الثقافة، أصيلة النسب، راضية بالقليل، متوكلة على الله. باختصار: أسد العرين إن غبت وبلبل العش إن حضرت.. وضحكت فلم أكن آنذاك على وعي بفقه الواقع المرير

فإذا استرسلنا في الحكاوي لن ننتهي؛ ولكن الملاحظ أن أنماطًا عجيبة من الناس بدأت تظهر في مجتمعاتنا:

أ- نموذج العروس "المشروع": فبعض الأهالي يعتبر ابنته مشروعًا مربحًا؛ فيسعى لارتباط ابنته بأفضل "المثمنين"!! وإجراء مزايدة مغلقة "المظاريف" لاختيار على من يرسو المزاد؟ ومعنى مغلقة المظاريف أن يتمهل أهل العروس في الرد كذا شهر.. والخاطب المسكين لا يعلم أنه أحد المتقدمين الذين تجرى المفاضلة بينهم، ويا ليتها مفاضلة أخلاقية أو دينية أو حتى ذات بعد مستقبلي.. ولكن القبيح أن تكون مفاضلة لما في جيبه حاليًا.

ب- نموذج "العروس الدمية": التي تحب خطيبها بصدق لكنها تستجيب لضغوط أهلها بطلبات مرهقة لا يطلبونها بأنفسهم لكنهم يقدمون ابنتهم لتبتز هي خطيبها، والأهل في هذه الحالة يزكون الفتنة ويصعبون الخيار فمقولات مثل: "هي التي تريد"، "هل تغضبها أم تدخل السرور على قلبها.." ، "هل هي غالية عندك؟"- كفيلة بألا يكون أمام العريس خيار!!

ج- نموذج العروس "المستكشفة": وهي تلك التي تريد أن تعرف ما أقصى قدرات العريس فيدفعها الأهل – أو تفعل من تلقاء نفسها- إلى إرهاقه بالمطالب الكمالية وكل مرة "إما هذه وإما لا.." وحين يستجيب مرة وراء الأخرى – حبًا في البنت- يعرفون أن البئر ما زال مليئًا فيفكرون ما الذي بقي لنغترف من البئر!!

نماذج.. نماذج… نماذج ..

ماذا يفعل الشاب إزاءها؟؟

الشاب الذي تستعر المشاعر داخله، وإذا تجاوزنا الإشباع المادي بكل سعاره الحالي!! فإننا أمام جفاف الروح في عالم الدولار والبورصة سنقف مشفقين على شاب تعدى الثلاثين ولم يرتبط عاطفيًا وقضى بضعة عشر عامًا منذ بلوغه وهو يكتفي من العواطف بسماعه عنها … والأزمة الحقيقية مع الشباب الملتزم الذي يمنعه دينه من تفريغ هذه المشاعر – النفسية منها والمادية- تفريغًا بهيميًا لكنه يدخرها.. والسؤال إلى متى يدخرها؟ ومن تستحق عناء الادخار؟ إذا كانت مستعدة للتضحية به في سبيل مطلب مرهق تعثر تنفيذه، إذا كان ينحت في الصخر ويخوض لجج البحار ويأكل الشوك كي يصل إلى زهرة حياته، فيجد عنصر الشر في  مغامرته (المجتمع) يصده عنها ويرهقه بمطالب مذهلة معجزة..

وأفهم جيدًا أن يتم إنهاء الارتباط من جانب أهل الفتاة لعيوب شخصية قادحة أو فروق اجتماعية فادحة أو أي نوع من التقويم الجاد، ولكن أن يتم التفريق بين قلبين – أزعم أنهما قد ارتبطا وتعلقا في معظم الحالات- بسبب نوع الغسالة أو تكاليف حفل الزفاف فهذا مالا يُفهم؛ خاصة إذا كان الشاب رجلاً حقيقيًا يطمئن الأهل وابنتهم في كنفه.

حالة من الفوضى العارمة تسود، وعدم وجود أسس تقويم ومبادئ انتقاء؛ أدى بالأمر إلى ما وصفه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم "فتنة في الأرض وفساد كبير" صدقت يا رسول الله وما فتنة أعظم من تلكم التي تناقلتها الصحف أن بنتًا لم تتعد الثالثة والعشرين تزوجت أربع مرات دون علم أهلها .. زواجًا عرفيًا وهي تقيم بين ظهراني أهلها الذين لا يعلمون عنها شيئًا.. أين أمها تلك التي استأسدت على من رغب ابنتها في الحلال؟.. ألم تلحظ تغيرًا ما جسديًا أو نفسيًا أو عاطفيًا أو ..على ابنتها ؟ أم تراها في وادٍ آخر غير ابنتها وإذا كان الأمر هكذا فلم لا تتركها تختار شريك حياتها ليبدآ سويًا حياة عامرة.. كفاحًا ونضالاً، فشلاً ونجاحًا!

وأي فساد أكبر من أن تلتهب عواطف الفتى والفتاة خمسة عشر عامًا لا تجد متنفسًا، والمرجل يغلي وقد سُدَّت فوهته، فالانفجار بالفتنة والتعبير بالفساد هو ما يفسد المرجل ويفجره.

واللافت للنظر أن هذه النماذج القميئة تظهر في شريحة غير قليلة في مجتمعاتنا،  وهذه الشريحة هي التي تعيش بين نارين: الرغبة في التسلق لطبقة أعلى (وربما كان ذلك بواسطة ابنتهم المتعلمة المرغوبة).. ونار الخوف من السقوط درجة إلى طبقة أقل وأدنى اجتماعيًا وماديًا.. وهذا – في رأيي- ما يجعل عريسًا مقبولاً ماديًا، ينتظره مستقبل مرموق يُرفض لا لشيء إلا لأن أهل العروس يخشون من المغامرة معه، وهم يريدون صفقة حاضرة بمبدأ Cash & Carry.

والشاب  يصارع، نعم يصارع، بل ويقاتل ويطاحن حتى يتزوج ..فبين إعداد مادي ضخم والالتحاق بأكثر من عمل، والتضحية بإكمال دراسته مثلاً أو استغلال نقوده في مشروع تجاري وبين اختيار صعب في ظل تعثر العلاقات الطبيعية بين العائلات وتقلص مساحات الأهل والمعارف، وتشتت الذهن في أسس الاختيار وعدم وجود الناصح الأمين الذي يرشح ويزكي ويقود زمام الموقف، ومن جهة أخرى الصراع والمفاوضات مع أهل الزوجة حول المطالب المادية، ومن جهة ثالثة إرضاء الأم والأخت في ظل غيرتهما من حماته المستقبلية، وكذلك ضغوط العمل وغيرها.. فمتى يعمل على التقارب مع مخطوبته؟.. ومتى يقيس فيها مشاعرها تجاهه؟.. ومتى يعمل على إثراء ثقافتها؟.. ومتى يتعاونا سويًا للتخلي والتحلي الخلقي والثقافي والاجتماعي؟.. ومتى.. ومتى..

        النماذج الإيجابية موجودة.. لا ننكرها وإن ندرت، ونحن بحب نثق في قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :"الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم الدين"، فما زال هناك من ينتهج نهج "شعيب" عليه السلام فيختار القوي الأمين ولا يجد غضاضة في أن يخطب "موسى" لابنته، وما زال هناك من يزوج ابنته بالقرآن، وما زال هناك من يشتري رجلاً ويأمره بالتماس "خاتم" ولو من حديد، ولا يزال نموذج الفتاة التي تشارك في المجتمع بخدرها الطاهر وتنتقي من إذا أحبها أكرمها وإذا كرهها لم يظلمها بغض النظر عما سيضيفه إلى رصيدها البنكي، وما يزال.. وما يزال.. ولكن تغوُّل النموذج السلبي وهيمنته، وانتقال العقلية الاستهلاكية إلى أشرف العلاقات الإنسانية (الزواج) حوَّل الأمر لدى البعض إلى كابوس رهيب.

من فضلكم.. كفانا اتهامًا متكررًا للشباب بالعبث واللهاث الدائم وراء الجمال فحسب وإغفال قيم الدين والتربية والأخلاق، بينما الواقع يصرخ فينا ..إن شبابًا كثيرين يتطلعون إلى "ذات الدين" ولكن كثيرًا ما لا تُطبَّق عليهم: إذا أتاكم "من ترضون"..

العزيز مهيب

اسمح لى اختلف معك ومع كاتب هذه السطور.

كل ماهو مكتوب باللون الرمادى ماهو الا افتراء على المصريين ، أما ماهو باللون الازرق فهو مايمثل معظم المصريين.

اخى الفاضل ،

لست ادرى ان كان كاتب تلك السطور مصرى يعيش فى مصر بين اهليها ام ان مليكتبه هو مجرد حكايات واقاويل تحكى هنا وهناك.

سيدى الفاضل مازال المصريون يفضلون ان " يشتروا راجل " عندما يتقدم عريس لابنتهم.

مازال المصرى يقترض ويستدين لكى ( يسَتْر البنت ) ويخرج من جوازة البنت بديون قد تستمر سنوات حتى يسددها ، وهناك من الامهات التى تبدأ فى تخزين " شوار " البنت بعد ولادتها مباشرة.

مازالت البنت المصرية راضية بقليلها وشروطها فى العريس وشروط اهاها ايضا ان يكون له عمل دائم ووظيفة تتناسب مع المستوى الاجتماعى للاسرة.

أما النماذج السيئة التى ذكرت فى المقال فماهى الا حالات اعتبرها شاذة وموجودة فى بعض الطبقات الدنيا والعليا. أما الغالبية وتمثل السواد الاعظم من الشعب المصرى فمازالت بخير.

نقطة مهمة يجب ان توضع فى الاعتبار ، اى اسرة لديها بنت تتشدد فى اختيار العريس حتى تضمن ان بنتهم ستكون فى أمان بقية عمرها ، هذا من ناحية

اما الناحية الاخرى وهى الشق المادى من الموضوع ، فاعتقد ان من حق الاسرة ان تضمن لبنتها انها لن تنام على البلاط ولن تأكل يوم وتجوع يوم ، ولا تنسى ياسيدى الفاضل انك فى مصر ، ماأعنيه ان بعد الزواج وفتح بيت فإن الوارد بالكاد سيساوى الخارج ولن يكون بامكان الزوجين شراء عفشهم على مهلهم ، لذا تفضل الاسر ان يدخل الزوجين عش الزوجية وقد تم تجهيزه بما يحتاجونه.

أما إن كنت لم يحالفك الحظ بعد ولم تجد بنت الحلال ، فنصيحة من أخ أكبر ، وكما علمنا رسول الله فى حديثه الشريف " من إستطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أحصن للفرج وأحفظ للنظر ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ... فإنه له وجاء " أن كنت مستعدا ماليا ويمكنك فتح بيت ، ستجد ان بنات الحلال كثير وليس مهما مقدار ثروة الاسرة او البنت بقدر ماهو مهما ان تكون بنت حلال ، " خذوهم فقراء يغنكم الله " طبعا الخطاب موجه للجنسين.

كلمة أخيرة

مصر مازالت بخير

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

لست أدرى لم أخذت الموضوع بتلك الحساسية المفرطة .. يا سيدى .. مصر ما زالت بخير .. لكن ليس بانكار الحقائق .. الزواج قد أضحى أزمة فى مصر .. و لو كان ما ذكرت أنت من أمثلة هو الأغلبية العظمى من المصريين .. لما كانت هناك ثمة مشكلة ... ولو لم نحس بأن هناك مشكلة و اعتبرنا انكارها نوعا من الوطنية و أداء الواجب فقد استحققنا ما نحن فيه ..

ان نسب الزواج العرفى فى مصر ليست دليلا على أن مصر مازالت بخير ... و لو اعتبرناها مجرد حالات شاذة .. فلم لم تظهر الا الآن ... لم لم تظهر الا و (مصر مازالت بخير) ... لم لم تظهر قديما حين كانت (مصر بشر)؟؟؟!!!

على العموم وجهة نظرك فى مسألة أن (مصر لا زالت بخير) لها احترامها .. و ان كنت أفضل أن تخبرنى متى يمكن أن نقول أن مصر لم تعد بخير .. أم أننا لا نستطيع قول هذا من الأساس؟؟؟

الأمثلة التى ذكرها كاتب المقال موجودة و منتشرة فى الطبقة المتوسطة تحديدا ... و لقد رأيت تلك الأمثلة حولى كثيرا .. بنسبة تكاد تقترب من التسعين بالمائة فيمن رأيتهم (وهم شرائح مختلفة بالمناسبة ) .. لكن و بما أن (مصر لا زالت بخير) فليس ثمة مشكلة هنالك ... و نستطيع - بضمير مستريح - أن نعتبر تلك النسبة شرذمة مندسة داخل نسيج المجتمع المصرى الذى - قطعا - لازال بخير ..

أما فى مسألة زواجى و (خدوهم فقراء حتى يغنيكم الله) .. فلست أعلم ما دخلى أنا بالموضوع ..؟ و من هؤلاء الذين من المفروض أن آخذهم فقراء؟؟

ذكرت فى كلامك أن من شروط البنت المصرية أن يكون لعريسها عمل دائم.. من يستطيع أن يقول أن عمله دائم .. ان من يستطيع أن يجزم بأن عمله عملا دائما فله الأرض بما رحبت .. أما بالنسبة لما علمنا اياه الرسول الكريم .. فأعتقد أنه لا ينطبق على ما ذكرت أنت نفسك من مسألة الماديات و الـ(عمل الدائم)

مهيب

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

معليش بس جيت في النص

لست ادرى ان كان كاتب تلك السطور مصرى يعيش فى مصر بين اهليها ام ان مليكتبه هو مجرد حكايات واقاويل تحكى هنا وهناك.

ايوى يا محمد الأستاذ أحمد زين مصري يكتب في موقع إسلام اونلاين .. وكان مدير تحرير موقع عشرينات (الشباب .. شباب النت )..

والآن يعمل في قناة الجزيرة في قطر ....

جيجي ...

سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ...

رابط هذا التعليق
شارك

الفاضل مهيب موضوعك فعلا جدير بالأهتمام فمسألة المغالاة في الماديات وطلب المستحيل يمثل عقبة في طريق الشاب والفتاة وليس في مصر وحسب بل انا ارىالوضع لديكم افضل مما نحن فيه بكثير الا من رحم ربي فبعض المناطق لدينا لا تكتفي بمهر الفتاه وما تتطلبه حياتها مع زوج المستقبل وان كانت صعبة على الشاب ولكن عليه ايضا ان يتحمل نفقات اخرى بل هناك ما يدفع لأهل العروس وهو مايسمى بحق الخالة والعمة والأم وهلمجراااااا

اضافة الىان هناك من يضع في الحسبة ما خسرة على ابنته مثل القات والشيشة وما الى ذلك

وحتى نكون منصفين فهناك ايضا مناطق لا يأخذ فيها الوالد الا مهرا يسير جدااااااااا ويجهز هو ابنته وشعاره في ذلك ( احنا نشتري رجال وما نبيع بناتنا)

ومع ذلك نحترم وجهة نظر الأستاذ الفاضل محمد وله كل التقدير

تم تعديل بواسطة شهد
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      هذا الكتاب كان مرجعا رئيسيا لأجيال طويلة و كان يدرس في المدارس النسوية في مصر النسخ الورقية من هذا الكتاب غبر متوفرة من عدة سنوات إشتريت نسخة من سوق الكتب القديمة في السيدة زينب بناء على طلب المرحومة بيجة  التي أهدتها لزوجة إبنها و فقدت أثرها بعد ذلك. و في مرحلة من حياة محاورات المصريين إنتوينا أن نضيغه إلى محاورات المصريين و لم يكتمل المشروع نتيجة توقف الشركة المتعاقدين معها عن العمل. الجديد و المهم أمس .... الكتاب موجود للقراءة و التحميل  فقط إبحث عن تحميل كتاب أصول الطهي ل نظير
    • 17
      رغم الأحداث الدائرة على الساحة التى تفرض "النكد" على أى مصرى إلا أننى أحاول بموضوعى هذا أن أفرض نوع من الحوار الباسم و السعيد و سأنجح فى غرضى هذا لو تذكر كل زوج مشوار شراء الشبكة و تذكرت كل زوجة لحظة لبسها للشبكة أول مرة. ما سبق كان إستهلالا لابد منه معظمنا أو قل معظم جيلى أنا يتذكر أغنية محمد عبدالمطلب المطرب الشعبى المشهور و هو يتغنى بشبكة العروس المصرية : و من أجل الشباب يلزم نوع من الشرح لهذه الأغنية .... طبعا واضح إن الشبكة عبارة عن دبلتين و إسورة و لم يقل المطرب من أين
    • 4
    • 5
      كلنا طبعاً شوفنا اختنا فيروز وهي محتارة وتضرب اخماس في أسداس أمام فِهم معاني المصطلحات السياسية البسيطة مثل التكنوقراط والثيوقراط ... إلخ وبالرغم من سهولتها وإنتشار تداولها إلا أن معانيها قد تغيب عن البعض لأسباب ما smk: ... وإليكم محاولة متواضعة لشرح مبسط لتلك المعاني السهلة والبسيطة : - أتوقراطية : أي المركزية ( يعني كل خيوط الحكم والسلطة بتبقى في أيد شخص واحد بس .. زي ما مارينجوس الأول بيعمل كده ) - أوليجاركية : حكم الأقلية ( زي الاحزاب الفاشية ما بتعمل ) - ديماجوجية : سياسة تملق ال
    • 4
      توصل شاب سعودي إلى طريقة مبتكرة لضمان حضور أكبر عدد ممكن من "المعازيم" لزفافه، بعد أن قاطعه أهله اعتراضاً على زواجه. فقد قرر صالح بن حنش العمر، وهو موظف في الخطوط الجوية السعودية، إجراء سحب لربح سيارة هيونداي موديل 2007 ، يشارك فيه كل من يحضر حفل زفافه، وفق ما نقلت صحيفة "شمس" السعودية الخميس 6-9-2007. وفوجئ المدعوون للزفاف بوجود رقم اشتراك للسحب على بطاقة الدعوة لكل منهم، يمكِّنهم من دخول السحب شرط الحضور، والبقاء إلى نهاية الحفل. واضطر العمري إلى القيام بهذه الخطوة؛ لضمان حضور أكبر عدد ممكن
×
×
  • أضف...